الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوم القيامة» كلها جمل مرتبطة بعضها في بعض، ثم هب أن القضية فيها احتمال أن يقول: الماء أول مخلوق، أو العرش أول مخلوق، ما فيها احتمال؟
مداخلة: فيها.
الشيخ: فيها احتمال، فأي الاحتمالين يعني: أقوى بحيث يجعل الدليل أضعف، لا شك أن الذي ما فيه ذرة تأول أضعف، وهذا أقوى، والله أعلم، نعم.
مداخلة: في رأي
…
شيخ في السنة يعني: تعيَّن ما ذهبتم إليه، لكني أردت أن أعرف الرد على مثل هذا، وهي مذكورة في كتاب السنة:«أول شيء خلقه الله القلم، فقال له: اكتب» فإضافة شيء لعلك ترجِّح هذا المعنى يا شيخ؟
الشيخ: نعم، هو كذلك، لكن هذا الذي عنده شبهة يفرقون بين لفظة: قال، وهذا وجهة نظر قديمة، وبين: فقال، ورواية، أنا دندنت حول هذه الكلمة من حيث إثبات صحة الرواية فيها؛ لأنه لو قال:«أول ما خلق الله القلم قال .. » يكون قال هو الخبر بهذه الجملة، وإنما الخبر هنا القلم، أول ما خلق الله القلم، تمت مبتدأ أو اسم وخبره، أول ما خلق الله: هذه في محل نصب، واسم إن، فالقلم هو الخبر لإن، أما لو قال:"قال" فحينئٍذ تصير الجملة التالية هو الخبر، فيختلف المعنى.
"رحلة النور"(41ب/00:07:53)
[1196] باب حول مسألة: حوادث لا أول لها
سؤال: سؤال في موضوع تسلسل الحوادث! بس بدك تطول بالك عليّ من أجل أفهمه منك.
شيخنا! مثل حديث القلم، هل المقصود بالقلم هو من الأشياء المشاهدة؟
يعني: قول الرسول عليه الصلاة والسلام ..
الشيخ: المشاهدة؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: لا، ليس المقصود.
مداخلة: طيب! شيخنا الذي سأل السؤال ..
الشيخ: من الذي سأل؟
مداخلة: أهل اليمن، أهل اليمن عندما سألوا ..
الشيخ: أهل اليمن ما سألوا عن القلم.
مداخلة: أليس سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن أول هذا الأمر؟
الشيخ: نعم، كان الجواب القلم؟
مداخلة: عفواً عفواً، أصبح عندي التباس بين الحديثين.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: قال عليه الصلاة والسلام: «كان الله ولم يكن شيء قبله» وفي الرواية الأخرى غيره .. في الحديث الآخر حديث القلم ..
الشيخ: وهو! حديث القلم وهو؟
مداخلة: «أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال له: اكتب ما هو كائن وما سيكون» ..
الشيخ: ما هو كان نعم، إلى يوم القيامة .. نعم؟
مداخلة: إلى يوم القيامة، فالآن: كيف نربط بين الحديثين، ولو قلنا .. نرجع أيضاً للآية التي تقول:{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (هود:107) هل في فترة من الفترات كان
الله تبارك وتعالى مُعطَّل عن الفعل لغاية خلق القلم وكان أول خلق القلم ثم استمر في الخلق؟
الشيخ: كنت معذوراً عندما طلبت من الشيخ أنه يأخذك بحلمه.
مداخلة: طبعاً، أحفظ خط الرجعة يا شيخ.
الشيخ: نعم، هذا المنطق الذي نطقت به آنفاً هو شرعي؟
مداخلة: ألا وهو؟
الشيخ: أنه هل كان الله قبل ذلك مُعطَّلاً عن الخلق وعن العمل؟
مداخلة: شيخنا أنا أريد أن أفهم المسألة، يعني: المسألة حصل عندي فيها إشكال، إلى أمس وأنا أراجع فيها لم أقدر أن أفهمها ..
الشيخ: مُبَيَّن عليك
…
ستقف ..
ما الذي يدخلك في هذه المضايق؟
مداخلة: أقرأ في كتاب فمرت علي هذه المسألة .. أمر عليها بدون أن أفهمها؟
الشيخ: حوادث لا أول لها .. في نص القرآن الكريم عليها؟
مداخلة: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (هود:107) حسب معرفتي طبعاً واعذرني ..
الشيخ: الظاهر سارت العدوى وهو الحيدة، لم تقل: في نص أو ما في نص .. تلوت علي الآية وأنا لا أفهم أن الآية تعني أن هناك حوادث لا أول لها،
{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (هود:107) كل مسلم يعرف أن الله غير مجبور من غيره وإنما الغير قد يكون مجبوراً منه، فهو {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (هود:107) لكن أنا سؤالي: هل هناك نص فيما علمت أو فيما قرأت يُقرِّر هذا النص .. فلسفة حوادث لا أول لها؟
مداخلة: لا، لا أعرف.
الشيخ: أرأيت كيف الفرق بين جوابك السابق {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (هود:107) وبين جوابك الآن، فمعنى إذا جمعنا بين الجوابين تبين أنك كنت متسرعاً
في قولك: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (هود:107) لأننا جميعاً نؤمن بأنه {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (هود:107) ولكن ليس له علاقة بموضوع السؤال الموجه إليك حوادث
لا أول لها.
في أثناء طرحك للسؤال ذكرت حديث عمران بن حصين وذكرت حديث القلم .. كيف التوفيق بينهما؟
من وجوه التوفيق التي ذكرها علماء الحديث جزاهم الله خيراً، وقد أبلغوها إلى أكثر من مائة وجه من وجوه التوفيق بين نصين يبدو التعارض بينهما، من ذلك:
- أن ترى أي النصين صريح في موضوع الاختلاف المُتَوهَّم من النصين، فالآن يوجه إليك هذا السؤال: أحديث عمران صريح في تحديد أول مخلوق هو العرش أم حديث القلم؟
مداخلة: حديث عمران ..
الشيخ: لا، ما أسألك أن تعيد لي الحديث، قل لي: هذا أو هذا فقط، وأعيد السؤال: أي الحديثين أصرح في الدلالة على أول مخلوق أحديث عمران أم حديث أول ما خلق الله القلم؟
مداخلة: حسب فهمي القلم .. حديث القلم.
الشيخ: هه، إذاً: زال التعارض، هذا أولاً.
ثانياً: قد تفهم أنت وغيرك أن القلم ليس هو أول مخلوق لكن العرش هو أول مخلوق، صح؟
مداخلة: ممكن شيء قبل العرش.
الشيخ: لم تجبني صح أو ليس بصح؟
مداخلة: أنا الذي أفهمه من هذه الأحاديث أن القلم هو أول المخلوقات.
الشيخ: عجيب! كَثّر خيرك وفَّرت علي مشوار طويل، طيب! إذا كان أنت تفهم هذا الفهم وأنا معك، ألا تكون حينذاك معارضاً لقوله عليه السلام:«أول ما خلق الله القلم» يمكن أن يكون قبل القلم مخلوق؟
مداخلة: لا، ليس ممكناً.
الشيخ: أقول: إذا كنت أنت تعتقد معنا بأن أول مخلوق هو القلم، ألا تشعر أنك حين تقول يمكن يكون القلم ليس هو أول مخلوق ..
مداخلة: لا، ليس ممكن أنا أعتقد هذا الاعتقاد، ليس ممكن أقول أنه: ليس ممكناً القلم يكون أول مخلوق؟
الشيخ: لكن قد قلت هذا فتب إلى الله، صح؟
مداخلة: مضبوط.
الشيخ: انتهت مسألة حوادث لا أول لها.
مداخلة: طيب! شيخنا قبل القلم ..
الشيخ: ما زلت؟ تريد أن ترجع، ما هكذا يكون، إما أنك تقول أن في أول مخلوق .. عفواً: إما أن تقول: في أول قبل القلم، أو لا تقول إلا كما قال الرسول:«أول ما خلق الله القلم» فإذا قلت بقول الرسول بطل قول غيره بداهةً، وإذا قلت بخلاف قول الرسول أبطلت قول الرسول وفيه ما لا يخفاك.
مداخلة: لا، إن شاء الله ما نقول هذا ..
الشيخ: بارك الله فيك! فإذاً: لماذا نشغل ذهننا بشيء نخالف فيه كلام نبينا عليه السلام وبخاصة أن هذا أمر يتعلق بغيب الغيوب، وهو رب العالمين تبارك وتعالى مع التسامح طبعاً في التعبير.
الحقيقة أن ابن تيمية عندما بحث هذا الموضوع كان بحثه جُرَّ إليه جراً في أثناء رده على الفلاسفة القائلين بقدم العالم، لكن ينبغي على المسلم دائماً وأبداً أن يكون مستحضراً في ذهنه دائماً أيضاً أنه: وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف، نحن كلمة حوادث لا أول لها لا نعرفها في تاريخ السلف إطلاقاً، هذا التعبير لا نعرفه، لكن نعرف حديث:«أول ما خلق الله القلم» وابن تيمية نفسه يتناقض في هذا الموضوع وأنت أرحتني من أن تقع في التناقض الذي وقع فيه ابن تيمية.
ابن تيمية في رسالته المسماة بـ «الرسالة العرشية» يميل إلى أن بعدما يذكر الخلاف بين العلماء في تحديد أول مخلوق يميل إلى أن أول مخلوق هو العرش على ظاهر حديث عمران بن حصين، إذاً: بالنسبة لما يتعلق بحوادث لا أول لها أصبح موضوع تحديد أول مخلوق ثانوي، المهم أن هناك أول مخلوق سواءً كان