الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وست وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 593]
السنة الخامسة من ولاية الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر، وهى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
فيها قدم حسام الدّين أبو الهيجاء السّمين بغداد وخرج الموكب للقائه، ودخل أبو الهيجاء فى زىّ عظيم [و] رتّب الأطلاب على ترتيب أهل الشام، وكان فى خدمته عدّة من الأمراء؛ وأوّل «1» ما تقدّم من الأمراء طلب ابن أخيه المعروف بكور الغرس ثم أمير أمير؛ وجاء هو بعد الكلّ فى العدّة الكاملة والسلاح التامّ، وخرج أيضا أهل بغداد للقائه، وكان رأسه صغيرا وبطنه كبيرا جدّا، بحيث كان بطنه على رقبة البغلة؛ فرآه رجل كوّاز فعمل فى الساعة كوزا من طين على هيئته، وسبقه فعلّقه فى السوق؛ فلمّا اجتاز به ضحك. ثم عمل بعد ذلك أهل بغداد كيزانا سمّوها:
أبا الهيجاء. وأكرمه الخليفة وأقام له بالضّيافات.
قلت: أبو الهيجاء هذا هو الذي عزله الملك العزيز هذا عن نيابة القدس بجرديك فى أوائل أمره. حسب ما تقدّم ذكره فى ترجمة العزيز.
وفيها توفّى الأمير طغتكين بن أيّوب أخو السلطان صلاح الدين بن أيوب، ولقبه سيف الإسلام. كان والى اليمن، ملكها من زبيد إلى حضر موت «2» ، وكان
شجاعا مقداما شهما. وتوفّى بزبيد. وولى اليمن بعده ولده شمس الملوك إسماعيل وادّعى الخلافة.
وفيها توفّى عبد الله بن منصور بن عمران الشيخ أبو بكر الباقلانىّ. ومولده فى سنة خمسمائة. وانفرد بالرّواية فى القراءات العشر، وكان حسن التلاوة. وقدم بغداد ومات بواسط فى سلخ شهر ربيع الآخر.
وفيها توفّى عبيد الله «1» بن يونس بن أحمد الوزير جلال الدين أبو المظفّر الحنبلىّ، ولى حجابة الديوان ثم استوزره الخليفة؛ وكان إماما عالما فى الأصلين والحساب والهندسة والجبر والمقابلة، غير أنّه شان أمره بأمور فعلها، منها: أنّه أخرب بيت الشيخ عبد القادر [الجيلانىّ»
] وشتّت أولاده، ويقال: إنّه بعث فى الليل من نبش على الشيخ عبد القادر ورمى بعظامه فى اللّجّة، وقال: هذا وقف ما يحلّ أن يدفن فيه أحد.
قلت: وما فعله هو بعظام الشيخ أقبح من أن يدفن بعض المسلمين فى بعض أوقاف المسلمين، وما ذاك إلّا الحسد داخله من الشيخ عبد القادر وعظم شهرته حتّى وقع منه ما وقع؛ ولهذا كان موته على أقبح وجه، بعد أن قاسى خطوبا ومحنّا وحبس سنين، حتى أخرج من الحبس ميّتا؛ وهذا ما وقع له فى الدنيا، وأمّا الأخرى فأمره إلى الله تعالى. وبالجملة فإنّه كان من مساوىء الدهر.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى سيف الإسلام طغتكين بن أيّوب بن شادى صاحب اليمن فى شوّال، وولى بعده ابنه إسماعيل.
ومقرئ العراق أبو بكر عبد الله بن منصور الرّبعىّ الباقلانىّ بواسط فى شهر ربيع