المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (30) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ - تفسير العثيمين: فاطر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (2)

- ‌الآية (3)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (13، 14)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (15)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (16)

- ‌الآية (17)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (18)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة (19 - 22):

- ‌الآية (24)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (26)

- ‌الآية (27)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (30)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌(الآية: 31)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (39)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (42)

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

الفصل: ‌ ‌الآية (30) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ

‌الآية (30)

* * *

* قَالَ اللهُ عز وجل: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 30].

* * *

قَوْله تعالى: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} أي: يُعْطيهم أُجورَهم وافِيَةً كامِلَةً، وضميرُ الفاعل يعود على (الله)؛ لِقَوْله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ} [فاطر: 29]، وَقَوْله تعالى:{لِيُوَفِّيَهُمْ} هذه اللَّامُ للعاقِبَة، وقيل: للتَّعْليل.

فعلى القَوْلِ بأنَّها للعاقِبَة تكون مُتَعَلِّقَةً بـ {يَرْجُونَ} فـ {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} عاقِبَتُهم أن يُوَفِّيَهُم الله أجورَهم.

وعلى أنَّها للتَّعْليلِ مُتَعَلِّقَةٌ بـ {يَتْلُونَ} و {وَأَقَامُوا} و {وَأَنْفَقُوا} يعني: يَتْلُونَها لِيُوَفِّيهُم أُجورَهم، أقاموا الصَّلاة لِيُوَفِّيهم أجورهم، أنفقوا مِمَّا رزقناهم لِيُوَفِّيَهم أجورهم؛ يعني: قصدوا ما رَتَّبَ الله على هذه الأعمال من الأُجُورِ.

وهذا الفِعْل ينصبُ مَفْعولينِ: أَحَدهما هنا: الهاءُ، والثاني:(أُجور)، وهو من أخوات (كسا)، و (أعطى)؛ لأنَّه نَصَبَ ما لا يَصِحُّ أن يكون مُبْتَدَأً وخبرًا، وكُلُّ فعلٍ ينصب مفعولين لا يَصِحُّ أن يكون أَحَدهما خَبَرًا عن الآخر فهو من باب (كسا).

قال المُفَسِّر رحمه الله: [{لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} أي: ثَوابَ أَعْمالهِم المذكورة] وهذه التَّوْفِيَة هذه مَعْروفَةٌ لنا جميعًا، وهي أنَّ الحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثالهِا إلى سبع مِئَة ضعف

ص: 212

إلى أضعافٍ كثيرة؛ فمثلًا الصَّلاة حَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثالهِا إلى سبع مِئَة ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرة، ومع الجماعة تكون سبعًا وعِشرينَ حَسَنة، كُلُّ حَسَنةٍ بِعَشْرِ أَمثالهِا.

قَوْله تعالى: {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} معطوفة على {يُوَفِّيَهُمْ} ؛ يعني: يزيدهم عطاءً وأَجْرًا من فضله، وهذا مثل قَوْله تعالى:{كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 261].

وَقَوْله تعالى: {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} يَشْمَل الفَضْل في الدُّنْيا والآخِرَة؛ أمَّا في الدُّنْيا فإنَّ الإِنْسَان إذا عمل العَمَل الصَّالِح مُخْلِصًا لله به حَبَّبَ الله إليه العَمَل حتى يزيد في العَمَلِ، وهذا شَيْء مُشاهَد، كذلك إذا أعطى وأنفق زاده الله من فَضْلِه، قال الله تعالى:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]؛ أي: يأتي بخَلَفِه.

فالزِّيادَة إذَنْ: تشمل زيادَةَ الأُجورِ، وزيادةَ الأَعْمالِ، وزيادَةَ المالِ المنفَقِ منه؛ فزيادة الأعمال؛ لأنَّه الإِنْسَانَ كلَّما عَمِلَ صَالحًا حَبَّب الله إليه العَمَل وزاده فيه، وزيادَة المالِ، كما قال تعالى:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]، وَقَوْله تعالى:{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} [الروم: 39].

وَقَوْله تعالى: {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} أي: عطائِهِ الذي يَتَفَضَّلُ به عليهم.

قال المُفَسِّر رحمه الله: [{إِنَّهُ غَفُورٌ} لذُنُوبِهم {شَكُورٌ} لطاعَتِهِم].

هذا تعليل لما سبق من تَوْفِيَة الأجور والزِّيادَة من الفَضْل؛ يعني أنَّ الله عز وجل لِكَوْنه غفورًا رحيمًا صار يُوَفِّيهم أجورَهُم ويزيدُهُم من فضله، وفي هذا: إشارَةٌ إلى مَغْفِرَة الله سبحانه وتعالى للعامِلِ وإلى شُكْرِه إياه.

ص: 213