المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأما رؤية النور بين عيني عبد الله بن عبد المطلب - إمتاع الأسماع - جـ ٤

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الرابع]

- ‌[تتمة الفصل في ذكر المفاضلة بين المصطفى وبين إبراهيم]

- ‌ومن حديث محمد بن كعب القرظيّ قال:

- ‌فصل في ذكر ما كان من أعلام نبوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منذ حملت به أمه آمنة بنت وهب [ (1) ] إلى أن بعثه اللَّه برسالته

- ‌وأما إخبار الحبر لعبد المطلب بأن في إحدى يديه ملكا وفي الأخرى نبوة، وأن ذلك في بني زهرة

- ‌وأما رؤية النور بين عيني عبد اللَّه بن عبد المطلب

- ‌وأما إخبار آمنة بأنها قد حملت بخير البرية وسيّد الأمة

- ‌وأما دنوّ النجوم منها عند ولادته وخروج النور منها

- ‌وأما انفلاق البرمة عنه

- ‌وأما ولادته مختونا مسرورا

- ‌وأما استبشار الملائكة وتطاول الجبال وارتفاع البحار وتنكيس الأصنام وحجب الكهان ونحو ذلك

- ‌وأما ارتجاس إيوان كسرى وسقوط شرفاته وخمود نار فارس ورؤيا الموبذان

- ‌وأما صرف أصحاب الفيل عن مكة المكرمة

- ‌وكان مولده صلى الله عليه وسلم عام الفيل

- ‌وأما الآيات التي ظهرت في مدة رضاعته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما معرفة اليهود له وهو غلام مع أمه بالمدينة، واعترافهم إذ ذاك بنبوته

- ‌وأما توسم جده فيه السيادة لما كان يشاهد منه في صباه من مخايل [ (1) ] الرّباء [ (2) ]

- ‌وأما إلحاق القافّة [ (1) ] قدمه بقدم إبراهيم عليه السلام وتحدّث يهود بخروج نبي من ضئضئ [ (2) ] عبد المطّلب

- ‌وأما رؤية عمه أبي طالب منذ كفله ومعرفته بنبوته

- ‌وأما تظليل الغمام له في صغره واعتراف بحيرى ونسطورا بنبوته

- ‌فصل في رعاية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الغنم قبل النبوة

- ‌فصل في ذكر اشتهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة قبل بعثته بالرسالة من اللَّه تعالى إلى العباد

- ‌فصل في ذكر عصمة اللَّه تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم من الجن والإنس والهوام

- ‌فصل في ذكر حراسة السماء من استراق الشياطين السمع [ (1) ] عند بعثة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم برسالات اللَّه تعالى لعباده

- ‌فصل في ذكر بعثة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فأمّا شبهة منكري التكليف

- ‌وأما شبهة البراهمة

- ‌وأما شبهة منكري كون الشرائع من عند اللَّه

- ‌وأما شبهة اليهود

- ‌وأما بعثة الرسل هل هي جائزة أو واجبة

- ‌وأما الأدلة على صحة دين الإسلام وصدق نبينا محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فأحدهما:

- ‌الحجة الثانية

- ‌الحجة الثالثة

- ‌الحجة الرابعة

- ‌الحجة الخامسة

- ‌الحجة السادسة

- ‌الحجة السابعة

- ‌الحجة الثامنة

- ‌الحجة التاسعة

- ‌الحجة العاشرة

- ‌وأما تقرير نسخ الملة المحمدية لسائر الملل

- ‌وأمّا أنّ التّوراة التي هي الآن بأيدي اليهود ليست التوراة التي أنزلها اللَّه على موسى عليه السلام

- ‌فلحقها ثلاثة أمور [ (1) ] :

- ‌ومنها أن اللَّه تجلى لموسى في سيناء

- ‌وهذه نبذة من مقتضيات غضب اللَّه تعالى عليهم

- ‌بحث تاريخي عن الأناجيل التي بين يدي النصارى

- ‌[المعجزة في رأي المتكلمين]

- ‌[الآية]

- ‌تنبيه وإرشاد لأهل التوفيق والرشاد

- ‌فصل في [ذكر موازاة الأنبياء في فضائلهم بفضائل نبينا صلى الله عليه وسلم ومقابلة ما أوتوا من الآيات بما أوتي عليه السلام]

- ‌وأما إبراهيم عليه السلام

- ‌وأما هود عليه السلام

- ‌وأما صالح عليه السلام

- ‌وأما إدريس عليه السلام

- ‌وأما يعقوب عليه السلام

- ‌وأما ذرية يعقوب عليه السلام الذين هم بنو إسرائيل

- ‌وأما يوسف عليه السلام

- ‌وأما موسى عليه السلام

- ‌وأما ضرب موسى البحر بعصاه فانفلق وجازه بأصحابه

- ‌وأما هارون عليه السلام

- ‌وأما داود عليه السلام

- ‌وأما سليمان عليه السلام

- ‌وأما يحيى بن زكريا عليهما السلام

- ‌وأما عيسى عليه السلام

- ‌أمّا القرآن الكريم

- ‌أمّا إعجاز القرآن الكريم

- ‌وأما كيفية نزوله والمدة التي أنزل فيها

- ‌وأمّا جمع القرآن الكريم فقد وقع ثلاث مرات

- ‌وأما الأحرف التي أنزل عليها القرآن الكريم

- ‌[الناسخ والمنسوخ]

- ‌[القراءات التي يقرأ بها القرآن]

- ‌[التابعون بالمدينة المنوّرة من القراء]

- ‌[التابعون بمكة المشرّفة من القراء]

- ‌[التابعون بالبصرة من القراء]

- ‌[التابعون بالشام من القراء]

- ‌[التابعون بالكوفة من القراء]

- ‌[القراءات المشهورة]

- ‌[تحريم الصلاة بالقراءة الشاذة]

- ‌[ترتيب نزول القرآن بمكة]

- ‌[آخر ما نزل بمكة]

- ‌[ترتيب نزول القرآن بالمدينة]

- ‌[تتمّة مفيدة]

- ‌[فصل في ذكر أخذ القرآن ورؤية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالقلوب حتى دخل كثير من العقلاء في الإسلام في أول ملاقاتهم له]

- ‌إسلام الطفيل بن عمرو الدوسيّ

- ‌[الهجرة الأولى إلى الحبشة]

- ‌[إسلام أبي ذر]

- ‌[ذكر إسلام عمرو بن عبسة السّلمي وما أخبره أهل الكتاب من بعث النبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌تنبيه مفيد

- ‌[فصل جامع في معجزات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على على سبيل الإجمال]

الفصل: ‌وأما رؤية النور بين عيني عبد الله بن عبد المطلب

‌وأما رؤية النور بين عيني عبد اللَّه بن عبد المطلب

فخرج أبو نعيم من حديث ابن شهاب [ (1) ] عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة، وعامر بن سعد عن أبيه سعد، قال: أقبل عبد اللَّه بن عبد المطلب أبو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان في بناء له وعليه أثر الطين والغبار، فمرّ بامرأة من خثعم، وقال [ (2) ] عامر بن سعد [ (3) ] عن أبيه في حديثه فمرّ بليلى العدويّة، فلما رأته ورأت ما بين عينيه دعته إلى نفسها وقالت له: إن وقعت بي فلك مائة من الإبل، فقال لها [عبد اللَّه بن عبد المطلب] [ (4) ] : حتى أغسل عني هذا الطين الّذي عليّ وأرجع إليك، فدخل على آمنة بنت وهب فواقعها فحملت برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الطيب المبارك، ثم رجع إلى الخثعمية، وقال عامر في حديثه إلى ليلى العدويّة فقال لها: هل لك فيما قلت؟ فقالت: لا [يا عبد اللَّه][ (5) ]، قال: ولم؟ قالت: لأنك مررت بي وبين عينيك نور، ثم رجعت إليّ وقد انتزعته آمنة بنت [ (6) ] وهب منك. فولدت [ (7) ] آمنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

وله من حديث النضر بن سلمة [ (8) ] قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه محمد عن أبيه عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت سعد ابن أبي وقاص رضي اللَّه تعالى عنه يقول: نحن أعظم خلق اللَّه بركة، وأكثر خلق

[ (1) ] السّند في (دلائل أبي نعيم) : حدثنا عمر بن محمد بن جعفر قال: حدثنا إبراهيم بن السندي، حدثنا النضر بن مسلمة قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه قال: حدثني ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة وعامر بن سعد عن أبيه سعد قال

[ (2) ] في المرجع السابق: «فقال» .

[ (3) ] في (خ) : «سعيد» .

[ (4) ] زيادة للسياق من (دلائل أبي نعيم) .

[ (5) ] زيادة للسياق من (دلائل أبي نعيم) .

[ (6) ] في (دلائل أبي نعيم) : «ابنة» .

[ (7) ] في (دلائل أبي نعيم) : «فحملت آمنة برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

[ (8) ] السند في (دلائل أبي نعيم) : حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن عمر الخلال المكيّ قال:

حدثنا عبد العزيز بن عمران قال: حدثني محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه عن جده قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول:

ص: 38

اللَّه ولدا، خرج عبد اللَّه بن عبد المطلب ذات يوم متخصّرا [ (1) ] مترجلا حتى جلس في البطحاء، فنظرت إليه ليلى العدوية، فدعته إلى نفسها، فقال عبد اللَّه [بن عبد المطلب] [ (2) ] : أرجع إليك، ودخل [عبد اللَّه][ (2) ] على آمنة [بنت وهب][ (2) ] فقال لها اخرجي فواقعها وخرج، فلما رأته ليلى قالت: ما فعلت؟ فقال [عبد اللَّه][ (2) ] : قد رجعت إليك، قالت [ليلى] [ (2) ] : لقد دخلت بنور ما خرجت به، ولئن كنت ألممت بآمنة بنت وهب لتلدن ملكا [ (3) ] .

وله من حديث ابن جريج عن عطاء [ (4) ] عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

لما خرج عبد المطلب بابنه ليزوجه مرّ به على كاهنة من أهل تبالة [ (5) ] متهوّدة [ (6) ] قد قرأت الكتب، يقال لها: فاطمة بنت مرّ الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد اللَّه، فقالت له: يا فتى! هل لك أن تقع عليّ الآن وأعطيك مائة من الإبل فقال [عبد اللَّه][ (7) ] :

أما الحرام فالممات دونه

والحلّ لا حلّ فأستبينه

فكيف بالأمر الّذي تبغينه؟

ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثا، ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته [ (8) ] إليه الخثعمية فأتاها فقالت: يا فتى! ما صنعت بعدي؟ قال: زوجني أبي آمنة بنت وهب وأقمت عندها ثلاثا، قالت:

[ (1) ] كذا في (خ)، وفي (دلائل أبي نعيم) :«متحضّرا» ، والحديث أخرجه أبو نعيم في (الدلائل) 1/ 130، حديث رقم (72)، والسيوطي في (الخصائص) : 1/ 100، عن أبي نعيم، وأخرج القصة ابن هشام في (السيرة) : 1/ 291- 292.

[ (2) ] زيادات للسياق والنسب من (دلائل أبي نعيم) .

[ (3) ](دلائل أبي نعيم) : 1/ 131، حديث رقم (73) وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو متروك.

[ (4) ] السند في (دلائل النبوة لأبي نعيم) : حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا محمد بن عمارة القرشيّ، قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس قال:

[ (5) ] تبالة: بلد باليمن.

[ (6) ] في (خ) : «مشهورة» ، وما أثبتناه من (دلائل أبي نعيم) .

[ (7) ] زيادة للسياق من المرجع السابق.

[ (8) ] في (خ) : «دعت» .

ص: 39

إي واللَّه ما أنا بصاحبة ريبة، ولكن رأيت في وجهك نورا وأردت أن يكون فيّ، وأبى اللَّه إلا أن يصيره حيث أحبّ، [ثم قالت فاطمة الخثعمية] [ (1) ] :

وله من حديث داود بن أبي هند [ (2) ] عن عكرمة قال: كانت امرأة من خثعم تعرض نفسها في [موسم الحج][ (3) ] ، وكانت ذات جمال، ومعها أدم تطوف به كأنها تبيعه، فأتت على عبد اللَّه بن عبد المطلب، فلما رأته أعجبها [ (4) ] فقالت: إني واللَّه ما أطوف لبيع [ (5) ] الأدم، وما بي إلى ثمنه من حاجه، ولكني إنما أتوسم الرجال [ (6) ] ، انظر هل أجد كفؤا، فإن كانت لك إليّ حاجة فقم، فقال لها:

مكانك [حتى][ (7) ] أرجع إليك، فانطلق إلى أهله [ (8) ] ، فبدا له [ (9) ] فواقع أهله، فحملت بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، فلما رجع إليها قال: ألا أراك هاهنا؟ قالت: ومن أنت [ (10) ] ؟ قال: أنا الّذي وعدتك، قالت لا: ما أنت هو، ولئن كنت ذاك [ (11) ]

[ (1) ] في (خ) : «وقالت شعرا فذكره» ، قالت:

إني رأيت مخيلة لمعت

فتلألأت بحناتم القطر

فلمائها نور يضيء له

ما حوله كإضاءة البدر

ورجوته فخرا أبوء به

ما كل قادح زنده يورى

للَّه ما زهرية سلبت

ثوبيك ما استلبت وما تدري

والحديث أخرجه أبو نعيم في (الدلائل) : 1/ 131- 133، حديث رقم (74)، وابن سعد في (الطبقات) : 1/ 96- 97، وفيه صدر البيت الثالث هكذا:

فلمأتها نورا يضيء به

وما أثبتناه من (دلائل أبي نعيم) ، و (طبقات ابن سعد) .

[ (2) ] السند في (دلائل البيهقي)، هكذا: أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، قال: حدثنا عبد الباقي بن قانع، قال: حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري، قال: حدثنا مسدّد، قال: حدثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

[ (3) ] في (خ) : «موسم من المواسم» ، وما أثبتناه من (دلائل البيهقي) .

[ (4) ] كذا في (خ)، وفي (دلائل البيهقي) :«فأظن أنه أعجبها» .

[ (5) ] كذا في (خ)، وفي (دلائل البيهقي) :«ما أطوف بهذا الأدم وما لي إلى ثمنها حاجة» .

[ (6) ] كذا في (خ)، وفي (دلائل البيهقي) :«وإنما أتوسم الرجل هل أجد كفؤا» .

[ (7) ] زيادة للسياق من المرجع السابق.

[ (8) ] كذا في (خ)، وفي (دلائل البيهقي) :«إلى رحلة» .

[ (9) ] كذا في (خ)، وفي (دلائل البيهقي) :«فبدأ فواقع أهله» .

[ (10) ] كذا في (خ)، وفي (دلائل البيهقي) :«فمن كنت؟» .

[ (11) ] كذا في (خ)، وفي (دلائل البيهقي) :«قال: الّذي واعدتك» .

ص: 40

لقد رأيت بين عينيك نورا ما أراه الآن [ (1) ] .

وله من حديث ابن وهب [ (2) ] قال: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري قال: كان عبد اللَّه بن عبد المطلب أحسن رجل رئي قط، فخرج [ (3) ] يوما على نساء قريش وهن مجتمعات، فقالت امرأة منهن: أيتكن تتزوج بهذا الفتى فتصطبّ النور الّذي أرى [ (4) ] بين عينيه؟ فإنّي أرى بين عينيه نورا، فتزوجته آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة [ (5) ] ، فحملت بمحمد صلى الله عليه وسلم [ (6) ] .

وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق [ (7) ] : ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد عبد اللَّه، فمرّ به- فيما يزعمون- على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي عند الكعبة، فقالت له حين نظرت إلى وجهه: أين تذهب يا عبد اللَّه؟ فقال:

مع أبي، قالت: لك عندي من الإبل مثل الّذي نحرت عنك وقع عليّ الآن، فقال لها: إن معي أبي [الآن][ (8) ] ، لا أستطيع خلافه ولا فراقه، ولا أريد أن أعصيه شيئا.

[ (1) ](دلائل البيهقي) : 1/ 107- 108.

[ (2) ] السند في (دلائل أبي نعيم) هكذا: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان، قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، قال:

[ (3) ] كذا في (خ) وفي (أبي نعيم) : «خرج» .

[ (4) ] في (أبي نعيم) : «النور الّذي بين عينيه» .

[ (5) ] كذا في (خ)، وفي (أبي نعيم) :«بن زهرة فجأة فحملت» .

[ (6) ](دلائل النبوة لأبي نعيم) : 1/ 133، حديث رقم (75) ، وهو حديث مرسل، أخرجه أيضا السيوطي في (الخصائص) : 1/ 104 قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله: ففي ابتغاء اليهود واليهودية وضع هذا النور الّذي انتقل إلى آمنة بنت وهب فيها، وذكرهم بني زهرة، وأن هذا الأمر لا يكون فيهم، دلالة واضحة على تقديم الخبر والبشارة بذلك في الكتب السالفة، وما يكون من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته، كل ذلك آيات واضحة، وبراهين صحيحة لائحة، على نبوته وبعثته صلى الله عليه وسلم. (المرجع السابق) : 1/ 133.

[ (7) ] السند في (دلائل البيهقي) هكذا: أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال:

، وفي (سيرة ابن هشام) بغير سند، وفي (تاريخ الطبري) بغير سند، بل قال:«فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد» وكذلك قال (البيهقي والمقريزي) .

[ (8) ] زيادة للسياق من (دلائل البيهقي) .

ص: 41

فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة- ووهب يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا- فزوجه آمنة بنت وهب، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا [ (1) ] .

قال: وذكروا أنه دخل عليها حين أملكها [ (2) ] مكانه، فوقع عليها فحملت برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال: ثم خرج من عندها حتى أتى المرأة التي قالت له ما قالت- وهي أخت ورقة ابن نوفل بن أسد بن عبد العزى- وهي في مجلسها، فجلس إليها وقال: مالك لا تعرضين عليّ اليوم مثل الّذي عرضت أمس؟.

قالت [ (3) ] : فارقك [ (4) ] النور الّذي كان فيك، فليس لي بك اليوم حاجة، وكانت فيما زعموا تسمع من أخيها ورقة ابن نوفل- وكان قد تنصّر واتّبع الكتب- يقول: إنه لكائن في هذه الأمة نبي من بني إسماعيل [ (5) ] ، فقالت في ذلك شعرا فذكره [ (6) ] ، واسمها أم قتّال بنت نوفل بن أسد.

[ (1) ][وهي لبرّة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصيّ. وأم برة: أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصيّ. وأم حبيب بنت أسد: لبرّة بنت عوف بن عبيد بن عدي بن عدي بن كعب ابن لؤيّ بن غالب بن فهر] ما بين الحاصرتين زيادة من (دلائل البيهقي) ، و (ابن هشام) ، و (تاريخ الطبري) .

[ (2) ] كذا في (خ) ، وفي (الطبري) ، و (ابن هشام)، وفي (البيهقي) :«ملكها» .

[ (3) ] كذا في (خ) ، و (ابن هشام) ، وفي (الطبري)، و (البيهقي) :«فقالت» .

[ (4) ] في (البيهقي) : «قد فارقك» .

[ (5) ](دلائل البيهقي) : 1/ 102- 104، باب تزوج عبد اللَّه بن عبد المطلب: أبي النبي صلى الله عليه وسلم بآمنة بنت وهب، وحملها برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ووضعها إياه، (سيرة ابن هشام) . 1/ 292 باب ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد اللَّه بن عبد المطلب، (تاريخ الطبري) : 2/ 243- 244.

[ (6) ] هذا الشعر ذكره البيهقي في (الدلائل)، حيث قالت أم قتّال بنت نوفل بن أسد:

الآن وقد ضيّعت ما كنت قادرا

عليه وفارقك الّذي كان جاءك

غدوت عليّ حافلا قد بذلته

هناك لغيري فالحقنّ بشانكا

ولا تحسبنّي اليوم خلوا وليتني

أصبت جنينا منك يا عبد داركا

ولكن ذاكم صار في آل زهرة

به يدعم اللَّه البرية ناسكا

وقالت أيضا:

عليك بآل زهرة حيث كانوا

وآمنة التي حملت غلاما

ص: 42

_________

[ () ]

ترى المهديّ حين ترى عليه

ونورا قد تقدّمه إماما

وقالت أيضا:

فكل الخلق يرجوه جميعا

يسود الناس مهتديا إماما

برأه اللَّه من نور صفاء

فأذهب نوره عنا الظلاما

وذلك صنع ربك إذ حباه

إذا ما سار يوما أو أقاما

فيهدي أهل مكة بعد كفر

ويفرض بعد ذلكم الصّياما

قال البيهقي: قلت: وهذا الشيء قد سمعته من أخيها في صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ويحتمل أن كانت أيضا امرأة عبد اللَّه مع آمنة.

قال الدكتور عبد المعطي قلعجي محقق (دلائل البيهقي) تعليقا على هذا الخبر: خبر غريب موضوع، لا سند له، ولا منطق يؤيده، ويناقض الأحاديث الصحيحة، تناقلته كتب السيرة بما دسّه عليها أعداء الإسلام، من يهود، وسبيئة، وشانئين، ومنافقين.

1-

فرغم ما عرف عن تمسك المؤرخين بالسند، وأن كل الأخبار الصحيحة وردت بالسند القوي المتواتر، فهذا الخبر ليس له سند، فلا هو بمتصل، ولا بمرفوع، لا، بل نقله (الطبري) :

2/ 243، [ابن هشام: 1/ 291] ، [البيهقي: 1/ 102] ، [المقريزي في النسخة (خ) من إمتاع الأسماع]، [بقولهم جميعا] :«فيما يزعمون» .

2-

إن متنه وما تضمنه من حكاية المرأة التي عرضت الزنا على عبد اللَّه وهو حديث عهد بزواج، تناقض الأحاديث الصحيحة، من طهارة وشرف نسب الأنبياء، وأن هذه الطهارة، وهذا الشرف من دلائل نبوتهم،

قال صلى الله عليه وسلم: «إن اللَّه اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» .

وهذا الحديث في الترمذي ومسند أحمد،

وأن اللَّه طهره من عهر الجاهلية وأرجاسها، ووالده عبد اللَّه كان صورة طبق الأصل من عبد المطلب، ولو أمهله الزمن لتولى مناصب الشرف التي كانت بيد عبد المطلب، وكان شعاره الّذي التزمه طيلة حياته:

أما الحرام فالممات دونه

رجل هذا شأنه، هل نطمئن إلى هذه الروايات المزعومة، وأنه بعد أن دخل بزوجته آمنة، عاد فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها:«مالك لا تعرضين عليّ اليوم ما كنت عرضت عليّ بالأمس؟» !!.

3-

تخبطت الروايات في اسم المرأة، فهي مرة امرأة من خثعم، ومرة أم قتال أخت ورقة ابن نوفل، ومرة هي ليلى العدوية، ومرة كاهنة من أهل قبالة متهوّدة، ومرة أنه كان متزوجا بامرأة أخرى غير آمنة

إلخ هذا التخبط الدال على الكذب، ولماذا اختار الرواة أخت ورقة ابن نوفل، أو امرأة كانت قد قرأت الكتب؟!.

4-

إننا إذا نظرنا إلى الشعر الوارد في هذا الخبر على لسان المرأة، لوجدناه شعرا ركيكا، مزيفا، مصنوعا، ملفقا، مضطرب القافية، محشورة الكلمات فيه بشكل مصطنع واضح الدلالة على تلفيقه، وبهذا كله يسقط هذا الخبر الواهي، ويدل على هذا قول ابن إسحاق، والطبري،

ص: 43

قال ابن إسحاق [ (1) ] : حدثني والدي إسحاق بن يسار قال: حدثت أنه كان لعبد اللَّه بن عبد المطلب امرأة مع آمنة بنت وهب [بن عبد مناف][ (2) ] ، فمر بامرأته [تلك][ (3) ] وقد أصابه أثر من طين عمل به، فدعاها إلى نفسه فأبطأت عليه لما رأت من أثر الطين.

فدخل فغسل عنه أثر الطين، ثم دخل عامدا إلى آمنة، ثم دعته صاحبته التي كانت أرادته إلى نفسها، فأبى [ (4) ] للذي صنعت به أول مرة، فدخل على آمنة فأصابها ثم خرج، فدعاها إلى نفسه فقالت: لا حاجة لي بك، مررت بي وبين عينيك غرّة فرجوت أن أصيبها، فدخلت على آمنة فذهبت بها منك.

قال ابن إسحاق: فحدثت أن امرأته تلك كانت تقول: لمرّ بي وإن بين عينيه لنورا مثل الغرّة، ودعوته له رجاء أن يكون لي، فدخل على آمنة فأصابها فحملت برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (5) ] .

[ () ][والبيهقي] ، و [المقريزي] ، وغيرهم ممن نقلوا الخبر- فيما يزعمون- وهم زعم باطل. (دلائل البيهقي) 1/ 104- 105 «هامش» .

[ (1) ] السند في (دلائل البيهقي) : وأخبرنا أبو عبيد اللَّه الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس: أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني والدي: إسحاق بن يسار، قال:

[ (2) ] زيادة للنسب من (البيهقي) .

[ (3) ] زيادة للسياق من (البيهقي) .

[ (4) ] في (خ) : «فأبا» والتصويب من (البيهقي) .

[ (5) ](دلائل النبوة للبيهقي) : 1/ 105- 106، (سيرة ابن هشام) : 1/ 292، قصة حمل آمنة برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، (تاريخ الطبري) : 2/ 244.

ص: 44