الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث الإسراء الطويل وفيه:
" ودنا الجبار تبارك وتعالى فتدلى، حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليه ما شاء .. "
لكن هذه الجملة من جملة ما أُنكر على شريك هذا مما تفرد به عن جماهير الثقات الذين رووا حديث المعراج، ولم ينسبوا الدنو والتدلي لله تبارك وتعالى، بل روت عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما ما يدل على أن قوله تعالى {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} إنما المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام، روى مسلم (1/ 111) عن مسروق قال: قلت لعائشة: فأين قوله: {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} ؟ قالت: إنما ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم وانظر "الأسماء والصفات" للبيهقي (ص 438 - 441).
وقد كان المصنف رحمه الله تعالى أورد في الأصل (ص 50) الجملة المذكورة من حديث شريك ثم أورده بطوله " ق 21/ 1 - 2 - مخطوطة"، فحذفته لما أشرتَ إليه من النكارة، وقال المصنف في الموضع الثاني:"هذا حديث غريب" استنكره بعض العلماء ولكنه قفز القنطرة وتقرَّر في "الصحيح" قلت: هذا مسلم فيما لم تظهر فيه علة قادحة، وليس كذلك هنا، فتأمل.
"مختصر العلو"(117 - 118)
[1123] باب منه
[عن ابن عباس] قال: {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: دنا [منه] ربه عز وجل.
[قال الإمام]:
إسناده حسن كما قال [أي الذهبي في "العلو"]، فإنه ساقه في الأصل
(ص82) عن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس. هكذا وقع في الأصول كلها، وفيها المخطوطة (ق19/ 2)، وقد سقط من الإسناد الواسطة بين يحيى ومحمد بن عمرو، وهو سعيد بن أبان الأموي والد يحيى، فإنه أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (27/ 26) حدثنا يحيى ابن سعيد الأموي قال: ثنا أبي قال: ثنا محمد بن عمرو
…
وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن عمرو وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي وهو مختلف فيه، والذي استقر عليه الرأي عند أهل العلم أنه حَسَنُ الحديث، وإليه أشار الحافظ بقوله في "التقريب":
"صدوق، له أوهام".
لكن قد اختُلِفَ عليه في إسناده فرواه الأموي عنه هكذا عن ابن عباس موقوفاً. ورواه الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو وقال: ثنا كثير بن جيش عن أنس بن مالك مرفوعاً: " بينما أنا مضطجع في المسجد
…
" فذكر حديث الإسراء والمعراج، وفيه:
«فدنا ربك فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى»
…
» الحديث أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(ص 139ـ 140) باللفظ الأول، وابن جرير (27/ 27، 28) من طريق النصر ابن شميل قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص
الليثي به.
وكثير بن حبيش - وقيل: خنيس - فيه ضعف، فإن كان محمد بن عمرو قد حفظه عنه فهو منكر لمخالفته للثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الذي دنا إنما هو جبريل عليه السلام كما روى ابن جرير (27/ 27) عن مسروق قال: