الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أركان الإسلام الخمسة]
أركان الإسلام الخمسة الحمد لله رب العالمين ولي جميع الخلق بنعمه فهو المعبود بحق، إياك نعبد وإياك نستعين، أحمدك اللهم وأشكرك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أهل العلم والهدى أما بعد: فيقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77] يأمر الله عباده المؤمنين بأن يعبدوه وحده، بأن يركعوا ويسجدوا له وحده، يأمرهم بأن يفعلوا الخير لعلهم يرشدون. فعل الخير هذا يا عباد الله فيه الأمر بالمعروف، فيه النهي عن المنكر، فيه العبادة والتوحيد لله سبحانه، فيه البر والإحسان، فيه النصح وهداية العباد وإرشادهم إلى صلاحهم وسعادتهم. كل ذلك يا عباد الله يأمرنا الله به ويرضاه لنا ويجازي عليه ويثيب من عمل به.
عباد الله: بني الإسلام على أركان خمسة لا يكون الإنسان مسلمًا إلا إذا أقر بها وأداها كاملة بإيمان صادق وإخلاص. هذه القواعد الخمس أيها المسلمون: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه السبيل. فشهادة أن لا إله إلا الله تعني لا معبود بحق إلا الله. هي توجب أداء العبادات لله وحده، فلا دعاء ولا خضوع ولا خشوع إلا لله وحده، ولا استعانة ولا استغاثة إلا بالله وحده.
لا خوف ولا رجاء إلا من الله وحده، لا يجوز ولا يصح صرف شيء من ذلك لغير الله كائنًا من كان وإلا فالشهادة غير نافعة، وشهادة أن محمدًا رسول الله: طاعته في أمره حين يأمر، وترك نهيه حين ينهى، وتحكيم. شريعته، وقبول حكمه والرضى به:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] الصلوات الخمس في اليوم والليلة: فرائض الله آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين. أداؤها بإخلاص شرط لصحتها، وهي مقبولة إذا أديت كاملة بإيمان وخشوع وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر إذا أقيمت في أوقاتها في بيوت الله وإلا لم تكن صلاة مقبولة:{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] وزكاة المال ركن الدين إذا أخرجت عن طيب نفس طهَّرت النفس وزكَّتها وزكت المال ونمته. أداؤها يبعد المسلم عن رذيلة الشح والبخل، وهي حق للفقراء والمساكين من المسلمين، جزء قليل من المال لا ينقصه، ومتى أخرج عن إيمان وإخلاص، طيبة به نفس المخرج وأعطي لمستحقه وأصحابه من الفقراء والمساكين وبقية المستحقين للزكاة إن وجدوا: تطيب نفوسهم بذلك وترضى وتطمئن، وتطهر نفس المزكي وينمو ماله ويحفظ من الآفات. زكاة الجاه لمن أعطاه الله جاهًا لها أهميتها ووزنها عند الله:{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} [النساء: 85] ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشفعوا تؤجروا» فاتقوا الله عباد الله في ذلك وأخلصوا له النية والعمل. صوم شهر رمضان فريضة الله عليكم، وأعمال العباد لهم إلا الصوم فإنه لله وهو سبحانه يتقبله من عباده المؤمنين ويثيبهم عليه والله عنده حسن
الثواب. يدع الإنسان طعامه وشرابه، يمنع نفسه من الشهوات تقربًا إلى ربه وامتثالًا لأمره يرجو رحمته وعفوه وبره. والصوم يا عباد الله مع ذلك إمساك للجوارح عن ارتكاب الآثام، فصوم اليد إمساكها عن الإيذاء وتناول المحرمات، وصوم الرجل إمساكها عن السعي إلى الفساد والسعي إلى كل ما يغضب الله، وصوم اللسان إمساكه عن كل منكر ولغو وزور وغيبة، وصوم الأذن عدم الإصغاء إلى الإفك وعدم استماع الأكاذيب والنميمة والغناء والمزامير، وصوم العين عدم النظر إلى المحرمات عمومًا خاصة النساء الأجانب والتطلع إلى الأسرار والعورات وفي ذلك كله يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل» .
أيها المسلمون: شهر رمضان خصه الله بالخير والبركة والإحسان، أنزل فيه القرآن هدى للناس ورحمة، وفرض صيامه وسن قيامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم:«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» .
عباد الله: افعلوا الخير، واعملوا الصالحات، وتعرّضوا لنفحات ربكم فإن لربكم في أيام دهركم نفحات. اسألوه المغفرة والهداية والتوفيق: أن يحفظ عليكم إسلامكم ويظهره على الدين كله ويمكن لأهله وحماته. اللهم اجعلنا من الفائزين بالمغفرة والعتق من النار (1) .
(1) انظر من أحاديث المنبر لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ ص: 109.