الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر قتال الملحَمة مع الرّوم الذي آخره فتح القسطنطينيَّة
مدخل
…
ذكر قتال الملحَمة مع الرّوم الذي آخره فتح القسطنطينيَّة
وعنده يخرج المسيح الدجال فينزل عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا إِلَى الْأَرْضِ عَلَى الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ الشَّرْقِيَّةِ بِدِمَشْقَ وَقْتَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ كُلِّهِ بالأحاديث الصحيحة.
وقال الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ هُوَ الْقَرْقَسَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
"تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحاً آمِناً وتَقْهَرُونَ أنْتُمْ وهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرائهم فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ثم تنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم الرجل من الروم فيرفَعُ الصليب ويقولُ الأغلبُ الصليبُ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرومُ وتكونُ الملاحمُ فَيَجْمَعُونَ لَكُمْ فيأتونَكم فِي ثَمَانِينَ غَايَةً مَعَ كُلِّ غايةٍ عشرةُ آلَافٍ1".
ثُمَّ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ رَوْحٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بِهِ وَقَالَ فِيهِ:
"فَعِنْدَ ذلك تغمر الروم ويجمعون الملحمة"
1 الحديث رواه أبو داود، كتاب الملاحم، باب ما يذكر من ملاحم الروم 2- 425.
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ بِهِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ عوف بن مالك في صحيح البخاري:
"فَيأاتُونكُمْ تحت ثمانين غايةً كل غايةٍ اثْنَا عَشَرألفاً".
وَهَكَذَا فِي حَدِيثِ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ معاذ:
"يسيرون إِلَيْكُمْ بِثَمَانِينَ بَنْدًا تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا".
وَقَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى1 إِلَّا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مسعود جاءت الساعة، وكان عبد الله مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، قال: ثم قال بيده2 هكذا ونحاها نحو الشام، وقال عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الإِسلام وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسلام قلت:
"الرومَ تعْني? قال: نعم ويكون عِنْدَ ذاكُم الْقِتَالِ ردةٌ شديدةٌ".
قَالَ: فَيَشْتَرِطُ المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيبقى هؤلاء كل غير غالب تفنى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا ترجع إلا غالبة فيقتتلون ثم يبقى هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ نَهَدَ3 إِلَيْهِمْ بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدائرة عليهم
1لهجير: بهاء مكسورة وجيم مكسورة مشددة وراء مقصورة الدأب والشأن: أي إنه مشغول بنداء عبد الله بن مسعود وقوله له جاءت الساعة.
2 أي أشار بيده إلى جهة الشام.
3 نهد إليه: نهض وتصدى.
فيقتتلون مقتلة إما قال لا ندري مثلها، وإما قال لا يرى مِثْلُهَا حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنْبَاتِهِمْ فَمَا يخلفهم حتى يخر ميتاً فيعاد بنو الأرب كَانُوا مائْة فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أَيُّ ميراث يقاسم. قال: فبينما هم كذلك إذا سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ1 إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنِّي لَأَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهم وألوانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يومئذٍ".
تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيِّ بن حجر كلاهما عن إسماعيل بن علية من حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ كِلَاهُمَا عَنْ أَيُّوبَ، وَمِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ كِلَاهُمَا عَنْ حميد بن هلالي الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْعَدَوِيِّ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ وَالْأَشْهَرُ مَا ذَكَرَهُ، ابْنُ مَعِينٍ أنه يهم ابن نذير، وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ وَغَيْرُهُ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَتَقَدَّمَ مِنْ رِوَايَةِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فِي تَعْدَادِ الأشراط بين يدي الساعة أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"وَالسَّادِسَةُ هُدْنة تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غايةٍ اثَنَا عَشر أَلْفًا، وفُسطاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الغُوطةُ فِي مَدِينَةٍ يقال لها دِمَشقُ"
رواه أحمد.
1 الصريخ: المستنجد المستصرخ.