الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكوثر نهر في الجنة أُعْطِيَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه
قَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ المختار بن فلفل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: أَغْفَى1 رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إغفاءة فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رأسه مبتسماً إما قال هو، وَإِمَّا قَالُوا لَهُ:"لِمَ ضَحِكْتَ؟ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ"، فَقَرَأَ:
{بِسْم اللَّهِ الرَّحْمن الرَّحِيم إِنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ} .
حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي عز وجل فِي الْجَنَّةِ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ يُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ"2.
وهذا ثُلَاثِيُّ الإِسناد، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، كِلَاهُمَا عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أنس به.
ولفظ مسلم: "هو نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير هو حوضي تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
وَالْبَاقِي مِثْلُهُ.. ومعنى ذلك أنه يشخب من الكوثر ميزابان إلى الحوض، والحوض في العرصات3، قَبْلَ الصِّرَاطِ، لِأَنَّهُ يُخْتَلَجُ عَنْهُ وَيُمْنَعُ مِنْهُ أَقْوَامٌ قَدِ ارْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ وَمِثْلُ هَؤُلَاءِ لا يجازون الصراط، كما سيرد من طرق متعددة، وقد جاء مُصَرَّحًا بِهِ أَنَّهُ فِي الْعَرَصَاتِ، كَمَا سَتَرَاهُ قريباً، إن شاء الله تعالى.
1أغفى: نام نوما خفيفا وخاطفا.
2 رواه أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ 3- 102.
- وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ 7-136، كتاب السنة – باب الحوض.
- ومسلم كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.
3 العرصات: الساحات.
طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه
قال أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَأَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حدثنا هشيم، عن قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مِثْلُ مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي مِثْلُ ما بين المدينة وصنعاء، ومثل مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّانَ".
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ: عَنْ أبي عامر، عن عبد الملك بن عمرو، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ عَاصِمِ بْنِ النَّضْرِ الأول، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قتادة، عن أنس بنحوه.
طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حدثنا حماد بن سلمة رضي الله عنه، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ أَيْضًا عَنْ عَفَّانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زياد، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه، أَنَّ قَوْمًا ذَكَرُوا عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْحَوْضَ فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ: مَا الْحَوْضُ فَبَلَغَ ذلك أنساً رضي الله عنه، فَقَالَ: لَا جَرَمَ وَاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ فَأَتَاهُ فَقَالَ: ذكرتم الحوض فقال عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يذكره، فقال: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا مَرَّةٍ يَقُولُ:
"إِنَّ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مكة، أو ما بين صنعاء ومكة، وإن آنيته لأكثر من عدد نجوم السماء"1.
1 رواه أحمد في المسند 3- 230.
انفرد به أحمد.
وقد رواد يحيى بن محمد بن ساعد، عَنْ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ أَشْعَثَ بن عبد الله الحمراني، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"حَوْضِي مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا، فِيهِ مِنَ الْآنِيَةِ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، ومن لم يشرب لم يرو أبداً".
طريق أخرى عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ الحافظ أبو يعلى: حدثني عبد الرحمن هو ابن سلام، حدثنا أحمد بن سلمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أن عبد اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ: هَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الْحَوْضَ فَقَالَ:
"لَقَدْ تَرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ عَجَائِزَ يُكْثِرْنَ أَنْ يَسْأَلْنَ اللَّهَ أَنْ يُورِدَهُنَّ حَوْضَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم".
طَرِيقٌ أخرى عن أنس رضي الله عنه خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ هُوَ ابْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا حَمْزَةَ: "إِنَّ قَوْمًا يَشْهَدُونَ عَلَيْنَا بِالْكُفْرِ وَالشِّرْكِ، فَقَالَ أَنَسٌ: أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، قُلْتُ: وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ: فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن لي حوضاً كما بين إيلياء إِلَى الْكَعْبَةِ أَوْ قَالَ: صَنْعَاءَ، أَشَدُّ بَيَاضًا
مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ فِيهِ آنِيَةٌ عدد نجوم السماء ينبعث فيه عدة ميزابات مِنَ الْجَنَّةِ مَنْ كَذَّبَ بِهِ لَمْ يُصِبْ منه الشرب".
صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْهُ رضي الله عنه
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عدي بن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"حَوْضِي مِنْ كَذَا إلى كذا، فيه من الآية عَدَدُ النُّجُومِ، أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، وَمَنْ لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ لَمْ يَرْوَ أَبَدًا".
ثُمَّ قَالَ: لَا نُعْلَمُهُ يُرْوَى بِهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ بِهَذَا الإِسناد وَلَمْ يرو عدي بن ثابت عن أنس رضي الله عنه سواه، ولا رواه إِلَّا الْمَسْعُودِيُّ، وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ، وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ، وَلَا أَحْمَدُ بْنُ حنبل، والله سبحانه وتعالى أعلم.
طريق أخرى عن أنس أيضاً خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ ابْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
"رأيت حَوْضِي، فَإِذَا عَلَى حَافَّتَيْهِ آنِيَةٌ مِثْلُ نُجُومِ السماء، فأدخلت يدي فإذا هو عنبر أذفر1".
1 الأذفر: شديد الرائحة: يقال ذفر الشيء يذفر ذفرا اشتد رائحته.