الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المحافظة على الأمانة]
المحافظة على الأمانة الحمد لله الذي جعل الأمانة في قلوب الرجال، بعد أن أبى عن حملها السماوات والأرض والجبال جعل الأمانة في قلوب بني آدم ذكورًا وإناثًا لأنه ركب فيهم عقولًا بها يفقهون وبصائر بها يهتدون فتحملوا الأمانة مخاطرين ليعلوا بأدائها إلى درجة المؤمنين المتقين أو لينزلوا بإضاعتها إلى أسفل السافلين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين خلق فأتقن وشرع فأحكم وهو أحكم الحاكمين وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي بلغ رسالة ربه وأدى أمانته على الوجه الأكمل وعبد ربه حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى وأدوا ما حملتم من الأمانة فحملتموه لقد عرض الله الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا، أدوا الأمانة بالقيام بما أوجب الله عليكم من عبادته وحقوق عباده ولا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، ولا تخونوا في ذلك بإفراط أو تفريط بزيادة أو نقص فإن الخيانة نقص في الإيمان وسبب للخسران والحرمان، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«لا إيمان لمن لا أمانة له» ، وقال:«آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم» ، وقال «إذا جمع الله الأولين
والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان» يرفع له هذا اللواء فضيحة له بين الخلائق وخزيًا وعارًا.
أيها المسلمون: إن الأمانة في العبادة والمعاملة، فالأمانة في العبادة أن تقوم بطاعة الله تعالى مخلصًا له متبعًا لرسوله صلى الله عليه وسلم تمتثل أوامره وتجتنب نواهيه تخشى الله في السر والعلانية تخشاه حيث يراك الناس وحيث لا يرونك لا تكن ممن يخشى الله في العلانية ويعصيه في السر فإن هذا هو الرياء ألم تعلم أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ألم تعلم أن الله أنكر على من هذه حاله بقوله تعالى:{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80]{أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة: 77]{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108]
وأما الأمانة في المعاملة فأن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به من النصح والبيان وأن تكون حافظًا لحقوقهم المالية وغير المالية من كل ما استؤمنت عليه لفظًا أو عرفًا، فتكون الأمانة بين الرجل وزوجته يجب على كل منهما أن يحفظ الآخر في ماله وسره فلا يحدث أحدًا بذلك، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إن من أشر الناس عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه» ، وتكون الأمانة بين الرجل وصاحبه يفضي له بحديث سر يعلم أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد ثم يفشي سره ويحدث به الناس. وفي الحديث: «إذا حدث
الرجل رجلًا بحديث ثم التفت فهو أمانة» ، لأن التفاته دليل على أنه لا يحب أن يسمعه أحد.
وتكون الأمانة في البيع والشراء والإجارة والاستئجار فلا يجوز للبائع أن يخون المشتري بنقص في الكيل أو الوزن أو زيادة الثمن أو كتمان العيب أو تدليس في الصفة ولا يجوز للمشتري أن يخون البائع بنقص في الثمن أو إنكار أو مماطلة مع القدرة على الوفاء. ولا يجوز للمؤجر أن يخون المستأجر بنقص شيء من مواصفات الأجرة أو غير ذلك. ولا يجوز للمستأجر أن يخون المؤجر بنقص الأجرة أو إنكارها أو تصرف يضر المستأجر من دار أو دكان أو آلة أو مركوب.
وتكون الأمانة في الوكالات فيجب على الوكيل أن يتصرف بما هو أحسن ولا يجوز أن يخون موكله فيبيع السلعة الموكل في بيعها بأقل من قيمتها محاباة للمشتري أو يشتري السلعة الموكل في شرائها بأكثر من قيمتها محاباة للبائع. وفي كل من كان واليًا على علم خاص أو عام فهو أمين عليه يجب أن يؤدي الأمانة فيه فالقاضي أمين والأمير أمين ورؤساء الدوائر ومديروها أمناء يجب عليهم أن يتصرفوا فيما يتعلق بولايتهم بالتي هي أحسن وفي ولايتهم وفيما ولوا عليه حسبما يستطيعون، وأولياء اليتامى وناظرو الأوقاف وأوصياء الوصايا كل هؤلاء أمناء يجب عليهم أن يقوموا بالأمانة بالتي هي أحسن.
ألا وإن من الأمانة ما يتصل بالثقافة والإرشاد والتعليم فعلى القائمين على ذلك من مخططي المناهج ومديري الأقسام والمشرفين عليها أن يراعوا
الأمانة في ذلك باختيار المناهج الصالحة والمدرسين الصالحين المصلحين وتثقيف الطلبة علميًا وعمليًا دينا ودنيًا عبادة وخلقًا. وإن من الأمانة في ذلك حفظ الاختبار المدرسي من التلاعب والتهاون وحفظه في وضع الأسئلة بحيث تكون في مستوى الطلبة عقليًا وفكريًا وعلميًا لأنها إن كانت فوق مستواهم أضرت بهم وحطمتهم وأضاعت كل عامهم الدراسي وإن كانت الأسئلة دون مستواهم أضرت بمستوى الثقافة العامة في البلاد، وحفظ الاختبار وقت الإجابة على الأسئلة بحيث يكون المراقب فطنًا حازمًا لا يدع فرصة للتلاعب ولا يحابي ابنًا لقريب ولا لصديق لأنهم هنا على درجة واحدة كلهم في ذمة المراقب وعهدته سواء. وحفظ الاختبار وقت تصحيح الأجوبة بحيث يكون التصحيح دقيقًا لا يتجاوز فيه ما يسمح به النظام حتى لا يظلم أحد على حساب الآخر ولا ينزل طالب إلا في المنزلة التي يستحقها.
إننا إذا حافظنا على هذه الأمانة في الاختبار في مواضعه الثلاثة فهو من مصلحة الأمة كلها ومن مصلحة العلم، فهو من مصلحة القائمين على الاختبارات بأداء الواجب عليهم وإبراء ذممهم ومن مصلحة الطلبة حيث يحصلون على مستوى علمي رفيع ولا يكون حظهم من العلم بطاقة يحملونها أو لقبا يستحقون معناه وهو من مصلحة العلم حيث يقوى ويزداد حقيقة ولا يهمنا عند ضبط الاختبار أن يكون الناجحون قليلًا لأن العبرة بالكيفية لا بالكمية وإذا كانوا قليلًا في عام كانوا كثيرًا في العام الذي يليه حيث يعتادون على الجد ويستعدون له.
وفقني الله وإياكم لأداء الأمانة وإبراء الذمة وحفظنا من إضاعتها
والتساهل فيها إنه جواد كريم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الأولى خلق الحياء الحمد لله الذي زين أولياءه بالتقى ورزقهم أفضل المكارم والمحاسن وأدب نبيه صلى الله عليه وسلم وكان أشد الناس حياءً وتراضعًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
أما بعد أيها المسلمون: إن الإسلام دين خلقي رفيع، يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويبعث في النفس مشاعر الفضيلة والحياء.
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الغاية من بعثته فقال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ، إن الإسلام جاء محاربًا لكل الرذائل والمنكرات، محرمًا لسائر الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وغاية الإسلام أن يقيم مجتمعًا فاضلًا، تنعدم فيه مظاهر الإثم والجريمة وأسباب الفحش والمنكر، بحيث يغدو هذا المجتمع نظيفًا من كل ما يدعو إلى الوقاحة والدناءة والفجور.
ولقد كافح الإسلام طويلًا، في سبيل إقامة هذا المجتمع الطاهر، وجعل الحياء أساسه وعماده.
فخلق الحياء، هو رأس الفضائل الخلقية، وعماد الشعب الإيمانية، وبه يتم الدين، وتصلح الحياة، وتسود الفضيلة، وتنعدم أسباب الرذيلة.
والحياء عنوان الإسلام، ودليل الإيمان، ورائد الإنسان إلى الخير
والهدى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الحياء لا يأتي إلا بخير» ، وقال عليه الصلاة والسلام:«الحياء شعبة من الإيمان ولا إيمان لمن لا حياء له» .
فإذا تخلق الإنسان بخلق الحياء، كان ذلك دليلًا على حسن أدبه وسلوكه وصلاح ظاهره، ونقاء سريرته، وكمال إيمانه.
وحينما يفقد الإنسان خلق الحياء، يكون قد حُرِم خيرًا كثيرًا، وخسر خسرانًا مبينًا.
والحياء انقباض النفس عن القبيح، وهو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي، فلا يكون كبهيمة الحيوان.
فالحياء أداة مانعة من ارتكاب المعاصي، حائلة بين المرء وبين فعل ما لا يليق من القبيح، وإن كان صغيرًا، فهو أصل لكل فضيلة وخير، وعصمة من كل رذيلة وشر.
لهذا كله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء» . وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر عنده الحياء فقالوا: يا رسول الله الحياء من الدين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل هو الدين كله» ، وذلك لأنه يؤدي إلى الأخلاق الكاملة، والأعمال الفاضلة.
ولقد «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا رأى شيئًا يكرهه عرف في وجهه» لما يبدو عليه من أثر الحياء والخجل، وكان أرق الناس طبعًا، وأنبلهم سيرة وأعمقهم شعورًا بالواجب ونفورًا من المثالب وقد
روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه «دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده يبكي قال: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: " أخبرني جبريل عليه السلام، أن الله يستحي من عبد يشيب في الإسلام أن يعذبه، أفلا يستحي العبد أن يذنب وقد شاب في الإسلام» .
إن هذا الحديث ينطبق على أولئك الذين شابت رؤوسهم وأصبحوا على حافة قبرهم وهم في غفلتهم ساهون، وعلى الدنيا مقبلون، ولجمع المال عاكفون، لا يذكرون الله حقًا، ولا يصلون فرضًا، ولا يؤدون زكاة، ولا يحجون بيتًا، ولا يتعففون عن منكر فما أقل حياء هؤلاء القوم وما أشد غرورهم وما أعظم غفلتهم.
أيها المسلمون: إذا نظرنا في واقع الحياة اليوم وجدنا الحياء معدومًا إلا من رحم ربك، فلقد رفع الحياء من وجوه الرجال والنساء على حد سواء فامتلأت الأرض آثامًا وشرورًا، ومنكرات وفجورًا. ورأينا المخازي والفضائح ترتكب بلا تورع ولا خجل، ولا خوف من الله ولا وجل.
ورأينا النساء يخرجن شبه عاريات، لم يتركن وسيلة شيطانية، للإغواء والفتنة إلا اتخذنها، حتى غدت كل واحدة منهن في الشارع والمجتمعات والحفلات كأنها عروس ليلة زفافها.
أما أشباه الرجال، فهم من الوقاحة وموت الشرف والغيرة، ما جعلهم أضل من البهائم وهؤلاء لا شك أن قلوبهم ونفوسهم قد مسخت قردة وخنازير، وإن كانت أجسامهم في صورة بني آدم.
إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله، وإذا ذهب الدين والحياء، انطلق الناس كالدواب الشاردة، لا يبحثون إلا عن شهوات بطونهم وفروجهم ويستبيحون في سبيل ذلك كل حرمة وخلق ومبدأ وشرع.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية في حياء المجتمع المسلم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
أيها الاخوة المسلمون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء» .
الإسلام دين يقوم على الفضيلة والخلق الكريم والحياء، ويدعو إلى الطهر والعفة والترفع عن الفحش والبذاء. . فالحياء شعبة من الإيمان، ولا دين لمن لا حياء له.
ومن أجل أن يكون الحياء خلق كل مسلم ومسلمة، والطهر والعفاف صفات كل مؤمن ومؤمنة، حض الإسلام على التحلي بالمكارم والفضائل، والتخلي عن الموبقات والرذائل، وحرم كل تكشف وسفور، وكافح بشدة كل فحش ومنكر وفجور، حتى يكون المجتمع الإسلامي مثالًا للوقار والعفة، والحياء والفضيلة، والشرف والغيرة وطهارة الضمائر والنفوس.
أيها المسلمون: ولكي يوفر الإسلام للحياة الإجتماعية، قواعد الحياء والفضيلة ومعالم الطهر والعفة حرم السفور ونهى عن التبرج، وفرض الحجاب وضرب حول المرأة سياجًا من الفضيلة والعفاف وحصنها بالشرف والحياء سدًا لذرائع الفتن والمفاسد وقطعًا لأسباب الفجور ودواعي الفسوق
والانحراف.
قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 33]
هذه وصية " الله " للمرأة المسلمة أن تقر في بيتها ولا تدع مجالًا لأجنبي أن يرى شيئًا من زينتها وجسمها، وإذا برزت إلى السوق فليكن مظهرها ينبئ عن حشمة وحياء ووقار. وأن تعكف في بيتها على أداء الواجبات البيتية والحقوق الزوجية مع رعاية الفروض الدينية من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله.
إن الإسلام يدرك المفاسد الكبرى، التي تترتب على اختلاط النساء بالرجال فحرم ذلك وأمر أن يكون هناك حجاب أو ساتر حين يريد رجل مقابلة امرأة أجنبية لطلب متاع أو سؤال حاجة.
فقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53] وفرض الحجاب وأمر بتغطية الوجه وستره لأنه مجتمع المحاسن وعنوان الجمال وموضع الفتنة والإغراء.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] وقال سبحانه: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]
فأين هذا من زماننا اليوم؟ إن الإنسان حيثما سار واتجه لا يقع بصره إلا على النساء السافرات، والكاسيات العاريات إلا من رحم ربك، وكأنهن
يعرضن أنفسهن للزينة والفتنة والجمال.
إن تبرج المرأة وسفورها، دليل على نقص دينها وفقد حيائها فهو فساد لها أيضًا، وفي فساد المرأة فساد الجيل وفساد الأمة كلها، وقد جر ذلك علينا من البلاء العظيم، والفساد الكبير، والفضائح والمخازي، والجرائم والمآسي ما جعل الحياة تنقلب إلى شقاء وتعاسة وانحطاط وحقارة.
فبعدًا لحياة يهان فيها الشرف، وتموت فيها الغيرة والرجولة، وتبذل الكرامة والعفة في أبشع صور الذل والمهانة فأين الشرف؟ وأين الفضيلة والحياء؟ أين كرامة الرجولة وعزة المسلم؟ أين الغيرة على العرض والغضب لمحارم الله؟
إن من أكبر العار، أن يسير الرجل المسلم وإلى جانبه زوجه أو ابنته أو أخته سافرة الوجه بادرة الصدر والنحر، مظهرة للجمال والزينة، يتمتع بالنظر إليها كل من رآها من مرضى القلوب والنفوس.
اللهم إنا نسألك الثبات على دينك وشكر نعمتك وحسن عبادتك، اللهم اصرف عنا الفواحش ومنكرات الأخلاق واهد شبابنا وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة اللهم آمين.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.