المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

هما اسمان بنيا على الفتح كاسم واحد، كخمسة عشر ونحوه، - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ١٠

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: هما اسمان بنيا على الفتح كاسم واحد، كخمسة عشر ونحوه،

هما اسمان بنيا على الفتح كاسم واحد، كخمسة عشر ونحوه، فعلى قوله: ليس مضافا إليه ابن، والحركة حركة بناء.

وقرأ باقي السبعة: بكسر الميم، فقياس قول الكوفيين: أنّه معرب وحذفت ياء المتكلم، واجتزىء عنها بالكسرة، كما اجتزؤا بالفتحة عن الألف المنقلبة عن ياء المتكلم، وقال سيبويه: هو مبني أضيف إلى ياء المتكلم، كما قالوا: يا أحد عشر أقبلوا، وحذفت الياء، واجتزؤا عنها بالكسرة، وقرىء بإثبات ياء الإضافة فتقول: يا ابن أمي. وقرىء ابن أمّ بكسر الهمزة والميم. {فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ} ؛ أي: فلا تفرح الأعداء أصحاب العجل بما تفعل بي من المكروه؛ أي: فلا تفعل بي من اللوم والتقريع ما يجعل الأعداء يشمتون ويفرحون بي.

وقرأ ابن محيصن (1): {تُشْمِتْ} بفتح التاء وكسر الميم ونصب الأعداء.

ومجاهد كذلك، إلا أنّه فتح الميم، وعن مجاهد أيضا {فَلا تُشْمِتْ} بفتح التاء والميم ورفع الأعداء، وعن حميد بن قيس كذلك، إلا أنّه كسر الميم، جعلاه فعلا لازما فارتفع به الأعداء.

{وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ؛ أي: لا تعجلني في زمرة القوم الظالمين لأنفسهم، وهم الذين عبدو العجل، فتغضب مني كما غضبت منهم، وتؤاخذني كما آخذتهم؛ فإني لست منهم في شيء؛ أي: ولا تظن أنّي واحد من الذين عبدوا العجل مع برائتي منهم، وإنما قال هارون تلك المقالة لأنّه خاف أن يتوهم جهال بني إسرائيل أنّ موسى عليه السلام غضبان عليه، كما أنّه غضبان على عبدة العجل.

وفي هذا دليل على أنّ هارون كان دون موسى في شدة العزيمة، وقوة الإرادة، وأخذ الأمور بالحزم، وهذا ما أطبق عليه المسلمون وأهل الكتاب،

‌151

- ثم أبان سبحانه أثر هذا الاستعطاف في قلب موسى عليه السلام فقال: {قالَ} موسى {رَبِّ اغْفِرْ لِي} فيما أقدمت على أخي هارون من هذا الغضب {وَلِأَخِي} في تركه

(1) البحر المحيط.

ص: 142

التشديد على عبدة العجل {وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ} ؛ أي: في جنتك بمزيد الإنعام بعد غفران ما سلف منا {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ؛ أي: فأنت أرحم بنا منا على أنفسنا.

وحاصل المعنى: أي قال موسى: رب اغفر لي ما فرط مني من قول وفعل فيهما غلظة وجفاء، واغفر له ما عساه يكون قد قصر فيه من مؤاخذة القوم على ما اجترموه من الآثام، خوفا مما توقعه من الإيذاء الذي قد يصل إلى القتل، {وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ} التي وسعت كل شيء، واغمرنا بجودك وفضلك، فأنت أرحم بعبادك من كل رحم، والآية صريحة في براءة هارون من جريمة اتخاذ العجل وفي إنكاره على متخذيه وعابديه من قومه.

الإعراب

{وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} .

{وَواعَدْنا} الواو استئنافية، {واعَدْنا}: فعل وفاعل، {مُوسى}: مفعول أول، {ثَلاثِينَ}: مفعول ثان ولكنه على تقدير مضاف؛ أي: انقضاء ثلاثين أو تمام ثلاثين، {لَيْلَةً}: تمييز لـ {ثَلاثِينَ} . منصوب به، والجملة الفعلية مستأنفة، {وَأَتْمَمْناها}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة معطوفة على جملة {واعَدْنا} ، بِعَشْرٍ: جار ومجرور، متعلق بـ {أتممنا} ، {فَتَمَّ}: الفاء عاطفة تفريعية {تم} : فعل ماض {مِيقاتُ رَبِّهِ} : فاعل ومضاف إليه، {أَرْبَعِينَ}: مفعول به، {لَيْلَةً}: تمييز لـ {أَرْبَعِينَ} منصوب به، وجملة {تم} من الفعل والفاعل معطوفة مفرعة على جملة {أتممنا} .

{وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} .

{وَقالَ مُوسى} : فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، {لِأَخِيهِ}: جار ومجرور، متعلق بـ {قالَ} ، {هارُونَ}: بدل من {أخيه} بدل كل من كل، أو عطف بيان منه، {اخْلُفْنِي} إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت:{اخْلُفْنِي} : فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {هارُونَ} ، والجملة في محل النصب مقول

ص: 143

{قالَ} ، {فِي قَوْمِي}: جار ومجرور، متعلق بـ {اخْلُفْنِي} ، {وَأَصْلِحْ} فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على {هارُونَ} ، والجملة معطوفة على جملة {اخْلُفْنِي} ، {وَلا}:{الواو} عاطفة {لا} : ناهية جازمة. {تَتَّبِعْ} : فعل مضارع مجزوم بـ لا الناهية، وفاعله ضمير يعود على {هارُونَ} ، {سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} مفعول به ومضاف إليه، والجملة معطوفة على جملة {أَصْلِحْ} .

{وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} .

{وَلَمَّا} الواو: استئنافية {لَمَّا} : حرف شرط غير جازم، {جاءَ مُوسى}: فعل وفاعل، والجملة فعل شرط لـ {لَمَّا} لا محل لها من الإعراب، {لِمِيقاتِنا}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {جاءَ} ، {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}: فعل ومفعول، وفاعل معطوف على {جاءَ}. {قالَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة جواب {لَمَّا} لا محل لها من الإعراب، وجملة {لَمَّا} مستأنفة، {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} مقول محكي لـ {قالَ} ، وإنّ شئت قلت:{رَبِّ} : منادى مضاف حذف منه حرف النداء، وجملة النداء في محل النصب مقول {قالَ} ، {أَرِنِي} (أر): فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وهي الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والنون نون الوقاية والياء ضمير المتكلم في محل النصب مفعول أول، والمفعول الثاني محذوف تقديره: أرني نفسك، والجملة الفعلية جواب النداء في محل النصب مقول القول، {أَنْظُرْ}: فعل مضارع مجزوم بالطلب السابق؛ لأنّه في تقدير: فإن فعلت بي ذلك أنظر إليك، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة في محل النصب مقول القول، {إِلَيْكَ} متعلقان بـ {أَنْظُرْ} {قالَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على الرب، والجملة مستأنفة، {لَنْ تَرانِي} إلى قوله:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} مقول محكي، وإن شئت قلت:{لَنْ} : حرف نصب، {تَرانِي}: فعل مضارع منصوب بـ {لَنْ} وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والنون نون الوقاية، والياء ضمير المتكلم في محل النصب مفعول به لـ {ترى} ؛ لأنّ ترى

ص: 144

بصرية تتعدى إلى مفعول واحد، والجملة في محل النصب مقول {قالَ} ، {وَلكِنِ} ، الواو: عاطفة، {لكِنِ}: حرف استدراك {أَنْظُرْ} : فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، إِ {لَى الْجَبَلِ}: جار ومجرور متعلقان بـ {أَنْظُرْ} ، والجملة الاستدراكية في محل النصب، معطوفة على جملة {لَنْ تَرانِي} .

{فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقًا فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} .

{فَإِنِ} {الفاء} : عاطفة، {إن}: حرف شرط، {اسْتَقَرَّ}: فعل ماض في محل الجزم بـ {إن} الشرطية، على كونه فعل شرط لها، وفاعله ضمير يعود على {الْجَبَلِ} ، {مَكانَهُ} منصوب على الظرفية، متعلق بـ {اسْتَقَرَّ} ، {فَسَوْفَ} {الفاء}: رابطة لجواب {إن} الشرطية وجوبا لكون الجواب جملة تسويفية، {سوف}: حرف تنفيس، {تَرانِي} فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة في محل الجزم بـ {إن} الشرطية على كونها جوابا لها، وجملة {إن} الشرطية معطوفة على الجملة الاستدراكية:{فَلَمَّا} {الفاء} : عاطفة على محذوف تقديره: فتجلى ربه للجبل، {لما}: حرف شرط غير جازم، {تَجَلَّى رَبُّهُ}: فعل وفاعل، {لِلْجَبَلِ}: جار ومجرور، متعلق بـ {تَجَلَّى} ، والجملة فعل شرط لـ {لما} . {جَعَلَهُ دَكًّا} فعل ومفعولان، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ} ، والجملة جواب {لما} ، وجملة {لما} معطوفة على الجملة المحذوفة {وَخَرَّ مُوسى} فعل وفاعل {صَعِقًا} حال من موسى، والجملة معطوفة على جملة {جعل} ، {فَلَمَّا} {الفاء}: عاطف على محذوف وتقديره: ثم أفاق موسى، {لما}: حرف شرط، {أَفاقَ}: فعل ماض وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة فعل شرط لـ {لما} ، {قالَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة جواب لما، وجملة لما معطوف على جملة محذوفة، {سُبْحانَكَ}

إلى آخر الآية مقول محكي لـ {قالَ} ، وإنّ شئت قلت:{سُبْحانَكَ} : منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف وجوبا تقديره: أسبحك سبحانا، والجملة المحذوفة في محل النصب مقول {قالَ} ، {تُبْتُ}:

ص: 145

فعل وفاعل، والجملة في محل النصب مقول {قالَ} ، {إِلَيْكَ} متعلق بـ {تُبْتُ} ، {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}: مبتدأ وخبر ومضاف إليه، والجملة في محل النصب حال من فاعل {تُبْتُ} .

{قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)} .

{قالَ} : فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ} ، والجملة مستأنفة {يا مُوسى} إلى آخر الآية مقول محكي لـ {قالَ} ، وإن شئت قلت:{يا مُوسى} منادى مفرد العلم، وجملة النداء في محل النصب مقول {قالَ} ، {إِنِّي} {إن}: حرف نصب، والياء اسمها {اصْطَفَيْتُكَ}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل الرفع خبر {إن} ، وجملة {إن} في محل النصب مقول {قالَ} على كونها جواب النداء، {عَلَى النَّاسِ}: جار ومجرور، متعلق بـ {اصطفى} ، {بِرِسالاتِي}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق أيضا بـ {اصطفى} ، {وَبِكَلامِي}: جار ومجرور، معطوف على الجار والمجرور قبله، وكرر حرف الجر تنبيها على مغايرة الاصطفاء للكلام، كما في السمين، {فَخُذْ}:{الفاء} : عاطفة، {خذ}: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} والجملة في محل النصب، معطوفة على جملة {إِنِّي} على كونها مقول {قالَ} ، {ما}: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول به، {آتَيْتُكَ}: فعل وفاعل ومفعول أول، والمفعول الثاني محذوف تقديره: آتيتكه، والجملة صلة لـ {ما}: أو صفة لها، والعائد أو الرابط الضمير المحذوف من {آتَيْتُكَ} ، {وَكُنْ}: فعل ناقص واسمه، ضمير يعود على موسى، {مِنَ الشَّاكِرِينَ}: جار ومجرور خبر {كُنْ} ، وجملة {كُنْ} من اسمها وخبرها في محل النصب، معطوفة على جملة قوله:{فَخُذْ ما آتَيْتُكَ} .

{وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} .

{وَكَتَبْنا} الواو: استئنافية {كَتَبْنا} : فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، {لَهُ}: جار ومجرور، متعلق بـ {كَتَبْنا} ، وكذا يتعلق به قوله:{فِي الْأَلْواحِ} ،

ص: 146

{مِنْ} : زائدة {كُلِّ شَيْءٍ} : مفعول به لـ {كَتَبْنا} . {مَوْعِظَةً} بدل من محل {كُلِّ شَيْءٍ} : على كونه مفعول {كَتَبْنا} . {وَتَفْصِيلًا} معطوف على {مَوْعِظَةً} . {لِكُلِّ شَيْءٍ} : جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {تَفْصِيلًا} .

{فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ} .

{فَخُذْها} {الفاء} : عاطفة داخلة على قول محذوف تقديره: فقلنا له خذها، وجملة القول المحذوف معطوفة على جملة {كَتَبْنا} {خذها}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة في محل النصب مقول للقول المحذوف الذي قدرناه آنفا، {بِقُوَّةٍ}: جار ومجرور حال من فاعل {خذها} ؛ أي: خذها حال كونك متلبسا بقوة ونشاط، لا بتكاسل وغفلة، {وَأْمُرْ}: فعل أمر وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {خذها} ، {قَوْمَكَ}: مفعول به ومضاف إليه، {يَأْخُذُوا} فعل وفاعل مجزوم بالطلب السابق تقديره: إن أمرتهم يأخذوا، {بِأَحْسَنِها}: جار ومجرور، متعلق بـ {يَأْخُذُوا} ، {سَأُرِيكُمْ}: فعل ومفعول أول، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ} ، {دارَ الْفاسِقِينَ}: مفعول به ومضاف إليه، والجملة مستأنفة.

{سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} .

{سَأَصْرِفُ} : فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة مستأنفة مسوقة لتحذيرهم عن التكبر الموجب لعدم التفكر في الآيات، التي هي ما كتب في ألواح التوارة أو ما يعمها وغيرها، {عَنْ آياتِيَ}: جار ومجرور، متعلق بـ {أصرف}. {الَّذِينَ}: اسم موصول للجمع في محل النصب مفعول به، {يَتَكَبَّرُونَ}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، {فِي الْأَرْضِ}: متعلق بـ {يَتَكَبَّرُونَ} ، {بِغَيْرِ الْحَقِّ}: جار ومجرور ومضاف إليه، حال من {الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ}؛ أي: حالة كونهم ملتبسين بالدين غير الحق، {وَإِنْ}: الواو: عاطفة {إِنْ} حرف شرط، {يَرَوْا}: فعل وفاعل مجزوم بإن الشرطية، {كُلَّ آيَةٍ}: مفعول به لـ {يَرَوْا} ؛ لأنّ رأى بصرية تتعدى إلى مفعول واحد، {لا يُؤْمِنُوا}:

ص: 147

فعل وفاعل مجزوم بـ {إِنْ} الشرطية على كونها جوابا لها، {بِها}: جار ومجرور، متعلق بـ {لا يُؤْمِنُوا} ، وجملة {إِنْ} الشرطية معطوفة على {يَتَكَبَّرُونَ} ، على كونها صلة الموصول {وَإِنْ يَرَوْا}: جازم وفعل وفاعل مجزوم على كونه فعل الشرط {سَبِيلَ الرُّشْدِ} : مفعول به ومضاف إليه، {لا يَتَّخِذُوهُ}: فعل وفاعل ومفعول أول مجزوم بإن الشرطية، على كونه جوابا لها، {سَبِيلًا}: مفعول ثان لـ {اتخذوا} ، جملة إن الشرطية معطوفة على جملة الصلة أيضا.

{وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ} .

{وَإِنْ} الواو: عاطفة {إِنْ يَرَوْا} : فعل وفاعل مجزوم بإن على كونه فعل شرط لها، {سَبِيلَ الغَيِّ}: مفعول به ومضاف إليه، {يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}: فعل وفاعل ومفعولان مجزوم بإن الشرطية على كونه جوابا لها، وجملة {إِنْ} الشرطية معطوفة على جملة الصلة أيضا. {ذلِكَ}: مبتدأ {بِأَنَّهُمْ} : {الباء} : حرف جر، وسبب، {أنّهم}: ناصب واسمه، {كَذَّبُوا}: فعل وفاعل، {بِآياتِنا}: جار ومجرور، متعلق به، {وَكانُوا} فعل ناقص واسمه، {عَنْها} متعلق بـ {غافِلِينَ} {غافِلِينَ} خبر كان، وجملة كان في محل الرفع، معطوفة على جملة {كَذَّبُوا} ، وجملة {كَذَّبُوا} في محل الرفع خبر أنّ، وجملة أن من اسمها وخبرها في تأويل مصدر مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ تقديره: ذلك الصرف المذكور عن آياتنا كائن بسبب تكذيبهم آياتنا، وبسبب غفلتهم عنها، والجملة الاسمية مستأنفة استئنافا بيانيا.

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ (147)} .

{وَالَّذِينَ} : مبتدأ، وجملة {كَذَّبُوا} صلة الموصول {بِآياتِنا}: جار ومجرور، متعلق بـ {كَذَّبُوا} ، {وَلِقاءِ الْآخِرَةِ}: معطوف على {آياتنا} مجرور بالكسرة الظاهرة، {حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ}: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل

ص: 148

الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، {هَلْ}: حرف للاستفهام الإنكاري، {يُجْزَوْنَ}: فعل ونائب فاعل، وهو المفعول الأول، {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ، {ما}: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول ثان لـ {يُجْزَوْنَ} ، {كانُوا}: فعل ناقص واسمه، وجملة {يَعْمَلُونَ}: في محل النصب خبر كان، وجملة كان صلة لـ {ما} أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: ما كانوا يعملونه، وجملة {يُجْزَوْنَ} جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب.

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (148)} .

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى} : فعل وفاعل ومضاف إليه، والجملة مستأنفة، {مِنْ بَعْدِهِ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ اتَّخَذَ، {مِنْ حُلِيِّهِمْ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {اتَّخَذَ} أيضا، وجاز (1) تعلق حرفي جر بلفظ واحد بعامل واحد، لاختلاف مدلوليهما؛ لأنّ {مِنْ} الأولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض، وأجاز أبو البقاء أن يكون {مِنْ حُلِيِّهِمْ}: في موضع الحال، فيتعلق بمحذوف؛ لأنه لو تأخر لكان صفة؛ أي: عجلا كائنا من حليهم {عِجْلًا} : مفعول أول لـ {اتَّخَذَ} . {جَسَدًا} : بدل من {عِجْلًا} أو عطف بيان منه أو صفة له. اه. والمفعول الثاني محذوف تقديره: واتخذوا عجلا جسدا له خوار إلها {لَهُ خُوارٌ} مبتدأ، وخبر، والجملة في محل النصب صفة {عِجْلًا}. {أَلَمْ يَرَوْا}:{الهمزة} : للاستفهام التقريري، وقالوا: الهمزة للاستفهام الإنكاري التقريعي، {لَمْ يَرَوْا}: جازم وفعل وفاعل، والجملة الفعلية إنشائية لا ملح لها من الإعراب {أَنَّهُ} ناصب واسمه، والضمير عائد للعجل، {لا يُكَلِّمُهُمْ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على العجل، والجملة في محل الرفع خبر أنّ، {وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا}: فعل ومفعولان، وفاعله ضمير يعود على العجل، والجملة في محل الرفع معطوفة على جملة قوله:{لا يُكَلِّمُهُمْ} على كونها خبرا لـ {أن} ،

(1) البحر المحيط.

ص: 149

وجملة أنّ في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي رأى؛ لأنّ رأى هنا بمعنى علم، تقديره: ألم يروا عدم تكليمه إياهم، وعدم هدايته إياهم سبيلا {اتَّخَذُوهُ}: فعل وفاعل ومفعول أول، والثاني محذوف تقديره: اتخذوه إلها، والجملة توكيد لفظي لـ {اتَّخَذَ} الأول لا محل لها من الإعراب، {وَكانُوا ظالِمِينَ}: فعل ناقص واسمه وخبره، والجملة مستأنفة، وقال ابن عطية: يحتمل كونها حالا من فاعل {اتَّخَذُوهُ} انتهى.

{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (149)} .

{وَلَمَّا} الواو: استئنافية، {لَمَّا}: حرف شرط غير جازم {سُقِطَ} : فعل ماض مغير الصيغة {فِي أَيْدِيهِمْ} : جار ومجرور في محل الرفع نائب فاعل، وأصله سقطت أفواههم على أيديهم، ففي بمعنى على، والجملة فعل شرط لـ {لَمَّا} لا محل لها من الإعراب، {وَرَأَوْا}: فعل وفاعل معطوف على {سُقِطَ} ، {أَنَّهُمْ} ناصب واسمه، وجملة {قَدْ ضَلُّوا} في محل الرفع خبر {أن} ، وجملة {أن} في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي رأى تقديره: ورأوا ضلالهم، {قالُوا}: فعل وفاعل، والجملة جواب {لَمَّا} ، وجملة {لَمَّا} من فعل شرطها وجوابها مستأنفة، {لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا} إلى آخر الآية: مقول محكي، وإن شئت قلت: لَئِنْ، {اللام}: موطئة للقسم المحذوف، {إن}: حرف شرط جازم، {لَمْ}: حرف نفي وجزم، {يَرْحَمْنا}: فعل ومفعول مجزوم بـ {لَئِنْ} ، {رَبُّنا}: فاعل، والجملة الفعلية في محل الجزم، بـ {إن} على كونها فعل شرط لها، {وَيَغْفِرْ لَنا} معطوف على {يَرْحَمْنا} ، وجواب {إن} الشرطية محذوف دل عليه جواب القسم الآتي تقديره: إن لم يرحمنا نكن من الخاسرين، وجملة {إن} الشرطية في محل النصب مقول {قالُوا} ، {لَنَكُونَنَّ} {اللام}: موطئة للقسم، مؤكدة للأولى، زيدت إشعارا بأنّ ما بعدها جواب القسم لا جواب الشرط، لتقدم القسم عليه، {نكونن} فعل مضارع ناقص في محل الرفع لتجرده عن الناصب والجازم، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، واسمها ضمير يعود على المتخذين عجلا، {مِنَ الْخاسِرِينَ}: جار ومجرور خبر نكون، وجملة نكون جواب القسم لا محل

ص: 150

لها من الإعراب، وجملة القسم المحذوف مع جوابه في محل النصب مقول {قالُوا} .

{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفًا قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} .

{وَلَمَّا} الواو: عاطفة {لَمَّا} : حرف شرط، {رَجَعَ مُوسى}: فعل وفاعل، والجملة فعل شرط لـ {لَمَّا} ، {إِلى قَوْمِهِ} متعلق: بـ {رَجَعَ} {غَضْبانَ أَسِفًا} : حالان من {مُوسى} عند من يجيز تعدد الحال، وقيل:{أَسِفًا} : بدل من {غَضْبانَ} بدل بعض من كل، أو بدل اشتمال {قالَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة جواب {لَمَّا} ، وجملة لما معطوفة على جملة قوله:{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى} ، أو مستأنفة {بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} مقول محكي لـ {قالَ} وإن شئت قلت:{بِئْسَما} : فعل ماض لإنشاء الذم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: هو، يعود على الشيء المبهم و {ما}: نكرة موصوفة في محل النصب على التمييز لفاعل بئس، {خَلَفْتُمُونِي}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل النصب صفة {لَمَّا} ، والرابط محذوف تقديره: بئس الشيء خلافة خلفتمونيها، والمخصوص بالذم محذوف تقديره: خلافتكم، وجملة بئس في محل النصب مقول {قالَ} {مِنْ بَعْدِي}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {خَلَفْتُمُونِي} {أَعَجِلْتُمْ} {الهمزة}: للاستفهام التوبيخي التقريعي، {عَجِلْتُمْ}: فعل وفاعل، والجملة في محل النصب مقول {قالَ} {أَمْرَ رَبِّكُمْ}: مفعول به ومضاف إليه، عداه إلى المفعول بلا واسطة حرف جر لتضمينه معنى سبق، والأصل: أعجلتم عن أمر ربكم {وَأَلْقَى الْأَلْواحَ} : فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة معطوفة على جملة {قالَ} ، {وَأَخَذَ}. فعل ماض معطوف على {أَلْقَى} وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} {بِرَأْسِ أَخِيهِ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {أَخَذَ} {يَجُرُّهُ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، {إِلَيْهِ} ، متعلق به، والجملة في محل النصب حال من فاعل {أَخَذَ} .

{قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا

ص: 151

تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

{قالَ} : فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {هارُونَ} ، والجملة مستأنفة، {ابْنَ أُمَّ} إلى آخر الآية. مقول محكي لـ {قالَ} وإن شئت قلت:{ابْنَ} : منادى مضاف حذف منه حرف النداء، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، {ابْنَ} مضاف، {أُمَّ}: مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا للتخفيف، بعد قلب الكسرة فتحة، المحذوفة تلك الألف اجتزاء عنها بالفتحة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة؛ لأنّ ما قبل ياء المتكلم لا يكون إلا مكسورا، {أُمَّ}: مضاف، وياء المتكلم المنقلبة ألفا للتخفيف في محل الجر مضاف إليه، مبني على السكون، هذا على قراءة فتح ميم {أم}. وأما على قراءة كسر ميم {أُمَّ} فتقول في إعرابه {ابْنَ}: مضاف، {أُمَّ}: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم المحذوفة، اجتزاء عنها بالكسرة {أُمَّ} مضاف، وياء المتكلم المحذوفة اجتزاء عنها بالكسرة في محل الجر مضاف إليه، وجملة النداء في محل النصب مقول {قالَ} ، {إِنَّ الْقَوْمَ}: ناصب واسمه، {اسْتَضْعَفُونِي}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل الرفع خبر {إِنَّ} ، وجملة {إِنَّ} في محل النصب مقول {قالَ} على كونها جواب النداء، {وَكادُوا}: فعل ناقص واسمه، وهو من أفعال المقاربة، {يَقْتُلُونَنِي}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل النصب خبر {كادُوا} ، جملة كاد في محل الرفع معطوفة على جملة {اسْتَضْعَفُونِي} على كونها خبرا لـ {إِنَّ} {فَلا}:{الفاء} : عاطفة تقريعية {لا} : ناهية جازمة {تُشْمِتْ} : فعل مضارع مجزوم بـ {لا} الناهية، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {إِنَّ} على كونها مقولا لـ {قالَ} ، {بِيَ}: جار ومجرور، متعلق بـ {تُشْمِتْ} ، {الْأَعْداءَ}: مفعول به، {وَلا تَجْعَلْنِي}: جازم وفعل ومفعول أول، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، {مَعَ الْقَوْمِ}: ظرف ومضاف إليه في محل المفعول الثاني لجعل، {الظَّالِمِينَ}: صفة لـ {الْقَوْمَ} وجملة {لا تَجْعَلْنِي} في محل النصب معطوفة على جملة قوله: {فَلا تُشْمِتْ} .

ص: 152

{قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)} .

{قالَ} : فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {مُوسى} ، والجملة مستأنفة {رَبِّ اغْفِرْ لِي} إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت:{رَبِّ} : منادى مضاف حذف منه حرف النداء، وجملة النداء في محل النصب مقول {قالَ} {اغْفِرْ}: فعل دعاء مبني على السكون، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ} ، {لِي}: جار ومجرور، متعلق بـ {اغْفِرْ} ، {وَلِأَخِي} ، معطوف عليه، والجملة الفعلية في محل النصب مقول {قالَ} على كونها جواب النداء، {وَأَدْخِلْنا}: فعل ومفعول، معطوف على {اغْفِرْ} وفاعله ضمير يعود على الرب جل جلاله، {فِي رَحْمَتِكَ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {أَدْخِلْنا} ، {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}: مبتدأ وخبر ومضاف إليه، والجملة في محل النصب حال من فاعل {أَدْخِلْنا} .

التصريف ومفردات اللغة

{وَواعَدْنا} : من باب فاعل الرباعي، يتعدى إلى مفعولين؛ أي: واعدناه بأن نكلمه عند انتهاء ثلاثين ليلة يصومها {مِيقاتُ رَبِّهِ} الميقات الوقت الذي يقرر فيه عمل من الأعمال، كمواقيت الحج، ومواقيت الصلاة {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}؛ أي: كن خليفتي في سياسة القوم، وإصلاح أمورهم، دينا ودنيا، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} يقال: جلا الشيء والأمر، وانجلى وتجلى، إذا ظهر، وجلاه فتجلى: إذا انكشف ووضح بعد خفاء في نفسه، أو على مجتليه وطالبه، وجلوت العروس بمعنى: أبرزته، وجلوت السيف أخلصته من الصداء، والمعنى: لما ظهر ربه للجبل {جَعَلَهُ دَكًّا} والدك الدق، وهو تفتيت الشيء أو سحقه، وقيل: تسويته بالأرض، وهو مصدر بمعنى المفعول؛ أي: جعله مدكوكا مدقوقا، فصار ترابا، هذا على قراءة من قرأ {دَكًّا} بالمصدر، وهم أهل المدينة، وأهل البصرة. وأما على قراءة أهل الكوفة {جعله دكاء} على التأنيث والجمع دكاوات كحمراء وحمراوات، وهي اسم للرابية الناشزة من الأرض، أو للأرض المستوية، فالمعنى: أنّ الجبل صار صغيرا كالرابية، أو أرضا مستوية {وَخَرَّ مُوسى صَعِقًا}

ص: 153

الخر والخرور السقوط من علو والانكباب على الأرض كما قال: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّدًا} {وصَعِقًا} ؛ أي: صاعقا صائحا مغشيا عليه، يقال: صعق الرجل، من باب فرح، فهو صعق ومصعوق، إذا أصابته الصاعقة، والمعنى: أنّه صار حاله لما غشي عليه كحال من يغشى عليه {فَلَمَّا أَفاقَ} يقال: أفاق إذا رجع إليه عقله وفهمه بعد ذهابهما بالغشيان، والإفاقة رجوع الفهم والعقل إلى الإنسان بعد جنون أو سكر أو نحوهما، ومنه إفاقة المريض وهي رجوع قوته، وإفاقة الحلب وهي رجوع الدر إلى الضرع، يقال: استفق ناقتك، أي أتركها حتى يعود لبنها، والفواق ما بين حلبتي الحالب، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى اه «سمين» .

{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي} والاصطفاء وكذا الاجتباء: اختيار صفوة الشيء؛ أي: خالصه الذي لا شائبة فيه {بِرِسالاتِي} والمراد به المصدر؛ أي: بإرسالي إياك، أو على أنّه على حذف مضاف؛ أي: بتبليغ رسالتي {وَبِكَلامِي} يحتمل أن يراد به المصدر؛ أي: بتكليمي إياك، فيكون كقوله:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيمًا} . ويحتمل أن يراد به التوراة، وما أوحاه إليه من قولهم:

القرآن كلام الله، تسمية للشيء باسم المصدر، وقدم الرسالة على الكلام لأنّها أسبق، أو ليترقى إلى الأشرف، وكرر حرف الجر تنبيها على مغايرة الاصطفاء للكلام كما مر.

{سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ} التكبر: التكثر، من الكبر وهو: غمط الحق بعدم الخضوع له، ويصحبه احتقار الناس، فصاحبه يرى أنّه أكبر من أن يخضع لحق أو يساوي نفسه بشخص، والرشد والرشد والرشاد مصادر، كالسقم والسقم والسقام، واختلف في معنى الرشد والرشد، هل هما بمعنى واحد أم لا؟ فقال الجمهور: نعم هما لغتان في المصدر، كالبخل والبخل، والسّقم والسّقم، والحزن والحزن. وقال أبو عمرو بن العلاء: الرشد - بضم فسكون - الصلاح في النظر، وبفتحتين في الدين قال: ولذلك أجمعوا على قوله: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} بالضم والسكون، وعلى قوله:{فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} بفتحتين، وروي عن ابن عامر:{الرشد} - بضمتين - فكأنّه من باب الإتباع اه «سمين» . وبالجملة الرشد الصلاح والاستقامة، وضده الغي والفساد،

ص: 154

والآيات الأولى هي البينات والدلائل، والثانية هي الآيات المنزلة من حيث اشتمالها على الهداية، وتزكية النفوس.

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ} الحلي - بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء - جمع حلي، بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء، كثدي وثدي، وأصله حلوي، اجتمعت الواو والياء، وسبقت الواو بالسكون، فقلبت ياء، وادغمت في الياء وكسرت اللام لأجل الياء {عِجْلًا} والعجل ولد البقر من العراب، أو الجواميس، كالحوار لولد الناقة، والمهر لولد الفرس {جَسَدًا} الجسد: الجثة، وبدن الإنسان، والشيء الأحمر كالذهب والزعفران والدم الجاف {لَهُ خُوارٌ} والخوار: صوت البقر، كالرغاء لصوت الإبل، والخور الضعف، ومنه أرض خوارة وريح خوارة، والخوران مجرى الروث، وصوت البهائم أيضا {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} وسقط (1) في يده، وأسقط في يده - بضم أولهما بالبناء للمفعول، أي: ندم ويقولون: فلان مسقوط في يده، وساقط في يده؛ أي: نادم.

قال في «العباب» و «تاج العروس» هذا نظم لم يسمع قبل القرآن، ولا عرفته العرب، وذكرت اليد لأنّ الندم يحدث في القلب، وأثره يظهر فيها بعضّها، أو الضرب بها على أختها، كما قال سبحانه في النادم:{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها} ؛ لأنّ اليد هي الجارحة العظمى، وربما يسند إليها ما لم تباشره كقوله تعالى:{ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ} .

وقال الزمخشري (2): {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} ؛ أي: ولما اشتد ندمهم؛ لأنّ من شأن من اشتد ندمه وحزنه أن يعض يده غما، فتصير يده مسقوطا فيها؛ لأن فاه قد وقع فيها؛ وقيل: من عادة النادم أن يطأطىء رأسه، ويضع ذقنه على يده معتمدا عليها ويصير على هيئة لو نزعت يده لسقط على وجهه، فكأن اليد مسقوط فيها، وفي بمعنى على، فمعنى {فِي أَيْدِيهِمْ} على أيديهم كقوله:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} وأعلم أن (سقط في يده) عده بعضهم في الأفعال التي لا تتصرف كنعم وبئس {أَسِفًا} الأسف (3) الحزن والغضب.

(1) المراغي.

(2)

الفتوحات.

(3)

المراغي.

ص: 155

ويقال: أسف يأسف - من باب تعب - حزن وتلهف، وأسف كغصب وزنا ومعنى، ويعدى بالهمزة فيقال: آسفته، ومن استعمال الأسف بمعنى الحزن، قوله تعالى حكاية عن يعقوب:{وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ} وبمعنى الغضب قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ} . {أَعَجِلْتُمْ} يقال عجله إذا سبقه، وأعجله استعجله، ويقال: عجل عن الأمر إذا تركه غير تام، وفي «الخازن» العجلة التقدم على الشيء قبل وقته، والمعنى: أعجلتم ميعاد ربكم، فلم تصبروا له؟ أي: أعجلتم وعد ربكم من الأربعين، وقال الإمام: العجلة التقدم بالشيء قبل وقته، ولذلك كانت مذمومة، والسرعة غير مذمومة؛ لأن معناها عمل الشيء في أول أوقاته اه.

{فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ} أصل الشماتة الفرح ببلية من تعاديه ويعاديك، يقال: شمت فلان بفلان إذا سر بمكروه نزل به، والمعنى: لا تسر الأعداء بما تفعل بي من المكروه. اه «خازن» ، وفي «المصباح» شمت به يشمت، من باب سلم إذا فرح بمصيبة نزلت به، والاسم الشماتة، وأشمت الله به العدو اه.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: التكرار في قوله: {فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ} وقوله: {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} وفي قوله: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} ، وفي قوله:{رَبِّ أَرِنِي} .

ومنها: الجناس المماثل في قوله: {أَرِنِي} ، {لَنْ تَرانِي}:{فَسَوْفَ تَرانِي} وفي قوله: {أَنْظُرْ إِلَيْكَ} و {انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} .

ومنها: الطباق في قوله: {وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} ؛ لأنّه بمعنى ولا تفسد فيهم، وفي قوله:{وَخَرَّ مُوسى صَعِقًا فَلَمَّا أَفاقَ} .

ومنها: إرادة الخصوص بما ظاهره العموم في قوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ؛ أي: من قومه، وفي قوله:{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ} ؛ أي: من أهل عصره.

ومنها: التكرار في قوله: {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} ، وفي قوله {وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ} ، {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ} ، {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ} .

ص: 156

ومنها: الطباق بين كلمتي {الرُّشْدِ} و {الغَيِّ} .

ومنها: التكرار والتأكيد في قوله: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى} مع قوله: {اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ} .

ومنها: المجاز المرسل في قوله: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ} ؛ لأنّ الذي صاغه موسى السامري، فأسند ما للبعض إلى الكل لرضاهم به، من إطلاق ما للبعض على الكل.

ومنها: الإضافة لأدنى ملابسة في قوله: {مِنْ حُلِيِّهِمْ} ؛ لأنّ الحلى للقبطيين، فاستعاروه لغرض العرس.

ومنها: الإبدال في قوله: {جَسَدًا} ؛ لدفع التوهم؛ لأنّه أبدله من {عِجْلًا} لدفع توهم أنّه صورة عجل منقوشة على حائط مثلا.

ومنها: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله: {سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ} ، للمبالغة في الحض على سلوك نهج الصالحين، والأصل: سأريهم؛ أي: قومك.

ومنها: الكناية في قوله: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} ؛ لأنّه كناية عن الندم، فإن العادة أن الإنسان إذا ندم بقلبه على شيء عض بفمه على أصبعه، فسقوط الأفواه على الأيدي لازم للندم، فأطلق اسم اللازم، وأريد الملزوم على سبيل الكناية.

ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في استعارة لفظ {فِي} لمعنى (على) في قوله: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} ؛ أي: على أيديهم، شبه الاستعلاء الكلي بالظرفية الكلية، بجامع التمكن في كل، واستعير لفظ الطرفية للاستعلاء؛ أي: يقدر ذلك، فسرى التشبيه من الكليات إلى الجزئيات التي هي معاني الحروف، فاستعير لفظ (في) الموضوعة لكل جزئي من جزئيات الظرفية لمعنى {على} ، وهو الاستعلاء الخاص؛ أي: المقيد بالسقوط في هذا المثال، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.

ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {سَبِيلَ الرُّشْدِ} و {سَبِيلَ الغَيِّ} ؛ لأنّ السبيل حقيقة في مكان المرور، فاستعاره للإيمان والضلال اللذين

ص: 157

هما من أعمال القلب، بجامع الإيصال إلى المقصود أو الهلاك في كل.

ومنها: الاستفهام الإنكاري (1) في قوله: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ} حيث عبدوا جمادا أو حيوانا عاجزا، عليه آثار الصنعة، لا يمكن أن يتكلم، أو لا يهدي، وقد ركز في العقول أن من كان بهذه المثابة .. استحال أن يكون إلها، وهذا نوع من أنواع البلاغة يسمى الاحتجاج النظري، وبعضهم يسميه المذهب الكلامي.

ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

(1) البحر المحيط.

ص: 158

قال الله سبحانه جلّ وعلا:

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَاّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَاّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)} .

المناسبة

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ

} الآيات، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (1) عتاب موسى لأخيه هارون عليهما

(1) المراغي.

ص: 159