الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعض أشراط الساعة التي أخبر بها الرسول عليه السلام
وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ بُنْدَارٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي?
سمعت مِنْهُ: "أنَّ مِنْ أشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرفَعَ العلمُ ويَظْهَرَ الجهل وَيَفْشُو الزنا وتُشْرَبَ الخَمْر ويَذْهَبَ الرِّجالُ وتَبْقَى النِّسَاءُ حَتَّى يكونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ واحِدٌ".
وَأَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ بِهِ.
رفع العلم من الناس في آخر الزمان
وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن نمير، حدثنا أبي وكيع، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامٌ، يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ"، وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ، وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خراش، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"يدْرُسُ الإِسْلَامُ كَمَا يدْرُس1 وشَي2 الثوبِ حَتَّى مَا يُدْرَى صِيَامٌ وَلَا صَلاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَيسْرِي النسيان على الكِتَابِ في لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى
1يدرس: يعفو ويذهب أثره.
2 وشى الثوب أعلام تزيينه.
فِي الأَرْض مِنْهُ آيةٌ وتبقَى طَوائِفُ مِنَ النَّاس الشيخُ الكبيرُ والعجوزُ يقولون: أَدْرَكْنَا أبَانَا عَلَى هَذِهِ الكَلِمَةِ لَا إِلهَ إلَاّ اللَّهُ" وَهُمْ لَا يَدْرُون مَا صَلَاةٌ وَلا صِيَام وَلا نُسُكٌ وَلا صَدَقَةٌ؟ فَأَعرَضَ عَنْهُ حُذيفَة فَرَدَّدَها عَلَيْهِ ثَلَاثًا كلُّ ذَلِكَ يُعْرِض عَنْهُ حذيفةُ ثم أقْبَلَ علَيْه في الثالثة فقال: فاصلةٌ تُنْجِيهم مِنَ النارِ". ثَلَاثًا.
وَهَذَا دَالٌّ عَلَى أن العلم قد يرفع من الناس فِي آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى إِنَّ الْقُرْآنَ يُسْرَى عليه النسيان في المصاحف والصدور ويبقى الناس بلا علم، وإنما الشيخ الكبير والعجوز المسنة يخبران بأنهم أَدْرَكُوا النَّاسَ وَهُمْ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فهم يقولونها على وجه التقريب إِلَى اللَّهِ عز وجل فَهِيَ نَافِعَةٌ لَهُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالْعِلْمِ النَّافِعِ غَيْرُهَا، وَقَوْلُهُ: تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَنَّهَا تَدْفَعُ عَنْهُمْ دخول النار بالكلية ويكون فرضهم القول المجرد لعدم تكليفهم بالأفعال التي لم يخاطبوا بها والله تعالى أعلم، ويحتمل أن يكون المعنى أنها تنجيهم من النار بعد دخولها، وعلى هذا فيحتمل أن يكونوا من المراد بقوله تعالى في الحديث القدسي.
"وعزَّتي وجلالِي لأخْرِجَنَّ مِنَ النّارِ مَنْ قَال يَوماً مِنَ الدّهرِ لَا إِلهَ إلَاّ اللَّه".
كما سيأتي بيانه في مقامات الشَّفَاعَةِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أُولَئِكَ قَوْمًا آخَرِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّ الْعِلْمَ يُرْفَعُ فِي آخر الزمان ويكثر الجهل، وفي هذا الحديت إخبار بأنه ينزل الْجَهْلُ أَيْ يُلْهَمُ أَهْلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ الْجَهْلَ وذلك من الخذلان نعوذ بالله منه، ثُمَّ لَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ فِي تَزَايُدٍ مِنَ الجهالة والضلالة إلى أن تنتهي الحياة الدنيا كما جاء في الحديث ما أخبر به الصادق المصدوق في قوله:
"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أحَدٍ يقُولُ اللَّهُ اللَّهُ وَلَا تقومُ إِلَاّ على شِرَارِ الناس".