المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (43) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {اسْتِكْبَارًا فِي - تفسير العثيمين: فاطر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (2)

- ‌الآية (3)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (13، 14)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (15)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (16)

- ‌الآية (17)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (18)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة (19 - 22):

- ‌الآية (24)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (26)

- ‌الآية (27)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (30)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌(الآية: 31)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (39)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (42)

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

الفصل: ‌ ‌الآية (43) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {اسْتِكْبَارًا فِي

‌الآية (43)

* * *

* قَالَ اللهُ عز وجل: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: 43].

* * *

قال رحمه الله: [{اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ} عن الإيمانِ مفعولٌ له] يعني أنَّ كَلِمَة {اسْتِكْبَارًا} مفعولٌ له؛ أي مَنْصوبَة على أنَّها مفعولٌ له؛ أي ما زادهم إلا نفورًا لأَجْلِ الإسْتِكْبارِ في الأَرْض، وهذا أَحَدُ الإحْتِمالَيْنِ في الآيَة الكريمَةِ.

والإحتمال الثاني: أن {اسْتِكْبَارًا} بَدَلٌ من كَلِمَة {نُفُورًا} أي: ما زادهم إلا نُفورًا، وهذا النُّفور هو الإسْتِكْبار في الأَرْضِ، وهو احتمالٌ قويٌّ جدًّا: أن تكون اسْتِكْبارًا بدلًا أو عَطْفَ بيانٍ من كَلِمَة {نُفُورًا} ؛ إذن ما زادهم هذا الكَلَامُ، هذا المجيء، إلا البُعْدَ عن الحَقِّ والإسْتِكْبارَ في الأَرْض.

قَوْله تعالى: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} مَعْطوفٌ على {اسْتِكْبَارًا} .

{وَمَكْرَ} قال المُفَسِّر رحمه الله: [العَمَلِ {السَّيِّئِ} من الشِّرْكِ وغَيْرِه] فقَدَّر العَمَل قَبْل السَّيِّئ ليكون السُّوءُ مَوْصوفًا به العَمَلُ، والعَمَلُ السَّيِّئُ يكون مكرًا، هذا ما ذهب إليه المُفَسِّر رحمه الله، فجعل المَكْرَ مضافًا إلى شَيْءٍ مَحْذُوفٍ وهو العَمَل، وجَعَلَ السَّيِّئَ صفةً لذلك الشَّيْءِ المَحْذُوفِ؛ أي: مَكْرَ العَمَلِ السَّيِّئ، بمَعْنى: أنَّهم

ص: 300

ما زادهم إلا نُفُورًا واسْتِكْبارًا في الأَرْض وأن يَمْكُروا مَكْرَ العَمَلِ السَّيِّئِ.

والمَكْر هو الخديعة وهو التَّوَصُّل بالأَسْبَابِ الخَفِيَّة إلى الإيقاعِ بالخَصْم والعَدُوِّ، وأمَّا التَّوَصُّلُ بالأَسْبَابِ الظَّاهِرةِ فليس بِمَكْر.

فإن قلتَ: هذا المَعْنى لا يَنْطَبِقُ على عمل هؤلاء؛ لأنَّ هؤلاء يُظْهِرون عَمَلَهُمُ السَّيِّئَ؟

فالجواب: أنَّ هؤلاء تارةً يُظْهِرونَه، وتارةً يُخْفونه كما في اجتماعِهِم بدار النَّدوة ماذا يصنعون بالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30] وإنَّما ذُكِرَ المَكْر دون الشَّيْء المُعْلَن الظَّاهِرِ؛ لأنَّه أَعْظَمُ قُبْحًا من الشَّيْءِ المُعْلَن الظَّاهِرِ فصار هؤلاء جَمَعوا إلى الكَذِبِ المَكْرَ والخِداعَ، والعياذُ بالله.

قال تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} قال المُفَسِّر رحمه الله: [وهو الماكر

] إلخ؛ يعني أنَّ هؤلاء مَكَروا السُّوء وعَمِلُوا السُّوء بِصِفَةٍ عَلَنِيَّة وصِفَةٍ خَفِيَّة، وهل الماكر بِغَيْرِه يَنْجو؟

الجوابُ: إذا كان مكرًا سَيِّئًا فإنَّه لا ينجو، بل سَيحيقُ به مَكْرُهُ ويُهْلِكُه ويُدَمِّرُه؛ كما قال تعالى:{وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأحقاف: 26] أمَّا إذا كان المَكْرُ بحَقٍّ فإنَّه لا يَحيقُ بأَهْلِه، بل يَحيقُ بِعَدُوِّهِ؛ ذلك لأنَّ المَكْرَ بحَقٍّ مَمْدوحٌ وليس بِمَذْمومٍ.

وقال: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} وهنا لم يَقُلْ إلا بالماكِرِ بل قال إلا بأَهْلِهِ؛ إِشَارَة إلى بيانِ الإسْتِحْقاق لهذه الجَريمَةِ التي وقعت منه وأنَّه أَهْلٌ لأن يَحيقَ به مَكْرُهُ، فكُلُّ ماكِرٍ بِغَيْرِ حَقٍّ أَهْلٌ لأن يَحيقَ به مَكْره.

ص: 301

قال: [وَوَصْفُ المَكْرِ بالسَّيِّئِ أَصْلٌ، وإضافَتُه إليه قَبْلُ اسْتِعْمالٌ آخَرُ قُدِّرَ فيه مُضَافٌ حَذَرًا من الإِضافَةِ إلى الصِّفَة] هذا كَلَام قليلُ الفائِدَة مُعقَّدُ المَعْنى في الواقِعِ.

فَقَوْل المُفَسِّر رحمه الله: [أَصْلٌ] يعني جارٍ على الأَصْلِ؛ لأنَّ الأَصْلِ أنَّ الوَصْفَ يَنْفَصِلُ عن المَوْصوفِ ولا يُضافُ إليه المَوْصوفُ؛ فأنت تقول: مَرَرْتُ بزيدٍ الفاضِلِ، فتجعل الصِّفَةَ مُنْفَصِلَةً عن المَوْصوفِ تابعةً له، وليس مضافًا إليها.

قال تعالى: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} مَكْر السَّيِّئِ، فهنا لم يُوصَفِ المَكْر بالسَّيِّئِ ولكنْ أُضيفَ المَكْر إلى السَّيِّئِ، وَقَوْل المُفَسِّر رحمه الله:[إضافَتُه إليه قَبْلُ] مَعْنى (قَبْلُ) يعني: قبلَ هذه الجُمْلَةِ، ويعني بذلك قَوْله تعالى:{وَمَكْرَ السَّيِّئِ} .

وَقَوْله: [استعمالٌ آخَرُ] على خلافِ الأَصْلِ؛ لأنَّ الأَصْلَ أنَّ الصِّفَةَ تَقَعُ تبعًا للمَوْصوفِ لا أنَّ المَوْصوفَ يُضافُ إلى الصِّفَة.

لكن يَجوزُ أن يُضافَ المَوْصوفُ إلى الصِّفَة؛ ولهذا يَمُرُّ بكم دائمًا قَوْلُ العُلَماء رحمهم الله: "هذا من بابِ إضافَةِ المَوْصوفِ إلى صِفَتِهِ" مثل قَوْلهم: هذا مَسْجِدُ الجامِعِ؛ أصله: (هذا المَسْجِدُ الجامِعُ) لكن أضيفَ إلى صِفَتِه وهو كثيرٌ، كما أنَّ - أيضًا - الصِّفَةُ تضافُ إلى المَوْصوفِ أحيانًا؛ مثل: طاهِر القَلْبِ؛ هذه صِفَةٌ مُضافَةٌ إلى مَوْصوفِها؛ كما قال ابْنُ مالِكٍ رحمه الله في الأَلْفِيَّة:

...................

كَطَاهِرِ القَلْبِ جَميلِ الظَّاهِرْ

(1)

فهذا من بابِ إضافَةِ الصِّفَةِ إلى المَوْصوفِ.

إذن: نأخُذُ من هنا أنَّه يجوز إضافَةُ الصِّفَةِ إلى المَوْصوفِ، وإضافَةُ المَوْصوفِ

(1)

الألفية (ص 42).

ص: 302

إلى صِفَتِه؛ والأصل من ذلك أن تقع الصِّفَةُ تَبَعًا للمَوْصوفِ على أنَّها نعتٌ له وتُعْرَبُ بإِعْرابه.

وفي الآيَة الكَريمَة: إضافَةُ المَوْصوفِ إلى الصِّفَة ووَصْفُ المَوْصوفِ بالصِّفَةِ في أَوَّلهِا وآخِرِها؛ فإضافَةُ المَوْصوفِ إلى الصِّفَةِ قَوْله تعالى: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} ولو كان في غَيْرِ القُرْآن وأردنا أن نُحَوِّلَه إلى أن تكون الصِّفَةُ تبعًا للمَوْصوف لقلنا: استكبارًا في الأَرْض والمكْرَ السَّيِّئِ؛ لكن هنا صار من بابِ الإِضافَةِ.

وفيها أيضًا وَصْفُ المَوْصوفِ بالصِّفَةِ قَوْله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ} أيُّهُما الأَصْلُ هنا بين المُفَسِّر رحمه الله قال: [وَوَصْفُ المَكْرِ بالسَّيِّئِ أَصْلٌ] لو قال بَدَلَ [أصل]: جارٍ على الأَصْلِ؛ لكان أَوْضَحَ وهذا هو مُرَادُه، قال:[وإِضافَتُه إليه قَبْلُ] يعني به إضافَةَ المَوْصوفِ إلى الصِّفَةِ في قَوْلِه: مَكْرَ السَّيِّئِ؛ يقول: [استعمالٌ آخَرُ] يعني جارٍ على اسْتِعْمالٍ آخَرَ في اللُّغَة العَرَبِيَّة؛ لأنَّ اللُّغَة العَرَبِيَّة أحيانًا تُضيفُ المَوْصوفَ إلى صِفَتِهِ؛ واضِحٌ؟

قال: [قُدِّرَ فيه مُضَافٌ] حَسَب شَرْحِهِ هو وتَفْسيرِهِ؛ حيث قال: [{وَمَكْرَ} العَمَلِ {السَّيِّئِ} حَذَرًا من الإِضَافَةِ إلى الصِّفَة].

وهذا الذي قاله الأخير يُنازَعُ فيه، وذلك لأنَّه لا داعِيَ إلى ذلك، فلا حاجة إلى أن نُقَدِّرَ مَحْذُوفًا لِأَجْلِ أن نَمْنَعَ إضافَةَ المَوْصوفِ إلى الصِّفَة؛ لأن إضافَةَ المَوْصوفِ إلى الصِّفَةِ في اللُّغَة العَرَبِيَّة كثيرٌ شائِعٌ ليس هذا أمرًا محذورًا في اللُّغَة العَرَبِيَّة حتى نقولَ نَحْتاجُ إلى تَقْديرِ ما يُصَحِّحُه؛ ولهذا نقول:{مَكْرَ السَّيِّئِ} جارٍ على أَصْلِهِ؛ بمَعْنى أنَّه لا حاجَةَ إلى أن يُقَدَّرَ فيه شيءٌ مَحْذُوفٌ.

ثم قال تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ} قال المُفَسِّر رحمه الله: [يَنْتَظِرونَ] هذا تَفْسيرٌ

ص: 303

لِيَنْظرونَ بمَعْنى يَنْتَظِرون، وهناك ضابطٌ - وليس قاعِدَةً -: أنَّ (يَنْظُر) إن تَعَدَّتْ بـ (إلى) فهي بمَعْنى النَّظَر بالعَيْنِ؛ كقَوْله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17] وإن تَعَدَّتْ بـ (في) فهي بمَعْنى النَّظَر الفِكْرِيِّ؛ كما في قَوْله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ} [الأعراف: 185] وإن تَعَدَّتْ بِنَفْسِها فهي بمَعْنى الإنْتِظارِ، مثلما هنا في قَوْله تعالى:{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ} معناها: (هل يَنْتَظِرون) من الإنتظارِ وهو التَّرَقُّب، فهل يَنْظرونَ؛ يَنْتَظِرون يعني يَتَرَقَّبون.

وَقَوْله تعالى: {إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ} سُنَّة بمَعْنى الطَّريقَةِ، والإضافَةُ هنا إلى {الْأَوَّلِينَ} من باب الإخْتِصاصِ؛ يعني إلا السُّنَّة التي جرت لِلَأَوَّلينَ وليس المُرَادُ السُّنَّةَ التي فعلها الأولون؛ لأنَّ الأولين مفعولٌ بهم وليسوا هم الفاعلينَ، وإنَّما الفاعِلُ من الله عز وجل.

وَقَوْله تعالى: {إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ} قال المُفَسِّر رحمه الله: [سُنَّةَ اللهِ فِيهِمْ مِنْ تَعْذِيبِهِمْ بِتَكْذِيبِهِمْ رُسُلَهُمْ] يعني ما يَنْتظِرُ هؤلاء الذين كذَّبوا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم إلا سُنَّةَ الأَوَّلينَ، وهي - أي سُنَّة الأولين- تَعذيبُهُم بِتَكْذيبِ الرُّسُلِ.

قال تعالى: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} لَنْ تَجِدَ لسُنَّة الله تبديلًا بِرَفْعها أو تبديلًا بِتَحْويلِها إلى قومٍ آخرين؛ يعني أنَّ سُنَّة الله ستَقَعُ في أعيان الذين يَسْتَحِقُّونَها، فلن تُبدَّلَ فتُرْفَعَ ولن تُحَوَّل إلى قومٍ آخرين فيَسْلَمَ منها من اسْتَحَقُّوها، بل هي واقِعةٌ على من استحَقُّوها عَيْنًا.

مثال ذلك: المُشْرِكونُ - من قريش - كَذَّبوا الرَّسُولَ عليه الصلاة والسلام؛ التَّحْويلُ معناه أن تُحَوَّلَ عُقوبَتُهُم إلى بني تمَيمٍ مثلًا، هذا لا يُمْكِن؛ لأنَّ هذا ظُلْمٌ؛ أن يؤاخَذَ قومٌ بجريمَةِ آخرينَ، هذا مَعْنى قَوْله تعالى:{وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} .

ص: 304