الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن شنب ومحمد كرد علي مراسلات متوالية خلال العشرينات. وقد نشرنا بعضها في غير هذا. وهي نماذج من الأدب ولكنها كانت رسائل مختصرة وتكاد تكون إدارية.
التقاريظ
ارتبطت التقاريظ في أغلب الأحيان بتأليف الكتب. فكان المؤلف يخط كتابه فإذا تلقاه أستاذه أو زميله وأعجب به عبر عن ذلك الإعجاب بقطعة شعرية ونثر مسجوع أو اكتفى بأحدهما. وشاع ذلك قبل وجود الطباعة وبعد ظهورها. ومن أوائل الكتب المطبوعة التي وجدنا عليها تقريظا كتاب هدية الإخوان للعنتري، وإرشاد المتعلمين للمجاوي. وكان الكتاب الأخير قد طبع في مصر، وعليه تقريظ من أحد أدباء الشام المقيمين في مصر.
وربما حظيت بعض مؤلفات الأمير عبد القادر المخطوطة بتقريظ لم نعثر عليه. ونذكر هنا أن بعض المستشرقين والمتصلين بالماسونية قد أشادوا بكتابه (ذكرى العاقل وتنبيه الغافل). ولعل علماء المشرق قد نوهوا بكتبه الأخرى مثل (المواقف).
أما في الجزائر فإن من أوائل الكتب التي نشرت بتقاريظ هو كتاب (روضة الأخبار ونزهة الأفكار) الذي طبع سنة 1901، وهو من تأليف أبي بكر بن أحمد بن أبي طالب، أحد أقارب الأمير عبد القادر. وكان أبو بكر صهرا لعبد القادر المجاوي، المدرس المعروف. وكان من القضاة، مثل عدد آخر من عائلته، وكان والده أحمد المجاهد قد درس في دمشق، وتولى منذ 1864 القضاء في سطيف ووهران، وتوفي سنة 1890. أما أبو بكر فقد تولى القضاء في أماكن عديدة بما في ذلك العاصمة. وقد قرظ كتابه عدد من
= اليقظان، ج 1، 2. وكان للباروني مراسلات أيضا مع الهاشمي بن إبراهيم، زعيم القادرية في عميش بوادي سوف. انظر زعيمه الباروني (صفحات خالدة من الجهاد). وقد كتبنا بحثا عن سليمان الباروني انظر مجلة الثقافة، سنة 1995.
العلماء المعاصرين منهم صهره المجاوي.
ومن التقاريظ الأخرى لكتاب روضة الأخبار ما كتبه محمود بن الحاج كحول (ابن دالي) الذي كان عندئذ مدرس العربية بمدرسة سيدي الجليس (فرنسية - عربة) بقسنطينة، وهو أيضا من تلاميذ الشيخ المجاوي. وقد كتب كحول قطعة نثرية مسجعة وقصيرة وضمنها أبياتا شعرية. وكل من تقريظ المجاوي وكحول عليه مسحة أدبية ويدخل فيما نحن فيه من أساليب الكتابة عندنا. وهناك تقاريظ أخرى عليه وهي من النثر القصير، كتبها محيي الدين بن الحاج قدور الشريف، قاضي محكمة مستغانم، وهو من عائلة الشريف الزهار الشهيرة في العاصمة، وكانت فيها نقابة الأشراف. وأيضا تقريظ الأخضر بن الطيب، قاضي محكمة أولاد زيان، ولا نعرف عنه الآن إلا هذا، وربما كان زميلا للمؤلف. وهناك قريبان آخران للمؤلف، كما تدل أسماؤهما، وهما محيي الدين بن أحمد ين أبي طالب قاضي محكمة الحروش (قسنطينة) ومحمد الأمين بن عبد الله بن أبي طالب، قاضي معسكر. فكلاهما كتب تقريظا من النثر القصير (1).
وفي هذه الأثناء (1897) ألف المزاري بن عودة كتابا بعنوان (طلوع سعد السعود) في التاريخ. وقد تضمن الكتاب تقريظين في شكل إجازة من كاتبين يبدو من اسميهما أنهما مصريان، أحدهما عبد العالي شبكة وثانيهما عبد الرحمن بن سليمان المصري، ولكن عبارات التقريظ ركيكة وفيها مدح سخيف لصاحب الكتاب. ولا ندري ما العلاقة بين المزاري وهذين الكاتبين ولا بين الكاتبين وموضوع الكتاب (2).
وعندما حقق محمد بن مصطفى خوجة كتاب (الجواهر الحسان في تفسير القرآن) للشيخ عبد الرحمن الثعالبي، مقابلا له على عدة نسخ، كتب له
(1) أبو بكر بن أحمد بن أبي طالب (روضة الأخبار ونزهة الأفكار)، الجزائر، 1910.
(2)
حول طلوع سعد السعود انظر فصل التاريخ. أما التقريظان (الإجازتان) فيظهران في آخر الجزء الثاني، انظر أيضا ج - 1، ص 15.
كل من محمد السعيد بن زكري وعبد الحليم بن سماية تقريظا ينوه بالتفسير والتحقيق. وكان ابن زكري مفتيا ومدرسا بالقسم العالي في المدرسة الثعالبية. أما ابن سماية فكان مدرسا بالجامع الجديد وبالمدرسة الثعالبية أيضا. وكتابة المقرظين تعبر عن فن الكتابة المخضرمة عندئذ، فهي كتابة تجمع بين ازدواجية الثقافة التي ترمز إليها المدرسة الثعالبية وبين التأثر بالتطور الذي حصل في فن الكتابة بالمشرق. وقد نوه ابن زكري في عبارات تقليدية بالقرآن والمفسرين ومنهم الثعالبي، (رحالة زمانه لرواية الحديث
…
إمام المتقين، وأستاذ المحققين، منهل المعارف واللطائف
…
ملجأ كل خائف). كما نوه بالمحقق محمد بن مصطفى خوجة المعروف بالكمال (1).
وأسلوب ابن سماية في التقريظ أدبي وكثير التصنع والتنميق، وهو أيضا أسلوب تقليدي من محفوظات التراث. وجاء فيه (الحمد لله الذي منح أحبابه من كنز مواهبه بالجواهر الحسان، وألبسهم من مطارف المعارف ما يخرس وصفه شقائق اللسان، وعقد لهم على بساط المكارم منبرا، وتضوعت أنفاسهم الزكية بين الورى مسكا وعنبرا
…
) وكذلك نوه ابن سماية بالعلم والتفسير وبالشيخ الثعالبي وبمجهود ابن الخوجة على تصحيحه للكتاب ومقابلته على سبع نسخ مع مراجعة بعض الأصول (2).
وفي سنة 1911 ظهر كتاب (القواعد الكلامية) لعبد القادر المجاوي. وهو في علم الكلام ألفه قبل وفاته بقليل، وربما كان حصيلة دروسه التي كان يلقيها على طلبته في المدرسة الكتانية بقسنطينة وطلبة القسم العالي من مدرسة الجزائر (الثعالبية). وقد قرظه تلميذه محمود كحول تقريظا قصيرا ولكن في عبارات أدبية وافية، وهي أيضا عبارات تقليدية في صيغتها يمكن أن تلصق بأي كتاب فلا ينفر منها ولا تظهر غريبة فيه. وبعد أن نوه الشيخ كحول بالمجاوي قال عن الكتاب (تابعت النظر في أبوابه السنية وفصوله
(1) تفسير الثعالبي، ط. 2 بيروت، 1980، ج 4 (مصورة عن طبعة الجزائر 1327) ص 456 - 458.
(2)
نفس المصدر، ص 459 - 461.
البهية، ووجدته سلك في هذا الفن الطريقة المثلى التي تقرب شوارده للأذهان، وتزيل ما على غوامضه من الحجب والأستار، وتدني فوائده لكل عاكف عليه). ثم ذكر أن الكتاب قد ظهر في وقت اشتدت فيه الحاجة إله، فهو سهل العبارة وأسلوبه مما يفهمه الصغار والكبار. (مع بساطة في البيان وجزالة التبيان)(1). وهكذا يكون هذا التقريظ قد صيغ في شكل الإعلان عن الكتاب.
وعندما ألف أحمد الأكحل كتابه (سائق السعادة في الحسنى وزيادة)(2) قرظه عدد من الأدباء، وحظي كتاب (تعريف الخلف برجال السلف) لأبي القاسم بن الشيخ بتقريظ محمد بن عبد الرحمن الديسي. وكان المؤلف أيضا من بلدة الديس، وربما قد زاولا الدراسة معا، ولكن الأيام فرقت بينهما فرحل أبو القاسم إلى العاصمة حيث استقر محررا في جريدة المبشر ومدرسا بالجامع الكبير، ومكث ابن عبد الرحمن - وكان ضريرا - مدرسا في زاوية الهامل ناحية بو سعادة. وكلاهما كان من رجال العلم والأدب غير أن علم وأدب أبي القاسم كان في فائدة الإدارة الفرنسية والاستشراق، بينما علم وأدب ابن عبد الرحمن كان لفائدة التلاميذ والعلماء في القطر كله. وحين ظهر الجزء الأول من تعريف الخلف (1906) أهدى المؤلف نسخة منه إلى ابن عبد الرحمن فبادر هذا إلى كتابة تقريظ سخي نشره المؤلف في الجزء الثاني من نفس الكتاب. وقد اعتبر ابن عبد الرحمن (تعريف الخلف) كتابا تاريخيا يصل الحاضر بالماضي ويعيد ذكرى الأجداد ويحيى النفوس لتحمل علم الوطنية. والتقريظ كالعادة جمع بين النثر والشعر.
يقول الشيخ محمد بن عبد الرحمن في تقريظه: (نحمدك اللهم يا من جعل العلم حلية الأبرار، وقنية المهتدين الأخيار
…
أما بعد فإن العلم من أفضل الذخائر
…
وأن من أظرف فنونه
…
فن التاريخ الجليل، المعظم في
(1) المجاوي (القواعد الكلامية)، الجزائر، 1911، ص 146? 147.
(2)
ط. الجزائر، 19. كانت لدينا عنه معلومات في بطاقات ولكنها ضاعت منا فيما ضاع لنا، وكنا قد اطلعنا عليه في المكتبة الوطنية - باريس.
كل أمة وقبيل، الذي لولاه ما عرفت سير الملوك والعظماء، ولا حفظت تراجم العلماء والحكماء. وأن من أبدع مصنفاته وأحسنها، وأجل مؤلفاته وأتقنها، السفر المسمى (بتعريف الخلف برجال السلف)
…
كتاب جليل الموضوع، أحيا به مجد علماء القطر
…
وقد قلنا أبياتا في مدح المؤلف وتأليفه:
حبذا عقدا جمان ودرر
…
صاغه الحبر الجليل المعتبر
وكفانا شاهدا إبرازه
…
تحفة في العصر تسبى من نظر
ضمنها تعريفه بالعلما
…
من رجالي ذكرهم ويجلى الكدر
جملوا (الغرب) وأعلوا قدره
…
وهم للغرب نعم المفتخر (1)
وقد قرظ الشيخ ابن عبد الرحمن أيضا منظومة (ستر العورة) للشيخ الطاهر العبيدي سنة 1337 هـ (1918 م). ولم نطلع على هذا التقريظ، غير أننا اطلعنا على تقريظ عبد الحميد بن باديس للمنظومة نفسها. فيقول ابن باديس: (وبعد فإني بعد أن سمعت هذه المنظومة من مؤلفها العالم العلامة الشيخ سيدي الطاهر بن العبيدي قلت هذه الأبيات خدمة للعلم وإشادة بفضل هذا الرجل العظيم، ومنظومته المزرية بالدر النظيم، على حسب ما سمح به الخاطر الكليل القاصر:
ذى درر حسنة التنضيد
…
سالمة من وصمة التعقيد
جامعة للقصد والمزيد
…
تدنى الجنى لكل مستفيد
من نظم زين العلما العبيدي
…
جازاه رب الناس من مفيد
بالعلم والعمل والتأييد (2)
(1)(تعريف الخلف) 2/ 416. وقصد الشاعر (بالغرب) المغرب الأوسط (الجزائر) أو المغرب العربي كله. ولعله يقصد بكلمة (الغرب) الثانية أروبا. فيكون المعنى أنهم علماء يفاخر بهم المغرب الأوسط (المغرب العربي) الغرب الأروبي.
(2)
الطاهر العبيدي (النصيحة العزوزية)، ط. مصر، 1954، ص 6 - 7. وكان ابن باديس قد كتب تقريظه في 7 رجب سنة 1337 (1918).
ومن الواضح أن التقريظ كان للمخطوطة كما سمعها أو تلقاها ابن باديس من ناظمها. أما طبعها فقد تم في مرحلة متأخرة.
وكانت بين الشيخ أبي يعلى الزواوي وبعض شيوخ العصر من جزائريين وغيرهم معارف وصلات. وحين وضع مشروع كتابه عن تاريخ الزواوة أشاد به الشيخ طاهر الجزائري، وهو في مصر. ثم التقى الرجلان أثناء الحرب العالمية الأولى في مصر ووضعا تصورا لما يجب أن يقوما به في سبيل المشروع المذكور. وقد اعتز أبو يعلى بشهادة كل من الشيخ طاهر ومحمد السعيد بن زكري على عمله. ولكنه أهدى كتابه إلى أحمد بن علي الشريف واعتبره من عظماء زواوة وأشرافها (هاشميا فاطميا زواويا) قائلا في عبارات فخمة:(مولاي! كان لتاريخ الزواوة شأن عظيم وأنتم من الأعاظم، وكان لهم نسب كريم وأنتم من الاكارم).
ويقول أبو يعلى إن التقريظ الذي يطلبه المؤلفون غير طبيعي وغير جيد، أما التقريظ الذي يصدر نتيجة قناعة من المقرظ فهو عمل حسن ودلالة على صدق التقريظ. واعتز بشهادة الشيخ طاهر لمشروعه (أي قبل أن يصبح كتابا) حين قال له (أحى منك نزعة إصلاحية ونهضة زواوية، وقد أثبت لي كتابك (خطابك) هذا ما بلغني عنك من غير واحد. ومن الذين قرظوا الكتاب (وقد صدر سنة 1924) الشيخ السعيد اليجري في نص قصير (1)، جاء فيه:(وما أهديتموه إلينا من جواهر آدابكم استودعناه الحافظة واستنارت به البصيرة، فيجدر بنا أن نجعل رسائلك البليغة الولائم، لأنها تفوق لدينا الأعياد والمواسم).
ومنذ العشرينات كانت الكتب تظهر مرفقة ببعض التقاريظ التي تجود
(1) أبو يعلى الزواوي (تاريخ الزواوة)، دمشق 1924، ص 103. كان أبو يعلى قد انتهى من تأليف كتابه في القاهرة، سنة 1918. وقد طلب الشيخ اليجري من الزواوي أن يبعث إليه نبذة عن شيوخه والكتب التي قرأها، مما يبرهن على أن الزواوي كان ربما ما يزال في المشرق عند كتابة التقريظ.
بها أقلام الأصدقاء والمعجبين والأنصار. وأحيانا كانت تكتب المقالات الصحفية في الإشادة بالتأليف بعد ظهوره في الصحف والمجلات. وهكذا ترافقت حركة التأليف مع موجة التقاريظ. ومن التقاريظ ما كان شعرا كما عرفنا، وهو ما لا يهمنا هنا. لقد حظي (شعراء الجزائر) لمحمد الهادي السنوسي بالتقاريظ عند ظهوره سنة 1927، وكذلك مؤلفات وبحوث أحمد توفيق المدني ومبارك الميلي وصحف أبي اليقظان وابن باديس، ودروس العقبي وبلاغة الإبراهيمي.
ولقد حاول مبارك الميلي أن يعفى كتابه (تاريخ الجزائر) من هذا التقليد وهو طلب التقاريظ من إخوانه، معترفا أن ذلك كان ديدن المؤلفين، ولكنه لم يستغن عن رأي عالم جليل في كتابه، وهو الشيخ عبد الحميد بن باديس. ولا يمكن إيراد رسالة التقريظ بحذافيرها هنا، لأنها طويلة نوعا ما. ولنكتف بالعبارات المقصودة بالتنويه بالكتاب وبأسلوب ابن باديس الذي قلنا إنه يتميز بالعمق والحرارة والسرعة على قدر أعصاب ووقت صاحبه. فقد اعتبره (أول كتاب صور الجزائر في لغة الضاد صورة تامة سوية، بعدما كانت تلك الصورة أشلاء متفرقة هنا وهناك. وقد نفخت في تلك الصورة من روح إيمانك الديني والوطني ما سيبقيها حية على وجه الدهر، تحفظ اسمك تاجا لها في سماء العلا، وتخطه بيمينها في كتاب الخالدين
…
إذا كان من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا، فكيف من أحيا أمة كاملة؟ أحيا ماضيها وحاضرها، وحياتهما عند أبنائها حياة مستقبلها. فليس - والله - كفاءة عملك أن تشكرك الأفراد، ولكن كفاءة أن تشكرك الأجيال
…
) (1).
وآخر ما نذكره من التقاريظ الآن هو ما كتبه الشيخ أحمد الأكحل في تقريظ كتاب (مجموع النسب) من تأليف الشيخ الهاشمي بن بكار حوالي 1961. وكان كلا الرجلين من أهل العلم والدين والوظيف الرسمي في
(1) عبد الحميد بن باديس (رسالة تقريظ) في كتاب (تاريخ الجزائر) لمبارك الميلي، ج 1، ط 1، 1929، ص 361 - 362. والرسالة بتاريخ 1347.
وقتهما. ونعرف من مصادر أخرى أن أحمد الأكحل كان من الأدباء أيضا، وله شعر رائق. وامتاز تقريظه بالجمع بين النثر والشعر، وغلبة الطابع الديني والتكلف، ولعل تقدم السن والوظيفة (كان عند الكتابة يشتغل بوظيفة صاحب التوقيت في الجامع الكبير بالعاصمة). وهذه بعض العبارات: (بعد مستوجب الحمد مستمطر من سحب جوده غيث الخير الأعم، وبشكر مستحق الشكر نستهل من ينبوع كرمه مزيد المبرات والنعم، وبالصلاة والسلام على أشرف نبي عدنان، روح الوجود وسيد الأكوان
…
أما بعد، وفي كل ركب بنو سعد، فإن من منن الله جلت حكمته، وتوالت بالحمد والشكر نعمته، وجود سيد شريف، ذى قدر منيف، ضم تالد الشرف إلى طارفه، ولبس من ثياب المجد أحسن مطارفه، ألا وهو الأستاذ الهاشمي بن بكار، من هو إلى الأعمال الصالحات بكار
…
).
وبعد مقدمة على هذا المنوال الذي يذكرنا بأسلوب القدماء، أورد قصيدة صوفية في روحها وتقليدية في أسلوبها. يقول فيها:
إن ترد ترقي إلى أوج الجمال
…
فارق بالروح إلى مأوى الكمال
حيث تلقى زمرة قد أدركت
…
ما سوى الباري خيال في خيال
بالتسابيح نشاوي حول عرش
…
المجيد المتجلى ذى الجلال
راحة الأرواح زهد وتقي
…
راحة الأرواح ذكر وابتهال
ونلاحظ أن الأبيات، وقد اختصرناها، لم تذكر من قريب أو بعيد اسم الشيخ الهاشمي بن بكار. وفي آخر النص جاء أن أحمد الأكحل من آل خليفة الشارف صاحب الضريح بعرض صبيح، وأنه كتب التقريظ في العاصمة في فاتح رجب سنة 1380 (1960)(1).
(1) الهاشمي بن بكار (مجموع النسب)، ص 218 - 221. ترجم أحمد الأكحل لنفسه في كتاب (شعراء الجزائر) 2/ 132. ط. تونس 1927. وقال إنه ولد سنة 1324 هـ. وأنه درس على شيوخ منهم عبد الحليم بن سماية وأبي القاسم الحفناوي بن الشيخ أن والده كان أمين الدلالين بالعاصمة، وقد درس والده على شيوخ منهم المجاوي وعلي بن الحاج موسى. ولعل هؤلاء هم الذين قرظوا كتابه =