الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنها قوله تعالى، حكايةٌ عن الضعفاء والمستكبرين:{إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم معنون عنا من عذاب الله من شيء قالو لو هدانا الله لهديناكم} . وأقرّهم اللهُ على هذا، ولم يُنكِر عليهمم كما أنكَر على القائل:{لو أن الله هدانى لكنت من المتقين} . لأنّ هذا أراد نفيَ الإِرشادِ المجرَّد؛ فكذبّه اللهُ بقوله: {بلى قد جاءتك آياتى} ؛ وأولئك أرادوا الهدى الكامل المصاحَب بالتوفيق؛ فلم يُكذَّبهم. وتَبيّن بهذا أنّ قول الشيطان لهم بعدَ هذا، {فلا تلومونى ولوموا أنفسكم} . معناه "على كسبِكم"، على ما سبق تفسيرُه، أو "على أنّكم لو تُرِكتم مختارين، لعَصيتم"، كما سبق.
ومنها قوله تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} . وليس يعد هذا بصريحٍ غى إِثبات القدر.
سورة الحجر
فمنها قوله سبحانه: {كذلك نسلكه في قارب المجرمين} . اختُلِف في الضمير "نَسْلُكُهُ". فقيل: هو ضمر "الذِكر" في {إنا نحن نزلنا الذكر} . وهو الظاهر، بدليل قوله في الشعراء:{كذلك سلكناه} ؛ فهو ضميره؛ لأنّ السياق له، وهو قريبٌ منه جدًّا. ومعنى الآية على هذا:"إنّا سلكنا القرآنَ في قلوب الكفّار كما سلكناه في قلوب المؤمنين، لتقوم الحجّةُ عليهم في كفرِهم وتكذيبهم". ومعنى "سَلْكِه في قلوبهم"، إِسماُعهم إِيَاه، حتى وصلَت معانيه بواسطة ألفاظه إِلى قلوبهم". قلتُ: لكنّه منَعَهم فهمَه وقبولَه بالأكنّةِ التي جعلها، والختمِ والطبعِ على قلوبهم.