الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"فأقْفِلْ بيتَكَ"، قال: افرَأيْتَ إِن دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي? قَالَ: "فَادْخُلْ مسجدَك وَاصْنَعْ هَكَذَا" وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ1 "وَقُلْ ربي الله حتى تموت على ذلك".
1 الكوع طرف الزند الذي يلي الإبهام: أي تجنب جهدك الخوض في الفتنة وابتعد ما استطعت عنها.
إشارة نبوية إلى فتن تأكل الأخلاق حيث لا يأمن الرجل جليسه
وقال أبو داود حدثنا أبي حدثنا شهاب بن شهاب بن حراش عن القاسم ابن غزوان عن إسحاق بن راشد الحريري عَنْ سَالِمٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ وَابِصَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فَذَكَرَ بَعْضَ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ:
"قَتْلَاهَا كُلُّهُمْ فِي النَّارِ" قَالَ فِيهِ: قُلْتُ: مَتَى ذَلِكَ يابن مَسْعُودٍ؟ قَالَ: "تِلْكَ أَيَّامُ الْهَرْجِ حَيْثُ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ" قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أدركني ذلك الزمان قال فكفّ لسانَك وَيَدَك وكُنْ حِلْساً1 مِنْ أحْلَاس بَيْتِكَ. قَالَ: يَعْنِي وابصِه فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ طَار قَلْبِي مطَاره".
فَرَكِبْتُ حتى أتيت دمشق فلقيت حذيم بْنَ فَاتِكٍ الْأَسَدِيَّ فَحَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
1 حلس البيت الملازم له الذي لا يبرحه.
إشارة مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى ضروب من الفتن ستكون وإن النجاة منها من اعتزال المجتمع
كما حدثنا ابْنُ مَسْعُودٍ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عُثْمَانَ السحام، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
"إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ المُضْطَجعْ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْجَالِسِ والجالسُ خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ? وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الساعِي. قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأمُرُني? قَال: مَنْ كانت له إِبلٌ فلْيَلْحَقْ بإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَه غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَه أَرْضٌ فلْيَلْحَقْ بِأرْضِهِ. قَالَ: فَمَنْ لَم يَكُن له شيءُ من ذلك فلْيَعْمَدْ إِلى سَيْفِهِ فيدُقَّ عَلَى حَدِّهَ بِحَجَرٍ ثُمَّ ليَنْجُ مَا اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ".
وَقَدْ رَوَاهُ مسلم من حديث عثمان السحام بنحوه.
وقال أبو داود: حدثنا الفضل عن عياش عن بكير عن بشر بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا لحديث قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ1 إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي وَبَسَطَ يَدَهُ لِيَقْتُلَنِي? فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"كُنْ كَابْن آدَمَ وتلا: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِليَّ يدكَ} "[الْمَائِدَةِ:28] .
انْفَرَدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عباس عن بكر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بِشْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ "قَالَ عِنْدَ فتنة عثمان بن عفان أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِنها ستكونُ فتنةٌ القاعدُ فِيهَا خيرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ خَيْر مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي خيرٌ مِنَ السَّاعِي". قال: أرأَيْتَ إِن دخل على بيتي فبَسَطَ يده أي ليقتلني؟ قال: "كُنْ كابن آدَم".
1 أرأيت: أخبرني