الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتعذيبُ عليها كذلك؛ ولا فرق.
ومنها قوله تعالى: {ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد} . تقديره، والله أعلم، "ولكنّا لم نَشأ أن نَرفَعه بها؛ فأخلد {إلأى الأرض واتبع هواه} . فصار إِخلادُه واتّباعُه هواه مرتَّبًا على عدم مشيئة الله. فهو من باب الاكتفاء بالمسَّبب عن السبب لرفعِه. وكذلك كلّ سببٍ اعتَلَّ اللهُ به على خلقِه هو مقدورٌ له.
ومنها قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدى ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ولقد ذرأنا لجهنم} ، الآية.
ومنها قوله تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} . وقد سبق تفصيلُ هذا الاستدراج في قوله، {وما أرسلنا في قرية من نبى إلا أخذنا أهلها بلبأساء} ، الآية. وهو إِضلالٌ بالتسُّبب.
ومنها قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادى له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} .
سورة الأنفال وبراءة
ومنها قوله تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} . نَفَى اللهُ سبحانه رَميَ نبيِّه عليه السلام بقوله، {ما رميت} ، وأثبت بقوله:{إذا رميت} . فقال العلماء: "الرميُ لابدّ فيه من قبضٍ وإِرسالٍ، وهما مِن فِعلِ النبيّ عليه السلام؛ وتبليغٍ وإِصابةٍ، وهما مِن فِعلِ اللهِ سبحانه". فعلى هذا القياس، تكون الأفعالُ منسوبةٌ إِلى العبد بالكسب، وإلى الربّ بالخلقِ. أو يقال: "مبادئ الأفعالِ بعزمِ العبدِ وكسبِه؛ وغاياتها بخلقِ الله ومعونتِه. وفي صدرِ الآية: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} ؛ وهو قاطعٌ في الباب.
ومنها قوله سبحانه: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} . يعني: بخلقِ
الدواعي إِلى ما يريد، والصوارفِ عمنّا لا يريد. قال ابن عبّاسٍ:"يحول بين الكافر واطعته، والمؤمن ومعصيته". وقال مجاهدٌ: "يحول بينه وبين قلبِه حتى لا يَعقِل، ولا يَدرى ما يَفعل". وقيل: "يحول بين المؤمن واعتقاد الكفرِ، وبين الكافر وبين الإِيمان".
ومِن بَراءة: {زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدى القوم الكافرين} . وقد سبق مثلُهما، والاستدلال به.
ومنها قوله تعالى: {ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين} . "ثَبطهُم": "حَلَّ عزائمَهم عن الجهاد، وزَيَّن لهم التَخلُّفَ". وقيل: "أي بلسان القدرةِ الكونّية". فهذا قاطعٌ في أنّ التكليف والتكوين لا يَتناقضان من الله سبحانه؛ لأنّه قال لهم بلسان التكليف: "جاهِدوا، وانهضوا مع رسول الله في سبيل الله"؛ وقال لهم بلسان التكوين والقدر: " {اقعدوا مع القاعدين}. فكذلك يجوز أن يقول للعبد: "لا تَزنِ"، ثمّ يخلق في الزنا؛ أو: "صَلِّ"، ثمّ يثبطَه عن الصلاة.
ومنها قوله تعالى: {فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه} . أي جَعَل اللهُ النفاقَ في قلوبهم. وذلك إِضلالٌ لهم، أو زيادة إِضلالٍ.
ومنها قوله تعالى: {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع} . وفي التي بعدها بآياتٍ: {وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون} . {ولا يفقهون} . وقد سبق معنى "الطبع".