الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعلام الكلام ومقامة الانتقاد (لابن شرف)
(*)
كان بعض علماء تونس نشر في مجلة المقتبس (مقامة الانتقاد) باسم (رسائل الانتقاد) عن نسختين إحداهما تونسيّة فيها عدّة من المقامات (وكانت في الأصل عشرين كما جاء في مقدّمة المؤلف) وأخرى وُجدت باسكوريال وفيها هذه المقامة الواحدة فقط، والأولى كتبت في القرن السابع والأخرى في الخامس.
ثم نشرهما عبد العزيز أفندي أمين الخانجي سنة 1344 هـ عن نسخة حضرة أحمد بك طلعت باسم (أعلام الكلام). وذكر في مقدمتها أن الكتابين شيء واحد.
ولما كنتُ اطّلعت على بعض اقتباسات هذه الرسالة أحببت أن أُعلّق أسطُرًا تنبيء عن جليّة الأمر:
(1)
ذكر ياقوت وصاحب المعالم في ترجمتيهما لابن شرف (1) أن له من التصانيف (أعلام الكلام) مجموع فيه فوائد ولطائف ومُلَح منتخبة. و (رسالة الانتقاد) وهي على طرز مقامة نقد فيها شعر طائفة من شعراء الجاهلية والإِسلام اهـ وهذا صريح في أن الكتابين مختلفان.
(2)
وجدنا ابن الخطيب نقل عنها في ترجمة ابن هانئ من إحاطته (2) وسماها (المقامات) والمنقول يوجد في هاتين الطبعتَين. وكذلك البديعي في الصبح المنْبئ (3) نقل نَقْدَه لشعر أبي تمام والبحتري والمتنبيء وسماها (مقامه ابن شرف
(*) نشر في مجلة "الزهراء" عدد شعبان 1345 هـ.
(1)
معجم الأدباء 99: 7 والمعالم مع ذيله 3: 239 وفيه ذكر الأعلام فقط.
(2)
113: 2.
(3)
بهامش العكبري سنة 1308 هـ 253: 1.
التي ذكر فيها الشعراء) واقتباسه أيضًا يوجد في طبعتينا هاتين.
فهذا كله دليل على أن الطبعتين شيء واحد، وهو مقامة الانتقاد أو مقامة مسائل الانتقاد أو رسالة الانتقاد. ولعل الناس كانوا يُفرزونه من جملة المقامات تارةً، وأخرى يَضُمُّونه إليها.
وأما (أعلام الكلام) فلم أعثر على حوالة عليه، غير أن ابن الأبّار ذكر في تكملته (1) أن راشد بن سليمان اللخميَّ الطُليطليَّ يرويها عن ابن شَرَفَ سمعها عنه في رمضان سنة 454 هـ.
نعم يوجد في طبعة الخانجيّ زيادتان إحداهما نحو صفحة في ص 247 (من رسائل البلغاء سنة 1331 هـ) وفي طبعة الخانجيّ في ص 20 بعد قوله وبينهما عند قوم فرقانِ. وابتداء الزيادة من قوله "قال أبو الريان حدثنا الصولي الخ" وتنتهي على قوله "فلمّا عرفت أنه والده استحييت".
والزيادة الأخرى بعد خاتمة المقامة من قوله "قال محمد وطلبتني نفسي بمعرفة الخ" وهي في ثماني صفحات وليس فيها غير سَرْد المختار من أشعار الشعراء من غير عَزْو.
ومصدر وهم الخازجيّ أنه ورد في طرة نسخته "كتاب مسائل الانتقاد بلطف الفهم والافتقاد تأليف .... وهو إعلام (كذا) الكلام". وبآخره "كتبه المصطفى بن أحمد بن محب الدين الشافعيّ .... سنة 1013 هـ).
وهذا الرجل ترجم له المحبّي في خلاصة الأثر (2) وزعم الخانجي أنها نسخة ملوكية. ولكني لا أرى لها ترجيحًا على أختَيها لتأخّرها. وهذا المنقول يؤيّد أن الصواب في اسم الكتاب ما ذهبنا إليه ولكن قوله: "وهو أعلام الكلام" من زيادة الناسخ أضافها من عند نفسة بظَنٍّ لم يوفَّقْ فيه للصواب. والله أعلم.
جامعة عليكر (الهند) عبد العزيز الميمني
(1) 1: 69 ورقم 224.
(2)
4: 3651.