الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[التابعون بالكوفة من القراء]
وأما التابعون بالكوفة، الذين اجتهدوا في علم القراءات، فجماعة منهم:
علقمة بن قيس [ (1) ] ، والربيع بن خثيم [ (2) ] ، ومسروق بن الأجدع [ (3) ] ، والأسود بن يزيد [ (4) ] ،
…
[ (1) ] هو علقمة بن قيس بن عبد اللَّه بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل، وقيل: ابن كهيل بن بكر ابن عوف، ويقال: ابن المنتشر بن النخع، النخعي، الكوفي، فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها، عم الأسود بن يزيد، وأخيه عبد الرحمن، وخال فقيه العراق إبراهيم النخعي، ولد في أيام الرسالة المحمدية، وعداده في المخضرمين، وتصدى للإمامة والفتيا بعد عليّ وابن مسعود، وكان طلبته يسألونه ويتفقهون به والصحابة متوافرون. مات علقمة في خلافة يزيد سنة إحدى وستين، وقيل غير ذلك. وقد عاش تسعين سنة. له ترجمة في:(سير أعلام النبلاء) : 4/ 53- 61، ترجمة رقم (14)، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم (1054)، (طبقات الحفاظ للسيوطي) : 20، ترجمة رقم (24)، (تاريخ البخاري) : 7/ 41، (المعارف) : 431، (الجرح والتعديل) : 3/ 404، (حلية الأولياء) :
2/ 98، (تاريخ بغداد) : 12/ 296، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 324، (مرآة الجنان) : 1/ 137، (شذرات الذهب) : 1/ 70.
[ (2) ] هو الربيع بن خثيم بن عائذ، الإمام القدوة العابد، أبو يزيد الثوري الكوفي، أحد الأعلام. أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل عنه، وروى عن عبد اللَّه بن مسعود، وأبي أيوب الأنصاري، وعمرو ابن ميمون، وهو قليل الرواية إلا أنه كبير الشأن، حدث عنه الشعبي وآخرون، وكان يعد من عقلاء الرجال، توفي قبل سنة خمس وستين. له ترجمة في (طبقات ابن سعد) : 6/ 118، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم 992، (تاريخ البخاري) : 3/ 269، (المعارف) : 497، (الجرح والتعديل) : 2/ 459، (حلية الأولياء) : 2/ 105، (سير أعلام النبلاء) : 4/ 258- 262، ترجمة رقم (95)، (تهذيب التهذيب) : 3/ 210.
[ (3) ] هو مسروق بن الأجدع، الإمام القدوة، العلم، أبو عائشة الوداعيّ، الهمدانيّ، الكوفي، وهو مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد اللَّه بن مرة بن سليمان بن معمر، ويقال: سلامان ابن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وداعة بن عمر بن ناشح بن دافع بن مالك بن جشم ابن حاشد بن جشم بن حيوان بن نوف بن همدان. وعداده في كبار التابعين وفي المخضرمين الذين أسلموا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة اثنتين وستين، وقيل: سنة ثلاث وستين، له ترجمة في:(سير أعلام النبلاء) : 4/ 63- 69، ترجمة رقم (17)، (طبقات ابن سعد) : 6/ 76، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم (1066)، (تاريخ البخاري) : 8/ 35، (المعارف) : 432، (الجرح والتعديل) : 4/ 396، (حلية الأولياء) : 2/ 95، (تاريخ بغداد) : 13/ 232، (تهذيب الأسماء واللغات) : 2/ 88، (طبقات الحفاظ للسيوطي) : 21، ترجمة رقم (206) .
[ (4) ] هو الأسود بن يزيد بن قيس، الإمام، القدوة، أبو عمرو النخعيّ الكوفيّ، وقيل: يكنى أبا عبد الرحمن
وأبو وائل شقيق بن سلمة [ (1) ] ، وعامر بن شراحبيل الشعبي [ (2) ] ، وأبو عبد الرحمن السّلمي [ (3) ] ،
[ () ] وهو أخو عبد الرحمن بن يزيد، ووالد عبد الرحمن بن الأسود، وابن أخي علقمة بن قيس، وخال إبراهيم النخعي، فهؤلاء أهل بيت من رءوس العلم والعمل. وكان الأسود مخضرما، أدرك الجاهلية والإسلام. وحدّث عن معاذ بن جبل، وبلال، وابن مسعود، وعائشة، وحذيفة بن اليمان، وطائفة سواهم. حدّث عنه ابنه عبد الرحمن، والشعبي وآخرون، وهو نظير مسروق في الجلالة، والعلم، والثقة، والسنّ، يضرب بعبادتهما المثل. نقل العلماء في وفاة الأسود أقوالا أرجحها سنة خمس وسبعين. له ترجمة في:(طبقات خليفة) : ترجمة رقم (1255)، (تاريخ البخاري) : 1/ 449، (المعارف) : 432، (الجرح والتعديل) : 1/ 291، (حلية الأولياء) : 2/ 102، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 122، (تهذيب التهذيب) : 1/ 299، (شذرات الذهب) : 1/ 82، (الاستيعاب) : 1/ 92، ترجمة رقم (53)، (طبقات الحفاظ للسيوطي) : 22، ترجمة رقم (29) .
[ (1) ] هو شقيق بن سلمة، الإمام الكبير شيخ الكوفة، أبو وائل الأسديّ، أسد خزيمة الكوفي، مخضرم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وما رآه. قال إسحاق بن منصور عن ابن معين: أبو وائل ثقة، لا يسأل عن مثله.
مات سنة اثنتين وثمانين. له ترجمة في: (سير أعلام النبلاء) : 4/ 161- 166، ترجمة رقم (59)، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم (1114)، (تاريخ البخاري) : 4/ 245، (المعارف) : 449، (الجرح والتعديل) : 2/ 371، (حلية الأولياء) : 4/ 101، (الاستيعاب) : ترجمة رقم (1201)، (تاريخ بغداد) : 9/ 268، (تهذيب الأسماء واللغات) :
1/ 247، (وفيات الأعيان) : 2/ 476، ترجمة رقم (296)، (تهذيب التهذيب) : 4/ 317، (طبقات الحفاظ للسيوطي) : 28، ترجمة رقم (44) .
[ (2) ] هو الشعبي عامر بن شراحبيل بن عبد بن ذي كبار- وذو كبار: قيل من أقيال اليمن- الإمام العلامة، أبو عمرو الهمدانيّ ثم الشعبي، ويقال: هو عامر بن عبد اللَّه، وكانت أمه من سبى جلولاء. مولده في إمرة عمر بن الخطاب لستّ سنين خلت منها، وقيل: ولد سنة إحدى وعشرين، وقيل: سنة ثمان وعشرين، رأى عليا رضي اللَّه تعالى عنه وصلّى خلفه، وسمع من عدة من كبراء الصحابة. قال ابن عيينة: علماء الناس ثلاثة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه. وقال الواقدي: مات سنة خمس ومائة عن سبع وسبعين سنة، له ترجمة في:(طبقات ابن سعد) : 6/ 247، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم (1144)، (تاريخ البخاري) : 6/ 450، (المعارف) :
449، (الجرح والتعديل) : 3/ 322، (حلية الأولياء) : 4/ 310، (تاريخ بغداد) : 12/ 227، (وفيات الأعيان) : 3/ 12، ترجمة رقم (317)، (اللباب) : 2/ 21، (تهذيب التهذيب) :
5/ 57، (شذرات الذهب) : 1/ 26، (طبقات الحفاظ للسيوطي) : 40، ترجمة رقم (74) .
[ (3) ] هو أبو عبد الرحمن السلمي مقرئ الكوفة، الإمام العلم، عبد اللَّه بن حبيب بن ربيّعة الكوفي، من أولاد الصحابة، مولده في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. قرأ القرآن وجوّده ومهر فيه، وعرض على عثمان، وعلى عليّ، وابن مسعود، وقد كان ثبتا في القراءة، وفي الحديث، حديثه مخرّج في الكتب الستة، توفي سنة أربع وسبعين، وقيل غير ذلك. له ترجمة في:(طبقات الحفاظ للسيوطي) : 27، ترجمة رقم (41)
وزر بن حبيش [ (1) ]، وأخذ عنهم طبقة دونهم: كإبراهيم النخعي [ (2) ] ، وسماك بن حرب [ (3) ] ،
[ () ](تهذيب التهذيب) : 5/ 161، (طبقات ابن سعد) : 6/ 172، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم (1102)، (تاريخ البخاري) : 5/ 72، (المعارف) : 528، (الجرح والتعديل) : 2/ 37، (حلية الأولياء) : 4/ 191، (تاريخ بغداد) : 9/ 430، (تهذيب التهذيب) : 5/ 161 ترجمة رقم (317)، (سير أعلام النبلاء) : 4/ 267- 272، ترجمة رقم (97) .
[ (1) ] هو زرّ بن حبيش بن حباشة بن أوس، الإمام القدوة، مقرئ الكوفة مع السّلمي، أبو مريم الأسدي الكوفي، ويكنى أيضا أبا مطرف، أدرك أيام الجاهلية، وقرأ على ابن مسعود وعليّ، وتصدّر للإقراء، فقرأ عليه يحيى بن وثاب، وأبو إسحاق والأعمش، وغيرهم وحدّثوا عنه. قال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، وقال عاصم: من أعرب الناس، كان ابن مسعود يسأله عن العربية، مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وله ترجمة في:(سير أعلام النبلاء) : 4/ 166- 170، ترجمة رقم (60)، (طبقات ابن سعد) : 6/ 104، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم (983)، (تاريخ البخاري) :
3/ 447، (المعارف) : 427، (الجرح والتعديل) : 2/ 622، (حلية الأولياء) : 4/ 181، (الاستيعاب) : ترجمة رقم (869)، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 196، (تهذيب التهذيب) : 3/ 277، (طبقات الحفاظ للسيوطي) : 26، ترجمة رقم (39)، (شذرات الذهب) : 1/ 91.
[ (2) ] هو إبراهيم النّخعيّ، الإمام الحافظ، فقيه العراق، أبو عمران، إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود ابن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك النخعي، اليماني ثم الكوفي، أحد الأعلام، وهو ابن مليكة أخت الأسود بن يزيد، ولم نجد له سماعا من الصحابة المتأخرين الذين كانوا معه بالكوفة، وكان بصيرا بعلم ابن مسعود، واسع الرواية، فقيه النفس، كبير الشأن، كثير المحاسن، كان مفتي أهل الكوفة هو والشعبي في زمانهما، وكان رجلا صالحا، متوقيا، قليل التكلف وهو مختف من الحجاج، مات سنة ست وتسعين. له ترجمة في:(سير أعلام النبلاء) : 4/ 520- 529، ترجمة رقم (213)، (طبقات ابن سعد) : 6/ 270، (طبقات خليفة) : ترجمة رقم (1140)، (تاريخ البخاري) : 1/ 333، (المعارف) : 463، (الجرح والتعديل) : 1/ 144، (حلية الأولياء) : 4/ 219، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 104، (وفيات الأعيان) : 1/ 25، (تهذيب التهذيب) : 1/ 110، (طبقات الحفاظ للسيوطي) : 36: ترجمة رقم (68) .
[ (3) ] هو سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة، الحافظ، الإمام الكبير، أبو المغيرة الذهلي، البكري الكوفي، أخو محمد وإبراهيم، له نحو مائتي حديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وفي حديثه شيء، وقال عبد الرحمن بن خراش: في حديثه لين، وقال آخر، كان فصيحا مفوها، يزين الحديث منطقه. مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. له ترجمة في:(تهذيب التهذيب) :
4/ 204، (سير أعلام النبلاء) : 5/ 245- 248، ترجمة رقم (109)، (طبقات ابن سعد) : 6/ 323، (طبقات خليفة) : 161، (تاريخ خليفة) : 363، (التاريخ الكبير) : 4/ 173، (الجرح والتعديل) : 4/ 279، (المجروحين والضعفاء) : 2/ 249، (ميزان
وطلحة بن مصرف [ (1) ] ، وأبي إسحاق السبيعي [ (2) ] في آخرين.
وعنهم أخذ عاصم بن أبي النجود [ (3) ] ، ويحيى بن وثاب [ (4) ] ، وأبان بن تغلب [ (5) ]
[ () ](الاعتدال) : 2/ 232، (الثقات) : 3/ 103، (خلاصة تذهيب الكمال) : 155، (شذرات الذهب) : 1/ 161.
[ (1) ] هو طلحة بن مصرّف بن عمرو بن كعب، الإمام الحافظ المقرئ، المجوّد، شيخ الإسلام، أبو محمد اليامي الهمدانيّ الكوفي، تلا على يحيى بن وثّاب وغيره، وحدث عن أنس بن مالك، وعبد اللَّه بن أبي أوفى، ومرّة الطيب، وزيد بن وهب، ومجاهد، وخيثمة بن عبد الرحمن، وذرّ الهمدانيّ، وأبي صالح السمان وطائفة. حدّث عنه ابنه محمد بن طلحة، ومنصور، والأعمش، وشعبة، وخلق كثير، توفي طلحة في آخر سنة اثنتي عشرة ومائة، له ترجمة في:(طبقات ابن سعد) : 9/ 308، (طبقات خليفة) : 162، (التاريخ الكبير) :
4/ 346، (التاريخ الصغير) : 1/ 271، (الجرح والتعديل) : 4/ 473، (حلية الأولياء) : 5/ 14، (تهذيب التهذيب) : 5/ 23، (خلاصة تذهيب الكمال) : 180، (شذرات الذهب) : 1/ 145، (سير أعلام النبلاء) : 5/ 191- 192، ترجمة رقم (70) .
[ (2) ] هو أبو إسحاق السبيعي، عمرو بن عبد اللَّه بن ذي يحمد، وقيل: عمرو بن عبد اللَّه بن على الهمدانيّ الكوفي الحافظ، شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها، كان رحمه الله من العلماء العاملين، ومن جلة التابعين، قال: ولدت لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، ورأيت علي بن أبي طالب يخطب، كان طلّابة للعلم، كبير القدر، وهو ثقة حجة بلا نزاع، وقد كبر وتغير حفظه تغيّر السّنّ، ولم يختلط، وحديثه محتج به في دواوين الإسلام. قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: ثقة. توفي أبو إسحاق في سنة سبع وعشرين ومائة. له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 6/ 313، - 315، (طبقات خليفة) : 162، (التاريخ الكبير) : 6/ 347، (التاريخ الصغير) : 1/ 326، (الجرح والتعديل) : 6/ 242- 243، (ميزان الاعتدال) : 3/ 270، (تهذيب التهذيب) : 8/ 56، (خلاصة تذهيب الكمال) : 291، (شذرات الذهب) : 1/ 174، (طبقات الحفاظ للسيوطي) : 50، ترجمة رقم (97) .
[ (3) ] له ترجمة في: (طبقات خليفة) : 159، (التاريخ الكبير) : 6/ 487، (التاريخ الصغير) : 912، (الجرح والتعديل) : 6/ 340، (وفيات الأعيان) : 3/ 9، (ميزان الاعتدال) : 2/ 357، (تهذيب التهذيب) : 5/ 35، (خلاصة تذهيب الكمال) : 182، (سراج القارئ المبتدي) :11.
[ (4) ] هو يحيى بن وثّاب الإمام القدوة، المقرئ الفقيه، شيخ القراء، الأسديّ الكاهلي، مولاهم الكوفي، أحد الأئمة الأعلام، وتلا على أصحاب عليّ وابن مسعود، حتى صار أقرأ أهل زمانه. حدّث عن ابن عباس، وابن عمر، وروى مرسلا عن عائشة، وأبي هريرة وابن مسعود، قرأ عليه الأعمش وطائفة، وحدّث عنه عاصم، وقتادة، والأعمش، وعدة. قال العجليّ: هو تابعيّ ثقة، مقرئ يؤمّ قومه. مات سنة ثلاث ومائة. له ترجمة في (طبقات ابن سعد) : 6/ 299، (طبقات خليفة) ترجمة رقم 1116، (تاريخ البخاري) : 8/ 308، (المعارف) : 529، (الجرح والتعديل) : 4/ 193، (تهذيب الأسماء واللغات) : 2/ 159، (تهذيب التهذيب) : 11/ 258، (شذرات الذهب) : 1/ 125.
[ (5) ] هو أبان بن تغلب، الإمام المقرئ أبو سعد، وقيل: أبو أمية الرّبعيّ، الكوفيّ، الشّيعيّ، لم يعدّ في التابعين، حدّث عنه عدد كثير، وهو صدوق في نفسه، عالم كبير، وبدعته خفيفة، لا يتعرض للكبار، وحديثه يكون
ومنصور بن المعتمر [ (1) ] ، وسليمان بن مهران الأعمش [ (2) ]، وعنهم أخذ القراءات بالكوفة: حمزة، والكسائي، فصار مرجع علم القراءات بالكوفة إلى ثلاثة منهم هم: عاصم، وحمزة، والكسائي.
فأما عاصم بن أبي النجود [ (3) ]- واسمه بهدلة على الصحيح- فإنه أسديّ بالولاء، مولى بني جذيمة بن مالك بن نضر بن معين بن أسد، [يكنى] أبا بكر، قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وتصدر للإقراء، فقرأ عليه خلق كثير، منهم الأعمش، والمفضل بن محمد الضبي، وحماد بن شعيب، وأبو بكر بن عياش، وحفص بن سليمان، ونعيم بن ميسرة، وانتهت إليه الإمامة في القراءة بالكوفة، بعد شيخه أبي عبد الرحمن السلمي، وذلك لما مات أبو عبد
[ () ] نحو المائة، لم يخرج له البخاري، توفي سنة إحدى وأربعين ومائة. له ترجمة في:(طبقات خليفة) :
(166)
، (تاريخ البخاري) : 1/ 453، (الجرح والتعديل) : 2/ 396، (الكامل في التاريخ) : 5/ 508، (الوافي بالوفيات) : 5/ 330، (تهذيب التهذيب) : 1/ 81، (خلاصة تذهيب الكمال) : 14- 15، (سير أعلام النبلاء) : 6/ 308.
[ (1) ] هو منصور بن المعتمر، الحافظ الثبت القدوة، أبو عتاب السّلمي الكوفي أحد الأعلام، قال أبو عبيد القاسم ابن سلام: هو من بني بهثة بن سليم، من رهط العباس بن مرداس السّلميّ. كان من أوعية العلم، صاحب إتقان وتألّه وخير، حدّث عنه خلق كثير، منهم شعبة، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة. له ترجمة في (طبقات ابن سعد) : 6/ 2337، (طبقات خليفة) : 164، (تاريخ خليفة) : 404، (التاريخ الكبير) : 7/ 346، (الجرح والتعديل) : 8/ 177، (حلية الأولياء) : 5/ 40، (تهذيب الأسماء واللغات) : 2/ 114- 115، (خلاصة تذهيب الكمال) : 388، (شذرات الذهب) : 1/ 189، (سير أعلام النبلاء) : 5/ 402.
[ (2) ] هو سليمان بن مهران الأعمش، الإمام شيخ الإسلام، شيخ المقرءين والمحدثين، أبو محمد الأسدي، الكاهلي، مولاهم الكوفي الحافظ، أصله من نواحي الري، ولد في سنة إحدى وستين، فقد رأى أنس بن مالك وحكى عنه، وروى عنه، وعن عبد اللَّه بن أبي أوفى، وهو علامة الإسلام، كان صاحب ليل وتعبّد، عزيز النفس، قنوعا. وعن ابن عيينة: سبق الأعمش الناس بأربع: كان أقرأهم للقرآن، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض، وذكر خصلة أخرى. قال ابن معين: ثقة، وقال النّسائي: ثقة ثبت. مات الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة وقيل: سنة ثمان وأربعين. له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 6/ 342، (تاريخ خليفة) :
232، 424، (طبقات خليفة) : 164، (التاريخ الصغير) : 2/ 91، (الجرح والتعديل) : 4/ 146، (حلية الأولياء) : 5/ 46، (تاريخ بغداد) : 9/ 3، (الكامل في التاريخ) : 5/ 589، (وفيات الأعيان) : 2/ 400- 403، (ميزان الاعتدال) : 2/ 224، (تهذيب التهذيب) : 4/ 195، (خلاصة تذهيب الكمال) : 155، (شذرات الذهب) : 1/ 220- 223.
[ (3) ] انظر هامش رقم (3) بالصفحة السابقة.
الرحمن، جلس عاصم يقرئ الناس، قال أبو عمرو حفص بن سليمان الدوري:
قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها، فهي القراءة التي [أقرئت][ (1) ] بها على أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عياش، فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش، عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه.
وقال أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال: قال شهر بن عطية: في مسجدنا رجلان، أحدهما أقرأ الناس بقراءة عبد اللَّه بن مسعود، والآخر أقرأ الناس بقراءة زيد بن ثابت، فالذي أقرأ الناس بقراءة ابن مسعود: الأعمش، والّذي هو أقرأ الناس بقراءة زيد: هو عاصم بن أبي النجود.
وقال أبو عمر البزار حفص بن سليمان، عن عاصم بن أبي النجود، وعطاء ابن السائب، وشهر بن أيوب الثقفي، وابن أبي ليلى، عن أبي عبد الرحمن السلميّ:
أنه قرأ عامة القرآن على عثمان بن عفان، وكان عثمان والي أمر الأمة، فقال: إنك تشغلني عن النظر في أمور الناس، فامض إلى زيد بن ثابت فإنه فارغ لهذا الأمر، يجلس فيه للناس فاقرأ عليه، فإن قراءتي وقراءته واحدة، ليس بيني وبينه فيها خلاف، فمضيت إلى زيد فقرأت عليه.
وكنت ألقى عليّ بن أبي طالب فأسأله فيخبرني ويقول لي: عليك بزيد بن ثابت،
فأقمت على زيد ثلاث عشرة سنة أقرأ عليه فيها القرآن.
قال أبو عمر البزار: وكان عطاء بن السائب، ومحمد بن أيوب الثقفي، وابن أبي ليلى يذكرون لعاصم في القراءة، ويعترفون بتقدمه عليهم، وإذا غيّر شيئا قبلوه وأخذوه عنه. توفي عاصم آخر سنة سبع، وقيل أول سنة ثمان وعشرين ومائة.
وأما حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، أبو عمارة الكوفي الزيات [ (2) ] ، مولى آل عكرمة بن زنجي التميمي، كوفي، فإنه قرأ القرآن عرضا على الأعمش، وحمران ابن أعين، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومنصور، وأبي إسحاق وغيرهم.
[ (1) ] زيادة للسياق والبيان.
[ (2) ] له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 6/ 358، (التاريخ الكبير) :
3/ 52، (المعارف) : 529، (الجرح والتعديل) : 3/ 209- 210، (وفيات الأعيان) : 2/ 216، (ميزان الاعتدال) : 1/ 605- 606، (تهذيب التهذيب) : 3/ 24، (خلاصة تذهيب الكمال) : 93، (شذرات الذهب) : 1/ 240، (سراج القارئ المبتدي) : 12، (سير أعلام النبلاء) : 7/ 90- 92.
وقرأ أيضا على طلحة بن مطرف، وجعفر بن محمد الصادق، وتصدّر للإقراء مدة، وقرأ عليه عدد كثير منهم: الكسائي، وسليم بن عيسى، وهما أجل الصحابة، وقرأ عليه عبد الرحمن بن أبي حماد، وعائذ بن أبي عائذ، والحسن بن عطية في آخرين.
وكان إماما حجة قيما بكتاب اللَّه، له عدة فضائل، وصار [أعظم] [ (1) ] أهل الكوفة إلى قراءته. وقال: ما قرأت حرفا إلا بأثر، وقال عبد اللَّه بن موسى: قرأ حمزة على الأعمش، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى بن وثاب على علقمة بن قيس، وقرأ علقمة على عبد اللَّه بن مسعود، وقرأ عبد اللَّه بن مسعود على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وقال خلف بن هشام عن سليم: قرأ حمزة على الأعمش وابن أبي ليلى، فما كان من قراءة الأعمش فهي عن ابن مسعود، وما كان عن ابن أبي ليلى فهي عن علي بن أبي طالب.
وقال هارون بن حاتم: حدثنا الكسائي قال: قلت لحمزة: على من قرأت؟
قال: على ابن أبي ليلى وحمران بن أعين، قلت: فحمران على من قرأ؟ قال: [قرأ على][ (1) ] عبيد بن نضلة، وقرأ عبيد على علقمة عن ابن مسعود، وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب.
وقال عبد اللَّه بن موسى والحسن بن عطية وغيرهما: قرأنا على حمزة، وقرأ حمزة على حمران بن أعين، وعلي بن أبي ليلى، والأعمش، وأبي إسحاق، فأما حمران فقرأ على يحيى بن وثاب، وأما الأعمش فقرأ على زر وزيد بن وهب، والمنهال ابن عمرو، وقرأ زر على عبد اللَّه بن مسعود. وقال الأعمش: قرأ يحيى بن وثاب على علقمة، والأسود وعبيد بن فضيلة، ومسروق وعبيدة، وكان الأعمش يقول: يحيى أقرأ الناس، قالوا: قرأ الأعمش على إبراهيم النخعي، فأما أبو إسحاق، فقرأ على أصحاب علي وابن مسعود، وأما ابن أبي ليلى فقرأ على الشعبي، وجاءت أخبار تؤذن بقراءته على الأعمش أيضا، ثم جاءت أخبار بخلاف ذلك، قال محمد بن يحيى الأزدي: قلت لداود:
قرأ حمزة على الأعمش؟ قال: من أين قرأ عليه؟ إنما سأله عن حروف.
[ (1) ] زيادة للسياق.
وقال أحمد بن جبير: حدثنا حجاج بن محمد، قلت لحمزة، قرأت على الأعمش؟ قال: لا، ولكني سألته عن هذه الحروف حرفا حرفا. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثني عدة من أهل العلم، عن حمزة أنه قرأ على حمران، وكانت هذه الحروف التي يرويها حمزة عن الأعمش، إنما أخذها [من][ (1) ] الأعمش أخذا، ولم يبلغنا أنه قرأ عليه القرآن من أول النهار إلى آخره. وقال يوسف بن موسى: قلت لجرير بن عبد الحميد: كيف أخذتم هذه الحروف عن الأعمش؟
قال: كان إذا جاء شهر رمضان، جاء أبو حيان التميمي، وحمزة الزيات، مع كل واحد منهما مصحف، فيمسكان على الأعمش، ويقرأ فيسمعون قراءته، فأخذنا الحروف من قراءته. توفي حمزة آخر سنة ست وخمسين ومائة على الصحيح، فرأى أعرابي كثرة الناس على جنازته فقال: ما رأيت أرفع لخسيس من عمل صالح.
وأما علي بن حمزة بن عبد اللَّه بن مهران بن فيروز الكسائي [ (2) ] ، أبو الحسن الأسدي مولاهم، أحد الأعلام، فإنه قرأ القرآن وجوّده على حمزة الزيات، وعيسى ابن عمر الهمذاني، وقرأ على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، واختار لنفسه قراءة، ورحل إلى البصرة، وأخذ العربية عن الخليل بن أحمد، وأخذ الحروف أيضا عن أبي بكر بن عياش وغيره، وقرأ عليه أبو عمرو الدوري، وأبو الحرث الليثي، ونصير ابن يوسف الرازيّ، وقتيبة بن مهران الأصبهاني، وأبو عبيدة القاسم بن سلام، وخلائق، وانتهت إليه الإمامة في القراءة والعربية، وكان يتخير القراءات، وأخذ من قراءة حمزة وترك. ومات في سنة تسع وثمانين ومائة.
فهؤلاء الأئمة القراء السبعة [ (3) ] ، هم الذين اشتهرت بالآفاق قراءتهم، واعتمد
[ (1) ] زيادة للسياق.
[ (2) ] له ترجمة في: (التاريخ الكبير) : 6/ 268، (التاريخ الصغير) : 2/ 247، (المعارف) : 545، (الجرح والتعديل) : 6/ 182، (تاريخ بغداد) : 11/ 403، (وفيات الأعيان) : 3/ 3995، (مرآة الجنان) : 1/ 421، (تهذيب التهذيب) : 7/ 275 (شذرات الذهب) : 1/ 321، (سراج القارئ المبتدي) : 12، (معجم مصنفي الكتب العربية) : 345، (سير أعلام النبلاء) : 9/ 131- 134، ترجمة رقم (44) .
[ (3) ] جمعهم الإمام العالم أبو محمد قاسم بن فيرة بن أبي القاسم، خلف بن أحمد الرعينيّ الشاطبي، في قصيدته اللامية المنظومة من الضرب الثاني من بحر الطويل، المسماة (حرز الأماني ووجه التهاني) ،
عليها الناس في صلاتهم وتلاوتهم، وردّوا ما عداها من القرآن، وكفّروا من زاد فيها حرفا أو أسقط منها حرفا متعمدا لذلك، لأنها تواترت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وعلم كل أحد أنها صحت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
[ () ] المشهورة (بمتن الشاطبية) ، وهي أسهل ما يتوصل به إلى علم القراءات من التصانيف والمنظومات، وعدة أبياتها كما يقول ناظمها:
وقد وفّق اللَّه الكريم بمنّه
…
لإكمالها حسناء ميمونة الجلا
وأبياتها ألف تزيد ثلاثة
…
ومع مائة سبعين زهرا وكمّلا
يقول رحمه الله عن القراء السبعة:
جزى اللَّه بالخيرات عنّا أئمّة
…
لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا
فمنهم بدور سبعة قد توسّطت
…
سماء العلاء والعدل زهرا وكمّلا
لها شهب عنها استنارت فنوّرت
…
سواد الدّجى حتى تفرّق وانجلى
وسوف تراهم واحدا بعد واحد
…
مع اثنين من أصحابه متمثّلا
تخيرهم نقادهم كلّ بارع
…
وليس على قرآنه متأكّلا
فأما الكريم السّرّ في الطيب نافع
…
فذاك الّذي اختار المدينة منزلا
وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم
…
بصحبته المجد الرّفيع تأثّلا
ومكّة عبد اللَّه فيها مقامه
…
هو ابن كثير كاثر القوم معتلا
وروى أحمد البزّي له ومحمد
…
على سند وهو الملقّب قنبلا
وأمّا الإمام المازنيّ صريحهم
…
أبو عمرو البصريّ فوالده العلا
أفاض على يحيي اليزيديّ سيبه
…
فأصبح بالعذب الفرات معلّلا
أبو عمر الدّوريّ وصالحهم أبو
…
شعيب هو السّوسيّ عنه تقبّلا
وأمّا دمشق الشام دار ابن عامر
…
فتلك بعبد اللَّه طابت محلّلا
هشام وعبد اللَّه وهو انتسابه
…
لذكوان بالإسناد عنه تنقّلا
وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة
…
أذاعوا فقد ضاعت شذا وقرنفلا
فأمّا أبو بكر وعاصم اسمه
…
فشعبة راويه المبرّز أفضلا
وذاك ابن عيّاش أبو بكر الرّضا
…
وحفص وبالإتقان كان مفضّلا
وحمزة ما أزكاه من متورّع
…
إماما صبورا للقران مرتّلا
روى خلف عنه وخلّاد الّذي
…
رواه سليم متقنا ومحصّلا
وأما عليّ فالكسائيّ نعته
…
لما كان في الإحرام فيه تسربلا
روى ليثهم عنه أبو الحارث الرضا
…
وحفص هو الدّوريّ وفي الذّكر قد خلا
أبو عمرهم واليحصبيّ ابن عامر
…
صريح وباقيهم أحاط به الولا
لهم طرق يهدي بها كلّ طارق
…
ولا طارق يخشى بها متمحّلا
ومتن الشاطبية هذا، له شروح كثيرة، أحسنها الشرح المعروف باسم (سراج القارئ المبتدئ، وتذكار المقرئ المنتهي) للإمام أبي القاسم على بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن، القاصح، العذري، البغدادي، من علماء القرن الثامن الهجريّ، وقد أشرف على طبعه ومراجعته فضيلة الشيخ علي محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية الأسبق.
قال حسين بن علي الجعفي: حدثنا ابن عيينة عن علي بن زيد، عن ابن سيرين، عن عبيدة قال: قراءتنا التي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليها، هي على العرضة الآخرة. وقال إسماعيل بن عياش، عن شعيب بن دينار، وعن محمد ابن المنكدر قال: القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول. وقال أبو الزناد عن خارجة ابن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت قال: القراءة سنّة من السنن فاقرءوا القرآن كما أقرأتموه: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [ (1) ] فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ [ (2) ] .
وقال ابن وهب عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة بن الزبير، قال: القراءة سنة يأخذها آخر عن أول.
وقال سفيان عن حصين، قال: سمعت أبا عبد اللَّه السلمي يقول: كنت أقرئ الحسن والحسين فمر بي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأنا أقرئهما: وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ [ (3) ]، فقال لي: يا عبد اللَّه بن حبيب، قلت: لبيك، قال: أقرئهما: وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ [ (3) ] بفتح التاء، واللَّه الموفق للصواب.
[ (1) ] طه: 63.
[ (2) ] المنافقون: 10.
[ (3) ] الأحزاب: 40.