المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الدراسات النحوية والمعاجم - تاريخ الجزائر الثقافي - جـ ٨

[أبو القاسم سعد الله]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثامن

- ‌الفصل الأولاللغة والنثر الأدبي

- ‌حالة الأدب والثقافة غداة الاحتلال

- ‌التعامل مع اللغة العربية

- ‌الدراسات البربرية

- ‌الدراسات النحوية والمعاجم

- ‌بلقاسم بن سديرة

- ‌عمر بن سعيد بوليفة

- ‌النثر الأدبي

- ‌المقالة الصحفية

- ‌الأسلوب من عاشور الخنقي إلى الإبراهيمي

- ‌الرسائل

- ‌التقاريظ

- ‌الخطابة

- ‌محمد الصالح بن مهنة وكتابه

- ‌خطب أبي يعلى الزواوي

- ‌الروايات والقصص والمسرحيات

- ‌ المقامات

- ‌أدب العرائض والنداءات والنصائح

- ‌مؤلفات وشروح أدبية والتحقيق

- ‌محمد بن أبي شنب

- ‌الأدب باللغة الفرنسية

- ‌الفصل الثانيالشعر

- ‌مدخل في تطور حركة الشعر

- ‌الدواوين والمجاميع

- ‌كتاب شعراء الجزائر في العصر الحاضر

- ‌الشعر الديني

- ‌الشعر السياسي

- ‌الشعر الإسلامي والإصلاحي

- ‌شعر المدح

- ‌شعر الرثاء

- ‌الشعر الإخواني

- ‌الشعر الذاتي

- ‌مبارك جلواح

- ‌الشعر التمثيلي والأناشيد

- ‌شعر الفخر والهجاء وغيرهما

- ‌الشعر الشعبي

- ‌ثورات وشعراء

- ‌في الشكوى وذم الزمان

- ‌أغراض أخرى للشعر الشعبي

- ‌الفصل الثالثالفنون

- ‌الفنون التقليدية - الشعبية

- ‌الجزائر والشرق عند الفنانين الفرنسيين

- ‌فيلا عبد اللطيف

- ‌معارض الفنون الإسلامية

- ‌الآثار الدينية

- ‌القصور والمباني الحضرية

- ‌المتاحف

- ‌الرسام ناصر الدين (إيتيان) ديني

- ‌النقش والرسم والخطاطة

- ‌مؤلفات في الخط

- ‌عمر راسم وأخوه محمد وآخرون

- ‌مؤلفات وآراء حول المسرح ورواد التمثيل

- ‌آراء ومؤلفات في الموسيقى

- ‌تطورات أخرى في مجال الموسيقى والغناء

- ‌ محمد ايقربوشن

- ‌المحتوى

الفصل: ‌الدراسات النحوية والمعاجم

أما الجانب اللغوي فقد أعلن الزواوي أنه كتب مقالات عن النحو والصرف في الزواوية ونشرها في بعض الصحف المصرية خلال الحرب الأولى. وبحث كذلك في أصول اللهجات والمفردات المنتشرة في بلاد المغرب وفي المشرق. وانتهى إلى أن لغة البربر لغة يمنية قديمة، وأنها تعتمد على حروف المسند الحميري. وقد جاء بألفاظ وعبارات تبدو بربرية تماما ميل:(آيت) و (مقران)، وقال إنها موجودة أيضا في مناطق عربية اليوم مثل اليمن والعراق (1).

وهكذا تكون الدراسات البربرية قد تسيست من قبل الإدارة والمستشرقين الفرنسيين كما تسيست الدراسات العربية عندهم. فقد كانت كل الدراسات تخدم الهيمنة الاستعمارية وتهدف إلى الإبقاء على الاستعمار قويا ثابتا - عن طريق تفتيت الروابط اللغوية والدينية والثقافية للجزائريين، لكي تسود اللغة الفرنسية ومشتقاتها الثقافية (2). وكان على الحركة الوطنية أن تناضل بقسوة لكي تتغلب على هذه العراقيل وتخلق في المواطنين روحا، وطنية واحدة ولسانا واحدا. ورؤية واحدة.

‌الدراسات النحوية والمعاجم

حال توقف التعليم العالي واضطراب أحوال العلماء دون الإنتاج في ميدان الدراسات النحوية والمعجمية. وظلت الدروس النحوية الباقية تعتمد

(1) أبو يعلى الزواوي، جريدة (الإصلاح) عدد 28 نوفمبر، 1947. كذلك كتابه (جماعة المسلمين)، ص 63. لاحظ الزواوي أن المسلمين الذين أخذوا بالتعاليم الأجنبية من أروبا، مثل الزواوة، مغلوبون لمن أخذوا عنهم ومقلدون لهم، قائلا إنه ثبت عنده ذلك (بكل برهان). ولا شك أنه لا يقصد بذلك العموم وإنما يقصد نفرا تشبعوا بأفكار ودعايات الآباء البيض. ولعل الجريدة التي نشر فيها الزواوي وهو في مصر هي صحيفة (النذير). وربما نشر أيضا في صحيفة (البرهان) التي كان يديرها عبد القادر المغربي.

(2)

عن موقف الفرنسيين من العرب والبربر، انظر أيضا فصل مذاهب وتيارات.

ص: 41

على الكتب التقليدة القديمة مثل قطر الندى والألفية. ورغم ظهور الطباعة فإن التأليف في علم النحو لم يستأنف إلا في آخر القرن الماضي، وعلى أيدي عدد قليل من العلماء الجزائريين. وقد ظل بعض علماء الزوايا التعليمية يختصرون لتلاميذهم المطولات أو يضعون لهم موجزات في النحو تتلاءم مع عقولهم، كما فعل أبو القاسم البوجليلي وعبد القادر المجاوي. إن الجناية على اللغة العربية في عهد الاحتلال تظهر أكثر ما تظهر في توقف الإنتاج الأدبي والدراسات النحوية والصرفية.

أما المعاجم فقد ساهم فيها الجزائريون أيضا بطريقة تختلف عن نهج أجدادهم لأنها طريقة كانت تخدم اللغة والثقافة الفرنسية، أكثر مما كانت تخدم العربية إذ أنهم وضعوا قواميس عربية دارجة - فرنسية أو اشتركوا فيها مع بعض المستشرقين والعسكريين الفرنسيين. أما العلماء الفرنسيون فقد أكثروا من هذه المعاجم إكثارا يدل على اهتمامهم بالدارجة العربية والبربرية معا، ويدل على أنهم قد أخذوا هذه الدراسات في أيديهم ونزعوها من أيدي الجزائريين بعد أن قضوا على الحركة الأدبية واللغوية منذ قضائهم على تعليم اللغة نفسها. وسنلاحظ أن بعض الفرنسيين قد تعاونوا أيضا مع بعض المشارقة مثل، أحمد فارس الشدياق، في وضع قاموس فرنسي - عربي موجه إلى أهل الجزائر وغيرهم.

انقطعت الدراسات النحوية واللغوية إذن بانقطاع تيار التعليم العام. وقد عرفنا أن تعليما مقيدا جدا ظل متواترا في بعض الزوايا التعليمية مثل زاوية ابن أبي داود وزاوية طولقة وزاوية الهامل. وكان شيوخ هذه المؤسسات يستعملون النصوص والشروح القديمة وقلما يخرجون عنها. الى غيرها. وهي لا تكاد تخرج عن شرح قطر الندى، وشرح ابن عقيل على الألفية، وكذلك شرح الآجرومية للشريف ابن يعلى. وربما لا يدرسون الأشموني إلا في المعاهد الإسلامية خارج الجزائر.

وقد ظلت هذه المؤلفات هى المستعملة أيضا فى المدارس الثلاث

ص: 42

الرسمية التي أسسها الفرنسيون سنة 1850. فقد كان من مدرسيها من قرأ في الجزائر فقط مثل محمد الشاذلي، وحسن بن بريهمات، ومن تخرج من المغرب مثل عبد القادر المجاوي، ومن مصر مثل محمد الزقاي. وهناك آخرون تلاحقوا بعدهم. كما أن دروس المساجد الرسمية قد اشتملت منذ أول هذا القرن على دروس في النحو موجهة إلى التلاميذ الراغبين في متابعة دراستهم في المدارس الرسمية الثلاث. وهكذا انتصب عدد من الشيوخ لتدريس مادة القواعد النحوية والصرفية على مستوى بسيط مما اضطر بعضهم إلى وضع مختصرات، كما ذكرنا. ومن جهة أخرى كان المستشرقون الفرنسيون قد تكفلوا بوضع كتب مدرسية على المقاس الرسمي، وبعضها قد ترجموه من العربية إلى الفرنسية لكي يتماشى نظام التعليم متوحدا، فيعلم المعلم العربية بواسطة الفرنسية. فقد تكونت لجنة رسمية للتأليف والترجمة في آخر القرن الماضي وعهد إليها بهذه المهمة.

ولا يعني هذا أنه لم يشتهر من الجزائريين علماء في النحو والقواعد، أو كان حظهم من ذلك هو فقط الحفظ والنطق. فالنحو مادة تعتمد على المنطق والأدب والذاكرة القوية. وكلما اشتهر أحد الجزائريين في حفظ القواعد النحوية لقبوه بسيبويه زمانه. فكان ذلك مثله هو حال الشيخ ابن يامنة بن دوخة، خال الأمير عبد القادر، وهو من أشراف غريس وأولاد سيدي أعمر (1). وكان الطيب بن المختار من الأدباء والنحويين، ولكنه لم يؤلف في ذلك على ما نعلم (2).

ونحن هنا إنما نتحدث عما وصلنا أو اطلعنا عليه من مطبوعات أو مخطوطات. ومن الأكيد أن هناك ما لم يصل إلينا. ولنذكر باختصار ما وصل إلى علمنا من مؤلفات مخطوطة أو مطبوعة، أولا في علم النحو، وثانيا في المعاجم:

(1) الطيب بن المختار (القول الأعم)، ص 333 من كتاب (مجموع النسب) للهاشمي بن بكار.

(2)

تحدث عنه صاحب (تحفة الزائر) وكان الطيب بن المختار قريبا من الأمير عبد القادر. انظر عنه فصل السلك الديني والقضائي.

ص: 43

1 -

اشتهر الشيخ محمد بن يوسف أطفيش بالتأليف، ووصلت تآليفه إلى 300 بين صغير وكبير، ومنها أرجوزة نظم بها كتاب المغني لابن هشام، وهي في 500 بيت.

2 -

لأبي حامد المشرفي تقاييد على شرح المكودي على الألفية. ولم نعرف حجم ولا أهمية هذا العمل. وكان المشرفي يشتغل مؤدبا للصبيان، فلا نظن أنه وضع الكتاب لهذا المستوى من التلاميذ.

3 -

أبو القاسم البوجليلي من علماء القرن الماضي، ومن شيوخ الزوايا المتنورين. ذكر له الباحثون عدة مؤلفات لا نعرف أنه طبع منها شيئا. ومن ذلك:

(أ) النور السراجي في إعراب مقدمة الصنهاجي، انتهى منه عام 1286 هـ. وقد نسب إلى شيخه محمد أمزيان الحداد أنه قال إن علم النحو فرض عين (1). ولا نعرف الآن حجم التأليف ولا منهجه فيه.

(ب) شرح شواهد السيد الشريف ابن يعلى على ابن آجروم، انتهى منه البوجليلي سنة 1300 هـ. وقد اطلع عليه بعضهم مخطوطا عند حفيد المؤلف، ولا نعرف أيضا حجمه ولا منهجه (2). وذكر علي أمقران أن السمة الغالبة على تآليف البوجليلي في النحو هي التكرار والتقليد، والصفة المدرسية. ومع ذلك فهي مفيدة لأنها تحتوي على معلومات حول الوضع السياسي أيضا، والعلاقات مع بعض الأعيان. ويضيف أمقران أن شرح شواهد ابن يعلى كان معتمدا في التدريس بزواوة. وهو يقع في 80 صفحة (3).

(1) مراسلة للشيخ علي أمقران السحنوني، 16 أويل، 1980. في مكان آخر ذكر علي أمقران أن عدد صفحاته حوالي 100، وأن البوجليلي سار فيه على طريقة الكفراوي في شرحه على ابن آجروم. وكانت منه عدة نسخ. وكان قد انتهى منه سنة 1278 هـ.

(2)

مراسلة لعلي أمقران، 16 أبريل، 1980.

(3)

علي أمقران من مقالة مخطوطة كان قد بعث بها إلينا، ولعله نشرها فيما بعد. =

ص: 44

(ج) وقد نسب عمار طالبي إلى البوجليلي عمر آخر في النحو بعنوان (المبنيات) ولا ندري الآن شيئا آخر عنه.

4 -

ولأبي القاسم البزاغتي شرح على نظم مقدمة ابن آجروم لابن الفخار، كما أشار إلى ذلك صاحب تعرف الخلف. والبزاغتي من قضاة القرن الماضي.

5 -

ظل عبد القادر المجاوي حوالي أربعين سنة في التدريس في كل من قسنطينة والعاصمة. وفي الثلث الأخير من حياته عكف على التأليف في المواد التي كان يدرسها لتلامذته. من ذلك كتاب (الدرر النحوية) وهو مطبوع، وتناول فيه شرح الشبرخيتي. ولعل له تآليف أخرى في نفس الاختصاص.

6 -

من مؤلفات إبراهيم بن محمد الساسي (العوامر؟) السوفي نظم وضعه على الآجرومية. وهو قصيدة وليس رجزا. وله عناوين حسب أبواب النحو المعروفة، تنتهي بباب مخفوضات الأسماء. ويقع في إحدى عشرة ورقة، وانتهى منه سنة 1322. أوله:

حمدار لمولانا والصلاة تترى على

خير الخلائق من بالحق قد فصلا

وبعد فالنظم قد ساغت موارده

فصغت ما لابن آجرومنا حللا (1)

7 -

عبد السلام بن عبد الرحمن السلطاني، وقد ألف أشهر وأكمل عمل في النحو بين الحربين، وهو (شرح شواهد الأشموني). وكان الشيخ من أولاد سلطان بناحية عين التوتة بأقليم الأوراس. وقد طبع كتابه في تونس، وأجازه له علماء الزيتونة، وأصبح من المؤلفات المعتمدة في التدريس بالزيتونة. ورغم كثرة العارفين بقواعد النحو منذ الحرب العالمية الأولى فإننا

= تاريخها 31 مايو، 1973. ذكر أنه اطلع على النسخة، وهي بقلم دقيق ومكتوبة بالحبر الأسود والأحمر، وكل صفحة بها 24 سطرا. ولعلها هي النسخة الأصلية للمؤلف.

(1)

المكتبة الوطنية - تونس، ضمن مجموع رقم 2744.

ص: 45

لا نعلم أن آخر قد أقدم على مثل هذا العمل الشاق.

8 -

ألف إدريس بن محفوظ الدلسي كتابا، في النحو بعنوان (حلية فكر السامع في تحقيق الفعل المضارع). ولا نعلم إن كان مطبوعا.

9 -

ومن تآليف أحمد الطيب بن محمد الصالح الزواوي شرح على الآجرومية، بعنوان (مفيد الطلبة). والمؤلف من أسرة تمارس التعليم في زاوية الشيخ الأزهري بوقبرين. ولذلك لا نستغرب أن يكون هذا التأليف داخله في المجال الذي وصفناه وهو التأليف المدرسي (1).

10 -

شرح لامية الأفعال في التصريف لابن مالك، ألفه عبد القادر المسعدي وبدأه بقوله (وبعد، فإن علم العربية في الدين بالمحل الأعلى والمقام الأسنى). وقيل إن هذا المخطوط لعالم من الجلفة (2).

وهناك بعض الأعمال غير المتأكدين الآن من نسبتها إلى جزائريين. ونحن نذكرها لعل بعض الباحثين يرجعون بها إلى أصلها. من ذلك:

11 -

القصيدة الكفيلة بثمن الفوائد الجليلة، نظم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الثامري. ويبدو أنها نظم للفوائد الجليلة لابن هشام المصري في النحو. والقصيدة تقع في ثلاث صفحات مرقونة (3).

12 -

سوق عكاظ فيما تكلموا فيه من اللغات والألفاظ، ذكره الخالدي ونسبه إلى بعض المهاجرين الجزائريين في المشرق. ويبدو أنه نشر في الكويت سنة 1976. أما النسخة الأصلية فتوجد في دمشق (4).

(1) انظر عنه تعريف الخلف، 2/ 533.

(2)

ذكره عبد الكريم العوفي والسعيد بن إبراهيم في (فهرس مخطوطات مديرية الشؤون الدينية بباتنة)، 1991/ 1412. وقد توفي المسعدي سنة 1376. انظر أيضا معجم أعلام الجزائر، ص 298.

(3)

ذكر ذلك علي أمقران السحنوني، في مراسلة بتاريخ 8 غشت، 1980.

(4)

سهيل الخالدي (المهجرون الجزائريون)، مخطوط، ص 409. وقال إن المخطوطة الأصلية لسوق عكاظ توجد فى مكتبة الأسد بدمشق رقم 1 - 3 - 412.

ص: 46

13 -

ومن تأليف الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في البحث اللغوي:

- بقايا فصيح العربية في اللهجة العامية بالجزائر. قال الإبراهيمي عنه (التزمت فيها اللهجة السائدة اليوم فهي مواطن هلال بن عامر) ولكنه لم يحدد هذه المواطن، وهي كثيرة.

- النقايات والنفايات في لغة العرب (جمعت فيه كل ما جاء على وزن فعالة من مختار الشيء أو مرذوله).

- أسرار الضمائر العربية.

- التسمية بالمصدر.

- الصفات التي جاءت على وزن فعل (بفتح العين).

- نظام العربية في موازين كلماتها.

- الإطراد والشذوذ في العربية. وهي رسالة قال عنها إنها (في الفرق بين لفظ المطرد والكثير عند ابن مالك).

- رسالة في ترجيح أن الأصل في بناء الكلمات العربية ثلاثة أحرف لا اثنان.

- رسالة في مخارج الحروف وصفاتها بين العربية الفصيحة والعامية (1).

والغالب أن هذه المباحث والرسائل لم تنشر لا في حياة الشيخ الإبراهيمي ولا بعد وفاته. ولعلها ما تزال في أوراقه. وقد كان الإبراهيمي عالما بأسرار اللغة العربية، وهو من الجزائريين المعاصرين القلائل العارفين بها، بل نادر بينهم.

14 -

ترك محمد بن أبي شنب مجموعة من الكتب والبحوث اللغوية أيضا. وكان مطلعا على تراكيب اللغة العربية وتاريخها وعلى اللغات الأخرى القديمة والأروبية. ومن مؤلفاته في هذا الميدان:

- تحقيق كتاب تحبير الموشين للفيروزآبادي. وهو مطبوع في حجم صغير.

(1) انظر كتاب (في قلب المعركة)، دار الأمة، الجزائر، 1993، ص 231.

ص: 47

- بقايا الألفاظ الفارسية والتركية في لهجة أهل الجزائر (وهو جزء من أطروحة الدكتوراه)(1).

15 -

من مؤلفات أبي يعلى الزواوي: الفرق بين المشارقة والمغاربة في اللغة العربية وغيرها، وقد ذكره بنفسه بين مؤلفاته.

16 -

ولشعيب بن علي الجليلي، قاضي تلمسان، تأليف بعنوان (نشر الأعلام النورانية في ذكر ماثور اللغة العربية والسريانية وما قيل في كل منهما أنها اللغة البرزخية الجنانية، وفي أولية الحروف العربية الهجائية، وفي إيحاء اللغة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم. ما نظن أن هذا التأليف مطبوع (2).

17 -

تاريخ الأبجدية منذ أقدم العصور، تأليف عبد الرحمن بن الحفاف. وهو مطبوع، ويقدم أطروحة جديدة عن أصل اللغات، مفادها أن الأرض (البيئة؟) هي التي تنتج لغتها دون اعتبار لأصل السكان، وبذلك برهن على أن العربية غير محصورة في الجزيرة العربية، بل إن لها مجالات أوسع من ذلك.

أما المعاجم والقواميس التي وضعها الجزائريون أو شاركوا في وضعها مع الفرنسيين فهي وفيرة نسبيا. وتشمل اللهجات العربية والبربرية. وطابعها تعليمي في أغلب الأحيان، ونستطيع أن نقول إنه طابع تجاري، لأنها صدرت في وقت انطلق فيه الاستشراق الفرنسي في البحث في اللهجات من جهة ومن جهة أخرى انطلقت المدرسة الفرنسية في تعليم الجزائريين تعليما مزدوجا، كما حدث في المدارس الثلاث، وبعض الدروس الرسمية المدعومة من الإدارة منذ مدار القرن.

- أحمد بن بريهمات ولويس رين تعاونا على تأليف كتاب (قاموس) في

(1) انظر حياة ابن شنب في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، المجلد 10، 1930، ص 238 - 240.

(2)

الخزانة العامة - الرباط، ك 48.

ص: 48

القراءة الفرنسية والعربية عنوانه (اللسان يكمل الإنسان). وقد صدر سنة 1882 في 143 صفحة، لكل لغة، وهو موجه إلى تعليم الجزائريين اللغة الفرنسية.

- أبو بكر عبد السلام بن شعيب، كان قد تولى القضاء والتدريس في مدرسة تلمسان. وتعاون مع بول بوري على إصدار كتاب فرنسي - عربي، بوهران، 1913. وهو كتاب في المحادثة العربية - الفرنسية موجها إلى من يجهل العربية من الفرنسيين ويرغب في السفر والتنقل بين أقطار المغرب العربي الثلاثة. وهو في 132 صفحة. ويبدو أنه عمل سياحي - تجاري ودعائي للغة الفرنسية أيضا (1).

- قاموس عربي - فرنسي وآخر فرنسي - عربي من وضع بلقاسم بن سديرة (انظر لاحقا).

- تعليم اللغة العربية الدارجة والفصيحة، جزآن، تأليف عبد الرحمن (؟)، ولا نعرف الآن بقية اسم المؤلف ولا تاريخ التأليف.

- دروس القراءة والإلقاء في العربية الدارجة 1897، أو الطريقة المباشرة لتعليم العربية الدارجة 1904 للسيد فتاح (؟). ويبدو أنه كان في وقته كتابا. مشهورا.

- طريقة عملية لتعليم العربية الفصحى، تأليف محمد صوالح. وله تآليف أخرى حول نفس الموضوع بالاشتراك مع فلوري الفرنسي.

- مجموع في العربية الدارجة، تأليف علاوة بن يحيى، في 119 صفحة. ظهر سنة 1890 بمستغانم.

- محادثة عربية - فرنسية، تأليف الطاهر بن النقاد، فسنطينة، 1863، في 182 صفحة.

- دروس في العربية الدارجة، تأليف الدكتور علي فخار، ليون،

(1) انظر مراجعته في (مجلة العالم الإسلامي)، سبتمبر 1913، ص 349.

ص: 49

1913، 439 صفحة. وهو كتاب عليه أيضا الطابع السياحي والتجاري. وقد سماه (دروس في العربية الدارجة المراكشية والجزائرية)، وذكر بوفا الذي راجعه في حينه أنه كتاب الساعة وأنه يهم الفرنسيين، وقال عنه إنه يخدم العربية الدارجة من جهة، ويعتبر موسوعة صغيرة حقيقية عن إفريقية الشمالية من جهة أخرى، وامتدحه بوفا Bouvat كثيرا. والكتاب في ثلاثة أقسام. الأول في النحو ويبلغ 200 صفحة، ويشمل مراجعة القواعد والنطق والتراكيب والأسلوب، والثاني في الموضوعات المختلفة، ومعها لوحات تمثل الأشياء المتحدث عنها. فهو من هذه الناحية دليل للحياة اليومية: القصص، والخطب، وأحوال الصحة، وغيرها. أما القسم الثالث فيضم نماذج من الحكايات والكتابات المغربية، مع الإشارة إلى بقايا اللغة التركية في لهجة تلمسان (1). واعتمد بوفا في مدح الكتاب على إفادته للكولون والإداريين وأهل اللغة - المستشرقين.

وهكذا نرى أن بعض متعلمي الجزائر قد أصبحوا (خدما) للمستشرقين الفرنسيين وأدوات للاستعمار الفكري. ولم يكن ابن علي فخار وحده في ذلك، فقد ركب هذه الموجة ابن سديرة وبوليفة وابن شنب وأبو بكر عبد السلام وإسماعيل حامد وعدد آخر من (النخبة الإندماجية). ومما يذكر أن ابن علي فخار كان أول جزائري يحصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من الجامعة الفرنسية. ثم أصبح أستاذا في اللغة العربية بالغرفة التجارية، بمدينة ليون الفرنسية (2).

- قاموس فرنسي - عربي، وضعه بكير خوجة سنة 1908.

- المعجم الفرنسي - الشلحي والمازيغي، وضعه سعيد الصدقاوي، باريس، 1907. ولا نعلم الآن الكثير عن الصدقاوي، غير أن باصيه يقول عنه إن من بني صدقة. وقد انتقده انتقادا مرا. ذلك أن باصيه راجع معجم

(1) ج. بوفا (مجلة العالم الإسلامي)، مارس، 1913، ص 329 - 330.

(2)

انظر عنه فصل الترجمة.

ص: 50

الصدقاوي في المجلة النقدية، كما ذكرنا. وحين قرأ الصدقاوي ذلك النقد نشر كتيبين في الرد على باصيه. ولم نطلع على هذين الكتيبين ولا عن دفاع الصدقاوي، عن نفسه وعلمه. وإنما ذكر باصيه أن الصدقاوي أظهر فيهما غضبه وأنهما شهادتان على غروره المجروح، حسب تعبير باصيه. وقد اتهمه بعدم الكفاءة العلمية في الميدان. وأخذ عليه باصيه أنه ذكر ثلاثا (وليس أربعا) من اللهجات الخطابية في المغرب الأقصى، ومن بينها تمروكيت الشائعة في منطقة الريف، والتي قال عنها الصدقاوي (انها تشبه كثيرا القبائلية في جرجرة) وقد وضع باصيه أمام هذه الجملة علامة تعجب. أما الثانية فهي الشلحية. ولم يذكر باصيه اللهجة الثالثة. وكعادته أشاد باصيه بدراسة ديستان (مدير مدرسة تلمسان في وقته وتلميذه) للهجة بني كومي. واعتبرها دراسة جيدة. وقال باصيه إن هذه اللهجة قد شملت لهجة زكاوة، وبوزقو، وبوسعيد، ويزناسن، وهي إحدى فروع اللهجات الأربع الموجودة في المغرب الأقصى. ثم كرر باصيه نقده للصدقاوي (1).

- درس في اللغة القبائلية لبلقاسم بن سديرة (2).

ولا شك أن هناك تآليف أخرى في المعاجم واللغة والنحو سواء بالعربية أوالزواوية أو غيرهما، وتعليمها جميعا بواسطة الفرنسية، وخدمة الاستشراق الفرنسي. وذلك هو الهدف من كل هذه البحوث، كما عرفنا (3).

(1) باصية (تقرير عن الدراسات البربرية والهوسة)، 1902 - 1908 لمؤتمر المستشرقين في كوبنهاغن، 1908 في (المجلة الإفريقية)، 1908، ص 256. وقد ذكر باصيه أن دراسة ديستان عن لهجة بني كومي قد ظهر منها المجلد الأول. وبنو كومي هم قبيل عبد المؤمن بن علي زعيم الموحدين.

(2)

وسنترجم له في هذا الفصل.

(3)

نذكر بهذا الصدد اعتماد الفرنسيين في نشر لغتهم بين أهل الجزائر وأهل المشرق على بعض أعيان المشارقة. فقد اشترك غوستاف دوقا Dugat الفرنسي مع أحمد فارس الشدياق على إصدار معجم عربي/ فرنسي لاستعمال عرب الجزائر - كما جاء في ديباجة الكتاب - وسمياه (سند الراوي في النحو الفرنساوي). باريس، 1854، في 128 صفحة. وأضيف إليه أيضا أنه كتاب لاستعمال عرب الجزائر وتونس =

ص: 51