الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الإسلام هو المنقذ]
الإسلام هو المنقذ الحمد لله المتفرد بالقدرة والحكمة منزل الكتاب على عبده ليدبّر الناسُ آياته وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
فقد أرسل الله عز وجل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، وبعثه إلى الناس كافة شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.
كان الناس يتيهون في بيداء الكفر والضلال، ويحيون حياة الجاهلية والفوضى، فلا حق يقام، ولا هدى يتبع، ولا قائد يقتفى أثره، أو مصلح ينقذ الناس بدعوته وكفاحه.
حتى بعث الله عز وجل النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فكان القائد المنتظر والمصلح المرجو والمنقذ المرتقب.
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33] أجل. . كان محمد صلى الله عليه وسلم منقذًا منتظرًا، ومصلحا مرتقبًا لأنه قد هدى الخلق من الضلالة، وأنقذهم من الجهالة، ودعاهم إلى الأخوة والإيمان وعبادة الملك الديان.
لما كانت دعوته حقًا وهدى ورسالة إصلاح وتحرير وبناء ولما كانت القلوب ظامئة إلى الحق، متطلعة إلى النور، بعد أن لفها الباطل بظلامه فقد
تحقق للحياة الإصلاح المنشود، والسلام والنظام، وأسرع الناس إلى كنف الإيمان وروضة الإسلام، ودخلوا في دين "الله" أفواجًا.
ثم تفتحت قلوبهم وانشرحت صدورهم ورأوا الهدى الذي ليس معه ضلال والحق الذي لا يشوبه باطل، فاستمسكوا بما جاءهم من عند الله واتبعوا النبي الذي أرسله لإنقاذهم، وأحبوه وآزروه، وكانوا أعوانًا في دعوته وجهاده، فقامت على عواتقهم رحى المعارك والحروب، التي دارت على حزب الكفر، وعصبة الباطل وأنصار الشيطان.
وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل "الله" الذي آمنوا بوحدانيته ووجوده واتبعوا النور الذي أنزله، والرسول الذي أرسله، وفي ذلك يقول الله تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا - لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 8 - 9]
أيها المسلمون: إن الإسلام هو النور الإلهي الذي محى ظلام الحياة وأشرق في آفاق الدنيا وهو الدين القيم الذي ملأ القلوب الفارغة بالإيمان، وعمرها باليقين والإخلاص، وهو الدعوة الخالدة التي هي دعوة إصلاح وتحرير وبناء، في كل زمان ومكان.
أجل إن الإسلام دعوة خالدة لأنه صبغة الله وصنعته، ووحيه وحكمته وقد قال عز وجل:{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة: 138] وقال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]
فأين أولئك الذين يوقنون بأن الإسلام حكمة الله وصبغته، وأن القرآن تنزيله وكلمته، ثم يعملون بحكمه، ويعتصمون بحبله، ويهتدون بهديه، ويأخذون بمناهجه الإسلامية الراقية، وسننه التشريعية المتبعة، ودعوته الهادية الهادفة {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]
يجب أن تعلموا أن الإسلام قد أنزله الله عز وجل ليكون العلاج الناجح الحاسم لكل أدواء الحياة، والبلسم الذي يهب للإنسانية العافية من الآلام والفتن والآثام.
والإسلام لازال إلى اليوم وحتى قيام الساعة دعوة إصلاحية هادية بناءة ليس لها نظير ولا مثيل، تملأ الفراغ، وتقضي على الفوضى وتحقق الهدى وتقيم العدالة وتمنع البغي والفساد وتفرض السلام والنظام وتوفر الأخوة والوفاق والوئام.
وإن المسلمين اليوم لفي أمس الحاجة إلى دعوة الإسلام وهدى القرآن، إنهم في حالة مزرية من التخاذل والضعف والحيرة والضلال، وركوب الآثام واتباع الشهوات ولا منقذ لهم إلا الإسلام الذي جاء به هادينا ومنقذنا محمد عليه الصلاة والسلام.
فكيف يضل المسلمون وعندهم كتاب الله تتلى آياته وسنة رسوله
ينشر هداها؟ وكيف يشكون من فساد الأوضاع واضطراب الحياة وبين أيديهم حكمة الله العليم الخبير؟ وفيها صلاح أمرهم في الدنيا والآخرة وعز الحياة وطيب العيش واستقراره.
وبعد: إنني أقولها لوجه "الله" ذي الجلال والإكرام، وفاء بحق التبليغ الملقى عليّ: إن كتاب الله وسنة رسوله هما الحق الذي لا يأتيه الباطل، واليقين الذي لا يتطرق إليه الشك، والنور الذي يمحق الظلمة، والرشاد الذي ينفي الغي والضياع عن البشر أجمعين.
وإن المسلمين لن يلقوا خيرًا ولن يهبهم الله عزًا ونصرًا ولن يشعروا بطيب الحياة واستقرارها إلا بالرجوع إلى الإسلام والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله.
وصدق عليه الصلاة والسلام حيث قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنتي، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد» .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.