الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى الحافظ شرف الدين أبو الحسن علىّ بن المفضّل بن [علىّ «1» ] المقدسىّ الإسكندرانىّ المالكىّ، وله سبع وستون سنة. وفقيه بغداد أبو بكر محمد بن معالى بن غنيمة بن الحلاوى الحنبلىّ، وكان من أبناء السبعين «2» . والحافظ عبد العزيز بن محمود [بن المبارك «3» بن محمود] بن الأخضر، وله سبع وثمانون سنة فى شوّال.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وأربع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 612]
السنة السادسة عشرة من ولاية الملك العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة اثنتى عشرة وستمائة.
فيها خرج وجه السّبع من بغداد بالعساكر إلى همذان للقاء منكلى مملوك السلطان أزبك «4» خان، وكان قد عصى على مولاه وعلى الخليفة وقطع الطريق، فكتب الخليفة إلى ابن زين الدين «5» ، وإلى الملك الظاهر غازى صاحب حلب، وإلى الملك العادل هذا يطلب العساكر، فجاءته العساكر من كلّ مكان؛ وتوجّه ابن زين الدين مقدّم العساكر، وجاء أزبك وجلال الدين مقدّم الإسماعيليّة. وجمع أيضا منكلى جموعا كثيرة والتقوا قريبا من همذان، واقتتلوا قتالا شديدا، فكانت الدائرة على منكلى، وقتل من أصحابه ستة آلاف، ونهبوا أثقاله، فحال بينهم اللّيل فصعد
منكلى على جبل، وابن زين الدين والعساكر أسفل، وأوقد منكلى نارا عظيمة وهرب فى اللّيل، فأصبح الناس وليس لمنكلى أثر؛ ثم قتل منكلى بعد ذلك. وأزبك خان هذا هو غير أزبك خان النّترىّ المتأخّر.
وفيها أخذ خوارزم شاه محمد [بن تكش «1» ] مدينة غزنة من يلدز تاج الدين مملوك شهاب الدين [أحمد «2» ] الغورىّ بغير قتال.
وفيها أخذ ابن لاون الإفرنجىّ أنطاكية فى يوم الأحد رابع عشرين شوّال.
وفيها حجّ بالناس ابن أبى فراس من العراق نيابة عن محمد بن ياقوت.
وفيها توفّى علىّ ابن الخليفة الناصر لدين الله العباسىّ وكنيته أبو الحسن. وكان لقّبه أبوه الخليفة بالملك المعظّم، وكان جليلا نبيلا. مات فى ذى القعدة وأخرج تابوته وبين يديه أرباب الدولة. ومن الاتّفاق الغريب أنّه يوم الجمعة دخل بغداد رأس منكلى على رمح، وزيّنت بغداد وأظهر الخليفة السرور والفرح، ووافق تلك الساعة وفاة ابن الخليفة علىّ هذا، ووقع صراخ عظيم فى دار الخلافة، فانقلب ذلك الفرح بحزن. وخرجت المخدّرات من خدورهنّ ونشرن شعورهنّ.
قال أبو المظفّر: «ولطمن وقام النوائح فى كلّ ناحية، وعظم حزن الخليفة بحيث إنه امتنع من الطعام والشراب، وغلّقت الأسواق، وعطّلت الحمّامات، وبطل البيع والشّراء، وجرى ما لم يجر قبله. وكان الخليفة قد رشّحه للخلافة، ففعل الله فى ملكه ما أراد. وخلّف ولدين: أبا عبد الله الحسين ولقّبه جدّه «المؤيد» ويحيى ولقّبه ب «الموفّق» .
وفيها توفّى المبارك بن المبارك أبو بكر الواسطىّ النحوىّ. ولد سنة أربع «1» وثلاثين وخمسمائة، وكان حنبليّا، ثم صار حنفيّا، ثم صار شافعيّا لأسباب وقعت له، وكان قرأ الأدب على ابن الخشّاب «2» وغيره، وكان أديبا فاضلا شاعرا.
ومن شعره- رحمه الله قوله:
لا خير فى الخمر فمن شأنها
…
إفقادها العقل وجلب الجنون
أو أن ترى الأقبح مستحسنا
…
وتظهر السرّ الخفىّ المصون
قلت: ويعجبنى قول القائل، وهو قريب ممّا نحن فيه:
على قدر عقل المرء فى حال صحوه
…
تؤثّر فيه الخمر فى حال سكره
فتأخذ من عقل كبير أقلّه
…
وتأتى على العقل اليسير بأسره
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى الفقيه سليمان بن محمد بن علىّ الموصلىّ فى صفر، وله أربع وثمانون سنة. وأبو العبّاس أحمد بن يحيى ابن بركة الدّبيقىّ «3» البزّاز فى شهر ربيع الأول، وله أربع وثمانون سنة أيضا.
والحافظ عبد القادر [بن «4» عبد الله أبو محمد] الرّهاوى «5» بحرّان، وله ست وسبعون سنة فى جمادى الأولى. وأبو الفرج [يحيى «6» ] بن ياقوت الفرّاش «7» فى جمادى الاخرة. والقدوة