المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[1141] باب الرد على من قال أن من لم يرجع الضمير في حديث «إن الله خلق آدم على صورته» إلى آدم فهو جهمي، وذكر أقوال الناس في هذا الحديث مع مناقشتها - جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة = موسوعة العقيدة - جـ ٧

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌جماع أبواب الرد على عقيدة "الله موجود في كل مكان" أو "موجود في كل الوجود"(غير ما تقدم)

- ‌[1037] باب رد قول الجهمية: الله في كل مكان وبيان خطأ الدعاة الذين يتهاونون في رد هذه العقيدة

- ‌[1038] باب بيان ضلال قول بعضهم: الله في كل مكان، أو موجود في كل الوجود

- ‌[1039] باب بيان ضلال عقيدة: الله في كل مكان

- ‌[1040] باب في علو الله تعالىونقد عقيدة: الله موجود في كل الوجود

- ‌[1041] باب بطلان عقيدة: الله موجود في كل الوجود

- ‌[1042] باب الرد على من اتهم أهل السنة بأنهم يحدون الله بمكان

- ‌[1043] باب الرد على مقولة: الله موجود في كل الوجود، وبيان بطلان مذهب الاتحادية والحلولية

- ‌[1044] باب تفسير قوله تعالى: {أأمنتم من في السماء}والرد على من يقول الله في كل مكان

- ‌[1045] باب كفر القائلين بوحدة الوجود

- ‌[1046] باب الرد على القائلين بوحدة الوجود

- ‌[1047] باب ما المانع من أن نقول: الله ليس فوق ولا تحت؟ والكلام على علو الله، ومناظرة الشيخ لبعض الأزهريين حول ذلك

- ‌[1048] باب حكم القول بأن الله ليس في مكان

- ‌[1049] باب حكم قول القائل: الله كان ولا مكان، وهل ينسب لله لفظ المكان والجهة والحد

- ‌جماع أبوابصفة النزول الإلهي والرد على من أنكرها

- ‌[1050] باب إثبات صفة النزول

- ‌[1051] باب أحاديث النزول متواترة

- ‌[1052] باب حديث النزول متواتر

- ‌[1053] باب إثبات النزول الإلهيوالرد على شبهات حول حديث النزول

- ‌[1054] باب منه

- ‌[1055] باب إثبات صفة النزولوالرد على من تأولها بالزوال أو الانتقال

- ‌[1056] باب بيان ضعف روايةلحديث النزول يُسْتَدَلُّ بها على تأويل صفة النزول

- ‌[1057] باب هل يلزم من نزوله تعالى خلو العرش منه

- ‌[1058] باب كيف ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل مع أن الثلث الأخير يتغير من مكان إلى مكان

- ‌[1059] باب هل يدوم النزولالإلهي إلى صلاة الصبح أم إلى طلوع الفجر

- ‌[1060] باب ذكر مرجع مهم حول صفة النزول

- ‌(جماع أبواب الكلام على عرش الرحمن وكرسيه)

- ‌[1061] باب وجوب التوقففي وصف العرش على ما جاءت به النصوص

- ‌[1062] باب ذكر بعض أوصاف العرشوالكرسي والردعلى من تأولهما

- ‌[1063] باب العرش فوق المخلوقات جميعها

- ‌[1064] باب تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}

- ‌[1065] باب هل عرش الرحمن فوق الماء أو فوق الجنة

- ‌[1066] باب هل ثبت في أطيط العرش حديث مرفوع

- ‌[1067] باب منه

- ‌[1068] باب بيان أنه ليس للأطيط مدخل في صفاته سبحانه

- ‌[1069] باب استغناء الله تعالى عن العرش

- ‌[1070] باب هل يلزم من نزوله تعالى خلو العرش منه

- ‌[1071] باب هل يوصف الله تعالى بأنه مستقر على العرش

- ‌[1072] باب هل هناك دليلينفي أو يثبت مماسَّة الرب عز وجل لعرشه

- ‌[1073] باب هل يوصف الله تعالى بالقعود على العرش

- ‌[1074] باب هل يقعد الله تعالى علىالعرش فيفضل منه مقدار أربع أصابع

- ‌[1075] باب هل صح أن "العرش مطوق بحية، والوحي ينزل بالسلاسل" وبيان متى يكون للآثار الموقوفة على الصحابة في العقيدة حكم الرفع

- ‌[1076] باب هل المقام المحمودهو قعود النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العرش

- ‌[1077] باب منه

- ‌[1078] باب منه ودفع تهمة التجسيم عن أهل السنة

- ‌[1079] باب بيان المراد بالمقام المحمود للنبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1080] باب الكرسي أعظمالمخلوقات بعد العرش والرد على من يتأوله

- ‌[1081] باب هل ثبت أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رأى العرش أو الكرسي

- ‌[1082] باب هل صح حديث:«قد جاء الله، وقد نصب كرسيه لفصل القضاء»

- ‌جماع أبواب الكلام على صفة الرؤية

- ‌[1083] باب إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامةوبيان أن الأحاديث في ذلك متواترة

- ‌[1084] باب منه

- ‌[1085] باب منه

- ‌[1086] باب تواتر نصوص الرؤية

- ‌[1087] باب تفسير قوله تعالى: {عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} وهل المقصود بذلك رؤية المؤمنين لربهم دائمًا؟ وبيان أن إثبات الرؤية يستلزم إثبات العلو

- ‌[1088] باب كيف يأتي الله تعالى على غير صورته يوم القيامة

- ‌[1089] باب في كشف ربنا تعالى للحجاب لرؤيته

- ‌[1090] باب حجاب الله تعالى النور

- ‌[1091] باب هل يحتجب الله تعالى عن الكفار يوم القيامة أم هم الذين يُحجبون عنه

- ‌[1092] باب ذكر بعض مسالكأهل الضلال في إنكار صفة الرؤية

- ‌[1093] باب ذكر بعض أهل الضلال ممن أنكر رؤية الله تعالى ومسلكهم في ذلك والكلام على حديث الجارية

- ‌[1094] باب ضلال منكري الرؤية

- ‌[1095] باب هل يُكفر من ينفي رؤية الله تعالى يوم القيامة

- ‌[1096] باب التحذير من كتابلبعض أهل البدع انتصر فيه للقول بنفي الرؤية

- ‌جماع أبواب الكلام على رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه في الدنيا من عدمها وهل يمكن رؤية الإنسان لربه سبحانه في الدنيا؟ وغير ذلك

- ‌[1097] باب هل رأى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ربه

- ‌[1098] باب هل رأى الرسول ربه؟وهل الإسراء والمعراج كان في المنام أم في اليقظة

- ‌[1099] باب منه

- ‌[1100] باب منه

- ‌[1101] باب منه

- ‌[1102] باب منه

- ‌[1103] باب منه

- ‌[1104] باب منه

- ‌[1105] باب تحرير قول ابن عباس قي رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه تعالى

- ‌[1106] باب رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه تعالى إنما كانت في المنام

- ‌[1107] باب ما تفسير حديث:«أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه في المنام»

- ‌[1108] باب حديث اختصام الملأ الأعلىورؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه في المنام

- ‌[1109] باب هل رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلملربه تعالى في أحسن صورة رؤية يقظة أم منام

- ‌[1110] باب المراد بالرؤية في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «رأيت ربي في أحس صورة»

- ‌[1111] باب هل في حديث «رأيت ربي في أحسن صورة»دليل لمن يقول: إني أرى الله في المنام

- ‌[1112] باب بدعية اعتقاد أن الله تعالى ينزل عشية عرفة على جمل أورق

- ‌[1113] باب بيان وضع حديث الجمل الأورق الذي فيه «رأيت ربي بمنى»

- ‌(جماع أبواب الكلام على إمكانيةرؤية الله تعالى في المنام لغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عدمها)

- ‌[1114] باب هل رؤية الله تعالى في المنام خاصة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1115] باب هل ثبتت رؤية الله في المنام

- ‌[1116] باب هل رأى الإمام أحمد ربه

- ‌[1117] باب هل تمكن رؤية الله تعالى في المنام

- ‌[1118] باب منه

- ‌[1119] باب منه

- ‌[1120] باب منه

- ‌جماع أبواب الكلام على قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}وهل المقصود أنه صلى الله عليه وآله وسلم دنا من الرب تبارك وتعالى

- ‌[1121] باب من الذي دنا وصار بينه وبين نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قدر قوسين ليلة الإسراء

- ‌[1122] باب منه

- ‌[1123] باب منه

- ‌[1124] باب منه

- ‌جماع أبواب الكلام على حديث: «خلق الله آدم على صورته» المعروف بحديث الصورة

- ‌[1125] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «خلق الله آدم على صورته»

- ‌[1126] باب منه

- ‌[1127] باب منه

- ‌[1128] باب منه

- ‌[1129] باب ضعف حديث:«…ابن ادم خلق على صورة الرحمن»

- ‌[1130] باب منه

- ‌[1131] باب منه

- ‌[1132] باب منه

- ‌[1133] باب منه

- ‌[1134] باب منه

- ‌[1135] باب منه

- ‌[1136] باب منه

- ‌[1137] باب منه

- ‌[1138] باب منه

- ‌[1139] باب الكلام على أحد روايات حديث الصورة

- ‌[1140] باب الرد على من ردَّ أو تأول ما جاء في حديث الصورة من أن آدم عليه السلام طوله ستون ذراعًا

- ‌[1141] باب الرد على من قال أن من لم يُرجع الضمير في حديث «إن الله خلق آدم على صورته» إلى آدم فهو جهمي، وذِكر أقوال الناس في هذا الحديث مع مناقشتها

- ‌(جماع أبواب عقيدة أهل السنة في صفة الكلام لله عز وجل، والرد على المخالفين في ذلك، ورد القول بخلق القرآن، مع الكلام على حكم قولَة: لفظي بالقرآن مخلوق، وذكر الواقفة وغير ذلك)

- ‌[1142] باب كلام الله حقيقي يُسمع بحرف وصوت، وبيان بطلان قول الأشاعرة في ذلك

- ‌[1143] باب إثبات الكلام لله تعالى وذكر بعض من نفاه

- ‌[1144] باب من أدلة إثبات صفة الكلام

- ‌[1145] باب القرآن كلام الله

- ‌[1146] باب القرآن كلام الله والرد على من خالف ذلك

- ‌[1147] باب هل التوراة والإنجيل كلام الله

- ‌[1148] باب التوراة محرفة

- ‌[1149] باب بيان عقيدة أهل السنةفي كلام الله تعالى وضلال من خالفهم

- ‌[1150] باب شرح قول سفيان:"القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود

- ‌[1151] باب الصوت الإلهي والإيمان به

- ‌[1152] باب الدليل على أن الله تعالى يتكلم بصوت

- ‌[1153] باب هل يوصف كلام الله تعالى بالقِدَم

- ‌[1154] باب بيان مذهب الأشاعرة في صفة الكلام

- ‌[1155] باب منه

- ‌[1156] باب معنى ما ينسب لأبي حنيفة من قوله: "الله يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق"، والكلام على أقسام التوحيد وما يقابله من الشرك

- ‌[1157] باب هل يُقال: القرآن غير مخلوق

- ‌[1158] باب ذكر أقدم من صرح بأن القرآن غير مخلوق

- ‌[1159] باب هل القول بخلق القرآن من الكفر البواح

- ‌[1160] باب منه

- ‌[1161] باب ذكر دور ابن أبي دُؤَاد في فتنة خلق القرآن

- ‌[1162] باب الرد على من استدل على خلق القرآن بقوله تعالى: {إنا جعلناه قرآنا عربيا} فقال: المجعول لا يكون إلا مخلوقًا

- ‌[1163] باب التحذير من كتابلبعض أهل البدع انتصر فيه للقول بخلق القرآن

- ‌[1164] باب دفع تهمة القول بخلق القرآن عن أبي حنيفةوذكر بعض العقائد الضالَّة في كلام الله تعالى

- ‌[1165] باب شرح قول أحمد:"من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي

- ‌[1166] باب هل يجوز القول بأن لفظنا بالقرآن مخلوق

- ‌[1167] باب حكم قول القائل: قولنا بالقرآن مخلوق

- ‌[1168] باب الواقفة في القول بخلق القران ليسوا جهمية كلهم

- ‌[1169] باب هل يلزم من سؤال"هل القرآن مخلوق" أن السائل يقول بخلق القرآن

- ‌[1170] باب حكم قول بعضهم: القرآن يقُصُّ

- ‌[1171] باب شفاعة القرآن

- ‌[1172] باب ذكر بعض أهل الضلالممن طعن في قرآن رب العالمين

- ‌(جماع أبواب الكلام على صفة الخلق، والكلام على أول المخلوقات، ومسألة كروية الأرض ودورانها وغير ذلك)

- ‌[1173] باب القلم أول مخلوق والرد على من قال بخلاف ذلك

- ‌[1174] باب ذكر أول المخلوقات

- ‌[1175] باب رد قول من قال: العرش أول مخلوق

- ‌[1176] باب منه

- ‌[1177] باب هل يلزم من كون المخلوقات لها أول، أن الحوادث لها أول؟ والكلام على أول مخلوق

- ‌[1178] باب هل النور المحمدي أول خلق الله

- ‌[1179] باب منه

- ‌(كروية الأرض ودورانها)

- ‌[1180] باب الأرض كروية

- ‌[1181] باب كروية الأرض وعلو الله تعالى

- ‌[1182] باب هل العالم كروي

- ‌[1183] باب مسألة دوران الأرض هل هي حقيقة

- ‌[1184] باب دوران الأرضمن الحقائق العلمية التي لا تقبل الجدل

- ‌(الكلام على حديث: "خلق الله التربة يوم السبت

- ‌[1185] باب الجمع بين حديث التربةوقوله تعالى: {خلق السموات والأرض في ستة أيام}

- ‌[1186] باب منه

- ‌[1187] باب معنى حديث {خلق الله التربة يوم السبت}وهل ضعَّفه شيخ الإسلام

- ‌(متفرقات)

- ‌[1188] باب الأرضين سبع كالسماوات

- ‌[1189] باب هل جعل الله لمسخ نسلاً

- ‌(جماع أبواب الكلام على مسألة تسلسل الحوادث وتحرير قول شيخ الإسلام في ذلك)

- ‌[1190] باب الرد على من قال بحوادث لا أول لها

- ‌[1191] باب حول كلام شيخ الإسلام في مسألة تسلسل الحوادث

- ‌[1192] باب القول الحق في مسألة تسلسل الحوادث

- ‌[1193] باب في قول ابن تيمية في مسألة تسلسل الحوادث

- ‌[1194] باب الفرق بين قول أهل السنةوالفلاسفة في مسألة تسلسل الحوادث

- ‌[1195] باب هل يلزم من كون المخلوقات لها أول، أن الحوادث لها أول

- ‌[1196] باب حول مسألة: حوادث لا أول لها

- ‌[1197] باب الرد على القائلين بحوادث لا أول لها

- ‌[1198] باب هل يقول شيخ الإسلام بِقِدَمِ العالم

- ‌[1199] باب نقاش طويل بين الإمام وبعض المخالفين في مسائل عقدية هامة وبعض أصول أهل السنة في أبواب الأسماء والصفات متضمنًا الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية

الفصل: ‌[1141] باب الرد على من قال أن من لم يرجع الضمير في حديث «إن الله خلق آدم على صورته» إلى آدم فهو جهمي، وذكر أقوال الناس في هذا الحديث مع مناقشتها

آدم، فكان على هذا يجب أن تطول أبدانهم عنا بنحو ثلاثين ذراعاً، ولعل أهل الحفريات عثروا على عظام وجماجم قديمة جداً ولا يزيد طولها عن طول الناس اليوم -، سمعت حل الإشكال من الشيخ عبيد الله السندي رحمه الله أن الطول المذكور في عالم المثال لا في عالم الأجسام والمشاهدة. فالله أعلم.

[قال الإمام]:

هذا التأويل أشبه بتأويلات المتكلمين والمتصوفة، وأني متعجب جداً من حكاية فضيلة الشيخ إياه وإقراره له.

واستشكال ابن خلدون إنما يصح على ما استظهره أن ثمود في نصف الطريق بيننا وبين آدم، وهذا رجم بالغيب، إذ لم يأت به نص عن المعصوم، ولا ثبت مثله حتى الآن من الآثار المكتشفة، بل لعلها قد دلت على خلاف ما استظهره. فيبقى الحديث من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها دون أي استشكال.

والحديث المشار إليه أخرجه الشيخان في "صحيحهما".

"التعليق على التنكيل"(2/ 392).

[1141] باب الرد على من قال أن من لم يُرجع الضمير في حديث «إن الله خلق آدم على صورته» إلى آدم فهو جهمي، وذِكر أقوال الناس في هذا الحديث مع مناقشتها

[تكلم الشيخ على ضعف حديث: «خلق الله آدم على صورة الرحمن»، ثم قال أحد الحضور]: والله يا شيخنا بعضهم يقول: هذا قول الجهمية

الشيخ: أيش هو قول الجهمية سامحكم الله، ما هو؟

ص: 804

مداخلة: أن من أعاد الضمير على آدم.

الشيخ: هذا قول الجهمية؟

مداخلة: يتمسكون بقول إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل.

الشيخ: لا ما يقول هذا الإمام أحمد، الإمام أحمد ما تكلم عن حديث:«خلق الله آدم على صورة الرحمن» ، الإمام أحمد ما يصحح هذا الحديث، أكذلك؟

مداخلة: كذلك.

الشيخ: طيب، استرحنا من هذا الحديث إذاً من جهة أنه إمام أهل السنة الإمام أحمد ما صححه، نعود للتأويل:«خلق الله آدم على صورته» هكذا الرواية الصحيحة، أليس كذلك؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: الضمير إذا أعدناه إلى آدم ترُوى الروايات عن الإمام أحمد أن

هذا قول الجهمية، طيب، هل من قول الجهمية خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً؟

مداخلة: الجهمية.

الشيخ: هل من قول الجهمية خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً؟

مداخلة: لا.

الشيخ: قول من هذا؟

مداخلة: هذا قول الرسول عليه الصلاة والسلام.

ص: 805

الشيخ: إذاًَ فأنا جهمي.

مداخلة: لا، أنت لست بجهمي.

الشيخ: إذاًَ من هو الجهمي.

مداخلة: الجهمي هو الذي ينكر صفات الرب جل وعلا.

الشيخ: فلماذا تشعرون بأهمية الموضوع أن الإمام يقول: أنه من أرجع الضمير إلى آدم فهو قول جهمي.

مداخلة: يقولون: وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلق عليها.

الشيخ: لا تناقش الآن بعد أن آمنت معي بقوله عليه السلام، وقلت بأن هذا هو قول الرسول، فإذاً: ماذا نقول؟ الضمير راجع لمن؟

مداخلة: يرجع إلى آدم.

الشيخ: حسن، إذاً: هم الآن يقعون في التشبيه إذا آمنوا بهذا الحديث الصحيح ولا سبيل لهم إلا أن يؤمنوا معنا به؛ لأنه في «صحيح البخاري» ، فحنئذٍ إذا أصروا على إعادة الضمير الأول على صورته إلى الله إذاً: نخرج بنتيجة: طول الله ستون ذراعاً، وهذا هو تمام التشبيه الذي قد يستوحيه بعضهم من إعادة الضمير إلى الله في الحديث الصحيح أيضاً: خلق الله آدم على صورته. هذا من تمام التشبيه.

مداخلة: هم يقولون يا شيخ: نثبت الحديث كما جاء، ولا نتعرض لتأويله ما لنا أن نؤوله، ويقولون: أن من ادعى أن ظاهر هذا الحديث هو التشبيه فهذا مردود عليه وباطل؛ لأن نصوص القرآن والسنة لا يكون ظاهرها التشبيه، لأن هذا في القرآن والسنة ما يبطل هذا، فكيف يكون ظاهر الكتاب والسنة الكفر.

ص: 806

الشيخ: أنت الآن تقول: إنهم يقولون: لا نؤول، صح؟

مداخلة: نعم، ما لنا أن نؤوله، لا نؤوله.

الشيخ: ليس لنا أن نؤول، هل تعني بهذا النفي وإن كان هذا لم يصدر منك وإنما هو أشعر تماماً أنه حكاية منك ونقل منك.

مداخلة: نعم، هو كذلك.

الشيخ: وتبرير لمثل هذا النقل نقول: ناقل الكفر ليس بكافر، فأنت

تقول عنهم: ليس لنا أن نؤول، ماذا يعنون: ليس لنا أن نؤول، هل يعنون: ليس

لنا أن نفسر، وبالتالي ليس لنا أن نفهم؟ وحينئذٍ نعود إلى التفويض، وما أظن يقولون بهذا.

مداخلة: نعم، هم يقولون يا شيخ.

الشيخ: لا تشرح لي، أنا قلت لك: ما أظن يقولون بهذا، فإما أن تكون معي أو لا، فإن كنت معي لا يحتاج الأمر إلى أن تعود وتقول: يقولون، فهل هم مفوضة في هذا الحديث؟

مداخلة: يلزمهم يا شيخ.

الشيخ: يلزمهم وهذا هو.

مداخلة: لكن لا يقرون بذلك هم، ويقولون: نحن ..

الشيخ: وهذه المشكلة يا شيخ، هذه المشكلة، أهل الأهواء يلفون ويدورون، تارة مؤولة، تارة معطلة، تارة مفوضة، ليس لهم منهج مستقيم، وأهل السنة على

ص: 807

رأسهم الإمام أحمد ونحن من ورائه هم ليسوا مفوضة، وليسوا مؤولة بالمعنى العلمي الاصطلاحي، وليس بمعنى العلمي الذي يقول مثلاً ابن جرير في تفسيره تأويل آية أي تفسيرها، واضح؟

مداخلة: واضح.

الشيخ: فأهل السنة ليسوا مؤولة بمعنى: إخراج النص عن ظاهره إلى معنى لا يتبادر إلى الذهن أولاً، ثم لا يوجد هناك قرينة علمية تضطرنا إلى أن نلجأ إليه ثانياً، إذاً: هم أهل السنة هم مؤولة بمعنى مفسرون، إذاً: ماذا يفيد كلامهم نحن

لا نؤول؟

مداخلة: على المعنى البدعي.

الشيخ: على المعنى البدعي، أحسنت، الآن نعود إلى الحديث الأول:«خلق الله آدم على صورته» .من حيث الأسلوب العربي يحتمل إعادة الضمير إلى كل

من الخالق رب العالمين، والمخلوق آدم عليه السلام، صح أم لا؟ من حيث الأسلوب العربي.

مداخلة: والمضروب؟

الشيخ: والمضروب أين المضروب؟

مداخلة: في حديث آخر يعني.

الشيخ: نحن نتكلم عن هذا الحديث، أنت تأتي بحديث آخر نتكلم عليه، نحن الآن حديثنا: خلق الله آدم على صورته. ألست أنت بدأت الحديث نقلاً عنهم أعود لأقول: نقلاً عنهم أنهم هم الذين يقولون الضمير هنا راجع إلى الله؟

ص: 808

مداخلة: نعم يا شيخ.

الشيخ: طيب، نحن لا نزال في هذا الموضوع، فأرجو أن لا نشت عن موضوع إلى حديث ثالث، وأنا لا أقول هذا هرباً من البحث في الحديث الثالث، لا، لكل مقام مقال، ولكل دولة رجال، فالآن أعود لأقول: الضمير في هذا الحديث من حيث الأسلوب العربي يحتمل أن يعود إلى الخالق سبحانه وتعالى، وإلى المخلوق وهو آدم، صح أم لا، فهم تركوا الإعادة الثانية تمسكاً منهم بالإعادة الأولى: خَلَقَ الله، ولعلك تعلم مثلي أن العلماء يقولون: إذا احتمل رجوع الضمير إلى مضمرين اثنين فالأولى أن يعاد إلى الأقرب ذكراً، معروف هذا لديك.

مداخلة: نعم.

الشيخ: فالأقرب ذكراً هو هنا في الحديث الله أم آدم؟

مداخلة: آدم.

الشيخ: خلق الله آدم على صورته. آدم، طيب، إذاً: فهنا فيه لفتة نظر مهمة من حيث الأسلوب العربي أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور، فإذا إنسان من أهل السنة والجماعة لسبب أو آخر أعاد الضمير إلى أقرب مذكور، وهذا أسلوب عربي، لماذا يقال: إنه جهمي؟ ممكن أن يقال: إنه جهمي إذا صدر هذا التأويل من جهمي فعلاً، أما إذا حصل من أهل السنة والجماعة فهذا لا ينبغي أن يتهم بأنه جهمي؛ لأنه أولاً هو في الأصل سني وليس بالجهمي، ثانياً: استعمل اللغة العربية، أنه يعود إلى أقرب مذكور، ثالثاً وأخيراً وهذا هو المهم: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً. إلى ماذا عاد الضمير الأول، هنا ضميران، لا شك أن الضمير الأول والثاني لا يمكن إدخال (قدقدة) بينهما، فأحدهما يعود إلى مضمر

ص: 809

والثاني يعود إلى مضمر آخر، وإنما يعود كل منهما إلى مضمر واحد، أنت معي أم شارد؟

مداخلة: معك يا شيخ.

الشيخ: معي، فإذاً: خلق الله آدم على صورته طوله، صورته طوله، إن أصروا بإعادة الضمير إلى الله، الضمير الثاني إلى من يعود؟ إلى الله، من الذي يقول: طول الله ستون ذراعاً، أليس هذا هو التشبيه؟ أليس هذا هو الكفر بعينه؟ ولذلك شيخكم هذا في هذا الكتاب حاول الإنفكاك من هذا الإيراد ما عاد أذكر كيف لف ودار، لعلك أنت باعتبار قريب من البحث هذا تذكر ماذا فعل، أنا باقي في ذهني أنه لف ودار على الحديث الصحيح، لكن طاح وذهب من ذهني تفصيل ذلك، فلعلك تذكر؟

مداخلة: تريد قولهم يا شيخ حول الحديث يعني؟

الشيخ: لا، أريد ماذا قال المؤلف التويجري.

مداخلة: هو الشيخ يعني، يعني: لماذا يقول بأن الضمير يعود إلى الله؟

الشيخ: لا. ما موقفه من حديث البخاري: خلق الله آدم على صورته طوله.

مداخلة: ما تعرض لهذا يا شيخ.

الشيخ: لا، تعرض كيف لا.

مداخلة: يعني هو يقول.

الشيخ: على كل حال نحن الآن بحثنا في هذا من باب التعاون على الخير والبر والعلم الصحيح، نفترض أنه لم يتعرض كما تقول، أو تعرض كما أقول، فما

ص: 810

يهمنا أصبتُ أم أخطأتُ، أصبتَ أم أخطأتَ، ما يهمنا هذا، يهمنا أنه ما موقف المسلم تجاه هذا الحديث الموجود في صحيح البخاري: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً. ما موقفه؟ ما موقف الشيخ من هذا الحديث؟

مداخلة: موقف الشيخ يقول: أننا نأخذ بالضمير الأول نعيده على الله، والضمير الثاني نعيده على آدم، لأن الثاني لا يمكن أن يعاد على الله.

الشيخ: هذا الذي كنا نتكلم، كيف يصير هذا في اللغة العربية.

مداخلة: عنده يصير يا شيخ.

الشيخ: هات نشوف فيه مثال في اللغة العربية كهذا حتى نعرف.

مداخلة: ذكر شيخنا أحد الإخوة تناقشت معه في المسألة، أو بالأحرى تناقش معه الشيخ نسيب الرفاعي بوجودي، وصار يعني مباحثات عامة فذكر قوله تعالى تدليلاً على هذه:{وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفتح:9) فقال: تعزروه وتوقروه عائدة على النبي عليه السلام، وتسبحوه عائدة على الله سبحانه وتعالى، وهما في سياق واحد.

الشيخ: واحد، أي نعم، لكن هنا يتخلف الأمر تماماً في التسوية، لفظة التسبيح في ذاتها لا يمكن أن يفسح مجال إرجاع الضمير إلى المضمر الأقرب ذكراً.

مداخلة: يعني قاطع، من المستحيلات كما يقول علماء الكلام.

الشيخ: بلا شك يعني، على كل حال أنا يهمني في الموضوع شيء في الواقع مهم، أن أهل الأهواء ما موقفهم بالنسبة للنصوص وبخاصة إذا كانت حديثية وقد

ص: 811

يجدون متنفساً في التخلص منها، أنه حديث يفيد الظن؛ لأنه حديث آحاد .. إلخ، فسبيلهم معروف: إما التأويل للنص أو إنكاره، إذا استطاعوا إنكاره ما قصروا، في القرآن لا يمكن هذا، لأنه إذا أنكر شيء من القرآن انكشف أمره وخرج من الملة، أما بالنسبة للحديث فبإمكانهم أن ينكروه وقد فعلوا ذلك كثيراً، والمثال في العصر الحاضر موجود عندك فيما فعله الغزالي هذا المعاصر، فأهل السنة أحياناً يبدر من أحدهم ما ينكره على أهل الأهواء، وهو اللف والدوران على النص، فنحن أمام هذا الحديث:«خلق الله آدم على صورته طوله» .ما موقفنا تجاه هذا الحديث؟

إما أن نسلم بدلالته الواضحة أن الضميرين يرجعان إلى أقرب مذكور، وإما أن نعطل الحديث ونقول: هذه رواية شاذة أو ما شابه ذلك.

[ثم حدثت مداخلات خارج الموضوع، إلى أن قال الشيخ علي حسن]

هو يبدو ليس من كلامه، وإنما هو من كلام شيخ الإسلام الذي نقله من بيان تلبيس الجهمية في أكثر من نصف الكتاب، يعني: أكثر من نصف الكتاب هذا مأخوذ من كلام شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية النسخة المخطوطة، فهو نشره، الكلام لشيخ الإسلام رحمه الله.

الشيخ: على كل حال.

مداخلة: يقول: فإن قيل: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال له: اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة، فسلم عليهم واستمع ما يحيونك .. إلخ الحديث، يقول: وهذا الحديث إذا حمل على صورة الله تعالى كان ظاهره أن الله طوله ستون ذراعاً، والله تعالى كما قال ابن خزيمة جل أن يوصف بالذرعان والأشبار، ومعلوم أن هذا التقدير في حق الله باطل على قول من

ص: 812

يثبت له حداً ومقداراً من أهل الإثبات، وعلى قول نفاة ذلك، أما النفاة فظاهر، وأما المثبتة فعندهم قدر الله أعظم، وحده لا يعلمه إلا هو، وكرسيه قد وسع السماوات والأرض، والكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة، والعرش لا يقدر قدره إلا تعالى، وقد قال تعالى.

الشيخ: عفواً، كأني سمعتك تقول: كحَلَقة، هو بالسكون أم بالفتح، أنا أظن أنه حلْقة.

مداخلة: صحيح شيخنا الكلام، لكن يبدو أن فيه بالفتح وبالتحريك، لكن لكل واحدة معنى، فأيهما

الشيخ: هو هنا بالجزم [ساكن].

مداخلة: أي نعم، جزاك الله خيراً يا شيخ.

الشيخ: أي نعم.

مداخلة: يقول: وأما المثبتة فعندهم قدر الله أعظم، وحده لا يعلمه إلا هو، وكرسيه قد وسع السماوات والأرض، والكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى، وقد قال تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الزمر:67)، وقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حديث أبي هريرة وابن مسعود وابن عمر وابن عباس أن الله يقبض السماوات والأرض بيديه، قال ابن عباس: ما السماوات السبع والأرضون السبع وما بينهما وما فيهما بيد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم، وإذا كان الأمر كذلك كان أكبر وأعظم من أن يقدر بهذا القدر، وهذا من المعلوم بالضرورة من العقل والدين.

ص: 813

قيل: ليس ظاهر الحديث أن الله طوله ستون ذراعاً، ومن زعم أن هذا ظاهره أو حمله عليه فهو مفتر كذاب ملحد، فإن فساد هذا معلوم بالضرورة من العقل والدين كما تقدم، ومعلوم أيضاً عدم ظهوره من الحديث، فإن الضمير في قوله:«طوله» عائد إلى آدم الذي قيل فيه: «خلق آدم على صورته» ، ثم قال:«طول آدم ستون ذراعاً» ، فلما خلقه قال له:«اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة» ، فهذه الضمائر كلها عائدة إلى آدم، وهذا منها أيضاً، فلفظ الطول وقدره ليس داخلاً في مسمى الصورة حتى يقال إذا قيل: خلق الله آدم على صورته، وجب أن يكون على قدره وطوله، بل من المعلوم أن الشيئين المخلوقين قد يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوت العظيم في جنس ذواتهما وقدر ذواتهما، وقد تظهر السماوات والقمر في ماء أو مرآة في غاية الصغر، ويقال: هذه صورتها، مع العلم بأن حقيقة السماوات والأرض أعظم من ذلك بما لا نسبة لأحدهما إلى الآخر، وكذلك المصور الذي يصور صورة السماوات والكواكب والشمس والقمر والجبال والبحار بصورة ذلك مع أن الذي يصوره وإن شابه ذلك فإنه أبعد شيء عن حقيقته وعن قدره، والإضافة تتنوع دلالتها بحسب المضاف إليه.

فلما قال في آخر الحديث: «فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً» ، هذا يقتضي مشابهة الجنس في القدر لأن صورة المضاف من جنس صورة المضاف إليه، وحقيقتهما واحدة، وأما قوله: خلق آدم على صورته فإنها تقتضي نوعاً من المشابهة فقط، لا تقتضي تماثلاً لا في حقيقة ولا قدر، وأما الذين ظنوا أن الضمير في قوله: طوله ستون ذراعاً لما كان عائداً إلى آدم لم تكن له صورة قبل ذلك يخلق عليها، وذكرنا الوجوه المتعددة الدالة على فساد ذلك، ولهذا كان بعض المحدثين الذين يريدون ألا يحدثوا بعض الناس بهذا المعنى يقولون: خلق

ص: 814

آدم طوله ستون ذراعاً، فإن كان هذا في بيان مقدار صورة آدم التي خلقه الله عليها لا يقال في مثل ذلك: خلق آدم على صورة آدم، بل قد يقال: خلق على هذه الصورة وعلى هذه الصفة، فإن هذا في اللفظ ليس فيه إضافة تقتضي تقدم الصورة التي خلق عليها، بل فيه تخصيص وبيان للصورة التي كان عليها بعد الخلق، مع أن هذا لا يصلح أن يقال في هذا اللفظ؛ لأن قول القائل: خلق آدم على صورة آدم أو على الصورة التي كانت لآدم إذا أراد به التقدير، وهو كونها ستين ذراعاً، فإنه يقتضي كون المخاطبين يعرفون ذلك بأقل من هذا الخطاب، فإن الخطاب المعرف باللام أو الإضافة يقتضي تقدم معرفة المخاطبين بذلك المعرف، ومعلوم أن المخاطبين لم يكونوا يعلمون طول آدم، وهذا لا يصلح أن يقال في القدر، وما ذكر في صورة آدم من كونه

أو كونه خلق ابتداء ونحو ذلك، إذ هذا معلوم بخلاف القدر، فعلم أن الحديث أخبر فيه بجملتين أنه خلق آدم على صورته، وأن طوله ستون ذراعاً، ليس هذا التقدير هو تقدير الصورة التي خلق عليها حتى يقال: هي صورة آدم.

رحم الله شيخ الإسلام.

الشيخ: أنا باقي في ذهني أن الشيخ التويجري متعرض لهذا، وأنه أعاد الضمير الأول إلى الله والضمير الثاني إلى آدم، هذا الذي ذكره الشيخ ما أعتقد أن أحد يستطيع أن يأتي بأكثر منه، لكن مع ذلك في هذا المعنى الغير متبادر حينما يسمع الإنسان: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً.

مداخلة: يقولون: إن القرآن دل على عدم عود هذا على الله، وكل إنسان ..

الشيخ: المسألة هذه ما فيها خلاف، ما تحتاج إلى تفصيل بارك الله فيك، الشيخ هنا أبدع في هذا النفي يعني، وكما قلنا آنفاً بإيجاز أنه ما أحد يقول أن طول

ص: 815

رب العالمين ستون ذراعاً، لكن الضمير راجع إلى آدم، فإذا كان أمكننا أن نعيد الضميرين، هذا كان نحن بحثنا؟ الحقيقة كان بحثنا أنه ما نتحمس في الرد على المخالفين ولا تؤآخذني إذا صارحتك كما فعل عبد الله، ولو أنه حكى عن غيره قال: يقولون أن هذا جهمي، الذين يقول أن الضمير على صورته يعود إلى آدم هذا قول الجهمية.

مداخلة: لكن لا يقولون الألباني جهمي يا شيخ.

الشيخ: أنا مايهمني شخصي بارك الله فيك، أنا ما أنا إلا رجل من هؤلاء المسلمين، وإذا كان الألباني المتشبع بعقيدة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح يقول بهذا القول وتقول أنت ما يقولوا عنه شخصياً، لكن يا ترى هل هو حول العقيدة الصحيحة يقدم رجل ويؤخر أخرى ماذا يقولون عنه إذا قال هذا القول؟ أنه جهمي؟! بالطبع يقولون عنه أنه جهمي، فهذا التحمس مع مجال وإمكانية إعادة الضمير بدون أي تعديل إلى آدم مع التمسك بالرواية الأخرى دون اضطراب الضمير الأول راجع إلى الله والضمير الثاني راجع إلى آدم، ما دام فيه مجال هنا إلى هذا المعنى دون أن يتعرض هذا المتمسك بهذا المجال، أو الدائر في هذا المجال دون أن يتعرض لنفي صفة من صفات الله تبارك وتعالى، لماذا هذه الحرارة، ولماذا هذا التشدد أن يقال: أن هذا تفسير أو تأويل من قال به فهو جهمي؟

مداخلة: يقولون: لأن السلف الصالح رحمهم الله وهم الذي أتوا لنا بهذا الحديث فسَّروه بهذا التفسير، فنحن إذا قلنا أن الضمير يعود على آدم خالفناهم، ويقولون: منهم ابن تيمية رحمه الله ومنهم الذهبي ومنهم إسحاق، وقبله أحمد بن حنبل رحمه الله، كلهم يجمعون ويذكرون أنهم من طبقات الحنابلة، ويذكرون

ص: 816

ويذكرون من السلف، ويقولون: مَن مِن السلف قال إن الضمير يعود إلى آدم غير ابن خزيمة؟

الشيخ: ما معليش، هنا يأتي سؤال: هل هذا أمر متفق بين السلف؟

مداخلة: هم يقولون أن السلف أنكروا.

الشيخ: لا، لا

لأنه أنا فاهم أنك أنت نصبت نفسك للحكاية عنهم، فلا تزداد في التحفظ، هم يقولون هم يقولون هم يقولون، لا تخش، أنا سأعرف أن أول حديثك وآخره حكاية عن غيرك.

مداخلة: لكن أنا عندي شيء يا شيخ، أن الذي يسألني أفهم منه أمرين اثنين: الأمر الأول: أنه يريد مثلاً من الذي اعتقد هذا، وإن أراد ما يعتقده غيره فيطلب مني التصريح بهذا.

الشيخ: حسن، هذا احتمال، أليس كذلك؟ كما تقول أنت، فنحن نريحك منه، ونضعك وجهاً لوجه أنك حاكي وليس (متبنيّاً).

مداخلة: ناقل يعني.

الشيخ: ماشي، حاكي أنا أقول باللغة العربية، ما معناه؟ حكى فلان عن فلان، قد يحكي صدقاً، قد يحكي كذباً، قد قد .. إلخ، فأنت من أجل يكون كلامنا ما يدخل في جمل متكررة أنا فاهم أنك تحكي ولا تتبنى، ماشي؟

مداخلة: القرون الثلاثة.

الشيخ: ماشي؟

مداخلة: ماشي.

ص: 817

الشيخ: لا تعد علي كلامك، لكن أعد علي ما سألتك: هل هذا أمر متفق عليه؟

مداخلة: متفق عليه في القرون الثلاثة.

الشيخ: ما أظنك، الآن أنت نقول لك: دع الحكاية وقل ما تعتقد، ما أعتقد أن قولك صواب في القرون الثلاثة.

مداخلة: لا، القرون الثلاثة لم يتفقوا على هذا.

الشيخ: .. أنا فهمت خلاف ذلك.

مداخلة أخرى: ذلك قوله يا شيخ.

المداخل الأول: تريدني الآن حاكياً أم تريدني معتقداً؟

الشيخ: لا، أنا أسأل إذا كنت حاكياً أسألك الآن بالنسبة للحكي، هل هم يقولون أن هذا أمر متفق عليه؟

مداخلة: نعم، وذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده

على الرازي.

الشيخ: لكن هذا خطأ، خطأ إما منك وإما من ابن تيمية.

مداخلة: لا، ابن تيمية يقول ..

الشيخ: لا، اصبر قليل، اصبر وما صبرك إلا بالله، أنا أذكر ولا أعتد بما أذكر، يعني: شيخ كبير، أنا أذكر ابن تيمية حكى قول ابن خزيمة، ألا تذكر معي وأنت شاب بالطبع.

مداخل آخر: وزيادة.

ص: 818

الشيخ: وزيادة، إذاً: أسمعه.

مداخلة: يقول شيخ الإسلام ونقله منه أو عنه: وأما قول من قال الضمير عائد إلى آدم كما ذكر الإمام أحمد عن بعض محدثي البصرة ويذكر ذلك عن أبي ثور فهو

إلخ، المهم يعني أنه قول أبي ثور وقول محدثي البصرة من أهل الحديث، فضلاً عن قول ابن خزيمة الذي ناقشه فيما بعد.

الشيخ: إذاً: عرفنا فاسترحنا.

المداخل الأول: عفواً يا شيخ أنا

الشيخ: الآن تحكي عن نفسك أم لا تزال تحكي عن غيرك؟

مداخلة: أحكي عن نفسي وعن غيري يا شيخ.

الشيخ: لا، يكفينا أنت.

مداخلة: يا شيخ! شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا عن محدثي البصرة، وأنا ذكرت هذا للشيخ علي قبل أن نأتي، وذكر ذلك عن أبي ثور رحمه الله، وكذلك أنا وجدت هذا الكلام.

الشيخ: ما عليك، ما يفيدنا هذا الكلام.

مداخلة: لحظة يا شيخ، لكنه ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الكتاب، وقال: أن هذا هو قول القرون الثلاثة.

الشيخ: بس خطأ.

مداخلة: يعني يقول: وأجمعت القرون الثلاثة

ص: 819

الشيخ: معليش هذا خطأ، هذا تناقض.

مداخلة: ما أفعل أنا ما ذنبي يا شيخ؟

الشيخ: وأنا أذنبك؟ ما أذنبك ولا أؤثمك، لكن أبين لك أن الذين يقولون بهذا الإطلاق والعموم والشمول، ومالك معي طبعاً أنت الآن.

مداخلة: لا، معك يا شيخ.

الشيخ: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.

مداخلة: طيب، الذين يقولون بهذا العموم وهذا الشمول.

الشيخ: متناقضون، متناقضون في أنفسهم، لأنه في جانب يقول هذا القول، في جانب آخر يقول ما ينقضه ما أقول خلافه.

مداخلة: إلا إذا كان له اصطلاح في هذا،

الشيخ: ما فيه اصطلاح، أما إذا تسلك في الدفاع عن ابن تيمية وغيره طريق علماء الكلام فأنا أمدك بمددي، أقول لك: حط مضاف محذوف تستقيم عبارة شيخ الإسلام، ما عبارته بالضبط.

مداخل: التي قرأت أنا يا شيخ.

الشيخ: لا لا، قضية أنه على هذا القرون الثلاثة، ضع (مضافاً محذوفاً)، أكثر القرون الثلاثة، هكذا خلصتها لك [كلمة] شيخ الإسلام.

مداخل:

ذكر في معرض السياق عبارتين، فيريد أيهما يذكر، العبارة الأولى هذا قول القرون الثلاثة، فهي على هذا المعنى تصح بهذا الإضافة.

ص: 820

الشيخ: لا، اسمح لي أستدرك يمكن على نفسي أو على الأصح على لفظي، أنا إذا قلت من أجل إخراج ابن تيمية من التناقض المكشوف أكثر بتقدير مضاف محذوف فهذا أقوله من أجل تخفيف الخطأ، ولكن ليس صحيحاً أيضاً، يعني: إذا قلت أنا الآن إذا قلت: أكثر القرون الثلاثة على هذا المعنى أن الضمير راجع إلى الله أكون أيضاً مخطئاً، لكن أشد إغراقاً في الخطأ أن أقول: على هذا أهل القرون الثلاثة، حنانيك بعض الشر أهون من بعض.

مداخل: طيب ليش يا شيخنا الخطأ من باب الفائدة.

الشيخ: من أين جاء الاستقصاء، هذا يقع فيه العلماء كثيراً، وهذا من التسامح في التعبير، أكثر العلماء كذا، من الذي أحصى أقوال العلماء في كل قرن، يعني: هذا أقرب ما يكون - ادعاء الإجماع - إلى الذي قال الإمام أحمد تلك الكلمة الرائعة جداً: من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا.

شيخ الإسلام وقف على محدثي أهل البصرة وعلى أبي ثور .. إلخ، يجوز أن يكون هناك كما يقال: في الزوايا خبايا، هؤلاء يكون لهم أمثلة أخرى من العلماء، فلذلك يكون حتى بهذا الترقيع في حد تعبيري للعبارة أكثر يكون كمان فيه تساهل، لأنه صعب أن يقال، يعني: هذه المسألة تريد حصر العلماء، هؤلاء قالوا كذا، هؤلاء قالوا كذا، عَدَّوْا هؤلاء، والله هؤلاء أكثر من هؤلاء، هذه عملية لا يمكن، إنما فيه تسامح في التعبير.

مداخلة: يا شيخ حجتهم في هذا أنهم يقولون أن السلف الصالح فهم هذا، هذه المسألة من أولها إلى آخرها، يقولون: أن السلف الصالح تقبلوا هذه الأحاديث وأمروها كما جاءت، ولم يتعرضوا إلى تأويلها، وقالوا: إن الضمير يعود

ص: 821

على الله، إذاً: نقول نحن كما قالوا: إن الضمير يعود إلى الله، ويسعنا ما وسعهم، ولنسكت عما سكتوا عنه، ولا نتدخل فيما لا يعنينا.

الشيخ: عادت حليمة إلى عادتها القديمة.

مداخلة: هذه المسألة من أولها.

الشيخ: معليش، أنت تقول: لا نؤول، يعود السؤال السابق: ما مقصود لا يؤول، لا يفهم.

مداخلة: يفهم أن الضمير يعود إلى الله سبحانه وتعالى.

الشيخ: من الذي قال هذا، السلف؟

مداخلة: السلف.

الشيخ: أنت الآن تقول: السلف.

مداخلة: هم يا شيخ.

مداخل آخر: قول عنهم وخلاص ..

الشيخ: ما عليك، ما الفائدة بإعادة كلامك السابق.

مداخلة: الفائدة من هذا أنك أنت الآن [تقول] إذا أردنا نرد عليهم نقول: إن هذا الأمر ليس صحيحاً أن السلف يقولون ..

الشيخ: انتهينا من هذا فلماذا تعود إلى حكاية كلامهم لتحشرني مرة أخرى فأعود أقول: هذا ليس صحيحاً. فما الفائدة.

مداخلة: أنا قلت هذا هناك رد آخر غير هذا يعني.

ص: 822

الشيخ: حسبك، يعني: الذي أريد أن أقوله في الحقيقة من وراء هذا البحث هو الكلمة الأولى لما سألتك: هل هو متفق بينهم؟ كان ينبغي أن يكون الجواب: لا، ما دام ما هو متفق فإذاً أنا في سعة من الأمر، لا أكون غير سلفي أو أكون خلفي إذا تبنيت رأي أبي ثور مثلاً ومحدثي البصرة، ما دام المسألة فيها رأيان، فإذا أنا أخذت بأحد الرأيين ويساعد عليه اللغة العربية أولاً، والمنهج السلفي ثانياً، أي: أنا لا أعطل صفة من صفات الله، أنا أقول مثلاً: لله صورة أخذاً من حديث المحشر، فأنا إذا أرجعت الضمير إلى آدم ما أنكرت الصورة بصورة عامة مطلقة، فإذاً: ما هو المحذور الذي يترتب على واحد مثلك فيحاجج بقول المؤلف نقلاًً عن ابن تيمية، نقلاً عن الإمام أحمد أنه من أرجع الضمير إلى آدم فهو جهمي، لماذا هذه الحرارة، ما دام المسألة فيها خلاف؟

مداخلة: أنك لم تعتقد أن هناك وجه شبه بين صورة آدم وصورة الرحمن.

الشيخ: كيف لا، أنا أقول لك عربية وحديثية بالنسبة للبخاري، وكيف أنك تقول لأنك تعتقد.

مداخلة: لا، لأنك لم تعتقد أن هنالك شبه بين صورة الرحمن وصورة آدم.

الشيخ: أين تكلمت تقول.

مداخلة: المشكلة الآن يقولون: أن هناك شبه بين صورة الرحمن وصورة آدم.

الشيخ: من هم؟

مداخلة: القائلين بأن الضمير يعود على الله، ويجب على السلفي وعلى المؤمن أن يعتقد هذا، هذا الذي أفهم من هذا، أن هناك وجه شبه، لكن هذا الشبه لا يقتضي التشابه من جميع الوجوه.

ص: 823

الشيخ: هذا كلام ابن تيمية.

مداخلة: نعم.

الشيخ: أنا ما هذا أقصد، أقول: ما هو المحذور الذي يترتب على واحد مثلي يعيد الضمير إلى آدم؟

مداخلة: هو هذا الذي ذكرته لك.

الشيخ: ما هو المحذور.

مداخلة: أنك لم تعتقد أن هناك وجه شبه بين صورة الرحمن وصورة آدم.

الشيخ: كيف؟ ما فهمت؟

مداخل آخر: يا شيخ كأنه يثبت من الحديث الذي هو أن الله خلق آدم على صورته، أن هنالك وجه من الشبه بين آدم بين صورة آدم وصورة الله سبحانه وتعالى، فإذا أنت فسرت هذا الحديث عائداً إلى آدم تنفي هذا الشبه، أما إثبات الصورة فهذه مسألة ثانية، فالآن يكون عندنا مسألتين شيخنا كما يقولون، مسألة إثبات الصورة اتفقنا نحن وإياكم فيها، مسألة نوع المشابهة المتفق بين صورة آدم وصورة الله هذه نفيتها، فوقع المحذور.

الشيخ: هذه خطيرة يا عبد الله.

مداخلة: هذه المشكلة يا شيخ.

الشيخ: هذه خطيرة.

مداخلة: أقول لهم: يا قوم اتقوا الله تعالى، وهم يقولون: لا، هذا معتقد السلف، ومن لم يعتقد بهذا فهو إما جهمي وإما سلفي لكنه أخطأ في هذا كما

ص: 824

أخطأ ابن خزيمة.

الشيخ: يعني: من تمام العقيدة إذا قلنا.

مداخلة: ذَكَّرنا شيخنا معليش قبل ما تبدأ، أخونا سليم بعبارتهم بشكل أدق، فعلى ضوئها يكون ردك شيخنا أوضح إن شاء الله.

سليم الهلالي: يقولون: أن الصورة هنا ليست معنى صفة، فآدم على صفة الرحمن، إن لآدم وجه وللرحمن وجه، فلآدم وجه يليق بفقره، والله سبحانه وتعالى له وجه يليق بجلاله وكماله، فهم لا يقولون أنه في تشابه بين صورة الله أو صورة الرحمن بأن آدم يشبه الرحمن، لا، يقولون بأن الصورة هنا بمعنى صفة، فالأخ ما ذكره عنهم يوحي بأمر خطير.

الشيخ: أنا أقول له هذا أمر خطير.

مداخلة:

الشيخ التويجري حفظه الله ورعاه وهدانا الله وإياه، قلت له: يا شيخ! هل تجيز لي أن أفسر هذا الحديث بهذا التفسير الذي ذكره الشيخ سليم،

، قال: لا، ما لنا أن نفسره، نمره كما جاء، قلت: يا شيخ! يقتضي التشبيه، قال: لا، هذا ما هو قولنا، ومن قال بأن ظاهر هذا الحديث يقتضي التشبيه فهو مخطئ، وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه في ..

الشيخ: تناقض كلامك الآن.

مداخلة: يقول يا شيخ: أن هناك وجه مشابهة يعني بين آدم ..

الشيخ: يا أخي الآن نقلت عن التويجري والحمد لله نفي المشابهة.

مداخلة: لا، يا شيخ هم أكثر من واحد انقسموا إلى أقسام في هذا الحديث،

ص: 825

منهم من يقول: أنا نمر هذا الحديث كما جاء ولا نفسره ولا نتأوله، أنا ذكرت له هذا التأويل، قال: ما نأتي به، قلت لهم: ..

الشيخ: يعني هم مفوضة الآن، هذا القسم الذي أنت تتحدث عنه الآن، ونسميه رقم واحد، يعني: يُدعى المفوضة.

مداخلة: لا، هم ما يعترفون أنهم مفوضة.

الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله.

مداخلة: طيب يا شيخ هذا القسم الأول، القسم الثاني اجتهدوا في تأويل الحديث، وقالوا: أننا نقول إذا أعدنا الضمير على الله سبحانه وتعالى أن لله صورة تليق بجلاله وعظمته وأن لآدم صورة، وهنالك وجه الشبه في المعنى، ولكن لا يقتضي هذا - التشابه في المعنى - يقتضي التشابه في جميع الأشياء يعني، وإنما هو وجه من حيث اللفظ فقط، وكما أن لله صورة فإن لآدم صورة، كما أن لله عيناً جل وعلا فإن لآدم عيناً، وهكذا من هذا الوجه يقولون.

قسم منهم قالوا: نقول لا، نقول إن «على صورة الله» إضافة تشبيه، وأن هذا لا يقتضي المماثلة كما أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: أن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة البدر، فهل يعني من هذا أن على صورة البدر أن صورهم كصورة القمر؟ قال: لا، هذا ليس مراد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما إضافة على صورته فيه وجه من جانب الحسن والبهاء والجمال، وأن فيه أكرم الخلق أن الله خلق آدم في أحسن تقويم، والله سبحانه وتعالى له أيضاً الكمال في صفاته، وقال قسم

منهم قال: إن هذا إضافة تشبيه، كأن تقول: كعبة الله أو بيت الله

الشيخ: ناقة الله.

ص: 826

مداخلة: نعم، هذا عندنا تقريباً أربعة أقسام منهم، إذا أضافوه إلى الله ينقسمون إلى أربعة أقسام، قسم يقولون ما لنا نفسره، ومنهم الشيخ التويجري.

الشيخ: هؤلاء مفوضة؟

مداخلة: يقولون: ما لنا أن نفسره.

الشيخ: مفوضة.

مداخلة: مفوضة.

الشيخ: باختصار، لا .. عليك، أنا أريد أن أفهم منك ماذا تقول.

مداخلة: مفوضة.

الشيخ: ليس مسايرة تقول لي.

مداخلة: لا ليس مسايرة.

الشيخ: أريد أن أفهم عليك بلفظة معبرة عن ثلاث أربع كلمات، هل تفهم عنهم أنهم مفوضة؟

مداخلة: نعم يا شيخ أفهم هذا.

الشيخ: ولا تفهم غير هذا؟

مداخلة: لا أفهم هذا.

الشيخ: هذا هو، هذا القسم الأول مفوضة، ومن هؤلاء من هو؟

مداخلة: الشيخ التويجري.

الشيخ: التويجري؟

ص: 827

مداخلة: قال مالنا أن نفسره، نمره كما ..

الشيخ: أعوذ بالله، عنوان الكتاب يكفيك، هو مفوض.

مداخلة: لا، في هذه المسألة يا شيخ مفوض المعنى، نمر الحديث كما جاء.

الشيخ: يا أخي بارك الله فيك، لا تزد علينا الكلام، نمر الحديث كما جاء عن علماء السلف له معنى غير التفويض.

مداخلة: نعم، لكن في هذا يا شيخ يلزمه التفويض.

الشيخ: فإذاً: خلينا على كلمة مفوض، خلينا أن التويجري فيما تحكي أنت عنه أنه مفوض، لا تقل: هو يقول نمر الحديث كما جاء، لأنه نحن باعتبارنا سلفيين نفهم كلمة نمر الحديث كما جاء، أي: لا نعطله، وإنما بالمعنى العربي الذي يتبادر إلى ذهن كل عربي نمره، ولا نقعد ندندن حوله ونقع في التشبيه، أو نتأول فنقع في التعطيل، هذا نمره، فأنت لا تنقل عن التويجري لفظين متناقضين، اللفظ الأول كتلخيص لما أنت فهمت منه، أنه مفوض في هذا الحديث، ثم تقول عنه نمره كما جاء، نمره كما جاء لما يذكره ابن تيمية يشرح لنا جزاه الله خيراً أنه ليس مقصود بدون فهم، وبينما التفويض معناه بدون فهم، أنت معنا في تفسير كلمة التفويض؟

مداخلة: أنا أفهم هذا يا شيخ إن شاء الله، أنا معك.

الشيخ: سبحان الله أنا عارف معنا، هل أنت معنا بأنه كلمة التفويض لا يرادفها نمرها؟

مداخلة: نعم معك في هذا.

الشيخ: طيب، فأنت الآن متناقض.

ص: 828

مداخلة: لست أنا يا شيخ، وإنما الشيخ هو المتناقض، هو يذكر هذا ويذكر هذا، وأنا [أذكر] ما قال يا شيخ.

الشيخ: لكن الكتاب ماذا يشهد كتابه أنه مفوض؟ أنت قرأت الكتاب، هل كتابه يدل أنه مفوض

مداخلة: فيما أعتقد أنا؟

الشيخ: نعم، أنت أنت ما غيرك.

مداخلة: نعم أعتقد هذا أنه مفوض في هذه المسألة.

الشيخ: فإذاً لماذا تقول هو يقول هكذا، إذاً: كتابه يقول بأنه هو مفوض، ولا يقول إنه يمر هذا الحديث كما جاء.

مداخلة: وإن هو زعم هذا.

الشيخ: وإن زعم بأنه يمر الحديث كما جاء.

مداخلة: فإن هذا لا يساعده.

الشيخ: فالذي في الكتاب هذا الذي نقوله.

مداخلة: لا يساعده على هذا.

الشيخ: طيب، دعنا الآن من المفوضة، حسن؟

مداخلة: طيب.

الشيخ: نأتي إلى القسم الثاني ما هو القسم الثاني؟

مداخلة: يقولون: إن قولنا أن الضمير يعود على الله سبحانه وتعالى، وأن صورة آدم كصورة الله سبحانه وتعالى لا يلزم منه التشبيه، وإنما أن لله صورة تليق بجلاله كما أن لآدم صورة تليق بجلاله، وإنما صورة آدم كصورة الله من حيث

ص: 829

المعنى فقط في جزئية من جزئيات المعنى، كما أن لله وجه يليق بجلاله، فإن لآدم وجه يليق بفقره وعجزه، هذا قولهم.

الشيخ: هذا القسم الثاني، نحن نقول به.

مداخلة: لكن أنت تقول الضمير يعود إلى آدم.

الشيخ: معليش، نقول بالمعنى بصورة عامة، كما قلت أنت كما له وجه له بصر وله سمع وله كل الصفات، هذا الذي قلت لك ونحن نقول بهذا، أي: نقول أن ما فيه تشبيه، بغض النظر الضمير رجع لآدم أو يرجع لرب العالمين.

مداخلة: لكن يا شيخ أقول: أن لفظ الحديث ظاهر الحديث لا يساعدهم على هذا؛ لأن ظاهره التشبيه إذا أعدناه إلى الله سبحانه وتعالى، ظاهره التشبيه إذا أعدناه إلى الله، ولكن إذا أعدناه إلى آدم لا يكون هناك تشبيه، يعني: هذا تأويل منهم وليس من فعل السلف، يعني: السلف الصالح رحمهم الله ..

الشيخ: طيب، خلينا نحفظ هذا القسم الثاني، نرى القسم الثالث ما هو، هذا يمكن سنعود إليه فيما بعد. القسم الثالث.

مداخلة: القسم الثالث قالوا أنه يعود إلى الله سبحانه وتعالى، الضمير يعود إلى الله، ولكنه إضافة تشريف.

الشيخ: طيب، القسم الرابع.

مداخلة: القسم الرابع.

الشيخ: هو قال أربعة، أنا قصدي إذا قالوا يرجع الضمير إلى الله من باب التشريف كما ضربت أمثلة ناقة الله بيت الله .. إلخ، نحن نقول بذلك أيضاً، يعني: ليس لخصوص تفسير الحديث، وإنما كمبدأ عام ما فيه مانع من أن ينسب إلى الله

ص: 830

شيء من باب التشريف، ماشي.

مداخلة: ماشي.

الشيخ: إذاً: نحن نرجع إلى القول الثاني، أنا فهمت منك آنفاً أنه هؤلاء يريدون يفرضوا علينا أن الضمير يعود إلى الله لنؤمن أن هناك فيه جزء من التشبيه، هل هذا الفهم صحيح؟

مداخلة: هذا قال به بعضهم.

الشيخ: ما أجبتني.

مداخلة: لا يا شيخ، نحن عندنا أقسام، ليس واحد فقط.

الشيخ: الله يهديك يا شيخ عبد الله، الثلاثة الأقسام.

مداخلة: يمكن يطلع لنا الرابع هذا يا شيخ.

الشيخ: معليش لكن في حدود الثلاثة نحن في الوسط الآن، صح أم لا؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: فهذا القول الوسط بين الأول والثالث فهمت منك سابقاً أنهم لماذا يقولون: جهمي الذي يرد الضمير إلى آدم؟ لأنه ما يقول بنوع من التشبيه، لأنه الحديث إذا أرجعنا الضمير إلى الله يعطي نوعاً من التشبيه، فيجب الإيمان به، هكذا أنا فهمته.

مداخلة: أنا أعطيك القسم الرابع الذي هو هذا.

الشيخ: هاه؟

مداخلة: القسم الرابع الذي ذكرته لك.

ص: 831

الشيخ: حسن، هذا الذي كان باقي أنا في ذهني فيه قسم رابع، وقد يكون هو الثاني ما يهمنا الترتيب يعني، والعلماء أحياناً يقولون هذا لف ونشر غير مرتب، الآن {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) في آية خلق آدم: {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:2) صح؟

هل يصح أن نقول فيه نوع تشبيه، أم هذا كما يقول شيخ الإسلام في كثير من هذه المواضع أن هذا لفظ مشترك، وكل موصوف يأخذ من هذا اللفظ المشترك المعنى الذي يليق به، فالإنسان قال تعالى:{فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:2) يؤخذ منه أنه له عينين وله حدقة وله أجفان وله كذا وكذا .. إلخ، لكن رب العالمين لما قال:{وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) له من هاتين الصفتين ما يتناسب

مع عظمته وجلاله وأزليته وو .. إلخ، فهنا لفظ مشترك، أي: لا نقول يقتضي التشبيه، واضح؟

مداخلة: واضح.

الشيخ: فإذا أرجعنا الضمير في حديث آدم إلى الله ليس ضرورياً [أن] نقول فيه: يجب أن نؤمن أن هناك نوع تشبيه، لأنه إن قلنا هنا هذا يلزمنا أن نقول في كل الصفات التي يوجد اشتراك اسمي أو لفظي بين صفات الله عز وجل [

انقطاع

] النصوص بزعمه حتى ما يقع في التشبيه، فكيف يأتي سلفي يقول: ينبغي إعادة الضمير إلى الله حتى نؤمن أن فيه هناك نوع تشبيه، ومن لم يفعل ذلك يكون جهمياً؟ تبين لك المحذور الذي أنا أدندن الأمر في ذهني أم لا؟

مداخلة: نعم.

"الهدى والنور"(295/ 36: 00: 00) و (10: 26: 00) و (296/ 32: 00: 00)

ص: 832