الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عباس تلقاه من بعض الإسرائليات هذا مستحيل، ونزل إلى بيت العزة في السماء الدنيا تفصيل دقيق [لا يمكن] للعقل البشري أن يصل إليه، لذلك هذا الحديث يتعامل العلماء معه كما لو كان قد صرح ابن عباس فيه برفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
باختصار: إن الأحاديث الموقوفة ليس من السهل أبداً أن يحكم عليها بحكم المرفوع إلا بدراسة دقيقة ودقيقة جداً، وذلك لا يستطيعه إلا كبار أهل العلم.
سؤال: جزاك الله خير يا شيخنا.
الشيخ: وإياك بارك الله فيك.
مداخلة: هذه فائدة فريدة عضوا عليها بالنواجذ والأضراس والثنايا.
الشيخ: جزاك الله خيراً.
"الهدى والنور"(255/ 56: 07: 00)
[1076] باب هل المقام المحمود
هو قعود النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العرش
؟
[قال الذهبي في "العلو"]:
نقل الحافظ أبو بكر الآجري في " كتاب الشريعة " له - وهو مجلدان - عن الإمام أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد أنه قال في هذه الفضيلة، في قعود النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العرش:
لا ندفعها ولا نماري فيها، ولا نتكلم في حديث فيه فضيلة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بشيء.
[قال الإمام في "مختصر العلو"]:
قلت: لكن الحديث الوارد فيه واه
…
، وتفسير بعضهم لقوله تعالى:{عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} بإقعاده صلى الله عليه وآله وسلم على العرش مع مخالفته لما في "الصحيحين" وغيرهما أن المقام المحمود الشفاعة العظمى، فهو تفسير مقطوع غير مرفوع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو صح ذلك مرسلاً لم يكن فيه حجة؛ فكيف وهو مقطوع موقوف على بعض التابعين؟!
وإن عجبي لا يكاد ينتهي من تحمس بعض المحدثين السالفين لهذا الحديث الواهي والأثر المنكر، ومبالغتهم في الإنكار على من رده، وإساءتهم الظن بعقيدته! وقد ساق المصنف رحمه الله تعالى في الأصل [أي: العلو] أسماء طائفة منهم (ص 124 - 126) وزاد أسماء آخرين في "مختصره" وإني لأراه كأنه أخذ بهيبتهم، فإنه يتردد بين مخالفتهم وموافقتهم! فإنه بعد أن نقل قول أبي بكر النجاد:"لو أن حالفاً حلف بالطلاق ثلاثاً أن الله يقعد محمداً صلى الله عليه وآله وسلم على العرش، لقلت: صدقت وبررت".
فقد تعقبه بقوله - وقد أجاد:
"فأبصر - حفظك الله من الهوى - كيف آل الغلو بهذا المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر، واليوم فيردون الأحاديث الصريحة في العلو بل يحاول بعض الطغاة أن يرد قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} ".
فهو - رحمة الله - يشير إلى أن الصواب التوسط بين هؤلاء المعطلة النفاة، والمغالين في إثبات ما لم يصح، ومع ذلك تراه في مكان آخر (ص 143) يعود إلى ذلك الأثر المنكر، محتفلاً به، ومصرحاً بأن فيه منقبة عظيمة انفرد بها سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم ويقول:«ويبعد أن يقول مجاهد ذلك إلا بتوقيف» .