المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (15) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ - تفسير العثيمين: فاطر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (2)

- ‌الآية (3)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (13، 14)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (15)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (16)

- ‌الآية (17)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (18)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة (19 - 22):

- ‌الآية (24)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (26)

- ‌الآية (27)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (30)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌(الآية: 31)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (39)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (42)

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

الفصل: ‌ ‌الآية (15) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ

‌الآية (15)

* * *

* قَالَ اللهُ عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].

* * *

قال المُفَسِّر رحمه الله: [{يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} بِكُلِّ حالٍ {وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ} عن خَلْقِه {الْحَمِيدُ} المَحْمودُ في صُنْعِه بهم].

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّه} هذا النِّداءُ عامٌّ للمُؤْمِنِ والكافِرِ، والبَرِّ والفاجِرِ، والصَّغر والكبيرِ، والذَّكَر والأُنْثى، فهو للنَّاسِ عمومًا، وصدَّر الله هذا الحُكْم بهذا الخطابِ الذي هو نِداءٌ؛ لِأَجْلِ التَّنْبيهِ وبَيانِ الإهْتِمامِ به، وفي الحَقيقَةِ أنَّه قد يقال: كُلُّ أَحَدٍ يعلم أنَّه فقيرٌ إلى الله، لكنْ هل نحن عَمِلْنا بمُقْتَضَى هذا العِلْمِ؟

الجواب: لا، قال تعالى:{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 5 - 6] فقَرَّر الله تعالى هذه الحالَ الثَّابِتَة التي لا تَنْفَكُّ عن الإِنْسَان وهي الفَقْر إلى الله من أجل أن يَعْمَل بمُقْتَضَى هذه الحال، فيلجأ إلى الله عز وجل، ولا يَسْأَل إلا اللهَ.

وَقَوْله تعالى: {أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} هذه الجُمْلَة جُمْلَة اسْمِيَّةٌ مُفيدَةٌ للحَصْرِ؛ لأنَّ طَرَفيها مَعْرِفتانِ {أَنْتُمُ} هذا الضَّميرُ مَعْرِفَةٌ {الْفُقَرَاءُ} مُحَلًّى بـ (أل) فهو معرفة، وهل غَيْرُ النَّاسِ أَغْنياءُ عن الله؟

الجواب: لا، لكِنْ لمَّا كان الإِنْسَان هو الذي قد يرى نَفْسَه مُسْتَغْنيًا عن الله

ص: 132

حَصَرَ الفَقْرَ فيه؛ كأنَّه يقول: إن لم يكن أَحَدٌ فَقيرًا إلى الله فأنتم فُقَراءُ ولا بُدَّ، وإذا كان الإِنْسَانُ العاقل المدبِّرُ نَفْسُه فقيرًا إلى الله فما بالُكَ بالبهيمة، أليست أَشَدَّ فقرًا؟

الجواب: بلى، هي أَشَدُّ فقرًا إلى الله عز وجل من الإِنْسَان، لَكِنَّه خاطَبَ الإِنْسَان بذلك؛ لأنَّه هو الذي يرى أنَّه قد اسْتَغْنى عن الله وأنَّه غَنِيٌ عن الله، بل بَعْضُ بني آدم عَكَسَ القَضِيَّةَ فقال:{إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181] والعياذ بالله، فعَكَسَ القَضِيَّة، والواقِعُ الذي تشهد به الفِطْرَة.

قَوْله تعالى: {إِلَى اللَّهِ} : {إِلَى} هذه للغاية؛ أي إنَّ فَقْرَكُم مُنْتَهٍ إلى الله عز وجل؛ لا يَسُدُّ عَوَزَكُم إلا اللهُ.

قَوْله تعالى: {وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} : {الْغَنِيُّ} ضِدُّ الفَقير، والغَنِيُّ؛ أي: المُسْتَغْني عن غَيْره كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة (التغابن): {فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} [التغابن: 6]، فالله عز وجل ذو الغِنَى الواسِعِ، ومع ذلك فإن غناه مَقْرُونٌ بِحَمْده؛ ولهذا قالَ:{الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فهو غنيٌّ يُحْمَد على غناه؛ لأنَّه يجود به على غَيْرِه، لكن بنو آدم قد يكون الإِنْسَان منهم غَنِيًّا ولكن ليس حَميدًا، فإذا كان غنيًّا وتَسَلَّط بغناه على غَيْرِهِ وفَخَرَ به على النَّاسِ ولم يَقُم بما يَجِبُ عليه صار غنيًّا غَيْرَ حَميدٍ، لكن الله عز وجل غنيٌّ حميد.

وكَلِمَة (حميد) يصح أن تكون بمَعْنى اسْمِ الفاعِلِ، ويَصِحُّ أن تكون بمَعْنى اسْم المفعول؛ اسْم الفاعِلِ؛ لأنَّه سبحانه وتعالى حامِدٌ يَحْمَدُ مِن عبادِهِ كُلَّ من يَسْتَحِقُّ الحَمْدَ منه؛ ولهذا يُثْنِي على رُسُلِه وأَنْبِيائِهِ وعِبادِهِ الصَّالحِينَ، والثَّناءُ عليهم هو الحَمْدُ.

ص: 133