الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إشارة نبوية الى ما سيكون من امتداد عمران المدينة المنورة
وقد قال مسلم: حدثني عمرو بن النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"تَبلُغُ المساكنُ إهابَ1 أو يهَاب".
قال زهير، قلت لسهيل: وكم ذلك من المدينة? قلت: كذا وكذا مثلاً، فَهَذِهِ الْعِمَارَةُ إِمَّا أَنْ تَكُونَ قَبْلَ عِمَارَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَقَدْ تَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ بِدَهْرٍ، ثُمَّ تَخْرَبُ بِالْكُلِّيَّةِ كَمَا دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ الأحاديث التي سنوردها.
1إهاب بكسر الهمزة والهاء المفتوحة المخففة بعدها ألف فباء: اسم مكان قرب المدينة ويقول بعض رواة الحديث إن اسمه يهاب بكسر الياء والهاء المخففة المفتوحة بعدها ألف فباء أيضا.
إشارة نبوية إلى خروج أهل المدينة منها في بعض الأزمة المستقلة
وَقَدْ رَوَى الْقُرْطُبِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"يَخْرُجُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْهَا ثُمَّ يعودون إليها فيَعْمُرُونَها حتى تمتلىء ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهَا أَبَدًا".
وَفِي حَدِيثٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا مثله وزاد الوليد عنها:
"وهي خير ما تكون مربعة".
قيل: فمن يأكلها؟ 1. قال: "الطير والسباع".
1 المراد أكل ما بها من الثمار.
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي 1 يُرِيدُ عَوَافِي السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ 2 بغنمهما فيجدانها وحشى 3، حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا".
وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْهَا? وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
"يخرجون منها ونصف ثمرها رطب". قال: مَا يُخْرِجُهُمْ مِنْهَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ? قَالَ: امرؤ السوء.
وقال أبو داود: حدثنا ابن مقيل، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ سُفْيَانَ الغساني، عن يزيد بن قطيب السلواني، عن أبي بحر، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى وفتحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وخروجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ"4.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ بن أبان، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ بِهِ. وَقَالَ: حَسَنٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَفِي الباب عن مصعب بن حبابة، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود
1عوافي الطير والسباع: هي التي تحوم وتتردد على الشيء تريد الوقوع عليه.
2 ينعقان: يصيحان.
3 يقال رجل وحشان مغتم مهموم ووحشي مؤنث وحشان والمراد كثيبة خاوية
4 الحديث رواه أبو داود، كتاب الملاحم، باب في تواتر الملاحم 2- 426. –وابن ماجه رقم 4092.
وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي مريم به.
وقال الإِمام أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بحر بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدٍ هُوَ ابْنُ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ1".
وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، عن سويد بن سعيد، عن بقية بن الوليد، وَهَذَا مُشْكِلٌ مَعَ الَّذِي قَبْلَهُ اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ بَيْنَ أَوَّلِ الْمَلْحَمَةِ وَآخِرِهَا سِتُّ سِنِينَ، وَيَكُونُ بَيْنَ آخِرِهَا وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ وَهَيَ القسطَنطينية مُدَّةٌ قَرِيبَةٌ بِحَيْثُ يَكُونُ ذَلِكَ مَعَ خروج الدجال في سبعة أشهر والله تعالى أعلم.
قال التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
"فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ مَعَ قِيَامِ السَّاعَةِ".
قَالَ مَحْمُودٌ: هَذَا حَدِيثٌ غريب، والقسطيطينية مَدِينَةُ الرُّومِ تُفْتَحُ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ، وَالْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فتحت في زمان الصحابة بعد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا قَالَ إِنَّهَا فُتِحَتْ فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ وَفِي هَذَا نَظَرٌ، فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَيْهَا ابْنَهُ يَزِيدَ فِي جَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ وَلَكِنْ لم يتفق أن فَتْحُهَا وَحَاصَرَهَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان في زمان دولتهم ولم تفتح أَيْضًا، وَلَكِنْ صَالَحَهُمْ عَلَى بِنَاءِ مَسْجِدٍ بِهَا كما قدمنا ذلك مبسوطاً.
1 رواه أبو داود، كتاب الملاحم، باب في تواتر الملاحم 2-426
- ورواه ابن ماجه رقم 4093.