الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ:- هذا خطأ؛ كل من كان على سطح الأرض فهو يرفع يديه إلى السماء إلى العلو، أنت اللي عم تحكيه خطأ من الناحية الفلكية وخطأ من الناحية الشرعية [ثم أخذ الشيخ يُصَوِّرُ شيئاً للسائل ليبين له المقصود].
" الهدى والنور"(41/ 42: 08: 00)
[1182] باب هل العالم كروي
؟
السؤال: هل في رأيكم أن العالم كروي أم مستقيم؟
الشيخ: هذا سؤال جغرافي أو ديني؟
مداخلة: كلاهما.
الشيخ: كروي.
مداخلة: هل أخطأ ابن باز حينما قال بأنها مستقيمة؟
الشيخ: مستقيمة أو مسطحة؟
مداخلة: مسطحة.
الشيخ: ليت أن الخطأ وقف عند المسألة الجغرافية.
مداخلة: يريد أن تشرح لي.
الشيخ: مسألة كُروية الأرض أو سطحيتها ليست مسألة عملية، ولا هي مسألة اعتقادية، يجب على المسلم أن يعرف حكم الشرع فيها، إذا كانت عملية ليتعبد الله بها كسائر العبادات، أو أن يعتقدها في قرارة نفسه وقلبه، إذا كانت عقيدة يؤمر كل مسلم أن يعتقدها وأن يُؤمن بها، وإنما هي مسألة قد تؤخذ على وجهين اثنين من تفسير بعض الآيات في القرآن الكريم، وبلا شك كما هو الشأن في أكثر المسائل
يكون أحد الوجهين صواباً والآخر خطأ، وعلى هذا من اجتهد وكان أهلاًَ للاجتهاد وأول شرط لهذه الأهلية هو المعرفة باللغة العربية، فسواء أصاب أو أخطأ كما يعلم هو، من أصاب له أجران ومن أخطأ فله أجر واحد، وهذه الآيات التي جاءت حول الأرض هل هي متحركة كروية أم هي ثابتة، فليس هناك نص قاطع يؤيد أحد الوجهين المختلفين، ولذلك قلنا أن هذه ليست مسألة اعتقادية لا بد أن يكون فيها رأي مُوحَّد كما نعتقد برأي السلف، فبعض الآيات من القرآن الكريم التي تتعلق بهذا الموضوع يمكن أن يُفهم منها ثبات الأرض وسطحيتها، والبعض الآخر يمكن أن يُفهم منها حركتها ودورانها، وهذا الرأي هو الذي يترجح عندنا ويطابق في الواقع الطبيعي الذي يشعر به كل فرد من أفراد الناس سواء كان مسلماً أو كافراً.
ويكفي في أن نعرف أن المسألة ليس فيها دليل قاطع مع الذين يُلِحُّون على مخالفة ما ثبت علمياً اليوم أن الأرض متحركة وأنها تدور حول الشمس، يكفي لمعرفة أنه لا نص صريح يخالف هذه الفكرة أو هذا الرأي الفلكي، أن كثيراً من علماء المسلمين الذين يعترف كل المسلمين بعلمهم وفضلهم وبخاصة نحن معشر السلفيين نعتقد بإمامية شيخ الإسلام ابن تيمية في معرفة الكتاب والسنة، وابن القيم الجوزية فضلاً عن غيرهما بأنهم كانوا يرون خلاف ما يذاع الآن بناء على بعض الظواهر القرآنية كآية: والجبال رواسي مثلاً، {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (النازعات:30)، ونحو ذلك من الآيات، ما فهموا منها هذا الرأي الجامد المخالف، أولاً لظواهر النصوص الأخرى، وثانياً للحقيقة العلمية الفلكية.
مثل آية وَصْف الجبال بالنسبة للأرض كالرواسي بالنسبة للسفن، لا يستلزم لغة أن تكون الأرض غير متحركة مطلقاً، وإنما تنفي حركة اضطرابية مضطربة.