الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قدمت على الإله بغير زاد
…
من الأعمال بالقلب السليم
وسوء الظن أن تعتدّ زادا
…
إذا كان القدوم على كريم
فقتلوه- رحمه الله تعالى-.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصّيدلانىّ، وله أربع وتسعون سنة. وأبو عبد الله محمد بن معمّر [بن عبد الواحد «1» بن رجاء] بن الفاخر القرشىّ. وأبو بكر عبد الرزّاق بن عبد القادر ابن أبى صالح الجيلىّ الحافظ فى شوّال، وله خمس وسبعون سنة.
أمر النيل فى هذه السنة، الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وأربع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 604]
السنة الثامنة من ولاية الملك العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة أربع وستمائة.
فيها ملك الأوحد ابن الملك العادل صاحب الترجمة خلاط بمكاتبة أهلها بعد قتل ابن بكتمر «2» والهزار دينارى المقدّم ذكرهما؛ وكانت بنت بكتمر مع صاحب «3» أرزن «4» الروم،- فقالت بعد قتل أخيها-: لا أرضى حتّى تقتل قاتل أخى، وهو الهزار
دينارى وتأخذ بثأره؛ فسار صاحب أرزن إلى خلاط، وخرج الهزار دينارى للقائه، فضربه صاحب أرزن فأبان رأسه، وعاد إلى أرزن الروم. وبقيت خلاط بغير ملك، وكان الأوحد بن العادل صاحب ميّافارقين، فكاتبوه أهل خلاط فجاء إليهم واستولى عليها.
وفيها حجّ بالناس من العراق ياقوت «1» .
وفيها توفّى محمود «2» بن هبة الله بن أبى القاسم الحلبىّ أبو الثناء البزّاز. كان فاضلا قرأ القرآن، وسمع الحديث على إسماعيل بن موهوب بن الجواليقىّ، وحكى عنه قال:
كنت فى حلقة والدى بجامع القصر، فوقف عليه شابّ وقال: ما معنى قول القائل:
وصل الحبيب جنان الخلد أسكنها
…
وهجره النار يصلينى به النارا
فالشمس بالقوس أضحت «3» وهى نازلة
…
إن لم يزرنى وبالجوزاء إن زارا
فقال له والدى: يا بنىّ، هذا شىء يتعلّق بعلم النجوم لا بعلم الأدب. ثم قام والدى وآلى على نفسه ألّا يعود إلى مكانه حتّى ينظر فى علم النجوم، ويعرف مسير الشمس والقمر، فنظر فيه وعلمه. ومعنى الشعر: أنّ الشمس إذا نزلت القوس يكون الليل فى غاية الطول، وإذا كانت فى الجوزاء كان فى غاية القصر.
قلت: ومحصول البيتين: أنّه إذا لم يزره محبوبه كان الليل عليه أطول الليالى، وإذا زاره كان عليه أقصر الليالى، فقصد القوس للطّول، والجوزاء للقصر.
وهذا يشبه قول القائل، وقد تقدّم ذلك فى غير هذا المحلّ من هذا الكتاب،:
ليلى «1» وليلى نفى نومى اختلافهما
…
بالطّول والطّول يا طوبى لو اعتدلا
يجود بالطّول ليلى كلّما بخلت
…
بالطّول ليلى وإن جادت به بخلا
ومثل هذا قول شرف الدين أحمد بن نصر بن كامل- وقيل هما لغيره-:
عهدى بهم ورداء الوصل يجمعنا
…
والليل أطوله كاللّمح بالبصر
فاليوم ليلى مذ غابوا فديتهم
…
ليل الضرير فصبحى غير منتظر
ويعجبنى قول من قال- وهو قريب من هذا المعنى إن لم يكن هو بعينه-:
هجم السّهاد على عيونى فى الدّجى
…
سرق الرقاد ودمع عينى سافح
وغدا يسامح للدجى فى بيعه
…
واللّصّ كيف يبيع فهو الرابح
وقد استوعبنا هذا النوع (أعنى ما قيل فى طول الليل وقصره فى كتابنا المسمّى:
ب «حلية الصفات فى الأسماء والصناعات» ) فلينظر هناك فى حرف الطاء المهملة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى حنبل بن عبد الله ابن الفرج بن سعادة أبو «2» علىّ الرّصافىّ المكبّر [بجامع المهدى «3» ] الدلّال فى المحرّم.
وعبد المجيب بن عبد الله بن زهير الحربىّ بحماة. وأبو الفضل عبد الواحد ابن عبد السلام بن سلطان المقرئ. وستّ الكتبة نعمة بنت علىّ بن يحيى [بن «4» محمد] ابن الطراح بدمشق.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وسبع أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا سواء.