الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الخوف من عذاب الله]
الخوف من عذاب الله الحمد لله يرحم من يشاء ويعذب من يشاء وإليه ترجعون وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد:
قال تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12] وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ - وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ - يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 102 - 105]
وعن أنس رضي الله عنه قال «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين» ، متفق عليه.
وفي رواية بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال: «عرضت عليّ الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين» ، الخنين البكاء مع اجتذاب النفس.
وعن المقداد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تدنو
الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم لمقدار ميل قال سليم بن عامر الراوي عن المقداد فوالله ما أدري ما يعني بالميل مسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فيه» ، رواه مسلم.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أرى ما لا ترون أطّت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله تعالى والله، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثرًا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى» ، رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وعن أبي برزة فضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه» ، رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قلت يا رسول الله الرجال والنساء جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك» ، وفي رواية:«الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض» ، متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خاف
أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة» ، رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال «قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] ثم قال: " أتدرون ما أخبارها "؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: " أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه أخبارها» ، رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة» ، متفق عليه.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى ترقوته» ، رواه مسلم.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا وأنه لأهونهم عذابًا» ، متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه» ، متفق عليه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.