الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خيرا وإِذا لَهُ وَإِذا كَانَ خيرا فالخير هُوَ الْمَنْفَعَة والمصلحة الَّذِي فِيهِ النيعم وَال كَمَا تقدم
فَيكون كل مَقْدُور قدر للْعَبد إِذا عمل فِيهِ بِطَاعَة الله وَرَسُوله خيرا لَهُ وَإِنَّمَا يكون شرا لمن عمل بِمَعْصِيَة الله وَرَسُوله وَمثل ذَلِك فَهُوَ بِحَسبِهِ وَنِيَّته بلَاء قد يعْمل فِيهِ بِطَاعَة الله وَقد يعْمل فِيهِ بِمَعْصِيَة الله فَلَا يُوصف بِوَاحِد من الْأَمريْنِ
فصل
جَمِيع الحركات ناشئة عَن الْإِرَادَة وَالِاخْتِيَار
وَإِذا كَانَ كل حَرَكَة فِي الْوُجُود فَلَا تَخْلُو من أَن تكون إرادية أَو طبعية أَو قسرية وَتبين أَن الطبيعة والقسرية فرع وَتبع للإرادية فَثَبت أَن جَمِيع الحركات ناشئة عَن الْإِرَادَة وَالِاخْتِيَار وَذَلِكَ يبطل أَن يُضَاف خلق شَيْء من الْمَخْلُوقَات إِلَى الطَّبْع الَّذِي فِي الْأَجْسَام مثل أَن يكون الْخَالِق للأجنة فِي الْأَرْحَام هُوَ طبع أَو الْخَالِق للنبات هُوَ طبع لِأَن الطَّبْع لَا يكون مبدءا لحركة
الْجِسْم وانتقال أَصله إِلَّا إِذا أخرج عَن طبعه بِغَيْر طبعه كَمَا يجمع بَين الْأَجْسَام بالمزج والخلط فتنتقل عَن مراكزها ومحالها الْمُخَالف لمقتضي طبعها وَعند التَّحْقِيق يعود الطَّبْع إِلَى أَنه لَيْسَ فِيهَا سَبَب للحركة عَن حَالهَا وسكونها فَيكون الطَّبْع بِمَنْزِلَة السّكُون وَعدم الْحَرَكَة أَو أمرا وجوديا منافيا للحركة فالحركة الْوَارِدَة عَلَيْهَا مُخَالفَة لَهُ والطبع جمود وَهِي تنْتَقل عَن إِرَادَة وحركة فَعلم بطلَان إِصَابَة شَيْء من الْحَوَادِث العرضية عَن مُجَرّد الطَّبْع الَّذِي فِي الْموَات فَكيف بالحوادث الجوهرية
والإرادة وَالِاخْتِيَار مستلزمة للحياة وَالْعلم كَمَا أَن الْحَيَاة أَيْضا مستلزمة للْعلم وللإرادة بل وللإرادة وَالْحَرَكَة كَمَا قرر ذَلِك عُثْمَان بن سعيد وَغَيره من أَئِمَّة السّنة