المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نسخة تاسعة من ديوان ابن عنين - بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني - جـ ١

[عبد العزيز الميمني]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الأول مقالات

- ‌العاجز عبد العزيز الميمني

- ‌كتب أعجبتني

- ‌الأمالي والنوادر- للقالي

- ‌الذيل والصلة

- ‌اللآلئ

- ‌دعاؤُه شرح الأمالي

- ‌دعاؤه شرح النوادر

- ‌التنبيه للبكري

- ‌المفضليات: صاحبها الأصلي

- ‌بشار والخالديان والشارح ومعاصروه

- ‌مقدمة شعر أبي عطاء السندي

- ‌جراب الدولة رجل لا كتاب

- ‌المكاره التي حف بها "إقليد الخزانة

- ‌بيان الأغلاط الواقعة في فهرست المؤلفين الملحقة بآخر "إقليد الخزانة

- ‌ترجمة العلامة البغدادي مؤلف كتاب الخزانة [من خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحيي 2: 451 - 454]

- ‌حرصه على العلم

- ‌تآليفه

- ‌أدبه وإنصافه

- ‌تشيعه

- ‌صورة إجازة الشهاب له

- ‌كيف تستفيد من فهرستنا

- ‌من نُسب إلى أمّه من الشعراء

- ‌القسم الأول

- ‌القسم الثاني

- ‌المراجع

- ‌أوهام المستشرقين في دراساتهم عن أبي العلاء المعري

- ‌أخطاء مرجليوث:

- ‌تصحيفات فاحشة:

- ‌دعاو فارغة:

- ‌نتائج قصور التفكير والكتابة السهلة:

- ‌الجهل بعادات الشرق:

- ‌الأخطاء المشتركة لمرغليوث ونكلسن:

- ‌ماذا رأيت بخزائن البلاد الإِسلامية

- ‌بعض غرائب ما وجدته في تطوافي

- ‌ومما يفيد دائرة المعارف

- ‌ما يتعلق بالكتاب كتاب سيبويه

- ‌الحماسة الطائية وما في معناها وشروحها

- ‌ديوان المتنبيء

- ‌اللغة

- ‌التفاسير

- ‌الحديث

- ‌من نوادر المخطوطات المغربية

- ‌مكتبة جامع القرويين

- ‌مكاتب تونس

- ‌نوادر المخطوطات العربية

- ‌توطئة

- ‌[ورقة المقدمة]

- ‌تعقيب

- ‌مكتبة جامع القرويين بفاس ونوادرها

- ‌التفسير:

- ‌القراءات:

- ‌الحديث:

- ‌النحو:

- ‌اللغة:

- ‌التاريخ:

- ‌الأدب:

- ‌الطب:

- ‌خزانة بانكي بور (بتنه) خيرُ مكتبة في بلاد الهند

- ‌التعريف بجمعية (دار المصنفين) في أعظم كرة- الهند

- ‌القسم الثاني نقد وتعريف

- ‌كتاب الأغاني

- ‌الجزء الأول - طبعة دار الكتب المصرية

- ‌ملاحظات وبيان إصلاحات

- ‌الأغاني

- ‌طرر على معجم الأدباء أو إِرشاد الأريب إلى معرفة الأديب لياقوت طبعة الأستاذ مرجليوث سنة 1907 م

- ‌(المجلد الأول)

- ‌(المجلد الثاني)

- ‌تصحيحات وتعليقات على لسان العرب

- ‌النكت على خزانة الأدب

- ‌نسخة تاسعة من ديوان ابن عُنين

- ‌الفصل الرابع

- ‌الفصل الخامس

- ‌نسخة فريدة من "نقائض جرير والأخطل" لأبي تمام

- ‌التعريف بكتاب التيجان

- ‌القصيدة اليتيمة ومن صاحبُها

- ‌جَلاءُ العَروس أو نظرة على قصيدة العروس مرّة أخرى (*) (في الطرائف الأدبية، مطبعة اللجنة، القاهرة سنة 1937 م)

- ‌ابن أبي حصينة

- ‌عَرّام بن الأصبغ السُلَمي الأعرابي وكتابهُ أسماء جبال تهامة

- ‌عَرّام صاحبنا

- ‌وصف كتاب أسماء جبال تهامة وسُكّانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه:

- ‌الإِفصاح عن أبيات مشكلةِ الإِيضاح للفارقيّ ولا توجيه إعراب أبيات مُلْغَزَةِ الإِعراب للرُّمّانيّ

- ‌كتاب الإبْدال لحجة العرب أبي الطيب اللغوي

- ‌كتاب الإبدال

- ‌حول نسخة شرح أبي جعفر اللَّبلي على الفصيح)

- ‌خاتمة المطاف ومسك الختام في نسخة شرح اللبلي

- ‌العباب الزاخر واللباب الفاخر وطريقة نشره المثلى

- ‌حول كتاب (تتمة اليتيمة) و (طبقات الشعراء) و (مناقب بغداد)

- ‌كلمة في مناقب بغداد

- ‌أعلام الكلام ومقامة الانتقاد (لابن شرف)

الفصل: ‌نسخة تاسعة من ديوان ابن عنين

‌نسخة تاسعة من ديوان ابن عُنين

(*)

أعارني الحكيم (الطبيب) السيد مظفر حسين بكراجي في 9 شعبان سنة 1378 هـ نسخته فن ديوان ابن عنين. وكان طال مُقامُه بحيدر آباد الدكن. ومن غرامه وهواه في الأسفار والآثار اجتمع لديه منها مبلغ لا ينكر قدرُه. فباع منها جملة لخزانة ميربور وفيها نسخة جليلة من ديوان ابن الساعاتي. وقد بقيت عنده بقايا أكثر من نصفها فيها كل عِلْق مفنَّة يشدّ إليه الرحال. والظاهر أنه يبيعها لخزانة دار التُحَف بكراجي.

ولما سرَّحت فيها نظري وعارضتها بطبعة الصديق الأستاذ الفاضل خليل مردم بك من ثمان نسخ وجدتُ فيها نحو 34 ما بين مقاطيع وقصائد فاتت النسخ، وبعض أخبار وروايات لا يخلو تقييدها من فائدة زائدة، فصحَّت عزيمتي على تعلقيها ولَمِّ شَعَثها وضبط شواردها وعرض فرائدها.

وهي بقطع وسط أميل إلى الثمن في 108 أوراق. والمسطرة تتراوح بين 18 إلى 15 سطرًا في الغالب وربما تقلّ وتنزل. بعدّة خطوط لا تقل عن خمسة بما يدلّ على أن بعض الزوّار أو الحجاج يكون زار الشام، فأوفزته الرحلةُ عن استنساخ الديوان على وجهه، فوزّعه على نحو مئة من كاتبين، وما كانوا كرامًا بَرَرة، فخبطوا وحرَّفوا. وكلها بالنسخ. وهي عربية المَنْصِب ليست من نتاج الهند أو السند وإنما تهنَّدتْ منذ قديم. وهذا يدلّ على أن الهند استأنستْ بزائرها فحافظت على وُدّه كما حفظت نسخة من شعره وإِن كان لم ينصفها بعد مغادرته لها إِذ قال:

وإذا سقى الله البلاد فلا سقى

بلدَ الهنود سوى الصواعق والدِما

وقد تعاورت النسخة أيدي عدّة من الأصحاب يدلُّ على ذلك خطوطهم التي لم

(*) نشر في مجلة المجمع بدمشق على حلقات: 34/ 586 - 601، 35/ 46 - 60، 227 - 233.

ص: 413

أستطع قراءة بعضها لمحو أصابها. وعليها ختم (اورنكَ زينب عالم كَير) أو بعض أمراء عهده، وثبت عليه خط إِلهي همذاني وتمام اسمه مير عماد الدين محمود وهو من آله آباد من نواحي همذان وهو عصري الشفائي المقدسي وصاحب التقي الأوحدي من شعراء الفرس الذين زاروا الهند ومات سنة 1064 هـ.

وقد لقيت عَرَق القِرْبة وجهدًا جاهدًا في إصلاحها وردّها إلى أصلها. فقد وُفّقتُ في بعض الأماكن كما قد أخفقتُ في بعضها الآخر. وبعض هذه المخطوط مشكول شكلًا أكثره مغلوط وما كان يضرّه لو فقد الشكل والإِعجام بالمرَّة. هذا إلى ما أحدثته الأرضة من ثقوب وخروق حالت دون قراءتها كما هي، وإلى أن بعض الأوراق قُلبت فوُضعت في غير أماكنها من الأبواب التي هي منها. والنسخة كاملة على علاتها، غير أن المقطوعة التي رقمتُ رقم 25 بطُرّتها قد خلت من عنوان، وهِي في أول الورقة، وهذا مما يوهم بوقوع خَرْم وسقوط ورقة أو أكثر دون جزم وبَتّ.

ونسختنا على ترتيب الأبواب الخمسة التي سردها الأستاذ الناشر في ص 248 من طبعته سواءً.

وقصيدتاه الأوليان في الديوان في مدح صلاح الدين (منحرَفُ وأرسخُ) اللتان طُرّز بهما بابُ المديح قد خلت عنهما النسخ الثمان، وكلَّل بهما ابن نبهان وجهَ الديوان من صنعته. ولكن سائر المقطوعات ملحقة بآخر الأبواب الزائدة.

هذَا وقد أكملتُ العِراضَ فأثبتُّ بعض أخبار زادته نسختنا أو خالفت فيها بعض ما عند أخواتها، هذا إلى أنها تُخِلُّ ببعض ما أتينَ به وأثبتنَه.

وأما في طريقي التي سلكتها فإني اعتبرت بترتيب نسختنا الأوّل فالأوّل. وقد سهَّل عليَّ فهرسُ القوافي الملحقة بآخر الطبعة البحثَ عما فيها، إذ لم يكن لي عن ذلك مندوحةٌ. نظرًا الي أن مخطوطتنا تخلو عن فهرس يمكِّن من فحص باقي المطبوعة عما فيها. وهذا ظاهر. فعذري واضح فيما سلكته.

وها أنا ذا أنقل مقدمة النسخة بعد الحمد والصلاة:

(قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن عُنين تجاوز الله عن زلته، وألحقه بمن تغمده بجزيل رحمته وأصله من زرع قرية ببلد

ص: 414

حَوْران وهو من بني غالب ووُلد بدمشق المحروسة يوم الاثنين تاسع شعبان سنة 549 وتوفي يوم الاثنين أيضًا العشرين من ربيع الأول سنة 630 بدمشق المحروسة. مما عُني بجمعه

محمد بن المسيَّب بن نبهان التغلبي (1) الدمشقي ..... إحياءً لذكره ولما لمحه من بديع شعره الخ). وظاهر أن تاريخ وفاته ألحقه ابن نبهان بعده. وهو الذي أراده ابن خلكان بقوله (وقد جمع له بعض أهل دمشق ديوانًا صغيرًا لا يبلغ عُشر ما له من النظم). وكان مُغرَمًا به وبشعره يتردّد إليه ويحضر مجالسه ويسأله عما أشكل عليه منه أو اعتاص ويستوضحه عنه، ولما رآه ابن عنين حريصًا على ذلك أملى عليه بعض ما تبقى عنده من شعره في هذا الديوان الصغير.

كراتشي عبد العزيز الميمني

* * *

قال يمدح السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبا المظفر يوسف بن أيوب رحمه الله وذلك بي سنة خمس وسبعين وخمس مائة، وأنشده إياها بالساحل:

ما للأمانيِّ عنك منحرَفُ

ولا لها عن ذَراك منصرَفُ

أنصفتَ أهلَ الزمان كلَّهم

منه ولولا نَداك ما انتصفوا

إني بإنعامك الذي امتلأتْ

به مُناي الغَداةَ معترفُ

لذاك شكري الذي غَرِيتُ (2) به

دَأْبي فماضٍ منه ومؤتَنَفُ

ضاقت [عن] المدح والثناء على

بعض الذي قد أتيتَه الصُحُفُ

يا طالبي العارفات دونكمُو

ندَى مليك الزمانِ فاعترفوا

فما الخِضَمّ الطامي غواربُه

ولولا الغيوثُ الهواطل النُطُفُ

عليكمو منه بابنِ مكرمة

تُنْدَح أموالُه وتُغْتَرَفُ

ما دونها ذائدٌ وَلا حَرَس

إلى حَراها الآمالُ تختَلِفُ

حراها: نواحيها

ما بين هذا الأنام كلّهم

في نه أكرمُ (3) الورى خلُف

يوسفُ مصرَ الذي ممالكُه

جَنّةُ عَدْن فيها لنا غُرَفُ

(1) كذا جاء بالغين المعجمة ثلاث مرات أو أكثر. ولست أرى إهمالها إلّا تصحيفًا.

(2)

الأصل عريت به.

(3)

بعضه مأكول الأرضة.

ص: 415

مشحونةٌ بالنعيم صافيةٌ

ظِلالها بالخلود متَّصِفُ (1)

أبقى على الدهر من حوادثه

محوطةً لا ينالها الوَكَف

الوَكَف: العيب

لها من الناصر المليك صلا

حِ الدين حامٍ سيوفُهُ رُعُفُ

وقال أيضًا يمدحه رحمه الله ويذكر فتوح مصر وخطبة بني العباس أدام الله أيّامهم بها:

حُلومك أرسى من شَمَامِ (2) وأرسخُ

ومجدك أعلى من [جبا (3)] ل وأشمخ

وذكرك ما بين الأنام كأنّه

وقد ضاع بِالمسك السحيق مضمَّخ

بقيتَ صلاحَ الدين فينا مخلَّدا

فإنَّك مهما دُمتَ فالردع مُفْرِخ

إذا ذُكِرت أنباء فضلك في الورى

لدى معشر أثنَوْا عليك وبخبَخوا

حَمَى الملك من أبناء أيُّوب ماجد

هُمامٌ شديد البأسِ أصيدُ أبلخ

فضائله تُرْبي على الرمل كثرةً

على أنها تُروَى وتُتْلَى وتُنْسَخ

عُقودُ صلاح الدين فينا أكيدةٌ

أبت أنَّها -ما دامت الأرضُ- تُفْسَخ

مَهابتُه دِرع عليه حصينة

وبين حِماه والحوادث بَرزخ

إذا الحرب حَثَّتْها الكمأة كأنَّها

طُهاةُ قديرٍ في الشتاء وطُبَّخ

غدا مُطفئا نيرانَها بعزائم

تُفلِّق هاماتِ الملوك وتَشدَخ

لمجد صلاح الدين يوسفَ هِمَّةٌ

تطول دراريَّ النجومِ وتَرْسَخ

أقام بمصرٍ دعوة الحق فانثنتْ

تُدَوَّن في أيَّامه وتؤرخ

وكم أرؤس للأدعياء عُداتِه

تُرَضّ بِمُرْداة الهوان وتُرْضَخ

يجود بما تحوي يداه تبرّعًا

ويُجزل ما يُعطيه طورًا ويَرْضَخ (4)

كما سحَّت الأَنواء طَلًّا ووابلا

وجاءت بما يُروي البلادَ وينضخ (5)

يلام على بذل المواهب والندى

ويُلْحَى على إِحسانه ويُرَبَّخ

فيعرض إعراض الكريم بسمْتِه (6)

ويثْبُتُ كالطَّودْ الأشمِّ ويَرْسَخ

(1) كذا ولعل الأصل تتّصف.

(2)

كقطام جبل لباهلة.

(3)

مأكول.

(4)

يعطى عطاءً دون الجَزْل. ويرضخ في البيت المتقدّم يُشْرَح ويكسر.

(5)

يُرْوى ومنه عينان نضّاختان.

(6)

الأصل بسمه.

ص: 416

فيما حُسنها من سيرة عُمَريَّة

ومِلَّةِ عدل دينُها ليس يُنْسَخ

رعاها الإِمامُ المستضيء ووُلده

وقام لها يُزْهَى كريمًا ويشمخ

قال محمد بن نبهان التغلبي الدمشقي رحمه الله جامع الكتاب فأعطاه الملك الناصر صلاح الدين ألف دينار وأُرسل له من بغداد ألفُ دينار.

ص 3 س 3: وقال يمدح السلطان الملك العادل سيف الدين أبا بكر بن أيّوب رحمه الله وأنشده إِيَّاها بمدينة دمشق سنة 585 هـ القصيدة والبيت العشرون ومرنَّحين على الرحال كأنما

البيت.

ص 9 س 1 زاد: وأنشده إِيَّاها بمدينة دمشق بالقلعة في شهور سنة 626 هـ.

ص 14 س 12 زاد: من قصيدة طويلة لم يوجد منها غير هذه الأبيات الثلاثة.

ص 81 س 5: لا يُثيبُها.

ص 22 س 1 يتقدَّم البيت:

ألا أيّها المَلك المعظَّم والذي

مواهبه ترجَى ويُخْشَى عقابه

س 3: من نشادور ببلاد العجم إلى دمشق. وهي نيسابور.

س 9: يتلوه:

ذو مُقلة دعجاء أدمى لحظُها

قلبي وأنفذ سهمُها أدراعي

ص 23 بعد س 1: قال جامع الكتاب محمد بن نبهان التغلبي الدمشقي رحمه الله سألتُ الشيخ شرف الدين رحمه الله يومًا بحضرة الشيخ نجيب الدين أبي الفتح نصر الله بن الصفَّار المعروف بابن الشُقَيشقة (1) عن معنى هذا البيت وقد استغربتُه لأن عادة الخمر أن لا تبدّل الوقار بالطيش فقلت له أهذا المعنى لك مبتكَر أم سمعتَه؟ فقال لا أعلم أنه لآخر غيري فابتدر الشيخ الإمام نجيب الدين وقال بل هو لغيره وأنشد في المعنى لابن وكيع:

كيف [لي] أن أراك منعَجمَ المنط

طِق سكران لستَ توضح حرفا

وأنادي من المسرّة ماتَ الـ

سُكر فادعوا اليّ بالكأسِ صرفا

(1) المتوفي سنة 657 هـ كان يُزَنّ برقّة الدين يراعي أرباب الجاهات كثيرًا ترجمته في ذيل الروضتين 201 وغيره.

ص: 417

إِنّ للراح مِنَّةً لستُ أدري

شكرَها كلَّما أطلتُ الوصفا

ليَّنتْ خُلْقَ قَسْوَر وأعارتـ

ـه سَماحًا وعلَّمتْه العُطْفا

كلَّما رمتُ قُبلةً قالت النشـ

ـوة مات الغَلا فخذ لك ألفا

فتعجَّب الحاضرون من حسن استحضاره وعظم اقتداره.

ص 23 س 2:

في روضة بالنَيْرَ بَينِ أريضةٍ

مَوْشِيَّةٍ ببدائع الإِبداع

مخلضةٍ (كذا) وشائعَ بُرْدها

كفُّ الخضيب وأيّ كفّ صَناع

ص 26 س 3: جاورتُ (بالراء المهملة)، هذا عمران بن حِطَّان لما خرج على عبد الملك بن مروان وطلبه فهرب منه فلم يجد له ملجأ في الأرض إلا رَوْح بن زِنباع فقصده فلما وصل إليه وهو مطمئنّ القلب به لم يُجِرْه وطَردَه اهـ الميمنيّ: والخبر سرده أبو العباس على طوله ببعض اختلاف في الكامل 530 - 534.

س 5: أرقّح كي أسدِّدَ.

س 8 زاد: ونَسَجها على منوال الأفوه والأَوْدي في قصيدته المحرِّضة اهـ

ولعلها داليته في الديوان صنع العاجز برقم (ز) ص 9.

ص 3 س 3، دالجة: والدالج الذي يمشي بالدلو من البئر إلى الحوض والسَفْر القوم المسافرون.

ص 29 س 6: أهوِّم أو في بطن دَوْية أسري

7: عن سنا البدر. هذا البيت يقرطس في غرض البلاغة بإِصابته وتأنس به الأسماع على غَرابته وتعنو لديه الأوصاف والمدائح وتخجل عند سماعه لقصورها طلابات (كذا) القرائح.

ص 29 س 2: ولو حاول المرّيخ البيت يتلوه بيتان وعليهما الختام -وسائر الأبيات التي تتلوه هنا تتقدّمه عندنا- وهما:

من القوم لو جاراهم البحر في النَدَى

لأصبح قاعًا صفصفًا مُزْبِدُ البحر

ص: 418

إِذا استلأموا يوم (1) النزال حسبتهم

أسودَ العرين الغُلْبَ تَسْبَح في غدرْ

لقد أصاب شاكلة التشبيه وأصبح فردًا في معناه بلا شبيه اهـ.

س 9: عندنا سنة ثمان عشرة.

ص 31 س 8: سَناها وللأدنى. وأراه الصواب.

10: وأفرجت. ولا أرى عليه غبارًا.

ص 32 س 5: ومعهما ارتجاسُ.

ص 32 س 8: أرضًا تُداسُ.

س 10: يبيت الذئب طاوٍ، يَزير وجارُ رَبْربه الكِناسُ.

ص 71 س 4: بأصلنا الحَؤول من أسماء الدواهي اهـ فهو بالفتح.

ص 34 س 4 زاد: وأنشده إياها بمدينة عدن في سنة 589 هـ.

س 7: وإن بعيدا لا يُرَجَّى اقترابُه.

ص 35 س 8: لا يناصَبُ.

ص 36 س 3: على الرمل في إِثر المطيّ.

ص 37 س 6: من خلوة الفحل.

ص 72 س 5: سنة 589 هـ.

س 8: حنينَ العِطاش.

ص 73 س 8: قوله منها يُوهم أن هنا شيئًا من القصيدة لم يورد ها هنا. ولكنها تظهر تامة في نسختنا.

ص 74 س 1: سهْلَه، ولا يظن سهل.

س 3: الباب الغياثي.

ص 39 س 8: قوله ومنها كأنه حذف البيت الآتي من أجل خلل أو تصحيف وهو: وكأنه في الحرب خِرصان به ذي العزّ (؟) الملك العزيز قد احتبى.

ص 40 س 3: وقال يمدحه وأنشده إياها بمدينة عدن في سنة 591 هـ بظاهر البلد.

(1) البيت محرّف في أصلنا.

ص: 419

ص 42 س 1: النَفَل بلا تحريف.

س 5: لأفصح معجم غزِل.

ص 102 س 1: عندنا: ولما ملك الملك الناصر صلاح الدين بعض البلاد الساحلية أرسل إلى أخيه السلطان الملك العزيز ظهير الدين صاحب اليمن يعرض عليه النزول عن اليمن واللحاقَ به ليستلم الساحلَ الفرنجيّ ويحضر الغزاة. فشاور الشيخ شرف الدين بن عنين وكان حاضرًا عنده في ذلك. وكان شرف الدين قد سُرق له بمكة قماش اتهم به بعضَ الأشراف الذين بها ممن كان حوله. فأنشد سيفَ الإِسلام هذه الأبيات يحرّضه على قتال أهل مكة وَيثني عزمتَه عن الساحل وأوَّلها:

ثمَّ بعد تمامها: قال جامع الكتاب سألتُ الشيخَ العلَّامة نجيب الدين بن الشُقَيشقِة عن هذه القصيدة فقال لم يوجد منها غير هذه الأبيات ولذهابها سبب. فسألته عن السبب فقال حدّثني الشيخ شرف الدين أبو المحاسن محمد بن عنين بداره في ليلة من ليالي الشتاء في ثالث ربيع الأوَّل من سنة 613 أنه لمَّا كان باليمن وعمل هذه القصيدة غلظ قلب الملك العزير على أهل مكة ووصل إلى أشرافها شيء من مكروهه. قال فمرضت مرضًا شديدًا فيه الموت أو كدت فرأيت في إِحد [ى] ليالي مرضي كأن مولاتي الستَّ فاطمة صلى الله عليها وسلم واقفة بإزائي تشير بإصبعها الكريمة إِليَّ وتقول:

حاشا بني فاطمة كلّهم

من خِسَّة تَعْرض أو من خَنا

وإِنما الأيَّام في صَرْفها

وفعلها السوء أساءت بنا

لأنْ أسا من ولدي واحد

تُلحقَ هذا الشتمَ عمدًا بنا

فَتُب إلى الله فمن يقترفْ

ذنبًا بنا يأمن ممَّا جَنَى

واكرِمْ (1) لأجل المصطفى أحمد

وآلِه من أهله أعينا

فكلَّما نالك منهم أذىً (2)

تلقَ به في الحشر معنا (3) هنا

(1) بالتسهيل ضرورة.

(2)

الأصل عزا.

(3)

الأصل معًا.

ص: 420

قال فاستيقظت شديدَ الرعب وقد شمِمتُ رائحة العافية فوثبت إلى القصيد فمزَّقتُها وعمِلتُ:

عُذرًا! إلى بيت نبيّ الهدى

تَقْبَلُه من عبد سَوء جنى

وتوبةً تَقْبَلها من أخي

جرم بعيد الخير مُرِّ الجنى

والله لو قطَّعني واحدٌ

منكم بسيف البغْي أو بالقنا

لم أك في ظنّي مُسيئًا به

بل أرَه في الفعل بي مُحْسِنا

وكان لا يؤثر أن يحفظ أحد من هذه الأبيات شيئًا حتى إن الملك الأشرف كان (1) إذا أراد أن يغيظه ذكر بيتًا منها.

ص 55 س 7: فتُريني أنه حَذِرًا.

س 10: إذا استسقَيتُ وابلَه، على الظماء (كذا) سقاني.

ص 55 س 10؛ فظلَّت تباري الشمسَ.

س 11: أزال على الصواب.

ص 58 س 4: به مَثَل. وهو الأليط.

س 5: ما أحلى قوله إلَّا أن ظفرت بِرا. يريد لم أحصل على سوى القافية فانها كقافيته "إِنما الشعر لم ألحق فيه من شأوه شيئًا اهـ: الميمني: فاتضح أنه بِرا أي بحرف الراء وهو رويّ القافية لا غير.

س 8: يتلو البيت الأخير: وهذا آخر مدائحه للمملوك اهـ ثم يتلوه مديح الوزير ابن شكر وهو في ص 45.

ص 45 س 1: أصلنا: وقال يمدح الوزير صفيّ الدين أبا الحسن علي بن عبد الله (وفي الفوات 1/ 280 ومرآة الزمان عبد الله بن علي) بن شكر وزير الملك العادل سيف الدين أبي [بكر] بن أيوب وأنشده إِيَّاها بدمشق سنة 593 ويذكر فيها حصار الأفضل والملك الظاهر العادل (؟ للعادل) ورجوعهما عنه بحسن تدبير الوزير الممدوح.

ص 49 س 13: ولو مات وجدا.

(1) الأصل وكان إذا أراد مغيضة.

ص: 421

ص 50 س 10: ألقى.

س 12: فلو عالجتُ حدًّا (؟ جُدّا).

ص 51 س 13: يأتي بالأمس يذهب ردًّا.

ص 52 س 3: وهو فاعلٌ.

ص 53 س 1: ألى جنابك ردّا.

س 2: والثناء أكرمُ مُهدَى.

ص 94 س 12: بأصلنا زيادة: وذلك بمدينة مَروْ في مدرسته التي يُلقي بها الدروس.

ص 95 س 7: يمشي بقلب.

ص 53 س 6: أصلنا فكتب إليه من نيسابور وسيَّرها إليه إلى نشادور (1) وذلك في سنة 602.

ص 54 س 8: رياح الطبش.

ص 98 س 9: محلَّة الجناح.

ص 99 س 3: وحُلَّة المُزّاح.

ص 64 س 7: من نشادور.

س 10: لغيامي وعزمه.

ص 77 س 2: بين الذئاب.

س 5: زاد: وسيَّرها إليه أيضًا من بلاد (2) العجم إِلى دمشق.

ص 78 س 6: يتلوه بيتان وعليهما الختام:

عسى عَطفةٌ بدريَّة تعكِس النوى

فأُلْفَى قريرَ العين بالأهل والوطنْ

لقد ملَّت النفسُ البِعادَ وبَرَّحتْ

بها سَعَةُ الشكوى وضاق بها العَطَنْ

ص 79 س 1: عندنا: وقال يمدح النجيب بن يُمن العُرْضيَّ وكان اجتمعا كلاهما وعاد النجيب إلى الشام فكتب بها إليه.

ص 104 س 13: باتَ عنه غني.

(1) كذا وهي نيسابور نفسها عاميّة.

(2)

وفي الأبيات من عدن.

ص: 422

ص 105 س 1: سجيَّةٌ ألفت.

ص 59 س 8: في صفيح الحُدا.

ص 60 س 9: غمْر.

ص 61 س 4: فيها وأصبحتِ الموالي.

س 11: يريد بالأخشاب المجانيق اهـ.

ص 62 س 5: بعده بيت وعليه الختام:

فالمُلك عينٌ خاطبتْه كأنْ (1) بها رَمَدًا فكان لما عراها إِثمدا

س 12: وجَنُوا المعالي. هذا غلط صرفي من ابن عُنين.

ص 63 س 5: الخَمِيس. والضم من خطأ الطباعة.

ص 64 س 4: بالإِرعاد.

س 8: زاد: وكانت بينهما صداقة ومودَّة أكيدة وكان دُفن بدمشق ثم نقلوه إلى قلعة جَعْبَر.

س 12: عن طريق رَشادها.

ص 65 س 4: رُزِئَ الكرام الخ كما في صلب المطبوع.

ص 67 س 7: بعده وعليه الختام:

لا غَبَّ قبرَك مُرْجَحِنٌّ زاخرٌ

زَجِلُ النواحي مُسْبِلٌ هَدّار

ص 140 س 11: يَنْهَدُّ لو حَمَّلَتْهُ بعضَها - الجبَلُ. أي ينهدُّ الجَبَل (ضدّ السهل) لو حمَّلته (بالشد) الداهيةُ بعضَها. وهذا ظاهر.

ص 141 س 3: منتعل في شعر الأعشى رقم 6 وتمام البيت:

هِرْكَوْلة فُنُن دُرم مرافقُها

كأن أخمصَها بالشرك منتعِلُ

والتضمينان غير موجودين في نسختنا.

س 5: منتفِخ وكذا نسختنا والصواب: منتفِج بالجيم لا غير.

س 6: في بيضة القَيْظ وأراه الأقعد وفي زائية الشمَّاخ:

طوى ظِمْأَها في بيضة القيظ بعدما

جَرَى في عِنان الشِعْرَيَين الأماعزُ

ص 142 بعد س 1: يربد بنظام الدين ابن القلانسيّ. فالحظْ أيها المتأمل ما ألطف

(1) أو بأنّ.

ص: 423

هذا الاستطراد وما أحلى موقعه من الفؤاد حتى لو سمعه الذي قيل فيه لشغله استفادة هذا المَخْرَج عن أن يَرْفُل في ثياب المحرج اهـ الميمني: لا أعرف المحرج إلّا الحِرْج وهي ثياب تُبْسَط على حبل لتجِفّ. فلعل المحرج عامية.

ص 91 س 2: فيما وقع له من الوقاثع والماجَرَيات والمكاتبات والمجاوبات والطَلبات والشفاعات والأغراض والمُجون والهدايا والاستهداآت والطُرَف والنُّتَف واللطف والحنين والأشواق إلى بلده وغير ذلك مما يجري مجراه اهـ.

ص 92 س 10: يتلو (مسلّما):

رأى صبيًّا مليحًا تركيًّا قد رأى غرابًا على شجرة فرماه بسهم.

من الخُزر العيون رأى غرابًا

فأوَترَ قوسَه ورمى بسهم

فخلتُ البدر أرسل عن هلال

إلى الليل البهيم شهابَ رَجْم

ص 101 س 8: عندنا وكتب إلى الملك العزيز سيف الإِسلام باليمن يطلب منه خمرًا على طرِيق اللُغْز.

ص 44 س 5: ما قَطَّبا لي .... أدْ [رِ] ي عَداكَ الذمُّ

ص 73 س 3: عندنا أربعة أبيات من هذه القصيدة وهي في الأسطر 3 و 4 و 6 و 7.

ص 80 س 9: يلوح وآذيُّ الدُجُنَّة.

ص 81 س 11: من أن تُنال وتُلْثَما.

ص 83 س 4: على وكز بالزاي المعجمة لا بالمهملة.

س 14: راحلا - وأحداثه بي.

ص 86 س 11: بعد (عن ذكر الشتا) زيادة:

أصبحتُ بعد فراقكم متجمِّع الـ

ـبلوى فصبر (1)(كذا) في الخطوب مشتَّتا

ص 87 س 5: بين النعائم والغُفْر. وبالنَسْر يحصل الإِيطاء.

س 8 يتلوه: يريد بذلك أن نَوْء سعد السعود صَحْبُه باقي الأنواء المُمْطِرة إِذا لازمها يكثر الغيث ويصير مكان الضبّ وهو البراري المقفِرة كمكان الحوت

(1) لعله بصبر في الخطوب تشتّتا، على الإِيطاء.

ص: 424

وهو البحر وربما زاد ماء البحار والأنهار وطفا السمك إلى أن يتلاقى به والضب في وكره وهذا بليغ حسن.

ص 111 س 1: عَبَثَ السقَامُ.

ص 116 س 4: يداه كما قيل فإمّا.

ص 142 س 8: قيد ضيّق.

ص 132 س 5: شعرك الأنجم.

ص 111 س 8: عند ذاك.

س 10: والبيتان اللذان أنشدهما ابن المجاور:

بالكؤوس المِلاءِ حُثا إليا

لا تجريا (كذا) بالمُدام لا عليّا

من يَدَي فاتر اللواحظ كالبد

ر إذا حَفَه نجوم الثريّا

ص 120 س 2: لقد حضت قوادمها.

ص 122 س 9: عندنا في الترجمة: وكان لما كتب هذين البيتين (جناحي ص 120) مريضًا طلب أن يزوره وكتب إليه مع هدية اهـ.

ص 112 س 2: لَوْمك عذرا.

ص 131 بعد س 8: فلما وقف عليها السلطان أمره أن يستدعي ما يحتاج ضيوفه إليه في كل يوم من سائر الحوائج.

ص 123 س 3: لو كان ما يُهْدَى على مقداركم، لم يرتض الشمس.

ص 90 س 6: في أعالي البان.

ص 89 س 4: وسَرْجَتُها:

س 5: ضاع يضوع فاح.

ص 90 س 3: وقد: أو غلتُ.

ص 112 س 11: فكم أشهب.

ص 100 س 7: بإجراري، والإجرار شق لسان الفصيل والقلم أيضًا يُشق لسانه. ثم يتلو الأبيات وقال مخاطبًا للسلطان الملك المعظم وقد جرى يومًا حديث قسمة الغنائم شرعًا وكيف تزحزحت الرسوم الشرعية:

يا أيُّها الملك المولى الكريم ومن

يستحق المُلك والدنيا إذا يَهَبُ

إِذا لقيتَ الأعادي يوم معركة

فإن جمعهم المغرور منتَهَبُ

ص: 425

لك النفوس وللطير اللحوم وللـ

ـوحش العظامُ وللخيَّالة السَلَبُ

فضحك الملك المعظّم وقال هذه قسمة على بيت المال فيها حيف. وكان عند الملك الناصر الخ ما في ص 121 س 4 ويتلو بيتيهما:

فقال الملك المعظم الناصر سمعًا وطاعة، ثم أمر بنتف لحيته فاستغاث الشاعر وأقسم أنه ليس من القصيدة. ومرَّ ذلك اليوم في نوادر الشاعرين.

وكان مع الملك المعظم في بُحيرة طَبرية فركبا في الزبزب (1) فقال بديهًا:

وإني لأعجب من زبزب

به بحر (؟) كيف لا يغرَق

فمن تحته بحر (؟) واحد

ومن فوقه أبحُر تدفق

وأعجب من ذا وذا أنه

يلامسه وهو لا يرزق (كذا)

* * *

-2 -

وقتل الملك المعظم أسدًا بالغَوْر فقال شرف الدين بديهًا:

يا ملكًا من بني الأكاسرة

الأقيال أهل التيجان والسُرُرِ

لا خمدتْ نارك التي تُحرق

الكفرَ وترمي الصليبَ بالشَرَر

ثمت لا زلت دائمًا تقنص

الأسْد لعزم أمضى من القَدَر

ماذا حَلُوا (2) عنك عند قتلتك

الليثَ وليس العِيان كالخبر

من وَثَبات ومن سُطّى (3) وثَبا

تٍ قلَّ ما يجتمعن في بشر

ثم جميع الأنام قالوا وما

فاهوا بمَيْن في البدو والحضر

ها ملك الوحش صاده ملك

الإِنس فلله ذاك من ظفر

(1) هذه الأبيات معروفة للخلوقي الشاعر في طاهر بن الحين والرواية:

عجبت لحرّافة ابن الحسيـ

ـن كيف تعوم ولا تغرَق

وبحران من فوقها واحد

وآخر من تحتها مُطْبَق

وأعجب من ذاك عيدانُها

وقد مَسَّها كيف لا تُورق

والزبزب نوع من السفن.

(2)

كذا.

(3)

سطى أخلَّت به المعاجم ولعله الواوي لو ثبت.

ص: 426

إني (1)(؟) عظيم المقدار لم يأت إلَّا

بعظيم في الخطب والخَطَر

قُدّس عيسى المعظَّم الملك

المُظهِر للمعجزات والسِيَر

وأهدى إليه بعض أصدقائه صابونًا وماءَ وَرْد بعد نَبْوة كانت بينهما فقال:

فتىً أهدى إليَّ اليو

م صابونًا وماوَرْد

ليغسل عِرضَه مما

بدا منه وما يُجْدِي

ولو بالبحر أو

بالقطر أو بالغيث أن أهدي

ولكنّي غفرتُ له

ذنوبًا جَمَّةً تُردي

وما قلت الذي قد

قلت عن قصد وعن حِقد

فلا تخش أذَى السيف

إذا ما كان في الغِمد

وأهدى إليه بعض أصحابه جُبُنًا فقال فيه:

نفسي الفداء لمُهْدٍ

إليّ سَلّة جُبْنِ

رطبًا كمثل لساني

في مدحه حين يُثني

وغَنّى بعض المطربين في حضوره بهذين البيتين وهما:

هيَّج الشوق صَحابي

وحدا الوجهُ رِكابي

وجفا (2) المضجعُ حتَّى

هجر الطَيفُ جنابي

وسأله بعض الأكابر أن يزيد عليهما (3) فقال:

وهو من فرط غَرام

في نحيب واكتئاب

طائر العقل حزين

ليس يُهْدَى لصواب

في هوى ظبي غرير

فاتن حلُو التصابي

ما يراه الله إلَّا

لعنادي وعذابي

أين أيَّامي المواضي

لو أُعيدت وشبابي

هل لما فات رجوع

من وصال وتَصابٍ

(1) لعله إنْ.

(2)

الأصل وخفي.

(3)

الأصل أن يزيدها.

ص: 427

وكان أبلَّ من مرض واحتاج إلى فتائل عَنْبَر مصنوعة بفَحْمٍ الكَرْم فكتب إلى الشيخ تاج الدين (1) أبي اليُمْن زيد الكندي رحمه الله يطلب منه شيئًا من ذلك يقول:

يا أيَّها المولى الذي عَرفه

يضوع كالمسك مع الغاليَهْ

مبدل وقد ألبسه الله (كذا) من

لطائف البُرْءِ حُلّى حاليه

وكلّ هذا بسعادات مو

لانا ومن همَّته العاليه

وهي التي قد أصبحت تُرتجى

بأنها تنظر في حاليه

لكنَّني أسأل من فضله

طِيبًا له من خَشَب الداليه

فنشره لا شكّ من نشرك

الطيِّب يحيي الرِمَمَ الباليه

فإن عندي كاسمه ضدّه

شريته (2) الساعةَ من ماليه

والكرْم (3) مفهوم فوا خجلتي

من كلِّ ما قلتُ وإدلاليه

وعمل صفيّ الدين بن شُكر رحمه الله مَقامَة فأخذها شرف الدين يطالعها وكتب على حاشية الكتاب:

مَقامة مولانا الوزير جليلة

سمت وعلت في الناس مثل مَقامه

غدت أبحُرًا في عُظمها وهي قطرة

إذا نُسبت من فضل بحر كلامه

يقوم لها الأقوام من عُظم قدرها

كما قعدوا عن نيل بعض مرامه

حوت من فنون العلم كل غريبة

وأُعجوبةٍ من نثره ونِظامه

فكم خبرٍ معْ آية جاء ضِمْنَها

وشكلِ معمَّى مشكلٍ في انعجامه

تعالى الذي أعطى الوزير مناقبًا

يفوق بها في مصره وشآمه

وناوله الملك المعظّم يومًا رسالة بخط ابن البوّاب فتأمَّلها ثم قال بديهًا من ساعته:

خطّ عليّ بن هلال غدا

في حُسنه كالأعيُن الدُعج

ما خُطَّ في دَرج ولكنّه

سِمط لآل حُطّ في دُرج

(1) النحوي المعروف ترجم له كثيرون.

(2)

الأصل شربته.

(3)

الأصل وأكرم.

ص: 428

وكتب على يد الشيخ الإِمام العلّامة نجيب الدين أبي الفتح نصر الله ابن الصفّار المعروف بابن الشقيشقة شفاعة للأمير محمود الأرموي نسيب ابن المجاور إلى بهاء الدين محمد بن التبني:

أيّها السيّد الذي جعل المجـ

ـدَ لراجيه واجبًا مفروضًا

في صديق رأى ثناني طويلًا

ومديحي جَمّا وشكري عريضًا

وقيامي في كل واد حَوَى السا

دات أتلو مآثرًا لك بيضا

ظنّ خيرًا وقال لي سله في أمـ

ـري وعرِّض بحاجتي تعريضا

فعساه يَريش مني جَناحا

غادرتْه يد الزمان مَهيضا

قلت دعني فإن جاهي مريض

ومريض فلا يداوي مريضا

قال نجيب الدين فقبل شفاعته والتزم طاعته وجعل ميقات قضاء حوائجه ساعتَه، وقال في وصف بِرَك اللينوفر:

فكأنما البِرَك المِلاءُ يَحُفَّها

أنواع ذاك الروض والزهر

بُسُط من الديباج بِيض فُرْوزت

أطرافها بفراوز خُضر

وقال يومًا للشيخ نجيب الدين: ما أحسنُ ما تحفظُ في التشبيه في الغَزَل

فأنشده في صبيّ حائك:

غُزيلٌ لم تزل بالغَزْل جائلةً

بنانُه جَوَلان الفكر في الغَزَل

جذلانَ تلعبُ بالمِحواك أنمُلُه

على السَّدَى لَعِبَ الأيَّام بالدُوَل

ما إن يني تَعِبَ الأطراف مشتغِلا

أفديه من تَعِب الأطراف مشتغلِ

جَذْبًا بكفّيه أوفَحْصًا بأخمصه

تخبَّطَ الظبي في أشراك محتبِل

فقال شرف الدين أشهد بالله لقد تستحقّ هذه الأبيات أن تكتب بذوب السعادة على صفحات الزمان وتقام في الشرف على الشعر مُقامَ الإنسان من الحيوان ثم فكر ساعة وأنشد مرتجلًا:

وأهيفَ يحكي الغصنَ لِينُ قَوامِه

وتغرَق في ماء النعيم غلائله

إذا ما بدا من شَعره في ذوائب

رأيتَ غزالًا لم ترُعه حبائله

فلما سمعها الشيخ نجيب الدين اهتزَّ لها اهتزاز الطَّروب للأغاني وأقسم أن ليس لقائلها ثاني، وقال من حق هذه أن تكتب بماء الأحداق على صفحات القلوب

ص: 429

وأن يُستنزل بها القطر بعد القنوظ وتُستطلع بها الشمس بعد الغروب.

وكتب إلى صلاح الدين الإربليّ الكاملي بالديار المصريَّة وهو مريض يستزيره:

علَّ ريح الشَّمال تحمل أشوا

قي وتُهدي تحيَّتي وارتياحي

ثمّ تشكو إليكم جَوْرَ دهر

بَزَّني قوتي وقصَّ جَناحي

ألبستني صروفه ثوبَ سُقم

غيّضت شِرَّتي وبان مِراحي

كلَّما قلتُ قد تنكَّب نبل

الدهر عنّي رمى فأصمى جِراحي

وصلاحي في أن أراك فإن لم

يأذَنِ الله لي عدِمتُ صلاحي

فهنيَّاك لائمي كفّك السبـ

ـط ومرأى (1) جبينك الوضَّاح

وعمل هذه الأبيات لمَّا سافر الملك الناصر داود إلى إربل سنة 617 يتشوَّفه ويذكره:

عليك سلام الله داودُ حيثما

تبوَّأتَ من مستوعَر ودَهاس (2)

ولا زالت النعماءُ لُبْسَك كلّما

ذَوَى مَلْبَسٌ بُدّلتَه بلباس

رحلتَ فلا والله ما العيش بعدك الـ

ـهنيءُ ولا الناس السرَّاةُ بناس

كريم ذخرناه لعام محاذر (3)

ويوم مباهاة وساعةِ باس

وإنّ حُلومًا لم تَطِش يوم غُربة

النوَى لحلومٌ كالجبال رواسي

فيا قلب عيسى هل من الصخر كُوِّنَتْ

حَصاتُك أم كل القلوب قَواس

فيا نفس لا تستمتِعي بمَسرَّةٍ

ويا مقلتي لا تطمعي بنُعاس

فما لك من أسر الغرام مخلِّصٌ

ولا لك من داء الصَبابة آس

وما هاجت الذكرى إليك صَبابتي

ألا إنّما الذكرى تهيج ناس (4)

وإني لأرجو الله والله قادر

على جمع شَمْل منك بَعد إياس

تمَّ فصل الماجَرَيات

(1) الأصل ورأى.

(2)

الأصل دماس.

(3)

كذا.

(4)

ناسيًا.

ص: 430