المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الآلهة ضمنت له بقاء ملكه، وعظمته، وجبروته، لكن هذه الوصية - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ١٠

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: الآلهة ضمنت له بقاء ملكه، وعظمته، وجبروته، لكن هذه الوصية

الآلهة ضمنت له بقاء ملكه، وعظمته، وجبروته، لكن هذه الوصية وتلك النصائح لم تؤثر في قلوب بني إسرائيل، ففزعوا من فرعون وقومه

‌129

- {وقالُوا} ؛ أي: قال بنو إسرائيل لموسى استكشافا لكيفية وعد موسى إياهم بزوال تلك المضار، هل في الحال، أو لا، لا كراهة لمجيء موسى بالرسالة، وشكا في وعده {أُوذِينا} يا موسى من جهة فرعون وقومه، بقتل أبنائنا، واستخدام نسائنا {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا} بالرسالة {وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا} رسولا بإعادة ذلك علينا، وذلك (1) أن بني إسرائيل كانوا مستضعفين في يد فرعون وقومه، وكان يستعملهم في الأعمال الشاقة نصف النهار، فلما جاء موسى - وجرى بينه وبين فرعون ما جرى - شدد فرعون في استعمالهم، فكان يستعملهم جميع النهار، وأعاد القتل فيهم، ولما ذكروا ذلك لموسى .. أجابهم بما حكاه الله سبحانه وتعالى عنه:{قالَ} موسى لقومه مسليا لهم، حين رأى شدة جزعهم بما شاهدوه من فعل فرعون {عَسى رَبُّكُمْ}؛ أي حقق ربكم {أَنْ يُهْلِكَ} ويستأصل {عَدُوَّكُمْ} فرعون وقومه {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ}؛ أي: يجعلكم خلفاء في أرض مصر بعد هلاك أهلها، أو المعنى: قال (2) موسى لهم: إن رجائي من فضل الله أن يهلك عدوكم الذي ظلمكم، ويجعلكم خلفاء في الأرض.

{فَيَنْظُرَ} سبحانه وتعالى ويرى {كَيْفَ تَعْمَلُونَ} بعد استخلافه إياكم فيها، أتشكرون النعمة أم تكفرون، وتصلحون في الأرض أم تفسدون، ويكون جزاؤكم في الدنيا والآخرة وفق ما تعملون، وعبر بالرجاء - دون أن يجزم بذلك - لئلا يتركوا ما يجب من العمل، ويتكلوا على ذلك، أو لئلا يكذبوه؛ لأنّ أنفسهم قد ضعفت بما طال عليها من الذل والاستخدام لفرعون وقومه، واستعظامهم لقومه وملكه، وقال التبريزي: يحتمل أن يكون قد أوحي بذلك إلى موسى، فعسى: للتحقيق، أو لم يوح، فيكون على الترجي منه، وهذا تصريح (3) بما رمز إليه أولا. من أن الأرض لله، وقد حقق الله تعالى رجاءه وملكوا مصر في زمان

(1) الخازن.

(2)

المراغي.

(3)

الشوكاني.

ص: 87