الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه الكلمة لأنها جمعت العقيدة الصحيحة في عبارة قصيرة جداً هي خلاصة الآيات الواردة فيما يتعلق بعلو الله على عرشه من جهة، وإحاطة علمه بعباده من جهة أخرى.
قال عبد الله بن المبارك: الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته، هذه أول عبارة منه. الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته، بائن من خلقه، وهو معهم بعلمه.
والشاهد من كلمة عبد الله بن المبارك هذه قوله: بائن من خلقه، ومعنى بائن أي: مستغن، وهو الغني عن العالمين، كان الله تبارك وتعالى ولا شيء معه، ثم خلق العرش وخلق السموات والأرض كما هو معروف في الكتاب والسنة، فهو بائن من خلقه، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة حقاً، فما هي عقيدة المسلمين اليوم؟ تلخص بكلمة سابقة: الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود.
"الهدى والنور"(486/ 01:07:48)
[1042] باب الرد على من اتهم أهل السنة بأنهم يحدون الله بمكان
السائل: من هم الملائكة الكروبيون؟
الشيخ: من هم الملائكة الكروبيون؟ لم يثبت فيما علمتُ حديث فيه ذكر هذا الاسم للملائكة، الملائكة الكروبيون والحقيقة أن هذا الاسم منذ نحو ثلاثين سنة لم يكن مر بي في الأحاديث التي كنت قرأتها في مئات إن لم أقل ألوف الكتب أكثرها مخطوطة حتى سمعت هذا الاسم في منى في موسم من مواسم الحج، كنت جالسا في ليلةٍ هادئةٍ وجميلةٍ من أيام منى أتحدث مع بعض إخواننا من أنصار السنة المصريين والسوريين وغيرهم، لما دخل علينا شيخ
سمته لا بأس به سلم وجلس واستمع وبعد أن توقفت قليلاً عن الكلام دخل هو في الموضوع يتكلم، تبين من كلامه أنه من الذين درسوا في الأزهر ويحملون في طوايا نفوسهم بغضًا للدعوة السلفية أو دعوة التوحيد وأنه متأثر ببعض الدعاوى الكاذبة التي تنسب إلى جماعة التوحيد في كل بلاد الإسلام سواء كان هنا أو في مصر أو في سوريا أو في غير مكان، وإذا به يتهجم ويقول أن دعوة الوهابيين بهذا الاسم دعوة جيدة، ولكنهم يشبهون الله بالمخلوقات.
فسألته: كيف ذلك؟
قال: إنهم يقولون بأن الله عز وجل سبحان الله يخطِّئ القرآن وهو لا يشعر - قال: يقولون بأن الله على العرش استوى، فقلت له: هل هذا قولهم؟ أم قول رب العالمين؟ استدرك فقال يعني هو بأنهم يفسرون هذه الآية بمعنى، يفسرون الآية بمعنى أن الله قاعد على عرشه، قلت له: يا أخي
…
الخلاف بينهم وبين مخالفيهم ليس في تشبيه رب العالمين بالمخلوقين فهذا باطل بالاتفاق، وإنما الخلاف هل يصح تأويل الاستواء بمعنى الاستيلاء أم الصحيح أن الاستواء هو الاستعلاء ودخلت في هذا الموضوع طويلاً، وأمر طبيعي جدًّا أن خلاصة العقيدة السلفية في هذه الجزئية أن لله صفة الفوقية، فهو تمسك بهذه وقال: هل من المعقول أن الله عز وجل يكون فوق العرش، معنى ذلك أننا وضعناه في مكان، قلت له: لا، هذا وهم منكم ونحن نتبرأ من عقيدة تجعل الله عز وجل محصور في مكان وهو العلي الكبير، ثم بدأت المناقشة معه بطريقة خاصة قلت له: هل أنت معي في أن الله كان ولا شيء معه؟
قال: طبعًا
قلتُ: حين كان الله فهل كان هناك عرش؟
قال: لا
إذن كان الله ولا شيء معه ثم خلق العرش
قال: نعم
تسلسلت معه فقلت له: نحن الآن في الأرض فما الذي فوقنا؟
قال: السماء الدنيا
ثم؟
الثانية، إلى أن وصلنا إلى السابعة، قلت: ماذا فوق السابعة؟
قال: العرش
قلتُ - وهنا الشاهد - وماذا فوق العرش؟
قال: الملائكة الكروبيون
لأول مرة أسمع هذا الاسم منذ نحو ثلاثين سنة، قلت: ما هذا؟ الملائكة الكروبيون فوق العرش؟ نحن نعرف أن الذي فوق العرش هو خالق العرش بدليل الآية السابقة وتأويل السلف لها بأنه على العرش استوى أي استعلى، وكما قال المعتبرين في هذه المسألة:
ورب العرش فوق العرش لكن
…
بلا وصف التمكن واتصال
فالله غني عن العالمين، لكن أنا أسمع لأول مرة أن الذي فوق العرش هم الملائكة الكروبيون، هل عندك آية في إثبات أولا: أن هناك ملائكة يسمون
بالملائكة الكروبيون؟
قال: لا
قلت: طيب، هل عندك حديث في أنه جاء ذكرهم فيه بهذه التسمية؟
قال: لا
قلت: فإذن من أين جئت بهذه العقيدة أن فوق العرش ملائكة كروبيون
قال: هكذا درسونا مشايخنا في الأزهر الشريف
قلت: يا عجبا، أنا أعلم أن علماء الأزهر يقررون على الطلبة في دروسهم ما يتعلق بأصول العقائد وأصول الفقه يقولون لهم: أحاديث الآحاد الصحيحة لا تثبت بها عقيدة، فكيف لقنوكم عقيدة ليست مذكورة لا في القرآن ولا في السنة؟ كيف اعتقدتم؟
فبهت الرجل، ثم تابعتُ الكلام، قلت له: هب أن فوق العرش أولئك الملائكة المسمون عندكم بالكروبيون، فماذا فوقهم، وقف الرجل، وقف حيران، وقد كنت قدمت معه كان الله ولا شيء معه، وكان مشتق من كن فيكون فلم يكن شيء هناك فقال الله لخلقه كن فكان، فإذا انتهى أن ما وصلنا إلى العرش وبزعمك أن فوق العرش أولئك الملائكة؛ فماذا فوق هؤلاء الملائكة، أعدم أم وجود؟
قال: لا، عدم، لأنا كنا اتفقنا أن لا شيء قبل أن يخلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض، كان الله ولا شيء معه، إذن فقبل أن يخلق الله شيئا لم يكن هناك شيء، فإذا انتهى بك العلم إلى أن فوق العرش الملائكة الكروبيون ولا