الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن يَزِيدَ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مِنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عمر فذكر نحوه.
وفي الحديث الآخر:
"شيبتني هود وأخواتها".
والآيات في هذا كثيرة جداً في أكثر سور القرآن العظيم.
وقد ذكرنا في كتابنا التفسير ما عند كل آية من هذه الآيات الدالة على صفة يوم القيامة من الحديث والآيات المفسرة لذلك، ونحن نورد هاهنا ما يسره الله تعالى بحول الله وقوته وعونه وحسن توفيقه.
ذكر الأَحاديث والآيات الدالة على أَهوال يوم القيامة وما يكون فيها من الأمور الكبار
مدخل
…
ذكر الأَحاديث والآيات الدالة على أَهوال يوم القيامة وما يكون فيها من الأمور الكبار
قَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسماء تطش 1 عليهم"2.
انفرد به أحمد وإسناده لابأس به، وفي معنى قوله عليه الصلاة والسملام تَطِشُّ عَلَيْهِمْ احْتِمَالَانِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ من المطر يُقَالُ أَصَابَهُمْ طَشٌّ مِنْ مَطَرٍ وَهُوَ الْخَفِيفُ مِنْهُ، وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الحر، والله أعلم.
1تطش: تمطر مطرا ضعيفا يقال طشت السماء إذا أمطرت مطرا ضعيفا.
2 رواه أحمد في مسنده 3-267.
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ألَا يَظُنًّ أولئِكَ أنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْم عَظِيم يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الْمُطَفِّفِينَ:4-6] .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُمْ يَقُومُونَ في الرشح إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ1، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ أَنَّهُمْ يَتَفَاوَتُونَ فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ كَمَا سَيَأْتِي:
"أَنَّ الشَّمْسَ تدنو مِنَ الْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَكُونُ مِنْهُمْ عَلَى مسافة ميل، فعند ذلك يعرفون بحسب الأعمال2".
وقد قَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ: عَنْ أَبِي الغيث، عنأبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِنَّ الْعَرَقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَذْهَبُ في الأرض سبعين عاماً، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ إِلَى أَفْوَاهِ النَّاسِ أَوْ إِلَى آذَانِهِمْ".
شَكَّ ثَوْرٌ أَيَّهُمَا قَالَ، وَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ بن الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مثله.
1الحديث رواه البخاري 8-11.
- والترمذي 2-235 أبواب التفسير "سورة المطففين".
- ومسلم في صحيحه كتاب الجنة- باب في صفة القيامة.
- وأحمد في مسنده 7-203 بإسناد صحيح.
2 رواه أحمد في المسند 2-418.
-والبخاري 8-111.
- ومسلم – كتاب الجنة – باب في صفة القيامة.
وَقَدْ قَالَ الإِمام أَحْمَدُ:
حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَيُّ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ أَنَّهُ يَبْلُغُ الْعَرَقُ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِلَى شَحْمَتِهِ، وَقَالَ الْآخَرُ: يُلْجِمُهُ، فَخَطَّ ابْنُ عُمَرَ وَأَشَارَ أبو سعيد بِأُصْبُعِهِ: مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى فِيهِ، فَقَالَ: ما أدري ذَلِكَ إِلا سَوَاءً.
تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ1 وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ قَوِيٌّ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جابر، حدثني سليمان بن عامر، قال: حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ حَتَّى تكون قدر مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ".
قَالَ سُلَيْمٌ: لَا أَدْرِي أي الميلين؟ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ؟ أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْحَلُ بِهِ العين؟ قال: قال فتغمرهم الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ الْعَرَقُ إِلَى عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حقويه2، ومنهم من يلجمه إلجاماً.
1رواه أحمد في مسنده 3-90.
اللغة:
شحمته: المراد شحمة أذنه.
يلجمه: يبلغ فمه حتى يكون مثل اللجام في فم الفرس.
2 الحقو: بفتح الحاء وسكون القاف الحصر.
قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بيده إِلَى فِيهِ قَالَ:
"يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا"1.
وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عن أبي جابر نَحْوَهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ مَالِكِ بْنِ مغول، عن عبيد الله بن العرار، قَالَ:
"إِن الْأَقْدَامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ النَّبْلِ2 في القرن، والسعيد الذي يجد لقدميه موضعاً يضعهما وإن الشمس لتدني من رؤوسهم حتى يكون بينها وبين رؤوسهم إما قال ميل أو ميلان، ويزاد في حرها تسعة وتسعين ضِعْفًا".
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ قال:
"تركد الشمس فوق رؤوسهم عَلَى أَذْرُعٍ وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ فَتَهُبُّ عَلَيْهِمْ رياحها وسمومها، وتجري عَلَيْهِمْ نَفَحَاتُهَا حَتَّى تَجْرِيَ الْأَنْهَارُ مِنْ عَرَقِهِمْ، أنتن من الجيف والصائمون في خيامهم فِي ظِلِّ الْعَرْشِ.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ الْعَرَقَ لَيَلْزَمُ الْمَرْءَ فِي الْمَوْقِفِ حَتَّى يَقُولَ: يَا رَبِّ إِرْسَالُكَ بِي إِلَى النَّارِ أَهْوَنُ عليَّ مِمَّا أَجِدُ وَهُوَ يَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ".
إِسْنَادُهُ ضعيف.
1رواه الترمذي 2-68، أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص
- ورواه مسلم في صحيحه- كتاب الجنة – باب في صفة القيامة.
2 النبل: السهم.