المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تعاون الجزائريين والفرنسيين في مجال الترجمة - تاريخ الجزائر الثقافي - جـ ٦

[أبو القاسم سعد الله]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء السادس

- ‌الفصل الأولالاستشراق والهيئات العلمية والتنصير

- ‌الاستشراق ومراحله

- ‌حلقات اللغة العربية

- ‌ مدرسة الآداب

- ‌أعمال المستشرقين

- ‌حياة بعض المستشرقين والمستعربين

- ‌اللجان العلمية

- ‌لجنة الاكتشاف العلمي للجزائر:

- ‌لجنة الاحتفال المئوي بالاحتلال:

- ‌الجمعيات المتخصصة

- ‌المعاهد الجامعية

- ‌البعثات العلمية ومشاركة المثقفين الجزائريين فيها

- ‌الكنيسة والتنصير

- ‌نشأة الأسقفية

- ‌الأسقف بافي:

- ‌ لافيجري

- ‌شارل دي فوكو:

- ‌النشاط التنصيري منذ 1930:

- ‌الفصل الثانيالترجمة وظهور النخبة الاندماجية

- ‌مترجمو الحملة وغداتها

- ‌تنظيم فرقة المترجمين

- ‌المترجمون الجزائريون

- ‌تعاون الجزائريين والفرنسيين في مجال الترجمة

- ‌الترجمة إلى العربية

- ‌الاتجاه الاندماجي - الاستغرابي

- ‌الزيارات المنظمة لباريس وفكرة المعهد العربي

- ‌أسر الأطفال وحملهم إلى فرنسا

- ‌دعاة التعلم باللغة الفرنسية الأوائل

- ‌نماذج من المثقفين والاندماجيين

- ‌الفصل الثالثمذاهب وتيارات

- ‌(نعمة) الاحتلال

- ‌رأي باصيه، ود. وارنييه، وطوكفيل

- ‌رأي لافيجري ولويس فينيون وآخرين

- ‌(فرق تسد)

- ‌معاداة العرب

- ‌ومعاداة البربر

- ‌التآمر على زواوة

- ‌الدعوة إلى تعلم الفرنسية ..وإلى التعلم عموما

- ‌وضع المرأة

- ‌الهجرة أو البقاء

- ‌الاندماج، التجنس، النخبة

- ‌الجزائر في الكتابات الفرنسية

- ‌اليهودية والصهيونية

- ‌الماسونية

- ‌الإسلام ووحدة الأديان

- ‌المثالية والاشتراكية

- ‌ إسماعيل عربان

الفصل: ‌تعاون الجزائريين والفرنسيين في مجال الترجمة

6 -

معاملة اللغة العربية معاملة اللغات القديمة الميتة، واعتبار العربية الجديدة التي ظهرت مع حركة الإحياء في المشرق لغة أجنبية.

‌تعاون الجزائريين والفرنسيين في مجال الترجمة

والجزائريون الذين ساهموا في الترجمة على أصناف، منهم من قام بالترجمة الشفوية فقط ومنهم من قام بالترجمة الكتابية، ومنهم من عاون الفرنسيين دون أن يظهر له جهد باسمه.

أما الذين قاموا بالترجمة الشفوية فقد ذكرنا نماذج منهم وهم الذين قلنا إنهم كانوا يسمون بالمترجمين الاحتياطيين، وكانوا على ثلاث طبقات، يبدأون بالثالثة وينتهون بالأولى إذا ترقوا في السلم الوظيفي في الترجمة، ثم يتقاعدون. وفي كثير من الأحيان كانوا يتقاعدون قبل الأوان، ويغيرون مهنتهم في الترجمة إلى مهنة أخرى، وكان مجال نشاطهم محدودا. فلا يخرجون عن الترجمة في الجيش، أي أثناء الحملات العسكرية، فيصبحون أداة للتهدئة ومخاطبة الأهالي بأوامر وتعليمات الفرنسيين. فهم من جهة فرسان وجنود ومن جهة أخرى مترجمون. وقد دخل بعض المترجمين الميدان القضائي أيضا، سيما بعد أن كثرت المحاكم الفرنسية وتقلصت المحاكم الإسلامية، وأصبح الجزائريون يتقاضون أمام قضاة الصلح الفرنسيين. ففي هذه الأحوال تقوى جهاز المترجمين من الجزائريين. واحتاجت السلطة إلى من ينقل الشهادات والأحكام إلى أصحابها وإلى القضاة.

وهناك علاقات نشأت بين الجزائريين والفرنسيين، ضباطا وعلماء، للتعاون من أجل نقل المعرفة المنشودة. هذا التعاون كان يفترض فيه أن يظهر وأن يأخذ كل طرف نصيبه من التنويه. ولكن الفرنسيين جعلوا من الجزائريين أشخاصا ثانويين جدا. وقلما يذكرونهم في كتاباتهم. وإذا ذكروهم فبإشارة خفيفة لا تنويها بهم ولكن إظهارا للبراعة والروح العلمية في الموضوع الذي

ص: 169

يقدمونه. ولديا أمثلة كثيرة على مساهمة الجزائريين مع الفرنسيين في المجالات العلمية، كتقديم الوثائق، أو التعاون على ترجمتها، والاشتراك في القواميس الفرنسية العربية، وتقديم معلومات عن قبيلة أو شخصية علمية قديمة. وليس بوسعنا أن نذكر كل ما نعرف عن هذا الموضوع، وحسبنا هنا ذكر نماذج فقط في شكل قائمة مع الإشارة إلى مجال التعاون:

1 -

أحمد بن مصطفى بومزراق مع أدريان بيربروجر على ترجمة رحلتي العياشي والدرعي (انظر ذلك في اللجان العلمية).

2 -

محمد ولد السعيد: ترجم مع زيس zeys أعمالا فقهية وقضائية سنة 1886. وكان زيس من المتخصصين في الشريعة الإسلامية.

3 -

عبد العزيز الزناقي: قدم قصة بالدارجة التلمسانية ليفهم منها غودفري - ديمونبين الفروق اللغوية، فترجمها هذا ونشرها مع تعاليق في المجلة الآسيوية سنة 1909، الجزء الرابع.

4 -

عبد الرزاق الأشرف: عاون الاسكندر جولي على جمع نماذج من الأدب الشعبي، سيما الشعر البدوي، أثناء دراسة جولي للهجات العربية في شمال افريقية، جمع له الأشرف ذلك من نواحي قسنطينة ونقاوس وباتنة سنة 1903، وفي مناسبات أخرى. كما ساعده على التعليق على الشعر.

5 -

الغوثي بو علي: تعاون مع ألفريد بيل في عدة مجالات. منها نشر بغية الرواد ليحيى بن خلدون.

6 -

سيدي محمد بن مصطفى: ترجم لألبير ديفوكس الوثائق المكتوبة باللغة التركية إلى العربية، وقام ديفوكس بنقلها إلى اللغة الفرنسية.

7 -

أحمد بن بريهمات: تعاون مع لويس رين على إخراج كتاب في تعلم الفرنسية موجه إلى المتعلمين الجزائريين، وهو كتاب عربي - فرنسي، سنة 1882، 143 ص لكل نص.

8 -

محمد صوالح: ساهم مع فلوري في إخراج كتاب تعليمي - مدرسي.

ص: 170

9 -

أبو بكر عبد السلام بن شعيب: ساهم مع بول ور في إصدار كتاب فرنسي - عربي، وهران 1913.

10 -

الغوئي بو علي أيضا: تعاون مع جورج مارسيه على إصدار النص العربي والترجمة الفرنسية لكتاب (روضة النسرين) في تاريخ بني مرين، باريس 1917.

11 -

محمد الموسوم (شيخ الشاذلية بقصر البخاري): قدم معلومات هامة عن الطرق الصوفية عامة والطريقة الشاذلية خاصة إلى لويس رين عند تأليفه كتابه (مرابطون وإخوان).

12 -

أبو القاسم الحفناوي: قام بجهد كبير في تقديم المعلومات التاريخية والدينية لديبون وكوبولاني أثناء تأليف كتابهما عن الطرق الصوفية.

13 -

المولى آيت عمر: قدم معلومات عن زواوة إلى هانوتو ولوترنو أثناء تأليف كتابهما الضخم (ثلاثة أجزاء) عن زواوة (القبائل).

14 -

أحمد بن داود: كتب مذكرة إلى دومنيك لوسياني بطلب من هذا، عن حياة عبد الرحمن الأخضري، عندما عزم لوسياني على ترجمة كتاب (السلم) وغيره للأخضري، إلى الفرنسية.

15 -

محمد بن يوسف أطفيش: بطلب من إيميل ماسكري ألف (الرسالة الشافية) في تاريخ وتراجم بني ميزاب ليستفيد منها هو وغيره، مثل موتيلانسكي، الذي اهتم بالمذهب الإباضي وتاريخ المنطقة.

16 -

إبراهيم بن عامر (العوامر): ألف كتابه الصروف في تاريخ سوف بطلب من أحد الفرنسيين لم يذكره بالاسم، ولعله أحد ضباط المكتب العربي بالوادي.

ونشير أيضا إلى أن كثيرا من التآليف التي قام بها الجزائريون كانت بطلب من رجال السلطة الفرنسية المحلية أو من شخصيات عسكرية أو علمية. ويحضرنا الآن:

ص: 171

17 -

محمد الصالح العنتري: ألف الفريدة المؤنسة في تاريخ قسنطينة بطلب من الضابط بواسونيه. ولهذا الكتاب أسماء أخرى.

18 -

أحمد بن المبارك: ألف أيضا كتابا في تاريخ قسنطينة قد يكون بطلب من شيربونو الذي عاصره وكان صديقا له، وشيربونو من المستشرقين، كما عرفنا.

19 -

أبو القاسم الحفناوي: ألف كتابه تعريف الخلف، بطلب من السلطات الفرنسية، وقد يكون لوسياني هو الذي رأى ذلك لأنه هو الذي كان متوليا إدارة الشؤون الجزائرية (الأهلية) في الحكومة العامة أوائل هذا القرن.

20 -

عمر (سعيد) بوليفة: وجهه رينيه باصيه إلى الاهتمام بتاريخ زواوة واللهجات البربرية في الجزائر والمغرب الأقصى. وقد نشر أعمالا عن ذلك أشاد بها باصيه نفسه.

21 -

محمد بن أبي شنب: وجهه رينيه باصيه أيضا إلى الاهتمام بالأدب العربي واللغة العربية وتحقيق النصوص والمخطوطات (1).

22 -

محمد بن علي الجباري: كتب المقامات العوالية في الأدب الشعبي، واستفاد منها ديلفان وترجمها ونشرها مع النص.

ويمكننا أن نواصل البحث لنجد أن الفرنسيين كانوا وراء عدد من التأليف التي سنعالجها في جزء آخر من هذه الموسوعة الثقافية، كما أنهم استفادوا منها ومن معلومات أخرى من غير المؤلفين دون أن يفصحوا عنها. وكانوا يكتفون أحيانا بلعن الجزائريين واتهام العقل العربي بالقصور، وبعثرة المعلومات، بل ينحون باللائمة على الجزائريين لأنهم لم يعطوهم ما يملكون

(1) في بحثه المعنون (أسطورة بنت الخص) شكر باصيه تلميذه محمد بن أبي شنب على مده بالوثائق المتعلقة بهذه القصة التاريخية الأدبية. انظر المجلة الأفريقية، 1905، ص 18، هامش 1، وكذلك ص 34. وكان ابن أبي شنب أستاذا أيضا لعدد من المستشرقين.

ص: 172

من مخطوطات وما عندهم من معلومات أخرى، كما فعل فايسات، رغم أنه حصل بطرقه الخاصة على ما يريد.

إن الترجمة هنا تظهر أحيانا وتختفي أحيانا أخرى. فإذا كانت شفوية لمجرد توصيل المعلومات بين طرفين فإن أثرها غير موجود، ولا يذكر إلا صاحبها ووظيفه فيها. وأحيانا تظهر ولكن في شكل غير مباشر كمنح المعلومات والوثائق التي يستعملها الفرنسيون ويستفيدون منها في مختلف أنشطتهم. ويبنون عليها بحوثهم. ولكنها تظهر واضحة (أي الترجمة) في النصوص المتعاون عليها أو المطلوبة، كأعمال الغوثي بو علي مع كل من بيل ومارسيه، والجباري مع ديلفان، والزناقي مع غ. ديموتبين. وهي تظهر أيضا في مختلف المعاجم الفرنسية - العربية التي تعاون فيها الجزائريون والفرنسيون.

ويبقى حديثنا دائما عن الترجمة من العربية إلى الفرنسية وليس التعريب. ولا شك أن هذا النوع من الترجمة لا تستفيد منه إلا اللغة والثقافة الفرنسية وكذلك السياسة والهيمنة الفرنسية. وبذلك أصبح المتعلمون الجزائريون في خدمة اللغة والثقافة الفرنسية على حساب لغتهم وثقافتهم. وسنتحدث عن التعريب أو النقل من الفرنسية إلى العربية في فقرة أخرى.

لقد قدم المتعلمون الجزائريون خدمة كبيرة للغة والثقافة الفرنسية. ومن الصعب تصنيف المادة التي ساهم بها الجزائريون في ذلك. ولكن يمكننا حصرها في أربعة أصناف وهي: اللغة والتعليم (القواميس، واللهجات)، والفقه، والأدب، والتاريخ، والاجتماعيات.

أ - في المجال اللغوي والتعليمي: نجد مجموعة من القواميس المشتركة أو الفردية التي أصدرها الجزائريون منذ العشرية الأخيرة من القرن الماضي. وظهر ذلك نتيجة عدة عوامل هامة، الأول شيوع التعليم الفرنسي بين الجزائريين منذ الثمانينات. والثاني إعادة تنظيم المدارس الشرعية الثلاث التى كان يدرس بها الجزائريون منذ 1879 واتخاذها تعليما مزدوجا طغت فيه

ص: 173

الفرنسية على العربية، بعد أن كانت اللغة العربية هي المسيطرة على التعليم فيها منذ إنشائها سنة 1850. والعامل الثالث في ظهور الأعمال المتصلة باللغة هو إنشاء مدرسة الآداب العليا (وهي فرنسية) والاهتمام بدراسة اللهجات العربية والبربرية. فبعد أن كان هذا الميدان محتكرا، من قبل المستشرقين والعسكريين منذ جوني فرعون وبرينيه، توسع وأصبح يشمل المتعلمين الجزائريين أيضا. ويمكننا أن نضيف إلى ذلك العامل التجاري، فقد توسعت حركة التعليم بالعامية في المؤسسات التعليمية، وازداد الاهتمام باللهجات منذ توسع الاستشراق واحتلال المغرب، وأصبح السوق مفتوحا للتنافس في هذا المجال، وكان الأساتذة والتلاميذ يختارون الأفضل من ذلك. ولنؤكد على أن العامية كانت هي موضوع الدراسة، ولذلك فإن المعاجم أيضا كانت بالعامية، أو العاميات، سواء كانت العربية أو البربرية، غير أن اللغة الفرنسية كانت واحدة في كل ذلك. وهي المرجع الأساسي، وكل هذه المعاجم إنما ألغت لخدمتها ونشرها. وهي معاجم تقرأ من اليسار إلى اليمين طبعا.

ومن هذه المعاجم:

1 -

اللسان يكمل الإنسان، وقد وضعه أحمد بن بريهمات مع الضابط المختص في الشؤون الجزائرية، لويس رين. وفي الإعلان عنه قيل إن الكتاب وضع لتسهيل تعلم اللغة الفرنسية، كتابة ونطقا. وقد أعلنت عنه جريدة المبشر، فاتح سنة 1895. وهو في 186 صفحة (1).

2 -

قاموس عربي - فرنسي، وآخر فرنسي - عربي، تأليف بلقاسم بن سديرة. ولأهمية أعماله ودوره سنترجم له في مكان آخر.

3 -

المعجم الفرنسي - الشلحي والمازيغي، باريس 1907 وضعه (سعيد؟) الصدقاوي.

أما الكتب التعليمية أو المدرسية فمنها عدة نماذج. فبالإضافة إلى كتب

(1) المبشر، عدد 4 يناير، 1895.

ص: 174

ابن سديرة وبوليفة التي سنتحدث عنها، هناك:

1 -

تعليم اللغة العربية الدارجة والفصيحة، طبقا للطريقة المباشرة، الجزائر 1906، 1913، جزآن. تأليف السيد عبد الرحمن (؟)(1).

2 -

كتاب في الطريقة المباشرة لتعليم العربية الدارجة، الجزائر، 1904، 248 ص. من تأليف فتاح. وقد سبق له نشر كتاب آخر سنة 1897 بعنوان دروس القراءة والإلقاء في العربية الدارجة.

3 -

دروس في القراءة الفرنسية موجهة إلى المتعلمين الجزائريين، الجزائر، 1882، 143 صفحة، لكل نص من النصين العربي والفرنسي. وهو غير القاموس المذكور أعلاه.

4 -

طريقة عملية لتعليم العربية الفصحى، الجزائر، بدون تاريخ، تأليف محمد صوالح. ولكنه كتب أخرى حول نفس الموضوع، ومنها ما هو بالتعاون مع فلوري، كما ذكرنا.

5 -

مجموع موضوعات للعربية الدارجة، مستغانم 1899، تأليف علاوة بن يحيى في 119 صفحة.

6 -

محادثة عربية/ فرنسية، قسنطينة 1863، 182 صفحة. تأليف الطاهر بن النقاد، وتلك هي السنة التي توفي فيها المؤلف أيضا. ويعتبر من الأوائل الذين ألفوا في هذا المجال.

7 -

محاورات (محادثات) فرنسية - عربية تهم الجزائر والمغرب وتونس. وهران 1913، 132 صفحة. تأليف أبي بكر عبد السلام بن شعيب، وبول بور، مفتش المالية بوهران (2). وهو موجه إلى من يجهل العربية من الفرنسيين ويرغب في معرفتها بسرعة للسفر إلى البلدان المذكورة.

(1) هكذا ورد اسمه في هنري ماصيه (الدراسات العربية في الجزائر)، ولا ندري بقية الاسم الآن.

(2)

راجعته مجلة العالم الإسلامي، سبتمبر 1913، ص 349.

ص: 175

والنصوص مرتبة بطريقة اللغة الفرنسية.

8 -

دروس في العربية الدارجة في الجزائر ومراكش، ليون 1913، 439 ص. وضعه الدكتور ابن علي فخار (1). وكان المؤلف عندئذ أستاذا في القانون والشريعة الإسلامية في الغرفة التجارية بليون (فرنسا). وقد قال عنه المراجع إنه كتاب يهم الحاضر (أي الجزائر والمغرب بعد احتلاله سنة 1912) كما يهم تعليم العربية للفرنسيين. وقد امتدحه المراجع إذ لا يقدم، كما قال، مادة لغوية فحسب بل يعتبر موسوعة عن المنطقة التي درسها: وهو في ثلاثة أقسام: قسم لغوي يتعلق بالقواعد النحوية والنطق الخ. وقسم يتحدث عن الحياة اليومية وموضوعاتها، وقسم عن الحكايات المغاربية والكتابات وبقايا التركية في لهجة تلمسان.

9 -

الألفاظ التركية والفارسية الباقية في لغة أهل الجزائر، من وضع محمد بن أبي شنب 1922، جزء من رسالة الدكتوراه.

10 -

قاموس فرنسي - عربي من وضع بكير خوجة وعمار بن حسين، سنة 1908.

ب - في المجال الفقهي: هناك عدة أعمال تتعلق بالمذاهب والقضاء الإسلامي أو الشريعة. وليس من السهل أن نذكر كل ما جاء في هذا الموضوع الذي بدأ الاهتمام به منذ أول الاحتلال. وكان الجزائريون في المرحلة الأولى يقدمون الفتاوى ويصدرون الأحكام في المجالس الفقهية أو المحاكم. أما التأليف الموجه لإفادة الفرنسيين وإدارتهم فقد ظهر في ناحيتين، الأولى ترجمة النصوص الصادرة عن الإدارة إلى العربية، كما رأينا في اللجنة التي رأسها حسن بن م يهمات في أوائل الستين من القرن الماضي. ولكن هذا ليس مقصودنا هنا. أما الأعمال التي ساهم الجزائريون في ترجمتها إلى الفرنسية أو التعريف بها لدى العلماء والضباط الفرنسيين فنذكر منها:

1 -

مجموع الأحكام القضائية، نص وترجمة. الجزائر 1886، 185

(1) راجعه ل. بوفا في مجلة العالم الإسلامي، مارس 1913، ص 329? 330.

ص: 176

حة + 75 صفحة. وهي من عمل محمد ولد السعيد والقاضي الفرنسي زيسں.

2 -

كتاب لاستعمال المترجمين القضائيين في أفريقية الشمالية، الجزائر، 1917. وضعه أحمد حسين، والمؤلف غير معروف لدينا الآن.

3 -

الصوم عند المسلمين طبقا لرسالة ابن أبي زيد القيرواني. نشره محمد صوالح (؟) في المجلة الأفريية، 1906، ص 313 - 402.

4 -

استعمالات القانون العرفي في نواحي تلمسان، تلمسان 1906، 116 ص، تأليف أبو بكر عبد السلام بن شعيب.

5 -

روح وفلسفة الشريعة الإسلامية، تلمسان 1904، لنفس المؤلف السابق.

6 -

المنهج السوي في الفقه الفرنسي، الجزائر 1908، 46 صفحة، تأليف عمر بن بريهمات. وكان عمر مدرسا، بمدرسة الجزائر (الثعالبية) للشريعة الإسلامية والقانون الفرنسي. (وهو كتيب بالعربية والفرنسية). والمؤلف أحد أبناء حسن بن بريهمات ..

7 -

بداية المجتهد لابن رشد، ترجم منه أحمد لعيمش أبواب الزواج والطلاق فقط. لأن ذلك هو الميدان الذي تركه القضاء الفرنسي للقضاء الإسلامي. الجزائر، 1926، 306 صفحات ..

8 -

القرآن الكريم. وقد ترجمه أحمد لعيمش والضابط المتقاعد - المترجم ابن داود، وظهرت الترجمة في وهران وباريس بدون تاريخ خلال العشرينات (1930؟)(1).

ج - في المجال الأدبي: ترجم الفرنسيون الكثير من النصوص الأدبية العربية سواء الجزائرية أو من التراث العربي عموما، مثل ألف ليلة وليلة،

(1) لا شك أن هناك مؤلفات أخرى في المجال الفقهي لم نحط بها، وسنعرض لهذه المؤلفات.

ص: 177

والمستطرف، وكليلة ودمنة، والأغاني، الخ. وهذه الترجمة لا تهمنا هنا. كما أن جريدة المبشر وهي الوسيلة الوحيدة مدة طويلة للقراء، كانت تهتم بالنصوص العربية، وقد نقلت قصصا أندلسية ونشرت بعض المؤلفات الأخرى في حلقات مثل كتاب أقوم المسالك لخير الدين التونسي. وهذا النوع من الترجمة لا يهمنا هنا أيضا. إنما الذي يهمنا حقا هو مساهمة الجزائريين بترجمة بعض النصوص العربية إلى الفرنسية ونشرها في القسم الفرنسي للجريدة المذكورة. فهل حدث ذلك؟ إن أعمالا كان يقوم بها حسن بن بريهمات وأحمد البدوي وأحمد بن الفكون والطاهر بن النقاد كانت تنتقل أخبارها في القسم العربي من الجريدة، ولكننا لا نعلم إذا كان قسمها الفرنسي ينقل ذلك إلى قرائه أيضا.

ومنذ إنشاء مدرسة الآداب العليا وتنظيم المدارس الشرعية الثلاث أخذت الترجمة من العربية الأدبية إلى الفرنسية تزداد وتتوسع. ومن أبرز المساهمين في هذا المجال ابن سديرة وابن أبي شنب ومحمد صوالح وإسماعيل حامد. وسيكون من الصعب الإحاطة بأعمال هؤلاء. ولذلك نكتفي بهذا التنويه العام مع ذكر النماذج التالية:

1 -

حياة أبي دلامة (رسالة دكتوراه) 1922، لابن أبي شنب. وله أيضا في الأدب الشعبي قصيدة محمد بن إسماعيل في حرب القرم، وقد نشرها في المجلة الأفريقية، ومجموع في أمثال العوام بالجزائر، نشرها في باريس، 1905 - 1907، وآثار ابن مسايب والتريكي.

2 -

حياة إبراهيم بن سهل، تأليف محمد صوالح، 1914، 200 صفحة. وله أيضا شعر في رثاء الأندلس، في نفس العام، 144 صفحة.

3 -

ترجمة السمرقندية في البلاغة، لعبد الرزاق الأشرف، 1905، 37 صفحة.

4 -

العروض عند العرب، باريس 1907، 406 صفحات، لابن إبراهيم (؟)، وكذلك الدوائر العروضية أو علم العروض، باريس 1902 له

ص: 178

أيضا. وهو في 44 صفحة. ولكن اسم إبراهيم غير كامل، ولا ندري الآن هويته بالضبط.

5 -

حكايات وتقاليد وأشعار فقيق، للهاشمي بن محمد، نشرتها نشرة جمعية وهران، 1907 ص 243 - 278.

وفي وقت لاحق، أي بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت أسماء جديدة تترجم الأدب الفصيح والشعبي إلى الفرنسية أيضا. ومنهم محمد زروقي الذي ساهم في مجلة البحر الأبيض ابتداء من 1949، فتناول موضوعات مختلفة كحياة جحا، والشعر، والضحك. كما ظهر اسم بشير مسيخ الذي ترجم قصة لمحمود تيمور، وقصيدة الصيد التي نشرها نورالدين عبد القادر.

د - في المجال التاريخي: ترجم الجزائريون عددا من النصوص التاريخية والجغرافية والتراجم. ولكن الهدف منها هو خدمة اللغة الفرنسية فقط. ومن ذلك:

1 -

رحلة أبي سالم العياشي. نشر القسم الأول منها أحمد بن بريهمات، وهو من المترجمين العسكريين. وهذا هو الجزء الذي يغطي الرحلة من درعة إلى ورقلة ونشره في نشرة جمعية وهران (1). وفي 1899 وجدنا عبدالرزاق الأشرف يراجع عملا لأحمد بن بريهمات في نفس الموضوع أيضا. ولا ندري هل هو نفسه (2).

2 -

السودان في القرن 16 م، ترجمة محمد ين رحال. وقد قام بترجمة النص من كتاب نزهة الحادي للأفراني، ونشره في نشرة جمعية وهران 1887، ص 320 - 331. وكان ذلك أثناء اهتمام الفرنسيين بالصحراء. وكان ابن رحال صديقا لنائب الكولون والوزير، يوجين إيتيان المكلف بالمستعمرات.

(1) نشرة الجمعية الجغرافية لمنطقة. وهران رقم 7، 1880، ص 330 - 334.

(2)

انظر المجلة الافريقية، 1899، ص 295 - 296. عن أحمد بن بريهمات انظر لاحقا.

ص: 179

3 -

نور الألباب، تأليف الشيخ عثمان بن دان فوديو. وقد ترجمه إسماعيل حامد. ونشر ذلك في المجلة الأفريقية، على حلقتين 1897 - 1898. كما نشر إسماعيل حامد أعمالا أخرى تتصل بالتاريخ، وترجم منها نصوصا عديدة في بحوثه عن غرب أفريقية والسودان وموريطانيا. انظر ترجمتنا له. ولإسماعيل حامد منشورات أيضا بعنوان (حوليات موريطانية - سينيغالية) ومن ضمنها كتاب الأنساب، وسيرة ناصر الدين للديماني، وشيم الزوايا لمحمد السعيد اليدالي.

4 -

هناك كتب أخرى في التاريخ وضعها جزائريون بالاشتراك مع الفرنسيين أو نشروا نصوصها من مخطوطات قديمة. وقد ذكرنا من قبل بغية الرواد ليحيى بن خلدون وروضة النسرين لابن الأحمر، ونضيف هنا رحلة الرؤساء العرب إلى فرنسا، وهو نص قصير وضعه محمد الفكون (1).

5 -

قام محمد الحاج صادق بترجمة الجزء الخاص بالمغرب العربي، من رحلة الورتلاني، ونشر ذلك في المجلة الأفريقية، واستفاد منه المستشرقون الفرنسيون (2).

هـ - في الاجتماعيات: كثيرة هي الأعمال التي تتعلق بالحياة الاجتماعية كالتعليم والمرأة، وعادات الصوم والأعياد والأفراح، والألعاب والأحزان، وعودة الحجاج، وما إلى ذلك. وكان الجزائريون يكتبون للفرنسيين عن ذلك بلغتهم ليعرفوهم بأهلهم وعاداتهم: إما دفاعا عن النفس أو دعوة للتغيير. ومن ذلك ما نشره ابن أبي شنب من نصوص حول التعليم عند المسلمين (3)، وقصيدة محمد بن إسماعيل في حرب القرم، وما نشره

(1) وترجمه إلى الفرنسية السيد قورليو، 1902، في 28 صفحة.

(2)

والواقع أن الحاج صادق كان متمكنا من اللغتين، ورغم ذلك لا نعرف أنه ترجم من الفرنسية إلى العربية خلال مرحلتنا. وقد نشر عدة أعمال مفيدة مثل التعريف بأثار ابن عمار.

(3)

المجلة الافريقية، 1897، ص 268 - 285. وكذلك نفس المصدر، 1901، ص 102.

ص: 180