الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1190] باب الرد على من قال بحوادث لا أول لها
عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: يا رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة» .
(صحيح).
[قال الإمام]:
في الحديث إشارة لطيفة إلى الرد على من يقول من العلماء: بحوادث لا أول لها وإنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق وهكذا إلى ما لا أول له! فتأمل. وراجع لهذا "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(رقم 133).
"تحقيق شرح العقيدة الطحاوية"(ص 265).
[1191] باب حول كلام شيخ الإسلام في مسألة تسلسل الحوادث
[قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]:
«إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم وأمره أن يكتب كل شيء يكون» .
[ترجم له الإمام بما ترجمناه به، ثم قال]:
في الحديث إشارة إلى رد ما يتناقله الناس حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثير منهم وهو أن النور المحمدي هو أول ما خلق الله تبارك وتعالى. وليس لذلك أساس من الصحة
…
وفيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق، ولا نص في ذلك عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يقول به من قاله كابن تيمية وغيره - استنباطاً واجتهاداً فالأخذ بهذا الحديث - وفي معناه أحاديث أخرى - أولى لأنه نص في المسألة، ولا اجتهاد في مورد النص كما هو معلوم.
وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل، لأنه يصح مثل هذا التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها ومنها القلم، أما ومثل هذا النص مفقود، فلا يجوز هذا التأويل.
وفيه رد أيضاً على من يقول بحوادث لا أول لها، وأنه ما من مخلوق، إلا ومسبوق بمخلوق قبله، وهكذا إلى مالا بداية له، بحيث لا يمكن أن يقال: هذا أول مخلوق.
فالحديث يبطل هذا القول ويُعَيِّن أن القلم هو أول مخلوق، فليس قبله قطعاً أي مخلوق. ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولاً إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب، حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها، مع أنه يقول ويُصرِّح بأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم، ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلَّمنا منه التحذير والتنفير منه، ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال:" ما منا من أحد إلا رَدَّ ورُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وآله وسلم ".
"الصحيحة"(1/ 1/257 - 258).