الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء فهم خلفاء الرسل في أممهم ووارثوهم في علمهم فمجالسهم مجالس خلافة النبوة وهو أحد الوجهين في الإطلاق ومنعه آخرون وأولوا ما في الحديث والقرآن وأما إحياء السنة فقد أخرج الترمذي من رواية علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أنس رفعه من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة وفي الحديث قصة وروى الدارمي من رواية مروان بن معاوية عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده رفعه قال لبلال بن الحارث اعلم يا بلال من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء وكثير بن عبد الله مختلف فيه والله أعلم.
68 - (قال معاذ بن جبل)
.
ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدى بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشيم بن الخزرج الإنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن المدني الصحابي رضي الله عنه قال ابن الكلبي عن أبيه لم يبق من بني أدى بن سعد أحد وعدادهم في بني سلمة بن سعد وكان آخر من بقي منهم عبد الرحمن بن معاذ بن جبل مات في الشام بالطاعون فانقرضوا قال ابن عبد البر وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود وهو أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام مات في طاعون عمواس وهو ابن ثلاث وثلاثين (في التعليم والتعلم) أي في فضلهما موقوفاً عليه وهو الأشبه بالصواب كما ذهب إليه أبو طالب المكي وأبو نعيم في الحلية والخطيب وابن القيم وغيرهم (ورأيته أيضاً مرفوعاً) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا رواه أبو نعيم في المعجم ولا يثبت وحسبه أن يصل إلى معاذ ورواه ابن عبد البر في العلم من رواية موسى بن محمد بن عطاء القرشي حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن الحسن بن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره هذا سند المرفوع وأما سند الموقوف فقال أبو طالب المكي في الفصل الحادي والثلاثين من القوت وروينا في فضل العلم بالله تعالى من رواية رجاء بن حيوة عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل
قال فذكره وأورده أبو نعيم في الحلية في ترجمة معاذ فلم يذكر بين رجاء ومعاذ ابن غنم عن معاذ بن جبل قال فذكره وأورده أبو نعيم في الحلية في ترجمة معاذ فلم يذكر بين رجاء ومعاذ عبد الرحمن فقال حدثنا أبي حدثنا محمد بن إبراهيم ابن يحيى حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا محمد بن موسى المروزي أبو عبد الله قال قرأت هذا الحديث على هشام بن مخلد وكان ثقة فقال سمعته من ابن عصمة عن رجل سماه عن رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال (تعلمو العلم فإن تعلمه لله خشية) هكذا في سائر الروايات وفي القوت حسنة وهو إن لم يكن تصحيفاً فالمعنى صحيح (وطلبه عبادة) ويروى عنه من وجه آخر عليكم بالعلم فإن طلبه لله عبادة (ومدارسته) وفي الحلية ومذاكرته وهكذا عند ابن عبد البر (تسبيح) أي مذاكرته مع الأخوان بقصد النفع يقوم مقام التسبيح في حصول الأجور (والبحث عنه) في الغدوّ والرواح في تفحص أسراره وحكمه (جهاد) لما فيه من بذل قوّة البدن والحواس والمال (وتعليمه لمن لا يعلمه) هكذا عند الجماعة وعند ابن القيم لمن لا يحسنه (صدقة) جارية إلى يوم القيامة (وبذله) أي صرفه (لأهله) ممن يحسن حمله (قربة) أي سبب للقرب إلى الله تعالى وعند ابن القيم بعد هذه الجملة به يعرف الله ويعبد وبه يعرف الحلال والحرام وتوصل الأرحام وفي الحلية وكذا عند ابن عبد البر بعد قوله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبيل أهل الجنة ثم اتفقوا فقالوا وهو الأنيس في الوحدة هكذا في النسخ ومثله عند ابن القيم وفي نسخة العراقي وهو الأنس في الوحدة وفي الحلية والأنس في الوحشة أي يؤنس صاحبه في وحدته أي في القبر أوحال توحده عن الناس وتوحشه منهم (والرفيق في الغربة) كذا في النسخ وسقطت من بعض النسخ وفي الحلية والصاحب في الغربة أي معين له في أسفاره (والصاحب في الخلوة) ونص الحلية وابن عبد البر والمحدث في الخلوة أي مغن له عن اتخاذ أصحاب التسلية (والدليل على السراء والضراء) كذا في النسخ وعند ابن القيم والمعين على الضراء وزاد في الحلية بعدها والسلاح على الأعداء وكذا عند ابن عبد البر أيضاً (والوزير عند الإخلاء) كذا في النسخ وعند ابن عبد البر والزين بدل الوزير ومثله في الحلية (والقريب عند الغرباء) كذا نص القوت وابن القيم وليست هذه الجملة في
الحلية ولا عند ابن البر (ومنار سبيل الجنة) كذا هذه الجملة هنا في رواية الخطيب وابن القيم وتقدمت بعد قوله قربة عند ابن عبد البر وأبي نعيم إلا أنهما قالا ومنار سبيل أهل الجنة (يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير) وفي الحلية ويجعلهم بالواو (قادة هداة) كذا في القوت وليس في الحلية هداة (يقتدى بهم) وعند الخطيب قادة وسادة يقتدى بهم وفي بعض النسخ يهتدى بهم (أدلة في الخير) وفي بعض النسخ على الخير (تقتص) أي تتبع (آثارهم وترمق) أي تنتظر (أفعالهم) ونص الحلية بعد قوله قادة وأئمة تقتبس آثارهم وتقتدي بفعالهم وينتهي إلى رأيهم ومثله عند ابن عبد البر إلا أنه قال تقتص بدل تقتبس (وترغب خلتهم) أي مصادقتهم (وبأجنحتها تمسحهم) تبركاً بهم أو تحف عليهم بأجنحتها حفظاً وصيانة (كل رطب ويابس) وفي بعض النسخ بزيادة واو العطف (لهم يستغفر) وفي بعض النسخ يستغفر لهم وعند ابن عبد البر يستغفر لهم كل رطب ويابس وكذا في الحلية وعند الخطيب حتى حيتان البحر وفي الحلية حتى الحيتان في البحر وعند ابن عبد البر بعد قوله ويابس وحيتان البحر (هوامه) جمع هامة ماله سم يقتل كالحية وقد تطلق على ما يؤذي والضمير عائد إلى البحر (وسباع البر وأنعامه والسماء ونجومها) وهذه الجملة الأخيرة ليست في الحلية ولا عند ابن عبد البر (لأن العلم حياة القلب من العمى) وفي الحلية من الجهل وعند ابن عبد البر حياة القلوب من الجهل وعند ابن القيم والعلم حياة القلوب من العمى (ونور الأبصار) وعند ابن القيم ونور للأبصار وفي الحلية ومصباح الأبصار وعند ابن عبد البر ومصابيح الأبصار (من الظلم) وفي الحلية من الظلمة (وقوة الأبدان) وعند ابن القيم للأبدان (من الضعف) وسقطت هذه الجملة الأخيرة من الحلية وعند ابن عبد البر (يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى) وعند ابن عبد البر وأبي البر (يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى) وعند ابن عبد البر وأبي نعيم الأخيار بدل الأبرار وفي آخره في الدنيا والآخرة إلا أن أبا نعيم قال يبلغ بالعلم وقال الدرجات العليا (التفكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام) وعند ابن عبد البر يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام (به يطاع الله وبه يعبد وبه يوحد) وفي بعض النسخ يؤجر (وبه يتورع وبه توصل الأرحام) هذه
الجمل سقطت من الحلية وهي عند الخطيب وابن القيم في أوَّل الحديث كما أشرنا إليه والذي في الحلية وكذا عند ابن عبد البر قوله بالقيام وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام وتحقيق هذا المحل إن كل ما سوى الله يفتقر إلى العلم لا قوام له بدونه فإن الوجود وجودان وجود الخلق ووجود الأمر والخلق والأمر مصدرهما علم الرب وحكمته فكل ما ضمه الوجود من خلقه وأمره صادر عن علمه وحكمته فما قامت السماوات والأرض وما بينهما إلا بالعلم ولا بعثت الرسل وأنزلت الكتب إلا بالعلم ولا عبد الله وحده وحمد وأثنى عليه ومجد إلا بالعلم ولا عرف الحلال من الحرام إلا بالعلم ولا عرف فضل الإسلام على غيره إلا بالعلم (هو أمام والعمل تابعه) وعند الخطيب للعمل والعمل تابعه وعند ابن عبد البر وأبي نعيم وهو أمام العمل والعمل تابعه (يلهمه السعداء) أي من سبقت له السعادة الأزلية الهم بالعلم (ويحرمه الأشقياء) أي ليس لهم نصيب منه هكذا رواه أبو نعيم في الحلية وأبو طالب المكي في القوت والخطيب وابن القيم وغيرهم موقوفاً ورواه أبو نعيم في المعجم وابن عبد البر كما تقدم مرفوعاً وقال في آخره وهو حديث حسن ولكن ليس له إسناد قوي وقد رويناه من طرق شتى موقوفاً ثم رواه من رواية أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن رجاء بن حيوة عن معاذ موقوفاً.
قال العراقي: قوله حسن أراد به الحسن المعنوي لا الحسن المصطلح عليه بين أهل الحديث فإن موسى بن محمد البلقاوي كذبه أبو زرعة وأبو حاتم ونسبه العقيلي وابن حبان إلى وضع الحديث وعبد الرحمن بن زيد متروك وأبوه مختلف فيه والحسن لم يدرك معاذاً وأبو عصمة المذكور في الموقوف ضعيف أيضاً كان يقال له نوح الجامع قال ابن حبان جمع كل شيء إلا الصدق ورجاء ابن حيوة أيضاً لم يسمع من معاذ وروى الموقوف سليم الرازي في الترغيب والترهيب من طريق آخر وفيه كنانة بن جبلة ضعيف جداً.
قلت: ولكن صرح أبو طالب أن رجاء بن حيوة سمعه من عبد الرحمن بن غنم عن معاذ هذا أشبه والله أعلم.
وقال العراقي: في تخريجه الصغير أخرجه بطوله أبو الشيخ في كتاب الثواب له وقال في تخريجه الكبير وفي الباب عن أنس وأبي هريرة وعبد الله بن أبي أوفى