الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1091] باب هل يحتجب الله تعالى عن الكفار يوم القيامة أم هم الذين يُحجبون عنه
؟
سؤال: في مسألة رؤية الله عز وجل يعني سمعنا كثيراً من الخطباء يقولون أن الله عز وجل ينحجب عن الكفار يوم القيامة مع أن الآية في سورة المطففين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (المطففين:15) يعني: يكونون هم المحجوبون وليس الله عز وجل هو المحجوب.
الشيخ: نعم.
مداخلة: ما رأيكم شيخنا في من يقول أن الله عز وجل ينحجب عن الكفار ومن باب إكرامه للمؤمنين يظهر عليهم، هذه العبارة تكون صحيحة شيخنا؟
الشيخ: لا ليست صحيحة، هو التعبير المناسب للقرآن موافق له التعبير الصحيح، المحجوب هو العبد وليس الله عز وجل هو الذي ينحجب، هذا سوء أدب في التعبير عن الذات الإلهية.
"الهدى والنور"(798/ 20: 04: 01)
[1092] باب ذكر بعض مسالك
أهل الضلال في إنكار صفة الرؤية
[تكلم الشيخ عن خطورة التنكب عن فهم السلف، ثم ضرب مثلين واقعيين على نتيجة ذلك فقال]:
فاضرب بهذه المناسبة مثلين لمذهبين، أحدهما: قديم عريق
…
هم المعتزلة وأمثالهم، والآخر: جديد حديث وهم القاديانية؛ المعتزلة مثلاً ومعهم اليوم الشيعة
والإباضية ينكرون القدر: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام:96) ينكرون رؤية الله في الآخرة، لكن لا ينكرون الآيات سواء ما كان منها في القدر أو ما كان منها في رؤية الله لكنهم يتأولونها يلفون يدورون عليها حتى تُطابِق أهواءهم.
فإذاً: هم يقولون بالكتاب والسنة لكن يخالفون ما كان عليه السلف الصالح، هذا السلف هم المعنِيُّون بقوله تبارك وتعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَا لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (النساء:115) فسبيل المؤمنين: هم السلف الصالح، ولذلك فلا يكفي أولئك القدامى والمُحدثين أن يقولوا: على الكتاب والسنة ثم هم يتلاعبون بمعاني هذه الآيات ويأتون بمعاني جديدة لتتفق مع أهوائهم، مثال بسيط جداً ولا نطيل الحديث حوله، قال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة:22 - 23) المعتزلة ينكرون هذه المِنَّة .. هذه الفضيلة الإلهية التي يمتن بها الله على عباده في جنة النعيم، حيث يرونه كما قال أحد العلماء الأفاضل:
يراه المؤمنون بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال
فهل أنكروا الآية؟ لا لم ينكروا الآية لكن قالوا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة:22 - 23) أي: إلى نعيم ربها ناظرة، لفوا على الآية وأنكروا حقيقتها، إذا ما جوبهوا بالأحاديث الصحيحة، كمثل قوله عليه السلام في تفسير الآية الكريمة:{الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس:26) قال عليه السلام والحديث في صحيح مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«لهم الحسنى: الجنة، وزيادة: رؤية الله في الآخرة» هذه الزيادة، والحديث الآخر وهو أشهر من الأول:«إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون» وفي رواية: «لا تضارُّون في رؤيته» إذا جوبهوا بهذا الحديث
وذاك، قالوا لك: هذه أحاديث وإن كانت صحيحة فهي أحاديث آحاد لا يؤخذ بها في العقيدة.
إذاً: آمنوا بالآية لكنهم كفروا بمعناها، ما فائدة هذا الإيمان إذا كُفِرَ بالمعنى؟! هذا مثال من الفِرق القديمة، والمعتزلة اليوم والشيعة والإباضية على هذا المذهب، وبهذه المناسبة الإباضية الآن لهم نشاط ما كان يعرف من قبل، ساعدهم على ذلك: يسر الطباعة ويسر النشر وإلى آخره، فهم يُؤلِّفون الآن كتباً ورسائل كثيرة في سبيل ماذا؟ نشر مذهبهم وضلالهم.
المثال الثاني الجديد المتعلق: بالقاديانية، القاديانية لا شك أنهم يَدَّعون الإسلام ولكن الإسلام منهم بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب كما يقال في المثل العربي القديم؛ ذلك لأنهم خالفوا سبيل المسلمين في كثير من عقائدهم، فهم مثلاً يعتقدون بأن باب النبوة لم يختم .. لم يغلق .. باب النبوة لا يزال مفتوحاً، وأكَّدوا ذلك بادعاء نبيهم الذي كان يسمى: بميرزا غلام أحمد القادياني ادعى النبوة، ولذلك فهم يؤمنون بنبوة: ميرزا غلام أحمد القادياني ويكفِّروننا نحن معشر المسلمين؛ لأننا لا نؤمن بنبيهم هذا الدجال، طيب! ألا يؤمنون بقوله تعالى:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40)؟ يؤمنون طبعاً؛ لأنهم لو أنكروا كفروا وارتدوا عن دينهم، كيف إذاً يؤمنون بهذا النص القرآني ويعتقدون بمجيء نبي ويصرحون بأنه بعد سيأتي أنبياء كثر من أمثال هذا النبي خاصتهم.
اسمعوا الآن ماذا يفعلون بالآية هذه ويخالفون سبيل المؤمنين كما قال رب العالمين، قال: أنتم أسأتم فهم هذه الآية فوقعتم في الخطأ وفي الضلال؛ لأنكم فهمتم من قوله: {خَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40) أي: آخرهم هذا خطأ، والصواب في فهم الآية:{خَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40) أي: زينة النبيين كالخاتم في الإصبع، إذاً: