الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1157] باب هل يُقال: القرآن غير مخلوق
؟
[قال الشيخ رحمه الله بعد أن تكلم على جواز وصف الله تعالى بلفظتي "بذاته" و"بائن" في قولهم "الله فوق العرش بذاته" "بائن من خلقه" مع أن هذا لم يرد عن الصحابة لكن لما ظهر قول الجهمية بأن الله في كل مكان اضطر أئمة السلف أن يتلفظوا بذلك، قال]:
ومثل هذا تماماً قولهم في القرآن الكريم أنه غير مخلوق؛ فإن هذه لا تعرفها الصحابة أيضاً وإنما كانوا يقولون فيه: كلام الله تبارك وتعالى لا يزيدون على ذلك وكان ينبغي الوقوف فيه عند هذا الحد لولا قول جهم وأشياعه من المعتزلة: إنه مخلوق ولكن إذا نطق هؤلاء بالباطل وجب على أهل الحق أن ينطقوا بالحق ولو بتعابير وألفاظ لم تكن معروفة من قبل، وإلى هذه الحقيقة أشار الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين سئل عن الواقفة الذين لا يقولون في القرآن إنه مخلوق أو غير مخلوق هل لهم رخصة أن يقول الرجل:"كلام الله " ثم يسكت؟ قال: ولِمَ يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ولكن حيث تكلموا
فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟ " سمعه أبو داود منه كما في "مسائله" (ص263 - 264).
" مختصر العلو"(ص18).
[1158] باب ذكر أقدم من صرح بأن القرآن غير مخلوق
[قال الإمام في "مختصر العلو"]:
وأقدم من صرح بذلك [أي بأن القرآن غير مخلوق] ممن صرحوا باسمه من السلف: عمرو بن دينار كما تقدم في ترجمة (149)[من مختصر العلو] وقد توفي
سنة (126) ، وأما الصحابة فلم أرَ نصاً صريحاً صحيحاً عن أحد منهم، اللهم إلا عموم قول عمرو بن دينار المتقدم في الكتاب هناك (1)، وظني أن فيه تغليباً فقد صح عنهم القول بأن القرآن كلام الله، ولكن لم يقولوا:"غير مخلوق" لعدم الحاجة إليه يومئذ. وإلى هذا أشار الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين سئل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: "كلام الله" ثم يسكت؟ قال: ولِمَ يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء
لا يتكلمون؟!
رواه عنه أبو داود (ص 263 - 264).
ولذلك قال الحافظ ابن عدي:
"لا يعر ف للصحابة رضي الله عنهم الخوض في القرآن ".
وعلق عليه البيهقي في "الأسماء" فقال (ص 244):
"قلت: إنما أراد به أنه لم يقع في الصدر الأول ولا الثاني من يزعم أن القرآن مخلوق، حتى يحتاج إلى إنكاره، فلا يثبت عنهم شيء بهذا اللفظ "غير مخلوق"، لكن قد ثبت عنهم إضافة القرآن إلى الله تعالى وتمجيده بأنه كلام الله تعالى".
وأما ما رواه البيهقي (ص 247) عن ابن المديني أنه قال في أثر جعفر الصادق المتقدم برقم (144): "ليس بخالق ولا مخلوق".
"لا أعلم أنه تكلم بهذا الكلام في زمان أقدم من هذا ".
(1) قول عمرو بن دينار المتقدم هو: أدركت الناس منذ سبعين سنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن دونهم يقولون: الله خالق، وما سواه مخلوق إلا القرآن، فإنه كلام الله منه خرج وإليه يعود.
قال الألباني: إسناده صحيح مسلسل بالثقات الحفاظ.