الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: أقُولُ مَا سمعتُ مِنْ رسوٍل اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: لئنْ قلتَ ذَاك فإن فِيهِمْ لخِصالاً أرْبعاً: إنَّهم لأحكمُ الناس عند فتنةٍ، وأسرعُهم إفَاقَة. بعد مصية، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرةٍ، وخيرُهم لمِسْكين وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلم الملوك1".
1 الحديث رواه مسلم، 52- كتاب الفتن وإشراط الساعة، 10 – باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس "ح 2898".
- وأحمد في مسنده 4- 230.
تقوم الساعة والروم أكثر الناس
ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ أَنَّ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ الْحَارِثِ حَدَّثَهُ أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ الْقُرَشِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ" قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الأحاديثُ الَّتِي يُذْكَرُ عَنْكَ أَنَّكَ تقُولها عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم? فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: قُلْتُ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال عمرو: "إنْ قلتَ ذاكَ إنَّهم لأحكمُ الناس عند فتنةٍ، وأجْبرُ النَّاسِ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وخيرُ النَّاسِ لمساكينِهم وضعفائِهم".
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرُّومَ يُسْلِمُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَلَعَلَّ فَتْحَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ يَكُونُ عَلَى يَدَيْ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ كَمَا نَطَقَ بِهِ الْحَدِيثُ الْمُتَقَدِّمُ أَنَّهُ يَغْزُوهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ، وَالرُّومُ مِنْ سُلَالَةِ الْعِيصِ بْنِ إِسْحَاقَ بن إبراهيم الخليل، فمنهم أولاد
عَمِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُوَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، فَالرُّومُ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَيْرًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَإِنَّ الدَّجَّالَ يَتْبَعُهُ سبُعون أَلْفًا مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ فَهُمْ أَنْصَارُ الدَّجَّالِ، وَهَؤُلَاءِ أَعْنِي الرُّومَ قَدْ مُدِحُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَلَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ عَلَى يَدَيِ الْمَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
"سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الْأَصْفَرِ وَيُقَاتِلُهُمْ مَنْ بَعْدكُم مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أهْل الْحِجَازِ ِحتى يَفْتَح اللَّهُ عَلَيْهِمُ القسطنطينيةَ وروميةَ بالتسبيح والتكبير قيتهدّم حصنَها فيصيبون ما لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَهُ قَطُّ حتىِ إِنَّهُمْ يَقْتَسِمُونَ بِالْأَتْرِسَةِ، ثُمَّ يَصْرُخُ صارخٌ يَا أَهْلَ الإِسلام المسيحُ الدَّجَّالُ فِي بِلَادِكُمْ وَذَرَارِيِّكُمْ، فيَنْفَضُّ النَّاسُ عَنِ المالِ مِنْهُمُ الآخذُ وَمِنْهُمُ التاركُ الْآخِذُ نادم والتارك نادمٌ يقولون: مَن هذَا الصَّارِخُ? وَلَا يَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ، فَيَقُولُونَ ابْعَثُوا طَلِيعَةً إِلَى إيلياءُ فَإِنْ يَكُنْ المسيحُ قد خرج يأتوكم بعلمه. فيأتون فينظرون ولا يَرَوْنَ شَيئاً ويَرَوْنَ الناس ساكِنين، ويقولون ما صرخَ الصارخُ إلا لنبأ عظيم فاعزموا ثم ارفضُّوا فيعزمون أَنْ نَخْرُجَ بِأَجْمَعِنَا إِلَى إِيلِيَاءَ1، فَإِنْ يَكُنِ الدجال خرج نقاتله حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَإِنَّهَا بِلَادُكُمْ وَعَشَائِرُكُمْ إِنْ رَجَعْتُمْ إِلَيْهَا2".
1 إيلياء: هي بيت المقدس.
2 الحديث رواه ابن ماجه وقد سبق تخريجه وهو حديث ضعيف.