الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1169] باب هل يلزم من سؤال
"هل القرآن مخلوق" أن السائل يقول بخلق القرآن
؟
[قال الإمام]:
لا يخفي أن مجرد السؤال عن القرآن: "هل هو مخلوق"، لا يلزم منه أن السائل يقول به؛ لاحتمال أنه يقول بخلافه، وإنما سأل عنه للاستزادة من علم المسؤول. والله أعلم.
"مختصر العلو"(ص162).
[1170] باب حكم قول بعضهم: القرآن يقُصُّ
…
مداخلة: بعضهم يقول هذا القرآن يقص
…
الشيخ: هذا الذي يقال هنا: مجاز، أن هذا القرآن الذي هو كلام الله يقص عليكم كذا.
مداخلة: .....
مداخلة:
…
على المجاز.
الشيخ: أقول المجاز: ليس على اصطلاحهم وإنما على الاصطلاح أن المجاز في بعض المواطن هو الحقيقة؛ لأن حينما قسموا الكلام إلى حقيقة أو مجاز، قالوا: الحقيقة هو المعنى الذي يتبادر في الذهن أول ما يسمع الكلام، فإذا انصرفوا عنه إلى معنى غير متبادر سموه تأويلًا ولا بد للمصير إلى التأويل في هذه الحالة من قرينة، كما يقولون: إما أن تكون القرينة نقلية أو عقلية، لكن حينما تكون الجملة التي سموها مجازًا الذي يتبادر من الجملة هو المعنى المسمى
مجازًا فهو الحقيقة وللمثال على ذلك مما حفظته من كلام ابن تيمية رحمه الله والآية الكريمة: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (يوسف:82) فهنا لا يتبادر لأي عربي المعنى الذي يسمونه حقيقة، أي: القرية هذه في ترابها وجبالها وأنهارها وإنما يتبادر من النص القرآن هذا المعنى الذي يسمونه مجازًا، فإذًا تسميتهم لمثل هذا المعنى بالمجاز اصطلاح خاص لا يغاير المعنى الذي هو الحقيقة في اصطلاحهم فما يسمونه مجازًا في بعض المواطن هو الحقيقة، فالآن هنا: لا يتبادر إلى الذهن أن القرآن هو ذات يتكلم فيقص، لكن يتبادر المعنى الذي ذكرته آنفًا.
وهكذا مثلًا ضرب مثلًا آخر ابن تيمية رحمه الله فيما إذا قال العربي: سرت والقمر فيقولون: هذا مجاز؛ لأن القمر في السماء وهو في الأرض، لكن هل أحد يفهم ويتبادر لذهنه: أنه سار والقمر بجنبه واضع يده ونحو ذلك من المعاني التي تفهم فيما لو قال: سرت مع فلان من البشر؟ طبعًا لا، إذًا: المعنى الحقيقي يتناسب مع المتحدث عنه فيه مما
…
يطابق الواقع، فهنا: سرت والقمر، هذا مجاز .. مجاز في اصطلاحهم؛ لأنه ما هو الحقيقة؟ الحقيقة أنه في مكان واحد .. في أرض واحدة، لكن هذا المعنى لا يتبادر إلى الذهن إطلاقًا، وليس هناك إلا معنى واحد هو المعنى الذي سماه مجازًا وهو الحقيقة التي أرادها الله فيما إذا جاء بها
…
{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (الفجر:22) .. {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ} (المعارج:4) إلى آخره فهذه الآية تشبه هذه الآيات، يسمونه مجازًا في اصطلاحهم، لكن هي الحقيقة باصطلاح أهل السنة.
"رحلة النور"(46أ/00:07:10)