الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1097] باب هل رأى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ربه
؟
سؤال: ما هو الثابت والراجح في الأمر المختلف فيه المتعلق برؤية الرسول لذات الله سبحانه وتعالى؟
الشيخ: نعم، لم يأت هناك حديث صحيح ومرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: رأيت ربي ليلة أسري بي، لا يوجد مثل هذا الحديث، صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:«رأيت ربي في المنام» (1)، وهذا خارج عن موضوع الكلام، بل يوجد هناك حديث في صحيح مسلم، وأثر صحيح عن السيدة عائشة ينفي ذلك، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- أن رجلاً قال: يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال: «نور أنى أراه» ، وفي حديث أبي موسى، وقد سرده مسلم عقب ذاك الحديث، قال:«حجابه النور» ، فإذا ضممت هذا إلى هذا أخذت النتيجة أنه لم يره. هذا الحديث المرفوع، أما الحديث الموقوف وفيه جزم من أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- الصِّدِّيقة بنت الصِّديق، وهي من أعرف الناس بشخصية الرسول وما يتعلق بإسرائه ومعراجه حيث جاء في الصحيحين في البخاري ومسلم من طريق التابعي الجليل المسمى بـ" مسروق"، أنه جاء إلى عائشة فقال: يا أم المؤمنين هل رأى محمدٌ ربه؟ هذا سؤالك، واسمع الجواب ليس مني، إنما أنا ناقل: هل رأى محمدٌ ربه؟ قالت: لقد قَفَّ شعري مما قلت. قال: يا أم المؤمنين ارحميني ولا تعجلي عليّ، أليس قال الله عز وجل:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (النجم:13)؟ قالت: أنا أعلم الناس بذلك، رأيت رسول الله .. أنا أعلم الناس بذلك، سألت رسول
(1)"ظلال الجنة"(رقم471).
الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «رأيت جبريل في صورته التي خلق فيها مرتين، وله ستمائة جناح، وقد سد الأفق» ، إذاً هذا تفسير الآية، ثم قالت متابعة تعليم الأمة، جزاها الله عن الأمة خيراً: ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية: من حدثكم أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، ثم تلت قول الله تبارك وتعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} (الشورى:51)، إذاً لا يمكن المكالمة مع الله إلا من وراء حجاب في هذه الحياة الدنيا، ولذلك كانت رؤية الله في الآخرة تباين الرؤية هنا في الدنيا. هذه المسألة الأولى، قالت: ومن حدثكم بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم ما في غدٍ فقد أعظم على الله الفرية، ثم تلت قوله تبارك وتعالى:{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل:65). الثالثة والأخيرة: ومن حدثكم بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كتم شيئاً أمر بتبليغه فقد أعظم على الله الفرية، ثم تلت قوله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة:67).
في رواية تفرد بها مسلم دون صاحبه البخاري قال: قالت: لو أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان كتم شيئاً أمر بتبليغه لكان كتم قول ربه: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي في نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} (الأحزاب:37)، لكنه ما كتم؛ لأن هذا واجبه رسالةً:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} إلى آخر الآية، غيره.
الملقي: بالنسبة للرؤية الرؤية في الدنيا، فمن ادَّعى رؤية الدنيا فقد أعظم على الله الفرية. ومن يؤول حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«نور أَنَّى أراه» ويقول: