الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخدمات التي سبقتني إلى هذا البحث
لم أقف حتى الآن على بحث مستوعب لجميع الرواة الذين تكلم فيهم الحافظ ابن حجر رحمه الله بجرح أو تعديل، وغاية ما وقفت عليه بحثين كلاهما خاص بالرواة الذين حكم عليهم الحافظ ابن حجر في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" وهما:
الأول: "تجريد أسماء الرواة الذين تكلم فيهم الحافظ في فتح الباري" تأليف نبيل بن منصور بن يعقوب البصارة.
وقد بذل فيه جهدا مشكورا جزاه الله خيرا، وثبتنا الله وإياه، وصرف عنا وعنه كل سوء ومكروه.
الثاني: "توجيه القاري إلى القواعد والفوائد الأصولية والحديثية والإسنادية في فتح الباري" تأليف: حافظ ثناء الله الزاهدي.
جعل فيه مؤلفه في مؤخرة كتابه فصلا خاصا بالرواة الذين تكلم عليهم الحافظ في "فتح الباري"، ومع الجهد الذي بذله مؤلفه إلا أني وقفت له على أخطاء شنيعة في هذا الفصل من ذلك:
أن الحافظ رحمه الله ربما نقل في "الفتح" عن بعض الأئمة تضعيف بعض الرواة فيأتي صاحب التوجيه ويعزو هذا التضعيف للحافظ، مع أن الحافظ إنما نقله عن غيره، وفي ذلك تغرير بالقارئ.
من أمثلة ذلك:
1) أن صاحب "توجيه القاري" عزا في كتابه المذكور (263) إلى الحافظ أنه قال في صالح بن أبي الأخضر: "لم يكن بالحافظ" وعزا ذلك إلى "الفتح"(6/ 592) وبالرجوع
إلى "الفتح"؛ نجد الحافظ إنما نقل هذا القول عن البيهقي.
2) وهكذا نقل عن الحافظ في كتابه المذكور (350) أنه قال في "الهدي"(401) عن محمد بن يونس الكديمي: "ضعيف" وبالرجوع إلى "الهدي"؛ نجد الحافظ إنما نقل تضعيف الكديمي عن غيره.
3) وهكذا عزا إلى الحافظ في كتابه المذكور (328) أنه قال في يحيى بن أبي كثير: "مدلس" وعزاه لـ "الفتح"(10/ 328) ولـ "الهدي"(379)، وبالرجوع إلى هذين المصدرين؛ نجد الحافظ إنما عزا هذا القول لغيره.
4) وهكذا عزا للحافظ في كتابه المذكور (331) تضعيف يزيد بن أبي زياد وعزا ذلك لـ "الفتح"(13/ 424) وبالرجوع إلى "الفتح"؛ نجد الحافظ إنما نقل هذا عن غيره، وليس باللفظ الذي نقله صاحب "التوجيه".
5) وهكذا عزا في "توجيه القاري"(326) للحافظ أنه قال في هشيم بن بشير: "لم يخرج له البخاري في الصحيح من حديثه إلا ما صرح فيه بالتحديث" وعزاه إلى "الفتح"(8/ 405) وبالرجوع إلى "الفتح"؛ نجد الحافظ إنما نقل هذا عن محمد بن عياش.
وأقبح من هذا أنه ربما عزا للحافظ في بعض الرواة قولًا وبالرجوع إلى "الفتح" نجد الحافظ إنما قال هذا الكلام في راو آخر:
1) فقد عزا صاحب "توجيه القاري"(312) للحافظ أنه قال في "الفتح"(12/ 8) في محمد بن منصور: "هو أتقن أصحاب ابن عيينة" وبالرجوع إلى الفتح؛ إنما قال هذا الحافظ في عبد الله بن الزبير الحميدي.
2) وهكذا وهم صاحب "توجيه القاري" فنقل في ص (270) من كتابه المذكور عن الحافظ أنه قال في عبد الرحمن بن أبي ليلى: "ضعيف، سيء الحفظ، ضعف لأجله ولم يترك، لم يسمع من معاذ بن جبل" وعزا ذلك إلى "الفتح"(3/ 536، 4/ 214، 6/ 307، 8/ 182) وبالرجوع إلى هذه المصادر من "الفتح"؛ نجد الحافظ إنما قال هذا في محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الضعيف عدا قوله: "لم يسمع من معاذ بن جبل".
3) ومن أوهامه أنه عزا في كتابه المذكور (320) إلى الحافظ أنه قال في موسى بن عبيدة: "شديد الضعف، ولا حجة فيما تفرد به" وعزا ذلك إلى ستة مواضع من "الفتح"(1/ 102، 3/ 22، 6/ 527، 8/ 92، 9/ 538، 12/ 420) وبالرجوع إلى هذه الستة المواضع؛ نجد الحافظ إنما قال في موسى بن عبيدة: "شديد الضعف" في موضعين، وبقية المواضع إنما قال فيه:"ضعيف".
ومن أوهامه العجيبة أنه ربما التبس عليه شأن بعض الرواة فيجعلهما اثنين وهما في الواقع واحد، فمن ذلك:
1) أنه ترجم من كتابه المذكور (335) لأبي البختري وهب بن وهب القاضي الطائي ترجمتين: الأولى: باسم أبي البختري القاضي، والثانية: باسم أبي البختري الطائي! وهما في الحقيقة واحد.
2) وهكذا ترجم لمحمد بن الحسن بن زبالة المخزومي المدني من كتابه المذكور (308) ترجمتين: الأولى: باسم محمد بن الحسن المدني المخزومي، والثانية: باسم محمد بن الحسن بن زبالة! وهما في الحقيقة واحد.
3) وهكذا ترجم في كتابه المذكور (315) لمسلم بن كيسان الأعور ترجمتين: الأولى:
تحت اسم مسلم الأعور، والثانية: تحت اسم مسلم بن كيسان الأعور! ! وهما واحد.
وبالعكس ربما ترجم لراويين باسم واحد منهما كما صنع في أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، وأبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي؛ فقد نقل في "توجيه القاري"(340، 341) كلاما للحافظ في أبي قلابة الرقاشي وكلاما له في أبي قلابة الجرمي نقله معا تحت ترجمة أبي قلابة هكذا دون تمييز! !
وأقبح من هذا أنه ربما عزا للحافظ قولا في بعض الرواة عزوا يخل بالمعنى مع أن الحافظ قد رد هذا القول في نفس المصدر، فقد عزا صاحب "التوجيه" (231) للحافظ أنه قال في "الفتح" (12/ 37) في جرير بن حازم:"سيء الحفظ"، قال أخونا الفاضل أبو بكر ماهر بن عطية المصري حفظه الله فيما قرأته بخطه:"قلت: عبارة الفتح كما يلي - مع شيء من الحذف مستعيضا عن المحذوف بنقط -: "
…
وقد طعن البيهقي في سنده فقال: "فيه جرير بن حازم وقد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ
…
" فأنت ترى البيهقي قيد نسبة سوء الحفظ إلى جرير بآخر العمر في حين أطلق المصنف هنا
…
هذا على الفرض بأن جريرا المذكور هو جرير بن حازم، وإلا فتتمة العبارة في الفتح: "
…
وتعقب بأن جريرا هذا لم ينسب إلى سوء حفظ وكأنه اشتبه عليه بجرير بن حازم" فجرير المذكور في الفتح ليس مجزوما بأنه ابن حازم فمن أين للمؤلف هنا الجزم بذلك مع أنه ليس له إلا الجمع لما وقع في الفتح؟ ! فاللهم إنها نشكو إليك غربة العلم وأهله" اهـ تعليق أخينا أبي بكر المصري وفقنا الله وإياه وثبتنا على الكتاب والسنة حتى نلقاه.
هذا مع وجود بعض التصحيفات والأخطاء المطبعية في تراجم كثير من هؤلاء الرواة، فمن ذلك:
1) تصحف صفحة (233) حرام بن عثمان إلى حرم بن عثمان.
2) وتصحف صفحة (237) حسين بن حسن الأشقر إلى حسين بن حسين الأشقر.
3) وتصحف صفحة (320) موسى بن عبيدة الربذي إلى موسى بن عبيدة الربزي.
4) وتصحف صفحة (325) وهيب إلى وهب.
وربما كان الخطأ أو السقط في أصل الفتح فينقله صاحب في "توجيه القاري" كما هو دون بيان للخطأ من الصواب فمن ذلك:
1) أنه وقع في "الفتح"(5/ 221) غلطا: "روايته - يعني إسماعيل بن عياش - عن غير أهل المدينة ضعيفة" فنقلها صاحب التوجيه (225) كما هي دون بيان مع العلم أن هذه العبارة خطأ، وأن كلمة:"غير" مقحمة فيها كما هو معلوم لمن قرأ ترجمة إسماعيل من أقرب مصدر وهو "التقريب".
2) ومن ذلك أنه وقع في "الفتح"(10/ 151) في الكلام عن سعيد بن تليد: "وثقه أبو يونس .. إلخ" فنقلها صاحب "التوجيه"(251) كما هي وبالرجوع إلى ترجمة سعيد من "التهذيب" نجد صواب العبارة: "وثقه ابن يونس" نبه على هذين الخطأين أخونا الفاضل أبو بكر المصري، فيما قرأته بخطه حاشية على "توجيه القاري".