الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلام الحافظ في منزلة جرح وتعديل بعض المتكلمين في الرواة
من المعلوم أن من أهم مباحث علم الحديث التي ينبغي لطالب العلم معرفتها - وبالأخص عند دراسة أحوال الرواة للتوصل إلى أعدل الأقوال فيهم- معرفة أحوال المتكلمين فيه من حيث الإمامة والأهلية للجرح والتعديل من عدمه، ومن حيث معرفة عباراتهم واصطلاحاتهم الخاصة منها والعامة وما إلى ذلك.
وقد بسط أهل العلم بيان ذلك في كتبهم، ومن أولئك الحفاظ الذين أتقنوا قواعد هذا الفن، وبينوا حال كثير من المتكلمين في الرواة بفهم ودراية: الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في مواضع متفرقة في كتبه هنا وهناك.
ولأهمية معرفة ذلك ولما يترتب على معرفة ذلك من المسائل المهمة، وتقريبا للفائدة ذكرته ها هنا في هذا الفصل، وبالله التوفيق.
علمًا أني لم أذكر في هذا الفصل إلا من كان كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله فيهم نصا، أما من كان معرفة منزلتهم عند الحافظ ابن حجر رحمه الله عن طريق الإستقراء لصنيع الحافظ ابن حجر رحمه الله فلم أذكر شيئا منه ها هنا لطوله، ومحله بإذن الله في كتابي "الحافظ ابن حجر ومنهجه في التقريب".
1) أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني: "فقد أطلق إمام الورعين أحمد بن حنبل على جماعة من المحدثين الكذب". "انتقاض الإعتراض"(2/ 282).
2) محمد بن إسماعيل البخاري: "أحد أئمة الجرح والتعديل، وهو معدود من أعدلهم قولا، وأكثرهم تثبيتا فيه". "تغليق التعليق"(2/ 11).
"البخاري في كلامه على الرجال في غاية التحري والتوقي، ومن تأمل كلامه في
الجرح والتعديل علم ورعه وإنصافه". "تغليق التعليق" (5/ 397).
"إلى ما يتميز به عن غيره من إتقان معرفة التعديل والتجريح". "تغليق التعليق"(2/ 5).
3) علي بن عبد الله بن المديني قال الحافظ في ترجمة حسان بن بلال المزني: "قوله - يعني ابن حزم-: "مجهول" قول مردود فقد روى عنه جماعة كما ترى، ووثقه ابن المديني وكفى به". "التهذيب"(1/ 380).
4) يحيى بن معين الغطفاني، قال الذهبي في إبراهيم بن عبد الملك القناد:"ضعفه زكريا الساجي بلا مستند" قال الحافظ: "كذا قال! وأي مستند أقوى من ابن معين". "التهذيب"(1/ 75).
وقال الذهبي في أسود بن مسعود العنبري: "لا يدرى من هو" قال الحافظ: "وهو كلام لا يسوى سماعه؛ فقد عرفه ابن معين ووثقه، وحسبك". "التهذيب"(1/ 173).
5) أحمد بن شعيب النسائي: "قدمه قوم من الحذاق لشدة تحريه وتثبته في نقد الرجال ومعرفة ذلك على مسلم بن الحجاج، وقدمه الدارقطني وغيره في ذلك على إمام الأئمة أبي بكر بن خزيمة صاحب "الصحيح"". "هدي الساري"(11).
وقال في ترجمة علي بن الحسين الدرهمي: "وثقه أبو حاتم والنسائي مع تشددهما". "الخبر"(1/ 522).
وقال في ترجمة أبي بلج: "يكفي في تقويته توثيق النسائي وأبي حاتم (1) مع تشددهما". "بذل الماعون"(117).
وقال في ترجمة أحمد بن عيسى: "قد احتج به النسائي مع تعنته". "هدي الساري"(387).
6) محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي، قال في ترجمة الحسن بن مدرك السدوسي:"وقد كتب عنه أبو زرعة وأبو حاتم، وهما ما هما في النقد". "هدي الساري"(397).
وذكر أنه يتكلم بتعنت في عدة مواضع من "هدي الساري" منها: (441، 461، 462، 463) وراجع ما تقدم في ترجمة النسائي.
7) عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي، راجع ما تقدم في ترجمة أبي حاتم الرازي قبل هذا بقليل.
8) سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني: "مثل أبي داود لا يُرد قوله بلا دليل". "التهذيب"(3/ 283).
9) عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الدمشقي: "كان أبو مسهر شيخ الشاميين في زمانه". "النكت على البخاري"(2/ 134).
10) عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم: "أعرف بحديث الشاميين". "التلخيص الحبير"(1/ 217).
11) أحمد بن هارون البرديجي: "مذهب البرديجي أن المنكر هو الفرد سواء تفرد به
(1) وقع هناك: "ابن أبي حاتم" والصواب ما أثبتناه.
ثقة أو غير ثقة، فلا يكون قوله:"منكر الحديث" جرحا بينا". "هدي الساري" (455).
12) عبد الله بن عدي أبو أحمد الجرجاني، قال الحافظ في ترجمة أبي بلج يحيى بن سليم:"فهذا ابن عدي مع شدة تقصيه وتتبعه لما أخطأ الثقات فيه لم يذكر في أفراد أبي بلج حديث أبي موسى فهو مما أتقنه عنده". "بذل الماعون"(118).
13) محمد بن حبان البستي أبو محمد: "معروف بالتساهل في باب النقد". "النكت"(2/ 726).
"
…
وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب! ، والجمهور على خلافه
…
". "اللسان" (1/ 21).
وقال في ترجمة أبي سلمة الجهني: "ذكره ابن حبان في "الثقات" وأخرج حديثه في "صحيحه" والحق أنه مجهول الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في "الثقات" ويحتج به في "الصحيح" إذا كان ما رواه ليس بمنكر". "اللسان"(7/ 672) باختصار.
وقال في ترجمة أيوب الأنصاري عن سعيد بن جبير: "ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "روى عنه مهدي بن ميمون، لا أدري من هو ولا ابن من هو" وهذا القول من ابن حبان يؤيد ما ذهبنا إليه من أنه يذكر في "كتاب الثقات" كل مجهول روى عنه ثقة ولم يجرح، ولم يكن الحديث الذي يرويه منكرا، هذه قاعدته، وقد نبه على ذلك الحافظ صلاح الدين العلائي صاحب "القواعد" والحافظ شمس الدين ابن عبد الهادي صاحب "التنقيح" وغيرهما رحمهم الله". "لسان الميزان"(1/ 762 - 763).
"تصحيح مثل هذا في غاية البعد لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه
إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر". "التهذيب" (4/ 67).
14) عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري، نص الحافظ على أنه أعلم الناس وأعرفهم بالمصريين في عدة مواضع من كتبه راجعها في ترجمته من هذا الكتاب.
15) محمد بن سعد البصري كاتب الواقدي: "مادته من الواقدي في الغالب، والواقدي ليس بمعتمد""الهدي"(417).
"ابن سعد يقلد الواقدي، والواقدي على طريقة أهل المدينة في الإنحراف على أهل العراق، فاعلم ذلك ترشد إن شاء الله". "الهدي"(443).
"تضعيف ابن سعد فيه نظر لاعتماده على الواقدي (1) ". "الهدي"(447).
16) إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: "قلنا غير مرة: إن جرحه لا يقبل في أهل الكوفة لشدة انحرافه ونصبه". "الهدي"(446).
"غال في النصب". "الهدي"(406).
"مشهور بالنصب والإنحراف". "التهذيب"(4/ 83).
"فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب! وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع، فتراه لا يتوقف في جرح من
(1) يرى شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله أننا ننظر في كلام ابن سعد في كتابه "الطبقات" أو في غيره من كتب التراجم فإن وجدنا كلامه مأخوذ عن شيخه الواقدي لم نعتبر به، وإن لم نره مأخوذ عن شيخه الواقدي فهو مقبول وله مكانته. راجع "غارة الأشرطة"(1/ 180).
وقد قال الذهبي في رسالته "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل"(172): "وكذا تكلم محمد بن سعد الحافظ في كتاب "الطبقات" له بكلام جيد".
ذكره منهم بلسان ذلق وعبارة طلقة، حتى إنه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيد الله بن موسى وأساطين الحديث، وأركان الرواية، فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثق رجلا ضعفه قُبِل (1)". "اللسان" (1/ 23).
17) الحسين بن إبراهيم الجوزقاني، ذكر الحافظ وهما للجوزقاني ثم قال:"فلعل الجوزقاني دخل عليه إسناد في إسناد؛ لأنه كان قليل الخبرة بأحوال المتأخرين، وجل اعتماده في كتاب "الأباطيل" على المتقدمين إلى عهد ابن حبان، وأما من تأخر عنه فيعل الحديث بأن رواته مجاهيل، وقد يكون أكثرهم مشاهير". "لسان الميزان"(2/ 499).
18) أحمد بن علي السليماني: "حافظ متقن كان يدري ما يخرج من رأسه". "اللسان"(5/ 758) ترجمة محمد بن جرير بن يزيد الطبري.
19) محمد بن يوسف بن موسى بن مسدي أبو بكر الغرناطي: "كان في لسانه زهو قل أن ينجو منه أحد". "اللسان"(6/ 644).
20) علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، قال ابن حزم في أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ:"لا يعرف"، قال الحافظ:"وهذه عادته فيمن لا يعرف". "اللسان"(1/ 337) ترجمة أحمد بن علي.
وقال ابن حزم في أحمد بن علي بن مسلم بن الأبار: "مجهول" قال الحافظ: "هذه عادة ابن حزم إذا لم يعرف الراوي يُجَهِّلُه، ولو عبر بقوله: "لا أعرفه" لكان أنصف، ولكن
(1) راجع التعليق على ترجمة الجوزجاني في: فصل الأسماء من هذا الكتاب.
التوفيق عزيز". "اللسان" (1/ 349) ترجمة أحمد بن علي بن مسلم.
وقال في ترجمة القاسم بن عيسى الطائي: "وأفرط أبو محمد بن حزم كعادته، فقال: "مجهول لا يدرى من هو"". "التهذيب"(3/ 416).
21) علي بن محمد بن عبد الملك أبو الحسن بن القطان المغربي، قال الحافظ في ترجمة محمد بن نجيح السندي:"عده أبو الحسن بن القطان فيمن لا يعرف، وذلك قصور منه فلا تغتر به، وقد أكثر من وصف جماعة من المشهورين بذلك، وتبعه (1) إلى مثل ذلك أبو محمد بن حزم ولو قالا: "لا نعرفه" لكان أولى لهما". "التهذيب"(3/ 717).
وقال بعد أن نقل عن ابن القطان أنه قال في أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري: "مجهول" قال رحمه الله: "وابن القطان تبع ابن حزم في إطلاق التجهيل على من لا يطلعون على حاله، وهذا الرجل بصري شهير وهو ولد عبيد الله القاضي المشهور". "اللسان"(1/ 328).
22) محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد الله الذهبي: "من أهل الإستقراء التام في نقد الرجال". "النزهة"(190).
"ينبغي التثبت في الذين يضعفهم المؤلف - الذهبي- من قبله". "اللسان"(5/ 42) ترجمة علي بن صالح الأنماطي.
وراجع ترجمة الإمام الذهبي من هذا الكتاب.
(1) الصواب: "وسبقه" بدل: "تبعه" وما ها هنا سبق قلم أو وهم، وذلك لأن ابن حزم متقدم عل ابن القطان فكيف يصير تابعا له؟ ! ومما يدل عل أن هذا سبق قلم أو وهم أن الحافظ قال كما ها هنا في ترجمة أحمد بن عبيد الله - كما ها هنا -: "وابن القطان تبع ابن حزم
…
إلخ" والله أعلم.
23) محمد بن الحسين أبو الفتح الأزدي، تكلم عليه الحافظ في عدة مواضع بما حاصله: أنه لا يعتمد على جرحه وتعديله لكونه في نفسه ضعيف غير مرضي. راجع أقوال الحافظ فيه في ترجمته من هذا الكتاب.
24) عبد الباقي بن قانع أبو الحسين الحافظ، قال الحافظ في ترجمة الفضل بن عنبسة من "التقريب":"ثقة انفرد ابن قانع بتضعيفه، وليس ابن قانع بمقنع".
وقال في ترجمة مروان بن محمد الطاطري: "وقول ابن قانع غير مقنع". "التهذيب"(4/ 52).
وقال في ترجمة مبشر بن إسماعيل: "ضعفه ابن قانع وهو أضعف منه". "الهدي"(463).
25) هبة الله بن المبارك السقطي: "لا يوثق به". "اللسان"(2/ 576) ترجمة الحسين بن محمد الهاشمي. "متهم". "اللسان"(5/ 258) ترجمة عمر بن يوسف السلماسي.
26) عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش: "ما هو بعمدة". "اللسان"(5/ 95) ترجمة علي بن عثمان اللاحقي.
"مذكور بالرفض والبدعة فلا يلتفت إليه". "الهدي"(431).
"من غلاة الشيعة بل نسب إلى الرفض فيُتأنى في جرحه لأهل الشام للعداوة البينة
في الاعتقاد (1)". "اللسان" (1/ 24).
"رافضي". "التهذيب"(1/ 67).
(1) أما الإمام الذهبي رحمه الله فيرى أن ابن خراش زنديق كافر فقد قال مخاطبا له: "فأما أنت أيها الحافظ البارع الذي شربت بولك إن صدقت في الترحال، فما عذرك عند الله مع خبرتك بالأمور؟ فأنت زنديق معاند فلا رضي الله عنك، مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين ومائتين". "تذكرة الحفاظ"(2/ 685)، ولعل تكفير الذهبي رحمه الله لابن خراش لقول أبي زرعة محمد بن يوسف:"خرج ابن خراش مثالب الشيخين وكان رافضيا". "المصدر السابق"، والله أعلم.