الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام فلم ينقل ذلك، لنقول: أنه أمر معهود عند بعض الناس الصالحين، فإنه لم ينقل أولاً مثله عن السلف، ثانياً فيها عبارة قد تشجع الناس إلى الإعراض عن مثل قوله تعالى:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).
"الهدى والنور"(327/ 03: 19: 00)
[1117] باب هل تمكن رؤية الله تعالى في المنام
؟
سؤال: هل يمكن لأحد أن يرى ربه في المنام كما حصل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهل يُسْتَأْنَسُ بما أودعه ابن القيم في مدارج السالكين في هذا الباب؟
الشيخ: قضية الإمكان أخي ما دام الرؤيا هي ليست حقيقية إنما هي مثالية، فمن رأى الله في منامه ما رآه كما سيراه المؤمنون يوم القيامة وإن شاء الله نحن منهم، من رآه في المنام فلن يرى ذات الله على حقيقتها، ولذلك فالعقل واسع جداً، ممكن إنسان أن يرى الله لا سيما وقد نُقِلَ هذا عن الإمام أحمد وغيره، لكن هل رآه حقيقةً، نحن نستطيع أن نقول: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما رأى ربه في المنام في القصة المعروفة عنه ما رآه على حقيقته، وهو يقول:«إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت» ، ولذلك فالمسألة فيها سعة، ولا يترتب من ورائها شيء.
"الهدى والنور"(56/ 45: 24: 00)
[1118] باب منه
سؤال: [ذُكر في كتابٍ] أن رؤية الله في المنام جائز، هل هذا صحيح أوْ لا؟
الشيخ: الله أعلم، لكن إذا قيل برؤية الله فليس المقصود رؤيته تعالى كما سيراه المؤمنون يوم القيامة وكما قال الفقيه المؤمن:
يراه المؤمنون بغير كيفٍ وتشبيهٍ وضربٍ بالمثال
رؤيته في الدنيا مناماً عبارة عن رؤيا صورة خيالية لا حقيقية؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صحَّ عنه أنه قال في صحيح مسلم، وقد ذكر الدجال الأكبر المعروف لديكم شيء من صفاته، منها قوله عليه السلام فيه:«إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت» . يعني قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين المؤمنين حتى لا يغتروا بدعوى هذا الدجال الأكبر، أنه يقول هو الرب، «ربكم ليس بأعور»: هذه أول صفة، تستطيعون أن تقولون هذا هو الدجال الأكبر، ربكم له كل صفات الكمال، وهذا له هذه الصفة الناقصة المتجلية، إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور.
ثم صفة أخرى: «إن أحدكم لن يرى ربه» [حصل هنا انقطاع صوتي](1) وهذا يدَّعي أنه ربكم.
إذاً: ليس هو بربكم.
إذاً: إذا كان .. قد أخبر الرسول أنه لن يرى أحدنا ربه إلا في يوم القيامة، وسنكون من هؤلاء المؤمنين إن شاء الله، فإذا رآه في المنام، فلا يرى حقيقةَ ربِّ العالمين، وإنما يرى صورةً خياليةً مثاليةً، ليست حقيقة، إن رأى أحدٌ ربه في المنام، وكان مخلصاً صادقاً، كما ينقل عن إمام السنة الإمام أحمد والله أعلم بصحة الرواية عنه.
" الهدى والنور"(93/ 33: 54: 00)
(1) من الواضح أن الشيخ رحمه الله بَيَّن هنا أن من الصفات التي يعرف بها الدجال: أنه يُرى في الدنيا، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الدجال:«تعلّموا أنه لن يرى أحدٌ منكم ربه عز وجل حتى يموت» (مسلم)(7540)، فكون الدجال يُرى في الدنيا من الأدلة على أنه ليس بربنا.