الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام ثم قال ما جاء بك قال جاء بي الله ورسوله فأشار بيده أن اجلس فجلس إلى ربوة مقابل النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك وجلس إلى جنب أبي بكر ثم جاء عثمان كذلك وجلس إلى جنب عمر ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيات سبع أو تسع أو ما قرب من ذلك فسبحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النحل في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ناولهن أبا بكر وجاوزني فسبحن في كفه ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن ثم ناولهن عمر فسبحن في كفه ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن اهـ وقال الحافظ ابن حجر قد اشتهر على الألسنة تسبيح الحصى في كفه صلى الله عليه وسلم أخرجه البزار والطبراني في الأوسط وفي رواية الطبراني فسمع تسبيحهن من في الحلقة ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا ثم ساق كلام البيهقي الذي أوردناه بتمامه ثم قال وليس لهذا الحديت إلَاّ هذه الطريق الواحدة مع ضعفها لكنه مشهور عند الناس * (فصل) * وأما تسبيح الطعام فقد أخرج البخاري من حديث ابن مسعود قال كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيح الطعام وفي الشفاء عن جعفر بن محمد عن أبيه مرض النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل يطبق فيه رمان وعنب فأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم فسبح وأقره الحافظ ابن حجر في الفتح فلو قال المصنف الطعام بدل الحمى لكونه ثابتاً في الصحيح بخلاف حديث الحصى كان أحسن ولذا أسقطه في المسايرة وإنما ذكر تسبيح الطعام وكأن المصنف راعي ما هو المشهور على الألسنة.
251 - (إنطاق العجماء)
كذا في سائر نسخ الكتاب وفي لمع الأدلة لشيخه إمام الحرمين ونطق العجماء والنطق إبراز الكلام بالصوت وأنطقه جعله ناطقاً وللمصنف في كتاب المعارف الإلهية تحقيق في النطق غريب أعرضنا عن إيراده هنا لعدم مناسبته وغاية ما يحتاج هنا معرفة معنى النطق لغة والإنطاق وقد ذكرناهما والعجماء تأنيث الأعجم من العجمة بالضم وهي اللكنة في اللسان وعدم الإفصاح والمراد هنا الحيوانات ومنه الحديث العجماء جبارة.
قال العراقي: وأخرج أحمد والبيهقي بإسناد صحيح من حديث يعلى بن
مرة في البعير الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأهله وقد ورد في كلام الضب والظبية والذئب والحمرة أحاديث رواها البيهقي في الدلائل اهـ.
قلت: وسياق حديث يعلي بن مرة الثقفي على ما أورده البغوي في شرح السنة هكذا بينا نحن نسير مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر بنا بعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر فوضع جرانه فوقف عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال أين صاحب البعير فجاءه فقال بعنيه فقال بل نهبه لك يا رسول الله وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره فقال إمَّا ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه وروى الإمام أحمد قصة أخرى بنحو ما تقدم من حديثه وسند ضعيف وأخرج ابن شاهين في الدلائل عن عبد الله بن جعفر قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فدخل حائط رجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن فذرفت عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفرانه فسكن ثم قال من رب هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال هذا لي يا رسول الله فقال ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه وهو حديث صحيح ورواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل عن مهدي بن ميمون وروى أحمد والنسائي من حديث أنس رضي الله عنه كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وإن الأنصار جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسني عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش النخل والزرع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحية فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار يا رسول الله قد صار مثل الكَلْب الكَلب وإنا نخاف عليك صولته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس علي منه بأس فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كان قط حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك فقال صلى الله عليه وسلم لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها وأما كلام الضب فحديثه مشهور رواه البيهقي من طرق كثيرة وهو
غريب ضعيف قال المزي: لا يصح إسناداً ولا متناً وذكره القاضي عياض في الشفاء وقد روى من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في محفل من أصحابه به إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضباً جعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله فلما رأى الجماعة قال من هذا قالوا نبي الله فأخرج الضب من كمه وقال واللات والعزى لا آمنت بك أو يؤمن هذا الضب وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ضب فأجابه بلسان يسمعه القوم جميعاً لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة قال من تعبد قال الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عقابه قال فمن أنا قال رسول رب العالمين وخاتم النبيين وقد أفلح من صدقك وخاب من كذبك فأسلم الأعرابي الحديث بطوله وهو مطعون فيه وقيل إنه موضوع لكن معجزاته صلى الله عليه وسلم فيها ما هو أبلغ من هذا وليس فيه ما ينكر شرعاً خصوصاً وقد رواه الأئمة فنهايته الضعف لا الوضع وأما حديث الظبية فأخرجه البيهقي من طرق وضعفه جماعة من الأئمة وذكره عياض في الشفاء ورواه أبو نعيم في الدلائل بإسناد فيه مجاهيل عن حبيب بن محصن عن أم سلمة الحديث بطوله وفيه قالت يا رسول الله صادني هذا الأعرابي ولي خشفان في ذلك الجبل فأطلقني حتى أذهب فأرضعهما وأرجع الخ ورواه الطبراني بنحوه والمنذري في الترغيب والترهيب من باب الزكاة وقال الحافظ ابن كثير: إنه لا أصل له وقال الحافظ السخاوي لكنه ورد في الجملة عدة أحاديث يقوى بعضها بعضاً أوردها الحافظ ابن حجر في المجلس الحادي والستين من تخريج أحاديث المختصر وأما قصة تكليم الذئب وشهادته فرويت من عدة طرق أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد بإسناد جيد وأخرجه أبو سعد الماليني والبيهقي من حديث ابن عمر وأبو نعيم في الدلائل من حديث أنس وأحمد وأبو نعيم بسند صحيح والبغوي في شرح السنة وسعيد بن منصور في سننه من حديث أبي هريرة وألفاظ الكل مختلفة ورواه عياض في الشفاء وهي قصة أخرى ويلحق بذلك سجود الغنم له صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه في دلائل النبوّة بإسناد ضعيف وهو في الشفاء ومما يلحق بإنطاق العجماء كلام الحمار بخيير الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعفور وكان اسمه من قبله يزيد