الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما ليل يخالطه نهار
…
وأقمار تصدّ عن الشموس
وأنهار على النّيران تجرى
…
وأسلحة تسلّ على الرءوس
الذين ذكر الذّهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى زين الأمناء الحسن ابن محمد بن الحسن بن عساكر فى صفر، وله ثلاث وثمانون سنة. والشرف راجح ابن إسماعيل الحلىّ الشاعر. وعبد الرحمن بن عتيق [بن عبد العزيز «1» ] بن صيلا المؤدّب. وعبد السلام بن عبد الرحمن [ابن الأمين «2» ] علىّ [بن علىّ «3» ] بن سكينة.
وأبو المعالى محمد [بن أحمد «4» ] بن صالح الحنبلىّ ببغداد. وفخر الدين محمد بن عبد الوهاب الأنصارىّ يوم عيد الأضحى.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ذراعان سواء. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وثلاث أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 628]
السنة الثالثة عشرة من ولاية الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة ثمان وعشرين وستمائة.
فيها ساق التّتار خلف السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه بعد أن واقعهم عدّة وقائع من بلاد تبريز، فانهزم بين أيديهم إلى ديار بكر، فقتل فى قرية من أعمال ميّافارقين.
وفيها توفى بهرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيّوب، الملك الأمجد صاحب بعلبكّ. كان السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب أعطاه بعلبكّ عند وفاة أبيه
سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، فأقام فيها خمسين سنة حتّى حصره الملك الأشرف موسى بن العادل أبى بكر بن أيّوب وأخرجه منها، وساعده عليه ابن عمّه أسد الدين شيركوه صاحب حمص؛ فانتقل الملك الأمجد إلى الشام وسكنها حتّى قتله بعض مماليكه غيلة؛ وكان فاضلا شاعرا فصيحا كاتبا، وله ديوان شعر كبير. ومن شعره «دو بيت» :
كم يذهب هذا العمر فى الخسران
…
يا غفلتى فيه وما أنسانى
ضيّعت زمانى كلّه فى لعب
…
يا عمر فهل بعدك عمر ثان
قلت: وما أحسن قول قاضى القضاة شهاب «1» الدين أحمد بن حجر- رحمه الله فى هذا المعنى، وهو ممّا أنشدنى من لفظه لنفسه- عفا الله عنه-:
خليلىّ ولىّ العمر منا ولم نتب
…
وننوى فعال الصالحات ولكنّا
فحتّى متى نبنى بيوتا مشيدة
…
وأعمارنا منا تهدّ وما تبنى
وما ألطف قول السّراج «2» الورّاق- رحمه الله وهو قريب ممّا نحن فيه:
يا خجلتى وصحائفى سودا غدت
…
وصحائف الأبرار فى إشراق
وفضيحتى «3» لمعنّف لى قائل
…
أكذا تكون صحائف الورّاق
وفيها قتل السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه، واسمه تكش «4» ، وقيل محمود ابن السلطان علاء الدين خوارزم شاه؛ واسمه محمد بن تكش، وهو من نسل
عبد الله بن طاهر بن الحسين، وجدّه تكش هو الذي أزال ملك السّلجوقيّة. قتل بديار بكر، كما ذكرناه فى أوّل هذه السنة. ولمّا قتل دخل جماعة على الملك الأشرف موسى فهنّئوه بموته؛ فقال: تهنّونى به وتفرحون! سوف ترون غبّه! والله لتكوننّ هذه الكسرة سببا لدخول التتار إلى بلاد الإسلام، ما كان الخوارزمىّ إلّا مثل [السدّ «1» ] الذي بيننا وبين يأجوج ومأجوج؛ فكان كما قال الأشرف. كان الخوارزمىّ يقاتل التتار عشرة أيّام بلياليها بعساكره، يترجّلون عن خيولهم ويلتقون بالسيوف، ويبقى الرجل منهم يأكل ويبول وهو يقاتل.
وفيها توفّى المهذّب بن الدّخوار الطبيب، كان فاضلا حاذقا بعلم الطبّ أستاذ عصره، تقدّم على جميع أطبّاء زمانه، ومع هذا مات بستة أمراض مختلفة، ووقف داره وكتبه على الأطبّاء.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو نصر أحمد بن الحسين بن عبد الله بن النّرسىّ البيّع فى رجب، وله ثلاث وثمانون سنة. والملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن فرخشاه صاحب بعلبكّ. ومحمد بن عمر بن حسين «2» المقرئ الكردىّ بدمشق. والمهذّب عبد الرجيم بن علىّ رئيس الطبّ، ويعرف بالدّخوار فى صفر. وأبو الفضل عبد السلام بن عبد الله «3» الدّاهرىّ الخفّاف فى شهر ربيع الأوّل عن ثنتين وثمانين سنة. وأبو الرضا محمد بن أبى الفتح المبارك [ابن عبد الرحمن «4» ] ابن عصيّة الحربىّ فى المحرّم، وله ثلاث وثمانون سنة.