الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و " طَائِفَة " يَقُولُونَ: هَب أَنه يفْتَقر إِلَى فعل قبله فَلم قُلْتُمْ: إِن ذَلِك مُمْتَنع؟ وقولكم: هَذَا تسلسل.
فَيُقَال: هَذَا لَيْسَ تسلسلا فِي الفاعلين والعلل الفاعلة؛ فَإِن هَذَا مُمْتَنع بِاتِّفَاق الْعُقَلَاء؛ بل هُوَ تسلسل فِي الْآثَار وَالْأَفْعَال وَهُوَ حُصُول شَيْء بعد شَيْء.
وَهَذَا مَحل النزاع. " فالسلف " يَقُولُونَ: لم يزل متكلما إِذا شَاءَ وكما شَاءَ؛ وَقد قَالَ تَعَالَى: {قل لَو كَانَ الْبَحْر مدادا لكلمات رَبِّي لنفد الْبَحْر قبل أَن تنفد كَلِمَات رَبِّي وَلَو جِئْنَا بِمثلِهِ مدَدا} . فكلمات الله لَا نِهَايَة لَهَا وَهَذَا تسلسل جَائِز كالتسلسل فِي الْمُسْتَقْبل فَإِن نعيم الْجنَّة دَائِم لَا نفاد لَهُ فَمَا من شَيْء إِلَّا وَبعده شَيْء بِلَا نِهَايَة.
فصل
و" الْأَفْعَال نَوْعَانِ ": مُتَعَدٍّ ولازم. فالمتعدي مثل: الْخلق والإعطاء وَنَحْو ذَلِك وَاللَّازِم: مثل الاسْتوَاء وَالنُّزُول والمجيء والإتيان.
قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا فِي سِتَّة أَيَّام ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش} فَذكر الْفِعْلَيْنِ: الْمُتَعَدِّي وَاللَّازِم وَكِلَاهُمَا حَاصِل بقدرته ومشيئته وَهُوَ متصف بِهِ؛ وَقد بسط هَذَا فِي غير هَذَا الْموضع.