الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
240 - أورد المصنف في فضل العقل أحاديث غالبها من كتاب داود بن المحبر
وقد تقدم ما يتعلق به وبكتابه وبقيت عليه أحاديث من الكتاب المذكور ومن غيره لم يوردها* فمن ذلك/ ما رواه المذكور في كتابه حدثنا عباد عن ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد مرفوعاً قسم الله العقل ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله ومن لم يكن فيه فلا عقل له حسن المعرفة بالله وحسن الطاعة لله وحسن الصبر على أمر الله وهكذا أخرجه الحارث في مسنده من طريقه ورواه أبو نعيم من طريقين إحداهما من رواية سليمان بن عيسى عن ابن جريج به والثانية من رواية عبد العزيز بن أبي رجاء حدثنا ابن جريج به وأخرجه الترمذي الحكيم في نوادره عن مهدي بن ميمون حدثنا الحسن بن منصور عن ابن جريج وبه وفي طرق الكل مقال/ وقال داود أيضاً حدثنا ميسرة عن موسى ابن جابان عن لقمان عن عامر عن أبي الدرداء مرفوعاً إن الجاهل لا تكشفه إلا عن سوأة وإن كان حصيناً ظريفاً عند الناس والعاقل لا تكشفه إلا عن فضل وإن كان عييًّا مهيناً عند الناس موضوع آفته ميسرة وقد تقدم التعريف بحاله وقال داود أيضاً حدثنا ميسرة عن موسى بن عبيدة عن الزهري عن أنس رفعه من كانت له سجية من عقل وغريزة يقين لم تضره ذنوبه شيئاً قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال لأنه كلما أخطأ لم يلبث أن يتوب توبة تمحو ذنوبه ويبقى له فضل يدخل به الجنة فالعقل نجاة للعاقل بطاعة الله وحجة على أهل معصية الله موضوع آفته ميسرة وأخرجه العقيلي في الضعفاء من طريقه وأخرجه الترمذي الحكيم في النوادر عن مهدي بن عامر حدثنا الحسن بن حازم عن منصور عن الربذي وهو موسى بن عبيدة به وأخرجه أبو نعيم في الحلية من رواية سليمان بن عيسى حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أنس قال قلت يا رسول الله ما تقول في القليل العمل الكثير الذنوب فقال كل ابن آدم خطأ فمن كانت له سجية عقل وغريزة يقين لم تضره ذنوبه شيئاً وذكر بقية الحديث قال أبو نعيم تفرد به سليمان بن عيسى وهو السنجري وفيه ضعف.
قلت: وقد تقدم التعريف بحاله/ وقال داود أيضاً في كتابه حدثنا عباد بن كثير عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس إنه دخل على عائشة فقال أم
المؤمنين الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده أيهما أحب إليك فقالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال أحسنهما عقلاً فقلت يا رسول الله أسألك عن عبادتهما فقال يا عائشة إنما يُسألان عن عقولهما فمن كان أعقل كان أفضل في الدنيا والآخرة/ وقال داود أيضاً في كتابه حدثنا عباد بن كثير عن أبي إدريس عن وهب بن منبه إني وجدت في بعض ما أنزل الله تعالى على أنبيائه أن الشيطان لم يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل وإنه يكابد مائة ألف جاهل فيشدهم حتى يركب رقابهم فينقادون له حيث شاء ويكابد المؤمن العاقل فيصعب عليه حتى ينال منه شيئاً من صاحبه/ وبهذا الإسناد قال وهب أيضاً لإزالة الجبل صخرة صخرة وحجراً حجراً أيسر على الشيطان من مكايدة المؤمن العاقل لأنه إذا كان مؤمناً عاقلاً ذا بصيرة فلهو أثقل على الشيطان من الجبال وأصعب من الحديد وإنه ليزاوله بكل حيلة فإذا لم يقدر على أن يستزله قال يا ويله ماله ولهذا لا حاجة لي بهذا ولا طاقة لي بهذا فيرفضه ويتحوّل إلى الجاهل فيستأسره ويتمكن من قيادة حتى يسلمه إلى الفضائح التي يتعجل بها في عاجل الدنيا وإن الرجلين ليستويان في أعمال البر فيكون بنيهما كما بين المشرق والمغرب أو أبعد إذا كان أحدهما أعقل من الآخر أخرجه أبو نعيم في الحلية هكذا من طريق الحارث بن أبي أسامة عن داود المذكور/وأما من غير كتاب داود فأخرج الخطيب من رواية أبي سمعان عن الزهري والطبراني من رواية منبه بن عثمان حدثني عمر بن محمد بن زيد كلاهما عن سالم عن أبيه عن عمر مرفوعاً إن لكل شيء معدناً ومعدن التقوى قلوب العارفين/وأخرج الخطيب أيضاً من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رفعه إن الرجل ليكون من أهل الجهاد ومن أهل الصلاة والصيام ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وما يجزى يوم القيامة إلا على قدر عقله/وأخرج الخطيب أيضاً من رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن نافع عن ابن عمر رفعه لا تعجبوا بإسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة عقله/ وأخرج البيهقي في الشعب من رواية خليد ابن دعلج عن معاوية بن قرة رفعه الناس يعملون بالخير وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم خليد ضعيف/ وأخرج ابن عدي من رواية الربيع الجيزي حدثنا محمد ابن وهب الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه أكمل الناس عقلاً أطوعهم لله وأعملهم بطاعته وأنقص
الناس عقلاً أطوعهم للشيطان وأعملهم بطاعته قال ابن عدي هو باطل منكر وأخرج البيهقي وابن عدي من رواية أحمد بن بشير حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عطاء عن جابر بن عبد الله رفعه تعبد رجل في صومعته فمطرت السماء وأعشبت الأرض فرأى حماراً له يرعى فقال يا رب لو كان لك حمار رعيته مع حماري فبلغ ذلك نبياً من أنبياء بني إسرائيل فأراد أن يدعو عليه فأوحى الله تعالى إليه إنما أجازي العباد على قدر عقولهم قال البيهقي تفرد به أحمد بن بشير وقد روى من وجه آخر موقوفاً على جابر وهو الأشبه وقد ورد في فضل العقل غير ما حديث وهذا الذي ذكرت فيه كفاية (فائدة) قال الزين العراقي وهذه الأحاديث التي ذكرها المصنف في العقل كلها ضعيفة وتعبير المصنف في بعضها بصيغة الجزم مما ينكر عليه وبالجملة فقد قال غير واحد من الحفاظ أنه لا يصح في العقل حديث ذكره عمر بن بدر الموصلي في كتاب له سماه المغني عن الحفظ والكتاب بقوله لم يصح شيء في هذا الباب وبعض ما ذكره فيه منتقض وقد ورد في العقل أحاديث صححها بعض الأئمة والله أعلم.