المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (34) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {وَقَالُوا الْحَمْدُ - تفسير العثيمين: فاطر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (2)

- ‌الآية (3)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (13، 14)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (15)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (16)

- ‌الآية (17)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (18)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة (19 - 22):

- ‌الآية (24)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (26)

- ‌الآية (27)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (30)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌(الآية: 31)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (39)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (42)

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

الفصل: ‌ ‌الآية (34) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {وَقَالُوا الْحَمْدُ

‌الآية (34)

* * *

* قَالَ اللهُ عز وجل: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34].

* * *

قالوا يعني: أَهْلَ الجَنَّة، ويقولون ذلك بعد دُخولِ الجَنَّة.

{الْحَمْدُ لِلَّهِ} الحَمْدُ له سببانِ: الأَوَّل كَمالُ المَحْمودِ، والسَّبَبُ الثاني إنعامُ المَحْمودِ بِخِلافِ الشُّكْر بل إنَّه ليس له إلا سَبَبٌ واحِدٌ، وهو إنعامُ المشكور، ولعَلَّنَا نَتَطَرَّقُ إلى الفَرقِ بين الحَمْدِ والشُّكْر:

فالحَمْدُ قلنا له سببان، فهو أَعَمُّ من الشُّكْر من حيث السَّبَبُ فإنَّ سببه كمالُ المَحْمودِ وإِنْعامُ المَحْمودِ، الشُّكْرُ ليس له إلا سببٌ واحِدٌ وهو إنعامُ المَشْكورِ، فالحَمْدُ أَعَمُّ؛ لأنَّه يكون على هذا وهذا، والشُّكْرُ يكون بالقَلْبِ واللِّسانِ والجوارح؛ بالقَلْبِ أن يَعْتَرِفَ الإِنْسَانُ بِقَلْبِه بنِعْمَة المُنْعِم؛ وباللِّسانِ أن يَشْكُرَه بِلِسانِهِ ويُثْنِيَ عليه بلِسانِهِ؛ وبالجوارِحِ أن يَقومَ بِطاعَتِهِ فلا يُخالِفُه، وعليه قَوْلُ الشَّاعِرِ:

أَفَادَتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً

يَدِي وَلِسَانِي والضَّميرَ المُحَجَّبَا

(1)

أمَّا الحَمْدُ فلا يكونُ إلا باللِّسانِ؛ لأنَّ الحَمْدَ وَصْفُ المَحْمودِ بالكمال فلا يكونُ إلا باللِّسانِ.

(1)

غير منسوب، وانظره في غريب الحديث للخطابي (1/ 346)، والفائق للزمخشري (1/ 314).

ص: 241

إذن: فالشُّكْر أَعَمُّ مُتَعَلَّقًا؛ لأنَّه يَتَعَلَّقُ بالقَلْبِ واللِّسانِ والجوارِحِ، والحَمْدُ لا يَتَعَلَّقُ بالقَلْبِ، وربَّما يَتَعَلَّقُ بالقَلْبِ لَكِنَّه لا يسمى حَمْدًا، يعني من أَضْمَرَ في نَفْسِهِ الثَّناءَ على الله عز وجل لا يقال حَمِدَ الله؛ إذ إنَّه لم يُظْهِرْ وربَّما يتعَدَّى، وربَّما يقول قائِلٌ: إنَّه يكون بالقَلْبِ، لَكِنَّه ليس بظاهِرٍ.

{الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} الكائِنَ في النُّفُوسِ وهو الغَمُّ بما مضى والخَوْفُ الهَمُّ لما يُسْتَقْبَل، فهنا هل نقول إنَّ الحَزَنَ يَشْمَل الغَمَّ مِمَّا مضى والهَمَّ مِمَّا يُسْتَقْبَل؟

نعم، فكذلك في الجَنَّة جَميعُ ما مضى عليهم من الأَحْزانِ والهُمُومِ وغيرِها يَنْسَوْنَها كما جاء في الحديث الصَّحِيحِ أنَّ الإِنْسَان يُغْمَسُ في الجَنَّةِ؛ يُصْبَغُ صَبْغَةً واحِدَةً يُغْمَسُ فيها، فيقال له: هل رَأَيْتَ شَرًّا قط فيقول: لا

(1)

، فكلُّ ما مضى: من الشُّرورِ والأَحْزانِ والهُمُومِ كُلِّها.

وَقَوْله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} قال المُفَسِّر رحمه الله: [جَميعَه] يُشيرُ إلى أن (أل) هنا لاسْتِغراقِ العُمومِ، و (أل) تكون لاسْتِغراقِ العُمومِ إذا صَحَّ أن يَحُلَّ مَحَلَّها كلٌّ؛ فهي للإسْتِغْراقِ، كقَوْله تعالى:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 2]، وَقَوْله تعالى:{وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28]، أمَّا قَوْله تعالى:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] فليَسَتْ للإسْتِغْراقِ، فما كُلُّ رَجُلٍ قَوَّامٌ، فأحيانًا تكون المَرْأَةُ قَوَّامَةً على الرَّجُل! ! فهذه لبيان الحَقيقَةِ فقط، الحَقيقَة فقط.

أفادنا المُفَسِّر رحمه الله بِقَوْله: [جميعَه] أن (أل) هنا للإسْتِغْراقِ.

وَقَوْله رحمه الله: [{إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور} للذُّنُوبِ {شَكُورٌ} للطَّاعَة]؛ هذه الجُمْلَة

(1)

أخرجه مسلم: كتاب صفة القيامة، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار، رقم (2807)، من حديث أنس رضي الله عنه.

ص: 242