الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من نقل الحافظ الإتفاق على ضعفه أو تركه أو تكذيبه
ومن نفائس هذا البحث، ولطائفه: نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله الإتفاق، والإجماع على ضعف، أو ترك حديث، أو كذب جمع من الرواة، مما يجعل الباحث الذي يقف على نقل الخافظ الإتفاق على ترك الراوي أو تكذيبه في طمأنينة من الحكم على حديث هذا الراوي بالرد وعدم صلاحيته لإستشهاد ولا متابعة.
وهكذا يجعل الباحث في قناعة وطمأنينة في الحكم على حديث الراوي الذي نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله الإتفاق على ضعفه بالضعف.
والأصل فيمن نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله الإتفاق على ثقته أو ضعفه أو تركه أنه يكون كذلك، إلا أن توجد مخالفة لما نقله الحافظ من الإتفاق من إمام معتبر بالسند الثابت عنه، فحينئذ يكون ذلك خارما للإتفاق الذي نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله، وهذا نادر.
ولهذا تجد الحافظ ابن حجر رحمه الله لشدة تحريه في نقل الإتفاق على ثقة أحد الرواة أو ضعفه يتعقب من أخطأ في نقل الإتفاق على ضعف بعض الرواة.
فمن ذلك: أن النووي رحمه الله لما نقل الإتفاق على ضعف عطية العوفي؛ تعقبه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقول ابن معين فيه: "صالح" وقول ابن سعد فيه: "ثقة إن شاء الله"، ثم
قال: "والترمذي يحسن حديثه (1)، وهذا كله يرد قول من قال فيه: "مجمع على ضعفه".". "النتائج"(439).
وهكذا لما نقل النووي رحمه الله الإتفاق على ضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي؛ تعقبه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله: "في نقل الإتفاق نظر، ويعرف ذلك من ترجمته". "التلخيص"(2/ 437).
وهكذا لما نقل الإمام الذهبي رحمه الله الإجماع على ضعف يزيد بن عبد الملك النوفلي المدني؛ تعقبه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله: "والإجماع الذي ادعاه الذهبي سبقه إليه ابن عبد البر، ثم عبد الحق، وهو مردود بنقل عثمان الدارمي عن يحيى بن معين: "لا بأس به" وإن نقل عنه معاوية بن صالح: "ليس حديثه بذاك"". "اللسان"(7/ 446) ترجمة ولده يحيى بن يزيد.
فإن قلت: أيهما أشد ضعفا الراوي الذي نقل الإتفاق على ضعفه أم الراوي الضعيف جدا أو المتروك؟
فالجواب: أن حكمهم على الراوي بالترك أو الضعف الشديد، أشد من إجماعهم على ضعفه، يدل على ذلك أن الحافظ نقل في ترجمة محمد بن يزيد الرفاعي من "التقريب" عن البخاري أنه قال:"رأيتهم مجمعين على ضعفه" ثم ترجم له الحافظ بقوله: "ليس بالقوي".
(1) مع أن الحافظ ابن حجر رحمه الله نص كما في ترجمة عطية من هذا الكتاب: أن الترمذي إنما حسن حديث عطية في المتابعات، كما في "النتائج"(1/ 118)، وليس في هذا في حد ذاته نقض لنقل الإتفاق على ضعفه.
وقد نقل النووي رحمه الله الإتفاق على ضعف الوازع بن نافع العقيلي الجزري، فتعقبه الحافظ رحمه الله بقوله:"قلت: والقول فيه أشد من ذلك، قال يحيى بن معين والنسائي: "ليس بثقة"، وقال أبو حاتم وجماعة: "متروك"، وقال الحاكم: "روى أحاديث موضوعة"، وقال ابن عدي: "أحاديث كلها غير محفوظة"". "النتائج"(1/ 267).
ثم وجدت الإمام الألباني رحمه الله قد نص ذلك كما في "الدرر في مسائل المصطلح والأثر"(243) فلله الحمد والمنة.
هذا من حديث اصطلاح المحدثين مع أنك تجدهم أحيانا يتسامحون في نقل الإتفاق على ضعف بعض الرواة الذين هم في الواقع ضعفاء جدا أو متروكون، وما ذاك إلا لأنه لا يمنع لغة إطلاق لفظة ضعيف على الضعيف جدا والمتروك.
فقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله نفسه الإتفاق على ضعف بعض الرواة حكم عليهم بالترك أو الضعف الشديد في أماكن أخرى، بل غالب من نقل الإتفاق على ضعفهم قد جرحهم بجرح شديد في مواضع أخرى من كتبه كما يعرف ذلك بالنظر في تراجم الرواة الذين نقل الإتفاق على ضعفهم من هذا الكتاب. راجع مثلا: ترجمة إسماعيل بن مسلم المكي، والحسن بن عمارة، وخالد بن عبد الرحمن المخزومي، والربيع بن بدر الأنصاري، وطريف بن شهاب السعدي، وعباد بن كثير الثقفي، وعبيد الله بن الوليد الوصافي، وعلي بن يزيد الألهاني، وعمر بن عبيد الله الثقفي، ومحمد بن الحسن بن زبالة، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، ومقاتل بن سليمان، ويوسف بن عطية الصفار، وأبي مالك النخعي، وكل هؤلاء من رجال "التقريب".
فإن قلت: إذا اختلفت أقوال أئمة الجرح والتعديل في راو من الرواة، ثم استقر
الأمر على ضعفه، فهل يصح نقل الإتفاق على ضعفه باعتبار ما آل إليه الأمر؟
فالجواب: الأحوط أن ينبه على أن الإتفاق على ضعفه إنما حصل مؤخرا، كما صنع ذلك الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة محمد بن عمر الواقدي من "الميزان"(3/ 666).
وإن لم ينبه على ذلك اكتفاء بما آل إليه هذا الراوي فلا ضير في ذلك إن شاء الله، فقد نقل الحافظ في "الفتح"(6/ 634) الإتفاق على ضعف الحسن بن عمارة، فتعقبه البدر العيني في "عمدة القاري"(16/ 165) بأن سفيان الثوري ذكره بخير، وبقول جرير:"ما كنت أظن أن أعيش إلى زمن يحدث فيه عن محمد بن إسحاق ويسكت عن الحسن بن عمارة" فنقل الحافظ رحمه الله كلام العيني في "انتقاض الإعتراض"(2/ 279) ثم رد عليه (ص 280) بقوله: "لو استحضر ما قال العلماء في الحسن بن عمارة لاستحى أن يذكر هذين الأمرين في معرض الرد على من قال: "إنهم اتفقوا على ضعفه" بل المراد استقرار الأمر على ذلك، ولو وجد قبل ذلك من صرح بتوثيقه فضلا عن عدم وجوده! ".
وكما صنع الإمام الذهبي رحمه الله حيث نقل في "الميزان" استقرار الأمر على ترك الواقدي بعد خلاف حصل فيه، لكنه لما ترجم للواقدي في "المغني في الضعفاء" لم يعتبر ذاك الخلاف شيئا بل ترجم له بقوله:"مجمع على تركه" وذلك باعتبار ما آل إليه الأمر من استقرار أمر المحدثين وإجماعهم على ترك الواقدي، والله أعلم.
وفيما يلي سرد أسماء الرواة الذين نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله الإتفاق على ضعفهم مع ذكر كلام الحافظ فيهم عند كل واحد منهم:
1) أبان بن أبي عياش: "ضعيف باتفاق". "الخبر"(1/ 116)، "متروك باتفاق".
"المهرة"(10/ 14).
2) إسحاق بن إبراهيم الحنيني: "أجمعوا على ضعفه". "البزار"(2/ 495).
3) إسحاق بن نجيح الملطي: "أجمعوا على تكذيبه". "اللسان"(8/ 208).
4) إسماعيل بن أبان الغنوي: "أجمعوا على تركه (1) ". "الهدي"(390).
5) إسماعيل بن مسلم المكي: "اتفقوا على تضعيفه، ووصفه بالغلط، وكثرة الخطأ". "النكت"(1/ 391).
6) ثوير بن أبي فاختة الكوفي: قال الحاكم: "لم ينقم عليه إلا التشيع" قال الحافظ: "لا أعلم أحدا صرح بتوثيقه، بل أطبقوا على تضعيفه". "الفتح"(13/ 468).
7) جعفر بن الزبير الحنفي: "أجمعوا على تضعيفه (2) ". "المهرة"(6/ 243).
8) حارثة بن أبي الرجال الأنصاري: "أجمعوا على ضعفه". "المهرة"(17/ 731).
9) حسام بن مصك البصري: "متفق على تضعيفه". "النتائج"(1/ 308).
10) الحسن بن عمارة الكوفي: "أحد الفقهاء المتفق على تضعيف حديثهم". "الفتح"(6/ 634)، "رماه شعبة بالكذب، وأطبقوا على تركه". "الهدي"(397).
11) حمزة بن أبي حمزة النصيبي: "متفق على تركه، بل قال ابن عدي: "إنه يضع".". "الخبر"(1/ 416).
12) خالد بن عبد الرحمن المخزومي المكي: "مجمع على ضعفه". "اللسان"(8/ 300).
(1) قال الإمام الذهبي رحمه الله: "فأما إسماعيل بن أمية الأموي فمجمع على ثقته". "الميزان"(1/ 222).
(2)
ونقل ابن الجوزي الإجماع على أنه متروك كما في "تهذيب التهذيب"(1/ 305).
13) الربيع بن بدر البصري: "اتفقوا على تضعيفه". "الخبر"(1/ 484).
14) زيد بن الحواري العمي: "اتفقوا على ضعفه من قبل حفظه". "النتائج". (2/ 301).
15) طريف بن شهاب السعدي: "اتفقوا على ضعفه (1) ". "النتائج"(2/ 232)، "ضعيف باتفاق". الإمتاع (182).
16) عباد بن كثير الثقفي: "اتفقوا على توهينه". "الخبر"(1/ 62).
17) عبد الله بن خراش الشيباني: "أخطأ ابن حبان في توثيقه، فقد اتفق الأئمة على تضعيفه، واتهمه بعضهم". الإمتاع (295 - 296).
18) عبد الله بن سعيد المقبري: "متفق على ضعفه". "التلخيص"(1/ 69).
19) عبد الله بن ميمون القداح المخزومي: "اتفقوا على ضعفه". "الخبر"(1/ 329).
20) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي: "متفق على تضعيفه (2) ". "المهرة"(12/ 98).
21) عبد الرحمن بن قيس الضبي: "متفق على تضعيفه". "اللسان"(8/ 498).
22) عبد الرحمن بن معاوية أبو الحويرث الأنصاري الزرقي: "وتارة (3) يكون لشدة
(1) ونقل ابن عبد البر الإجماع على أنه ضعيف الحديث كما في "تهذيب التهذيب"(2/ 237).
(2)
نقل ابن الجوزي كما في "التهذيب"(2/ 508) الإجماع عل ضعفه.
(3)
يعني سكوت أبي داود عن بعض الأحاديث الضعيفة في "سننه".
وضوح ضعف ذلك الراوي، واتفاق الأئمة على طرح روايته كأبي الحويرث". "النكت" (1/ 440).
23) عبد الكريم بن أبي المخارق البصري: "مجمع على تركه (1) ". "التلخيص"(1/ 292).
24) عبيد الله بن الوليد الوصافي: "متفق على ضعفه". "الخبر"(1/ 316).
25) عبيدة بن معتب الضبي الكوفي: "ضعيف جدا قد اتفق الأئمة على تضعيفه إلا أنهم لم يتهموه بالكذب". "النكت"(1/ 392).
26) عثمان بن سعيد الكاتب البصري: "متفق على ضعفه". "المهرة"(19/ 163).
27) عثمان بن مطر الشيباني البصري: "كذبه ابن حبان، وأجمع الأئمة على ضعفه". "العجب"(45).
28) علي بن زيد بن جدعان البصري: "متفق على سوء حفظه". "الإصابة"(8/ 294).
29) علي بن يزيد الألهاني: "متفق على تضعيفه". "النتائج"(2/ 33).
30) عمارة بن جوين أبو هارون العبدي: "ضعيف جدا، اتفقوا على تضعيفه،
(1) نقل الإجماع على ضعفه وتركه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد"(1/ 60) واعتذر للإمام مالك رحمه الله في الرواية عنه، ولكون مالك كان يحسن الظن بابن أبي المخارق، قال الحافظ في ابن أبي المخارق من كتابه "إتحاف المهرة"(11/ 720). "ضعفه الجمهور".
وكذبه بعضهم". "النتائج" (2/ 306). "مجمع على ضعفه (1)". "اللسان" (5/ 191) ترجمة: إبراهيم بن العلاء الغنوي.
31) عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي: "متفق على تضعيفه". "اللسان"(5/ 191). ترجمة: عمر بن سعد.
32) عمرو بن الحصين العقيلي: "متروك باتفاقهم، واتهمه بعضهم بالكذب، والله المستعان". "النتائج"(2/ 403).
33) فائد بن عبد الرحمن أبو الورقاء الكوفي: "متفق على تضعيفه". "النتائج"(2/ 403).
34) محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي: "متفق على ضعفه". "الفتح"(11/ 298).
35) محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني: "اتفقوا على ضعفه (2) ". "النتائج"(1/ 248).
36) محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري: "صدوق اتفقوا على ضعفه من قبل سوء حفظه". "الفتح"(13/ 143).
37) محمد بن القاسم الأسدي الكوفي: "مجمع على ضعفه (3)، فلا يصلح الإستشهاد
(1) وكذا نقل الإتفاق على ضعفه ابن عبد البر كما في "تهذيب التهذيب"(3/ 208).
(2)
نقل الإجماع على ضعفه ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"(2/ 381، 4/ 464) ط. أضواء السلف.
(3)
محمد بن القاسم وإن كذبه أحمد والدارقطني، وقال في النسائي:"ليس بثقة" كما في "الميزان"(4/ 11) فليس متفقا على ضعفه؛ فقد قال فيه ابن معين: "ثقة كتبت عنه" كما في "الجرح والتعديل"(8/ 65) لابن أبي حاتم - رحمهما الله -.
به". "التهذيب" (1/ 455).
38) مبارك بن سحيم البصري: "ضعيف عند الجميع لم أر فيه توثيقا لأحد". المطلقة (178).
39) مقاتل بن سليمان الخراساني: "أجمعوا على تضعيفه". "اللسان"(9/ 199).
40) نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى: "متفق على ضعفه". المطلقة (16).
41) نوح ابن أبي مريم أبو عصمة المروزي: أجمعوا على تكذيبه (1)". "اللسان" (7/ 221). ترجمة نوح بن جعونة.
42) هشام بن زياد أبو المقدام المدني: "متفق على ضعفه". "النتائج"(3/ 86).
43) هلال بن أبي هلال أو ابن ميمون أبو ظلال القسملي: "ضعيف عند الجميع، إلا أن البخاري قال: إنه مقارب الحديث". "النتائج"(2/ 318).
44) يحيى بن العلاء البجلي: "وتارة - يعني سكوت أبي داود - يكون لشدة وضوح ضعف ذلك الراوي، واتفاق الأئمة على طرح حديثه كأبي الحويرث ويحيى بن العلاء". "النكت"(1/ 440).
45) يحيى بن يمان العجلي الكوفي: "اتفقوا على أنه كان كثير الخطأ، ولا سيما في حديث الثوري". "النتائج"(1/ 336).
46) يوسف بن عطية بن باب الصفار البصري: "مجمع على ضعفه". "اللسان"(9/ 327).
(1) ونقل الخليلي في "الإرشاد"(2/ 902) الإجماع على ضعفه.
47) أبو مالك النخعي: "ضعيف بالإتفاق". النتائج (2/ 308).